|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائـد من كــلام السلف اعتكاف القلب قال ابن القيم رحمه الله: الإنابة هي عكوف القلب على الله -عز وجل- كاعتكاف البدن في المسجد لا يفارقه، وحقيقة ذلك عكوف القلب على محبته وذكره بالإجلال والتعظيم وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له والمتابعة لرسوله، ومن لم يعكف قلبه على الله وحده عكف على التماثيل المتنوعة، كما قال إمام الحنفاء لقومه {مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} (الأنبياء:52) فاقتسم هو وقومه حقيقة العكوف، فكان قومه العكوف على التماثيل، وكان حظه العكوف على الرب الجليل.(ص193 من الفوائد) العبد لا يزال في تقدم أو تأخر قال ابن القيم رحمه الله: لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر وله عليه فيه نهي وله فيه نعمة وله به منفعة ولذة، فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به وإن عطل أمر الله ونهيه فيه عطله الله من انتفاعه بذلك العضو وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه تقربه منه فإن شغل وقته بعبودية الوقت تقدم إلى ربه وإن شغله بهوى أرواحه وبطالة تأخر فالعبد لا يزال في التقدم أو تأخر، ولا وقوف في الطريق البتة قال تعالى لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر(ص 190 من الفوائد) فضل العطية قال عبيد الله بن عباس رحمه الله:إن أفضل العطية: ما أعطيت الرجل قبل المسألة. فإذا سألك: فإنما تعطيه ثمن وجهه حين بذله إليك. موسوعة ابن أبي الدنيا (4/170) قطيعة الرحم قال الإمام الشعبي رحمه الله :من زوج فاسقا: فقد قطع رحمه موسوعة ابن أبي الدنيا (8/39) التوحيد كالمرآة قال ابن القيم رحمه الله: التوحيد أصلف شيء وأنزهه وأنظفه وأصفاه فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون، يؤثر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جدا أدنى شيء يؤثر فيها، ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية.ص192 من الفوائد عقوبة المبتدعة قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وهو يتكلم عن أهل البدع: «ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أوذبَّ عنهم، أوأثنى عليهم، أوعظَّم كتبهم، أو عُرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أوكره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرى ما هو، أو مَنْ قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل ومنافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون فى الأرض فسادًا، ويصدون عن سبيل الله، فضررهم فى الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم ...» اهـ (مجموع الفتاوى-2/132). العلم ليس بكثرة الرواية ولكنه اتباع الكتاب والسنة - قال الإمام البربهاري رحمه الله: «واعلم رحمك الله أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب إنما العالم من اتبع العلم والسنن وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب.»شرح السنة للبربهاري: 104 - 105 العبادة القلبية للأصنام - قال ابن القيم رحمه الله: التماثيل جمع تمثال وهو الصور الممثلة فتعلق القلب بغير الله واشتغاله به والركون إليه عكوف منه على التماثيل التي قامت بقلبه وهو نظير العكوف على تماثيل الأصنام؛ ولهذا كان شرك عباد الأصنام بالعكوف بقلوبهم وهممهم وإرادتهم على تماثيلهم فإذا كان في القلب تماثيل قد ملكته واستعبدته؛ بحيث يكون عاكفا عليها فهو نظير عكوف الأصنام عليها ولهذا سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبدا لها، ودعا عليه بالتعس والنكس، فقال: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش.(ص193 من الفوائد) لا تبدأ من حيث انتهى القوم! قال الإمام ابن المبارك رحمه الله: أول العلم النية، ثم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر.جامع بيان العلم وفضله (1/118) عندما يكون للجهل فضل قال العلامة ربيع بن هادي حفظه الله:الجهل: أفضل من أخذ العلم عن أهل البدع. المجموع (1/301) بين الأمر والنهي قال ابن القيم رحمه الله: أقام الله -سبحانه- هذا الخلق بين الأمر والنهي والعطاء والمنع فافترقوا فرقتين: فرقة قابلت أمره بالترك ونهيه بالارتكاب وعطاءه بالغفلة عن الشكر ومنعه بالسخط وهؤلاء أعداؤه وفيهم من العداوة بحسب ما فيهم من ذلك، وقسم قالوا إنما نحن عبيدك فإن أمرتنا سارعنا إلى الإجابة وإن نهيتنا أمسكنا نفوسنا، وكففناها عما نهيتنا عنه وإن أعطيتنا حمدناك وشكرناك، وان منعتنا تضرعنا إليك وذكرناك، فليس بين هؤلاء وبين الجنة إلا ستر الحياة الدنيا فإذا مزقه عليهم الموت صاروا إلى النعيم المقيم وقرة الأعين.ص 191-192 من الفوائد اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
![]() ![]() درر وفوائـد من كــلام السلف الإكثار من الإستغفار يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: «يُكثر الإنسان من الاستغفار بعد نهاية المناسك، ويُكثر من ذكر الله عزوجل وشُكره والثناء عليه وتعظيمه، فإن العبادة تُتبع بالحمد والثناء، وتُتبع بذكر الله والاستغفار؛ لأن الاستغفار يَجبر ما يحصل من النقص».قال الإمام ابنُ كثير رحمه الله: «أبو نصر المروزي كان إماماً في القراءات، وله فيها المصنّفات، وسافر في ذلك كثيراً. واتفق له أنه غرق في البحر في بعض أسفاره، فبينما الموج يرفعه ويضعه إذ نظر إلى الشمس قد زالت، فنوى الوضوء وانغمس في الماء ثم صعد، فإذا خشبةً فركبها وصلّى عليها، ورزقه الله السلامة ببركة امتثاله للأمر، واجتهاده على العمل، وعاش بعد ذلك دهراً» اهـ. البداية والنهاية، ط. إحياء التراث 12 / 170 العمل ثمرة العلم قال العلامة حمد بن عتيق، رحمه الله تعالى: العلم يحفظ بأمرين: تذاكر وفهم، ثم العمل به؛ فمن عمل بما علم حفظ عليه علمه وأثابه علماً آخر ما يعرفه، ﻷن التعطيل ينسي التحصيل، فإذا عمل اﻹنسان بعلمه، بأن حافظ على فرائض الله، وﻻزم السنن الرواتب والوتر وتﻼوة القرآن، واﻻستغفار باﻷسحار، وألزم نفسه ساعة يحبسها في المسجد للذكر، وأحسن ما يكون بعد صﻼة الصبح إلى طلوع الشمس، فقد ثبت العمل به. كذلك يجتنب مجالس اللغو والغفلة، ويعادي مجالس أهل الغيبة وساقط الكﻼم، ويحفظ لسانه مما ﻻ يعنيه. ثم أقبل على تذاكر العلم وقيَّده بالكتابة؛ وحرص على تحصيل الكتب والنسخ أعظم من حرص أهل الثمر عليه وقت الجذاذ، وأعظم من حرص أهل العيش على جمعه وقت الحصاد. فهذا يسمى طالب علم، وهو على سبيل نجاة، إذا كان مخلصاً في ذلك لله; وأكبر عﻼمات ذلك أن يكون لصاحبه حال يتميز بها عن الناس، حتى يشهد حاله ويتميز ﻻنفراده عن الناس، إﻻ من دخل معه في طريقه.وأما إذا تسمى اﻹنسان بالقراءة، فإذا تأملت حاله إذا هو مثل أهل بﻼده، وﻻ فيه خاصة عن أهل سوقه، فحاله عند الصلوات الخمس والرواتب مثل حالهم، وﻻ محافظة على ذلك، قد نام جميع ليله و ضيع جميع نهاره، وصار له مع كل الناس مخالطة، وليس هناك إﻻ أنه في بعض الأحيان يأخذ الكتاب ويقرأ في المجلس؛ ولو سألته عن بابه الذي قرأه ما عرفه، ولو طلبت منه مسألة مما يقرأ لم يجب عنها، وربع الريال أحب عنده من كتابين، قد خﻼ منه المسجد وامتﻸت منه مجالس الغفلة.وعطل لسانه من الذكر، وسله في الخوض في أحوال الناس، وما يجري بينهم وتعرف دنياهم، فهذا من العلم النافع بعيد، وﻻ يفيد وﻻ يستفيد. من حكمة الرب سبحانه أن مثل هذا ﻻ يوفق، وأدلة هذه اﻷمور في كتاب الله وسنة رسوله وكﻼم سلف اﻷمة وأئمتها كثيرة معروفة، ومن تأمل أحوال العالم وجد ما يشهد لذلك؛ فتجد من يشب ويشيب وهو يقرأ ولم يحصل شيئاً، لمانع قام به وحائل من نفسه، ﻻ من ربه،{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (الكهف: 49)، {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} (القمر: 5) الدرر السنية 4/345. إن الله يحب أهل الرفق - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «إذا كنت رفيقا نلت بذلك فائدتين عظيمتين، أولا: محبة الله عز وجل، فإن الله يحب الرفق وأهل الرفق. ثانيا: أنك تنال برفقك ما لا تنال بعنفك فلا تتعجل ولا تتسرع، لا تأخذك الغيرة والعاطفة على عدم الرفق، تأن في كل أمورك حتى في نفسك». (شرح الكافية الشافية / ج3 / ص159). التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله:«كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه وإعاذته مما يستعيذ الله منه، لقوله تعالى في الحديث: «ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه». شرح الأربعيين النووية للعثيمين قوة الإيمان في القرآن قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «كلما قوي إيمان الإنسان بالقرآن فتح الله من أدلته من اليقين ما لا يجده في كتاب آخر، ولهذا أحثكم ونفسي على الحرص التام على القرآن تلاوة وتدبرا وعملا به، وجرِّب نفسك، وارجع إلى القرآن في هذه الأمور، وانظر ماذا يحصل لقلبك من الإيمان وانشراح الصدر ونور القلب ونور الوجه».(شرح الكافية الشافية / ج4 / ص166). من شروط إجابة الدعاء - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: من شروط إجابة الدعاء أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن الله -تعالى- وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعو الله -عز وجل- وهو يشعر بأنه مستغن عن الله -سبحانه وتعالى- وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري بالإجابة. (فتاوى أركان الإسلام / ص60). يكفرون من خالفهم في بدعتهم يقول: شيخ الإسلام ابن تيمية: (والخوارج أول من كفر المسلمين يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله). الفتاوى3/ 279 اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائد من كلام السلف العقل السقيم رد على من زعم أن أحاديث صوم عاشوراء تخالف العقل كتبه: عبد العزيز بن محمد السعيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اهتدى بهداه. أما بعد فقد وصلني من بعض إخواني في الكويت مقطع، عليه شعار صحيفة المال، وفيه لقاء مع (محمد عبد الله نصر) أنكر فيه مشروعية صيام يوم عاشوراء، وذكر أن عاشوراء أكذوبة، وأن الحديث في صيامه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم . وقد بنى هذا الإنكار على عقله المريض، وماذا نصنع به إن كان عقله هكذا؟! ولولا مخافة الاغترار به ممن لا يعرف السنن، ولا يعرف حال المذكور في العلم، لما كتبت هذا. فالله المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وإليك - أيها القارئ الكريم - بيان بطلان قوله على وجه الإيجاز: - أولا: أحاديث صيام يوم عاشوراء ثابتة من وجوه كثير في الصحيحين وغيرهما؛ بل قد بلغت مبلغ التواتر، فقد خرجه البخاري ومسلم من: حديث عائشة، وابن عمر، وابن عباس، ومعاوية، وأبي موسى الأشعري، وابن مسعود، وسلمة بن الأكوع، والرّبيّع بنت معوذ، وأخرجه مسلم من حديث أبي قتادة، وجابر بن سمرة. فهؤلاء عشرة من الصحابة رضي الله عنهم رووا صيامه، في أصح الكتب بعد كتاب الله! فضلا عما في السنن والمسانيد والمعاجم والمصنفات. - ثانيا: وبناء على ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله، وترغيبه في صيامه بقوله، فقد اتفق العلماء - رحمهم الله - على مشروعية صيامه، كما حكاه: ابن عبد البر، وابن رشد، وابن هبيرة، والقاضي عياض، وغيرهم. - ثالثا: بنى هذا القائل كلامه على أربعة أمور، دالة على جهله، وسفه عقله، وضعف بصيرته في الأدلة الشرعية رواية وفقها. وإليك هذه الأمور وردها: 1- زعم أن القول بهذه الأحاديث يعني جهله صلى الله عليه وسلم أن هذا اليوم يوم عيد عند اليهود، وأن هذا اليوم هو الذي نجّى الله فيه موسى من كيد فرعون، بدلالة سؤاله لهم عن صيامهم لهذا اليوم، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس قال: «قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فرأى اليهودَ تصومُ عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نَجَّى اللهُ فيه موسى وبني إِسرائيل من عدوِّهم، فصامه». وجوابه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى اليهود تصومه فسألهم عن السبب أو الحال، ولم يسألهم عن الحكم؛ لأنه كان يعلمه قبلهم، والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصومه قبل هجرته إلى المدينة، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه». 2- زعمه أن القول بهذه الأحاديث معناه أنه صلى الله عليه وسلم أصبح تابعا لليهود وليس متبوعا لهم؛ إذ صامه معهم. وجوابه: أن هذا كلام من لا يعرف ما يخرج من رأسه، فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون تابعا لغيره، بل هو المتبوع شرعا لازما، وحُكما مُحكما، وقد تقدم في حديث عائشة ما يدل على بطلان هذا الزعم الفاسد، ويؤكد ذلك حديث ابن عباس - رضى الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم: «ما هذا اليوم الذى تصومونه؟». فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم : «فنحن أحق وأولى بموسى منكم». فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. متفق عليه واللفظ لمسلم. فهو تَبِع موسى - عليه السلام - في صيامه، وقد قال تعالى ـ لما ذكر جملة من الأنبياء ـ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } (الأنعام: 90) ، وقد يكون ذلك من ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام - المعلومة عنده - عليه الصلاة والسلام - كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن اليهود والنصارى كانوا يعظمونه. وقريش - كما سبق - كانت تعظمه. 3- زعم أن أول الحديث يتناقض مع آخره؛ إذ إن في أوله أنه سأل السؤال أول ما قدم المدينة، وقال: «لئن بقيت إلى قابل لأُصَومنّ التاسع»، فتوفي صلى الله عليه وسلم قبل العام القابل، وزعم أن الأخذ بذلك يفضي إلى أنه مكث في المدينة عاما واحدا فقط، وهذا خلاف المقطوع به من أنه بقي في المدينة أحد عشر عاما. وجوابه: أن هذا جهل مركب؛ ذلك أن هذه الجملة «لئن بقيت إلى قابل لأُصَومنّ التاسع» ليس في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها حين قدم المدينة، مقترنة بسؤاله عن صيام اليهود ليوم عاشوراء، فمن أين جاء بهذا ابن نصر؟ فالرواية في صحيح مسلم من حديث أبي غطفان قال: سمعت عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - يقول: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع». قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومما يؤكد أنه صلى الله عليه وسلم لم يقل هذه الجملة أول ما قدم المدينة: أن الذين رووا الحديث من الصحابة لم يذكروها، وإنما جاء ذلك في حديث ابن عباس، مرة مجموعة كما في الرواية التي ذكرتها، ومرة مفردة كما في رواية عبد الله بن عمير في صحيح مسلم. وما ذكرته هو الذي يوافق هديهصلى الله عليه وسلم ، الذي بينه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في قوله (الفتح 6/280): «وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ولاسيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما فتحت مكة، واشتهر أمر الإسلام، أحب مخالفة أهل الكتاب - أيضا - كما ثبت في الصحيح؛ فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: نحن أحق بموسى منكم، ثم أحب مخالفتهم؛ فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده؛ خلافا لهم». والحديث الذي أشار إليه هو في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء..». 4- ما ذكروه أن اليهود خرجوا من المدينة بعد خمس سنوات من قدومه المدينة فكيف سألهم؟ وجوابه: أن السؤال كان في مقدمه للمدينة، وأما المخالفة فكانت في آخر حياته صلى الله عليه وسلم . فهذا جواب مختصر عن هذا الكلام الساقط، الأجنبي عن العلم المفرط في الجهل، الذي لا يصدر إلا عن جهل مركب، وعقلٍ لا يعقل. وأذكر القارئ الكريم بأن ما استنتجه هذا الجاهل يعني تسفيه عقول الأمة بعلمائها على مرّ هذه القرون المتطاولة،فقد رووا هذه الأحاديث ولم ينكروها، وعملوا بها، ودعوا إليها، كما يتضمن الطعن في أصح كتابين بعد كتاب الله، بإجماع العلماء: صحيح البخاري، وصحيح مسلم! نسأل الله أن يصلح حالنا وحاله، ويفقهنا في الدين، ويعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين. اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائـد من كــلام السلف وفاة الإمام أبو زرعة الرازي - قال أبو جعفر محمد بن علي: حضرنا أبا زرعة عند وفاته وهو في السوق، وعنده أبو حاتم، وابن وارة، والمنذر بن شاذان، وغيرهم. فذكروا حديث التلقين «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»، فاستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه. فقالوا: تعالوا نذكر الحديث. فقال ابن وارة: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر.والباقون سكتوا. ففتح أبو زرعة عينيه وقال وهو يحتضر: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة»، وخرجت روحه معه رحمه الله. ترجمة أبي زرعة الرازي من تاريخ بغداد (12/47). ومكانة أهل السنة في منزلتهم 1 - عن الحسن - رحمه الله - قال: «يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس». اللالكائي : 1/57/192 - قال أيوب – رحمه الله -: «إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي». اللالكائي : 1/60/29، وحلية الأولياء: 3/9. 3 - عن سفيان الثوري – رحمه الله - قال: «استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء». اللالكائي : 1/64/49. 4 - عن سفيان الثوري – رحمه الله - يقول: «إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهما بالسلام وادع لهما ما أقل أهل السنة والجماعة». اللالكائي : 1/64/50. 5 - قال الإمام أحمد – رضي الله عنه – في آخر رسالته التي أرسلها للإمام مسدد بن مسرهد–رحمه الله-: «أحبوا أهل السنة على ما كان منهم، أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة، ورزقنا الله وإياكم اتباع العلم . ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه». طبقات الحنابلة: 1/345. مات على السنة 6 - عن معتمر بن سليمان – رحمه الله - يقول: «دخلت على أبي وأنا منكسر فقال: مالك؟ قلت: مات صديق لي، قال: مات على السنة قلت: نعم قال: فلا تخف عليه». اللالكائي: 1/67/61. 7 - قال الإمام مالك- رحمه الله تعالى: «لو لقي الله رجل بملء الأرض ذنوباً ثم لقي الله بالسنة لكان في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً». ذم الكلام وأهله (5/76-77). 8 - قال الإمام أحمد: «مَنْ مَاتَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالسُّنَّةِ مَاتَ عَلَى الخَيْرِ كُلِّهِ». سير أعلام النبلاء (11/296). قصة خروج عمر إلى الشام روى الحاكم في مستدركه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، ثنا إسماعيل بن إسحق القاضي، ثنا علي بن المديني، ثنا سفيان، ثنا أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن (ص: 237)، الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك ، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر: أوه لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لاحتجاجهما جميعا بأيوب بن عائذ الطائي وسائر رواته، ولم يخرجاه. وله شاهد من حديث الأعمش، عن قيس بن مسلم . مستدرك الحاكم ج1 ص237 الطهارة القلبية قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: يجب علينا أن نعتني بالطهارة القلبية أكثر مما نعتني بالطهارة الحسية؛ لأن الطهارة القلبية من كل رجس هي الأصل، سواء فيما يتعلق بمعاملة الخالق أم ما يتعلق بمعاملة المخلوق، فالشرك رجس والنفاق رجس والشك رجس والكبر عن عبادة الله -تعالى- وعلى عباد الله رجس، أما الرجس في معاملة الخلق فالحسد والكراهة والبغضاء والحقد فالواجب أن نطهر القلب من ذلك كله. (التعليق على صحيح مسلم / ج2 / ص6). لا أحد يسلم من الأخطاء قال شيخ القراءة والعربية الإمام الكسائي رحمه الله: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول: «لعلهم يرجعون» فقلت: «لعلهم يرجعين» قال: فوالله ما اجترأ هارون أن يقول لي أخطأت، ولكنه لما سلمت قال لي: يا كسائي! أي لغة هذه؟ قلت يا أمير المؤمنين! قد يعثر الجواد، فقال: أما هذا فنعم. علق الحافظ الذهبي في سير النبلاء (376/14) على الحكاية قائلاً: «من وعى عقله هذا الكلام علم أن العالم مهما علا كعبه، وبرز في العلم، إلا أنه لا يسلم من أخطاء وزلات، لا تقدح في علمه، ولا تحط من قدره، ولا تنقص منزلته، ومن حمل أخطاء أهل العلم والفضل على هذا السبيل حمدت طريقته، وشكر مسلكه، ووفق للصواب». اللحية زينة للرجال اللحية تزين الرجال، وتميزهم عن النساء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب” أخرجه الحاكم؛ ولهذا تجد صاحب الطاعة وحسن الخلق والسماحة أكثر الناس طمأنينة؛ فاﻹيمان يذهب الهموم، ويزيلالغموم، وهو قرة عين الموحدين، وسلوة العابدين من أدام التسبيح انفرجت أساريره، ومن أدام الحمد تتابعت عليه الخيرات ومن أدام اﻻستغفار فتحت له المغاليق». الداء والدواء (187، 188) اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائد من كلام السلف الاختبار والابتلاء قال الله تعالى: {الم ﴿1﴾أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}(العنكبوت: 1-3). قال ابن القيم رحمه الله: فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين: إما أن يقول أحدهم آمنا وإما ألا يقول آمنا بل يستمر على عمل السيئات فمن قال آمنا امتحنه الرب -عز وجل- وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ليبين الصادق من الكاذب. ص 204 من الفوائد من أسباب الغفلة والنفاق التحذير الشديد لمن يتخلف عن صلاة الجُمعة يختم على قلبه بالغفلة ويكتب منافقا، يطبع على قلبه والعياذ بالله:- قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ليَنتهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجُمعاتِ؛ أو لَيَختِمنَّ اللهُ على قلوبهم!! ثم ليَكونَنَّ من الغافلين!!» صحيح مسلم. -قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَن ترك ثلاثَ جُمعاتٍ مِن غير عُذر؛ كُتِب من المنافقين!!» صحيح الجامع: 6144. - قال النبي صلى الله عليه وسلم : «مَن ترك ثلاثَ جُمَعٍ تهاوُنًا بها؛ طَبعَ اللهُ على قلبِه» صحيح الجامع: 6143. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «صلاة الجمعة» أي: الصلاة التي تجمع الخلق، وذلك أن المسلمين لهم اجتماعات متعددة، اجتماعات حي في الصلوات الخمس في مسجد الحي، واجتماعات بلد في الجمعة والعيدين، واجتماعات أقطار في الحج بمكة، هذه اجتماعات المسلمين صغرى وكبرى ومتوسط، كل هذا شرعه الله من أجل توطيد أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين. وليعلم أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، وما طلعت الشمس على يوم خير منه، وأن الله خصّ به هذه الأمة بعد أن أضل عنه الأمم السابقة، فإن اليهود اختلفوا فيه فصارت جمعتهم السبت، والنصارى أشد اختلافاً فصارت جمعتهم الأحد، فصاروا والحمد لله تبعاً لنا ونحن متأخرون عنهم زمناً لكنهم متأخرون عنا رتبة؛ لأن هذه الأمة أفضل أمة عند الله وأكرمها. الشرح الممتع على زاد المستقنع، المجلد الخامس مكانة أبي بكر عند الصحابة قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : مـا رأيت مثـلك، قال عمر رضي الله عنه :رأيت أبا بكر ؟قال الرجل: لا، قال:لو قلت نعم إني رأيته لأوجعتك ضرباً. ابن أبي شيبة: 31933 أيهم أعظم شرا اليهود والنصارى أم الخوارج؟؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في الخوراج: «وما روي من أنهم شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيل من قتلوه في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره. أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم مكفرين لهم وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة»!. (المنهاج (5/248)) إخلاص النية في العمل قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إخلاص النية في العمل هو أن يتناسى الإنسان كل ما سوى الله -عز وجل- وأن يكون الحامل له على هذه العبادة امتثال أمر الله -عز وجل- وإرادة ثوابه وابتغاء وجهه -عز وجل- وأن يتناسى كل شيء يتعلق بالدنيا في هذه العبادة فلا يهتم بالناس أرأوه أم لم يروه. (فتاوى نور على الدرب / ج1 / ص416). موته ذهاب العلم يقول يحيى بن جعفر: «لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل-أي البخاري-من عمري لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم». (تاريخ بغداد 2/24). عقوبات الله الخفية قال الإمام المُجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب: «إن الله -سبحانه- قد يُعاقب العبد إذا غضب عليه؛ بعقوبات باطنة في دينه وقلبه؛ لا يعرفها الناس» الدُرر 175/13 أيهما أولى بالقتال آلمشركون أم الخوارج؟! - أخرج ابن ابي شيبة عن عاصم بن شمخ قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول - ويداه هكذا، يعني ترتعشان من الكبر-: «لقتال الخوارج أحب إليَّ من قتال عدتهم من أهل الشرك». قال ابن حجر رحمه الله: قال ابن هبيرة: وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإ-سلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى». (فتح الباري (301/12)) الشرك المحبط للعمل قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:إذا أراد العبد بعبادته التقرب إلى غير الله -تعالى- ونيل الثناء عليها من المخلوقين فهذا يحبط العمل وهو من الشرك، وفي الصحيح أن النبي[ قال: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه. (فتاوى أركان الإسلام / ص64). القواعد العظيمة قال ابن تيمية: من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين . مجموع الفتاوى (28/ 51). العبادة مع فساد المعتقد تغر الجاهل ولا تغر العالم! فالخوارج مع عبادتهم الكبيرة لم ينتفعوا بها، وسماهم الرسول عليه الصلاة والسلام «كلاب أهل النار».اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#16
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائـد من كــلام السلف بشرى للمؤذن المخلص عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة» رواه ابن ماجه (رقم 728) بسند صحيح.قال الشيخ الألباني رحمه معلقًا: وإن مما يؤسف له أن هذه العبادة العظيمة، والشعيرة الإسلامية، قد انصرف أكثر علماء المسلمين عنها في بلادنا، فلا تكاد ترى أحدًا منهم يؤذن في مسجد ما, إلا ما شاء الله، بل ربما خجلوا من القيام بها، بينما تراهم يتهافتون على الإمامة، بل ويتخاصمون! فإلى الله المشتكى من غربة هذا الزمان. (السلسلة الصحيحة 1-104) قسوة القلب سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه:فضيلة الشيخ، ما أسباب قسوة القلب؟ هل كثرة الطعام، والنوم من أسباب قسوة القلب؟ فأجاب رحمه الله: قسوة القلب أسبابها كثيرة، منها: الإعراض عن ذكر الله، وكون الإنسان لا يذكر الله إلا قليلاً، تجده حتى في الصلاة المفروضة لا يذكر الله بقلبه، يقرأ، ويركع، ويسجد، ويسبح، ويدعو والقلب غافل، هذه من أسباب القسوة. من أسباب قسوة القلب أيضاً: كثرة المزاح، واللعب، والتلهي بالأصدقاء والأهل؛ ولهذا قال بعض الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام: «إننا إذا كنا عندك فإننا نخشع حتى كأننا نشاهد الجنة والنار، وإذا ذهبنا فعافسنا الأهل والأولاد نسينا، قال: ساعة وساعة» ومن أسباب قسوة القلب أيضاً: الانكباب على الدنيا، وتفضيلها على الآخرة، وألا يكون هم الإنسان إلا جمع المال، ولها أسباب كثيرة؛ فلهذا ينبغي للإنسان إذا رأى من قلبه قسوة أن يبادر بالعلاج، قبل أن يتحجر ويعجز عن علاجه. السائل: الطعام؟ الشيخ: قد يكون هذا من أسباب قسوة القلب؛ لأن الإنسان لا يكون له هم إلا بطنه وقد لا يكون، أحياناً يشبع الإنسان ولا يجد من نفسه قسوة قلب. (سلسلة لقاء الباب المفتوح 76) كيف نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة؟ السؤال: كيف نعلم أبناءنا العقيدة الصحيحة؟الجواب: تدريسهم كتب العقيدة الصحيحة وهي كثيرة -ولله الحمد- وميسورة، إن كنت من العلماء تدرسهم أنت إياها، وإن كنت لست من العلماء تختار لهم مدارس طيبة أو مدرسين طيبين يحفظونهم هذه العقائد ويشرحون لهم ويبينون لهم. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ما شــروط الإســلام؟ الجواب: شروط الإسلام شرطان: الشرط الأول: الإخلاص لله، وأن تقصد بإسلامك ودخولك في دين الله وأعمالك وجه الله عز وجل، هذا لا بد منه؛ لأن كل عمل تعمله وليس لوجه الله سواء كان صلاة أم صدقة أم صياماً أم غير هذا لا يكون نافعاً ولا مقبولاً، حتى الشهادتين لو فعلتهما رياءً أو نفاقاً لا تقبل ولا تنفعك وتكون من المنافقين. فلا بد أن يكون قولك: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله صدقاً من قلبك، تؤمن بالله وحده وأنه المعبود بالحق، وأن محمداً رسول الله صادق، وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين، وأنه خاتم الأنبياء، فإذا كان ذلك منك صدقاً وإخلاصاً نفعك ذلك، وهكذا في صلاتك تعبد الله بها وحده، وهكذا صدقاتك، وهكذا قراءتك وتهليلك، وصومك، وحجك يكون لله وحده. الشرط الثاني: الموافقة للشريعة فلا بد أن تكون أعمالك موافقة للشريعة، وليس من عند رأيك ولا من اجتهادك، بل لا بد أن تتحرى موافقة الشريعة فتصلي كما شرع الله، وتصوم كما شرع الله، وتزكي كما شرع الله، وتجاهد كما شرع الله، وتحج كما شرع الله، وهكذا. لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، والله يقول في كتابه العظيم: {أم لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا } (الشورى: 21)، يعيبهم سبحانه بهذا العمل. ويقول سبحانه: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (الجاثية: 18- 19). فالواجب اتباع الشريعة التي شرعها الله على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وعدم الخروج عنها في جميع العبادات التي تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه هي شروط الإسلام، وهي شرطان: الأول: الإخلاص لله في العمل، والثاني: الموافقة للشريعة، هذا هو الذي به تنتفع بعباداتك، ويقبل الله منك عباداتك إذا كنت مسلماً. ( سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله ). كلام مهم جدير بالتأمُّل قال الإمام ابن القيِّم -رحمه الله-: «وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}(الحجرات:2)، فإذا كان رَفْعُ أصواتِهِم فوقَ صوتِه سببًا لحبوطِ أعمالِهِم فكيف تقديمُ آرائِهِم وعقولِهِم وأذواقِهم وسياسَتِهم ومعارِفِهم على ما جاء بِه ورَفْعُها عليه؟ ألَيْسَ هذا أَوْلَى أنْ يكونَ مُحبِطًًا لأعمالهم؟». (إعلام الموقِّعِين ج1 ص41) التفقه في الدين قال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامةُ الخيرِ، قال صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خيراً يفقه في الدين» رواه البخاري؛ وذلك لأنَّ التفقُّهَ في الدين يحصلُ به العلمُ النافعُ الذي يقوم عليه العملُ الصالحُ.. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ} (الفتح:28)، فالهدى هو: العلم النافع، ودين الحقِّ هو: العملُ الصالحُ.وقد أمر اللهُ سبحانه نبيهَّ صلى الله عليه وسلم أن يسألهُ الزيادة من العلم: قال تعالى { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114). قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: وقوله عزَّ وجل: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} واضحُ الدلالةِ في فضل العلم؛ لأن الله لم يأمرْ نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيءٍ إلاَّ من العلم. (فتح الباري 1 / 187). وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المجالس التي يُتَعَلَّمُ فيها العلمُ النافعُ بـ (رياضِ الجنَّةِ)، وأَخبر أنَّ العلماء هم ورثةُ الأنبياء. ولا شك أنَّ الإنسانَ قبل أن يُقدِم على أداء عملٍ ما، لا بدَّ أن يعرف الطريقةَ التي يؤدِّي بها ذلك العملَ على وجههَ الصحيح؛ حتى يكون هذا العمل صحيحاً، مؤدِّياً لنتيجتِه التي تُرجى من ورائه، فكيف يُقدِم الإنسانُ على عبادة ربه – التي تتوقَّفُ عليها نجاتُه من النار ودخولُه الجنةَ – كيف يُقدم على ذلك بدون علمٍ؟! انتهى ( المخلص الفقهي: ص7 – ص8 ). اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائـد من كــلام السلف دعاء القنوت قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا قلنا في دعاء القنوت: اللهم اهدنا فيمن هديت فإننا نسأل الله -تعالى- الهدايتين هداية العلم وهداية العمل، كما أن قوله تعالى: اهدنا الصراط المستقيم يشمل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل، فينبغي للقارئ أن يستحضر أنه يسأل الهدايتين هداية العلم وهداية العمل.(شرح دعاء قنوت الوتر / ص7). كيـف نواجـه الإلحـاد؟! في ظل وجود بوادر لظاهرة الإلحاد في مجتمعاتنا الإسلامية، إليك محاضرة: (كيـف نواجـه الإلحـاد؟!) وهي محاضرة قيمة ومركزة في 22 دقيقة لفضيلة الشيخ / د. صالح سندي أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية، ممكن الاستفادة منها لمواجهة التيارات الإلحادية، ويوضح الشيخ -حفظه الله- كيف نستطيع أن نحول بين الشباب وبين هذه النزعة النكراء، وإلى المحاضرة:طرد الهم قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله-:ومن أنفع الأمور لطرد الهم أن توطن نفسك على ألا تطلب الشكر إلا من الله، فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق، فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله. فلا تبال بشكر من أنعمت عليه، كما قال تعالى في حق خواص خلقه: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} (الإنسان:9). (كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة). الشفاء قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: 82).قال ابن القيم -رحمه الله-: ومن «هنا لبيان الجنس لا للتبعيض فإن القرآن كله شفاء، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب، فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أشجع في إزالة الداء من القرآن. (ص 2 من كتاب-الداء و الدواء لابن القيم رحمه الله) من إبداعات الحافظ الذهبي في وصف مراتب الرواة قال الذهبي عن الرواة في كتابه ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص: 171) : منهم هو العدل الحجة، كالشاب القوي المعافى , ومنهم من هو ثقة صدوق ، كالشاب الصحيح المتوسط في القوة, ومنهم من هو صدوق ، أو لا بأس به ، كالكهل المعافى, ومنهم الصدوق الذي فيه لين، كمن هو في عافية، لكن يوجعه رأسه أو به دمل . ومنهم الضعيف الذي تحامل، ويشهد الجماعة محموما، ولا يرمي جنبه، ومنهم الضعيف الواهي ، كالرجل المريض في الفراش ، وبالتطبيب ترجى عافيته ، ومنهم الساقط المتروك، كصاحب المرض الحاد الخطر . وآخر حاله كحال من سقطت قوته ، وأشرف على التلف, وآخر من الهالكين، كالمتحتضر الذي ينازع, وآخر من الكذابين الدجالين . اجعل الكتاب والسنة عمدتك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ينبغي لطالب العلم أن يركز على فهم كتاب الله عز وجل وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم قبل كل شيء، وأن يستعين على فهمهما بكتب أهل العلم، يعني لا يطرح كتب أهل العلم جانبا ولا يعتمد عليها ويدع الكتاب والسنة، بل يأخذ من هذا وهذا، ويجعل العمدة الكتاب والسنة.(شرح الكافية الشافية / ج2 / ص369). كلام أرسطو وذويه إن كلامه وكلام ذويه في الحساب والعدد ونحوه من الرياضيات مثل كلام بقية الناس، والغلط في ذلك قليل نادر، وكلامهم في الطبيعيات دون ذلك، غالبه جيد، وفيه باطل.وأما كلامهم في الإلهيات ففي غاية الاضطراب مع قلته؛ فهو لحم جملٍ غث على رأسِ جبلٍ وعر، لا سهل فيُرتقى ولا سمين فينتقل. (بيان تلبيس الجهمية (2/ 465)) تأثير الأدعية والأذكار قال ابن القيم رحمه الله-» أن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه فكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة في إزالة الداء. (صفحة رقم 3 من كتاب الداء والدواء) اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |