|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائـد من كــلام السلف اعتكاف القلب قال ابن القيم رحمه الله: الإنابة هي عكوف القلب على الله -عز وجل- كاعتكاف البدن في المسجد لا يفارقه، وحقيقة ذلك عكوف القلب على محبته وذكره بالإجلال والتعظيم وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له والمتابعة لرسوله، ومن لم يعكف قلبه على الله وحده عكف على التماثيل المتنوعة، كما قال إمام الحنفاء لقومه {مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} (الأنبياء:52) فاقتسم هو وقومه حقيقة العكوف، فكان قومه العكوف على التماثيل، وكان حظه العكوف على الرب الجليل.(ص193 من الفوائد) العبد لا يزال في تقدم أو تأخر قال ابن القيم رحمه الله: لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر وله عليه فيه نهي وله فيه نعمة وله به منفعة ولذة، فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به وإن عطل أمر الله ونهيه فيه عطله الله من انتفاعه بذلك العضو وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه تقربه منه فإن شغل وقته بعبودية الوقت تقدم إلى ربه وإن شغله بهوى أرواحه وبطالة تأخر فالعبد لا يزال في التقدم أو تأخر، ولا وقوف في الطريق البتة قال تعالى لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر(ص 190 من الفوائد) فضل العطية قال عبيد الله بن عباس رحمه الله:إن أفضل العطية: ما أعطيت الرجل قبل المسألة. فإذا سألك: فإنما تعطيه ثمن وجهه حين بذله إليك. موسوعة ابن أبي الدنيا (4/170) قطيعة الرحم قال الإمام الشعبي رحمه الله :من زوج فاسقا: فقد قطع رحمه موسوعة ابن أبي الدنيا (8/39) التوحيد كالمرآة قال ابن القيم رحمه الله: التوحيد أصلف شيء وأنزهه وأنظفه وأصفاه فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون، يؤثر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جدا أدنى شيء يؤثر فيها، ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية.ص192 من الفوائد عقوبة المبتدعة قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وهو يتكلم عن أهل البدع: «ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أوذبَّ عنهم، أوأثنى عليهم، أوعظَّم كتبهم، أو عُرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أوكره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرى ما هو، أو مَنْ قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل ومنافق، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون فى الأرض فسادًا، ويصدون عن سبيل الله، فضررهم فى الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم كقطاع الطريق، وكالتتار الذين يأخذون منهم الأموال ويبقون لهم دينهم ...» اهـ (مجموع الفتاوى-2/132). العلم ليس بكثرة الرواية ولكنه اتباع الكتاب والسنة - قال الإمام البربهاري رحمه الله: «واعلم رحمك الله أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب إنما العالم من اتبع العلم والسنن وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب.»شرح السنة للبربهاري: 104 - 105 العبادة القلبية للأصنام - قال ابن القيم رحمه الله: التماثيل جمع تمثال وهو الصور الممثلة فتعلق القلب بغير الله واشتغاله به والركون إليه عكوف منه على التماثيل التي قامت بقلبه وهو نظير العكوف على تماثيل الأصنام؛ ولهذا كان شرك عباد الأصنام بالعكوف بقلوبهم وهممهم وإرادتهم على تماثيلهم فإذا كان في القلب تماثيل قد ملكته واستعبدته؛ بحيث يكون عاكفا عليها فهو نظير عكوف الأصنام عليها ولهذا سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبدا لها، ودعا عليه بالتعس والنكس، فقال: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش.(ص193 من الفوائد) لا تبدأ من حيث انتهى القوم! قال الإمام ابن المبارك رحمه الله: أول العلم النية، ثم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر.جامع بيان العلم وفضله (1/118) عندما يكون للجهل فضل قال العلامة ربيع بن هادي حفظه الله:الجهل: أفضل من أخذ العلم عن أهل البدع. المجموع (1/301) بين الأمر والنهي قال ابن القيم رحمه الله: أقام الله -سبحانه- هذا الخلق بين الأمر والنهي والعطاء والمنع فافترقوا فرقتين: فرقة قابلت أمره بالترك ونهيه بالارتكاب وعطاءه بالغفلة عن الشكر ومنعه بالسخط وهؤلاء أعداؤه وفيهم من العداوة بحسب ما فيهم من ذلك، وقسم قالوا إنما نحن عبيدك فإن أمرتنا سارعنا إلى الإجابة وإن نهيتنا أمسكنا نفوسنا، وكففناها عما نهيتنا عنه وإن أعطيتنا حمدناك وشكرناك، وان منعتنا تضرعنا إليك وذكرناك، فليس بين هؤلاء وبين الجنة إلا ستر الحياة الدنيا فإذا مزقه عليهم الموت صاروا إلى النعيم المقيم وقرة الأعين.ص 191-192 من الفوائد اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
![]() ![]() درر وفوائـد من كــلام السلف الإكثار من الإستغفار يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: «يُكثر الإنسان من الاستغفار بعد نهاية المناسك، ويُكثر من ذكر الله عزوجل وشُكره والثناء عليه وتعظيمه، فإن العبادة تُتبع بالحمد والثناء، وتُتبع بذكر الله والاستغفار؛ لأن الاستغفار يَجبر ما يحصل من النقص».قال الإمام ابنُ كثير رحمه الله: «أبو نصر المروزي كان إماماً في القراءات، وله فيها المصنّفات، وسافر في ذلك كثيراً. واتفق له أنه غرق في البحر في بعض أسفاره، فبينما الموج يرفعه ويضعه إذ نظر إلى الشمس قد زالت، فنوى الوضوء وانغمس في الماء ثم صعد، فإذا خشبةً فركبها وصلّى عليها، ورزقه الله السلامة ببركة امتثاله للأمر، واجتهاده على العمل، وعاش بعد ذلك دهراً» اهـ. البداية والنهاية، ط. إحياء التراث 12 / 170 العمل ثمرة العلم قال العلامة حمد بن عتيق، رحمه الله تعالى: العلم يحفظ بأمرين: تذاكر وفهم، ثم العمل به؛ فمن عمل بما علم حفظ عليه علمه وأثابه علماً آخر ما يعرفه، ﻷن التعطيل ينسي التحصيل، فإذا عمل اﻹنسان بعلمه، بأن حافظ على فرائض الله، وﻻزم السنن الرواتب والوتر وتﻼوة القرآن، واﻻستغفار باﻷسحار، وألزم نفسه ساعة يحبسها في المسجد للذكر، وأحسن ما يكون بعد صﻼة الصبح إلى طلوع الشمس، فقد ثبت العمل به. كذلك يجتنب مجالس اللغو والغفلة، ويعادي مجالس أهل الغيبة وساقط الكﻼم، ويحفظ لسانه مما ﻻ يعنيه. ثم أقبل على تذاكر العلم وقيَّده بالكتابة؛ وحرص على تحصيل الكتب والنسخ أعظم من حرص أهل الثمر عليه وقت الجذاذ، وأعظم من حرص أهل العيش على جمعه وقت الحصاد. فهذا يسمى طالب علم، وهو على سبيل نجاة، إذا كان مخلصاً في ذلك لله; وأكبر عﻼمات ذلك أن يكون لصاحبه حال يتميز بها عن الناس، حتى يشهد حاله ويتميز ﻻنفراده عن الناس، إﻻ من دخل معه في طريقه.وأما إذا تسمى اﻹنسان بالقراءة، فإذا تأملت حاله إذا هو مثل أهل بﻼده، وﻻ فيه خاصة عن أهل سوقه، فحاله عند الصلوات الخمس والرواتب مثل حالهم، وﻻ محافظة على ذلك، قد نام جميع ليله و ضيع جميع نهاره، وصار له مع كل الناس مخالطة، وليس هناك إﻻ أنه في بعض الأحيان يأخذ الكتاب ويقرأ في المجلس؛ ولو سألته عن بابه الذي قرأه ما عرفه، ولو طلبت منه مسألة مما يقرأ لم يجب عنها، وربع الريال أحب عنده من كتابين، قد خﻼ منه المسجد وامتﻸت منه مجالس الغفلة.وعطل لسانه من الذكر، وسله في الخوض في أحوال الناس، وما يجري بينهم وتعرف دنياهم، فهذا من العلم النافع بعيد، وﻻ يفيد وﻻ يستفيد. من حكمة الرب سبحانه أن مثل هذا ﻻ يوفق، وأدلة هذه اﻷمور في كتاب الله وسنة رسوله وكﻼم سلف اﻷمة وأئمتها كثيرة معروفة، ومن تأمل أحوال العالم وجد ما يشهد لذلك؛ فتجد من يشب ويشيب وهو يقرأ ولم يحصل شيئاً، لمانع قام به وحائل من نفسه، ﻻ من ربه،{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (الكهف: 49)، {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} (القمر: 5) الدرر السنية 4/345. إن الله يحب أهل الرفق - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «إذا كنت رفيقا نلت بذلك فائدتين عظيمتين، أولا: محبة الله عز وجل، فإن الله يحب الرفق وأهل الرفق. ثانيا: أنك تنال برفقك ما لا تنال بعنفك فلا تتعجل ولا تتسرع، لا تأخذك الغيرة والعاطفة على عدم الرفق، تأن في كل أمورك حتى في نفسك». (شرح الكافية الشافية / ج3 / ص159). التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله:«كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه وإعاذته مما يستعيذ الله منه، لقوله تعالى في الحديث: «ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه». شرح الأربعيين النووية للعثيمين قوة الإيمان في القرآن قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «كلما قوي إيمان الإنسان بالقرآن فتح الله من أدلته من اليقين ما لا يجده في كتاب آخر، ولهذا أحثكم ونفسي على الحرص التام على القرآن تلاوة وتدبرا وعملا به، وجرِّب نفسك، وارجع إلى القرآن في هذه الأمور، وانظر ماذا يحصل لقلبك من الإيمان وانشراح الصدر ونور القلب ونور الوجه».(شرح الكافية الشافية / ج4 / ص166). من شروط إجابة الدعاء - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: من شروط إجابة الدعاء أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن الله -تعالى- وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعو الله -عز وجل- وهو يشعر بأنه مستغن عن الله -سبحانه وتعالى- وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري بالإجابة. (فتاوى أركان الإسلام / ص60). يكفرون من خالفهم في بدعتهم يقول: شيخ الإسلام ابن تيمية: (والخوارج أول من كفر المسلمين يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله). الفتاوى3/ 279 اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
![]() درر وفوائد من كلام السلف العقل السقيم رد على من زعم أن أحاديث صوم عاشوراء تخالف العقل كتبه: عبد العزيز بن محمد السعيد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اهتدى بهداه. أما بعد فقد وصلني من بعض إخواني في الكويت مقطع، عليه شعار صحيفة المال، وفيه لقاء مع (محمد عبد الله نصر) أنكر فيه مشروعية صيام يوم عاشوراء، وذكر أن عاشوراء أكذوبة، وأن الحديث في صيامه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم . وقد بنى هذا الإنكار على عقله المريض، وماذا نصنع به إن كان عقله هكذا؟! ولولا مخافة الاغترار به ممن لا يعرف السنن، ولا يعرف حال المذكور في العلم، لما كتبت هذا. فالله المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وإليك - أيها القارئ الكريم - بيان بطلان قوله على وجه الإيجاز: - أولا: أحاديث صيام يوم عاشوراء ثابتة من وجوه كثير في الصحيحين وغيرهما؛ بل قد بلغت مبلغ التواتر، فقد خرجه البخاري ومسلم من: حديث عائشة، وابن عمر، وابن عباس، ومعاوية، وأبي موسى الأشعري، وابن مسعود، وسلمة بن الأكوع، والرّبيّع بنت معوذ، وأخرجه مسلم من حديث أبي قتادة، وجابر بن سمرة. فهؤلاء عشرة من الصحابة رضي الله عنهم رووا صيامه، في أصح الكتب بعد كتاب الله! فضلا عما في السنن والمسانيد والمعاجم والمصنفات. - ثانيا: وبناء على ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله، وترغيبه في صيامه بقوله، فقد اتفق العلماء - رحمهم الله - على مشروعية صيامه، كما حكاه: ابن عبد البر، وابن رشد، وابن هبيرة، والقاضي عياض، وغيرهم. - ثالثا: بنى هذا القائل كلامه على أربعة أمور، دالة على جهله، وسفه عقله، وضعف بصيرته في الأدلة الشرعية رواية وفقها. وإليك هذه الأمور وردها: 1- زعم أن القول بهذه الأحاديث يعني جهله صلى الله عليه وسلم أن هذا اليوم يوم عيد عند اليهود، وأن هذا اليوم هو الذي نجّى الله فيه موسى من كيد فرعون، بدلالة سؤاله لهم عن صيامهم لهذا اليوم، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس قال: «قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فرأى اليهودَ تصومُ عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نَجَّى اللهُ فيه موسى وبني إِسرائيل من عدوِّهم، فصامه». وجوابه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى اليهود تصومه فسألهم عن السبب أو الحال، ولم يسألهم عن الحكم؛ لأنه كان يعلمه قبلهم، والدليل على هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصومه قبل هجرته إلى المدينة، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه». 2- زعمه أن القول بهذه الأحاديث معناه أنه صلى الله عليه وسلم أصبح تابعا لليهود وليس متبوعا لهم؛ إذ صامه معهم. وجوابه: أن هذا كلام من لا يعرف ما يخرج من رأسه، فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون تابعا لغيره، بل هو المتبوع شرعا لازما، وحُكما مُحكما، وقد تقدم في حديث عائشة ما يدل على بطلان هذا الزعم الفاسد، ويؤكد ذلك حديث ابن عباس - رضى الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم: «ما هذا اليوم الذى تصومونه؟». فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم : «فنحن أحق وأولى بموسى منكم». فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. متفق عليه واللفظ لمسلم. فهو تَبِع موسى - عليه السلام - في صيامه، وقد قال تعالى ـ لما ذكر جملة من الأنبياء ـ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } (الأنعام: 90) ، وقد يكون ذلك من ملة إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام - المعلومة عنده - عليه الصلاة والسلام - كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن اليهود والنصارى كانوا يعظمونه. وقريش - كما سبق - كانت تعظمه. 3- زعم أن أول الحديث يتناقض مع آخره؛ إذ إن في أوله أنه سأل السؤال أول ما قدم المدينة، وقال: «لئن بقيت إلى قابل لأُصَومنّ التاسع»، فتوفي صلى الله عليه وسلم قبل العام القابل، وزعم أن الأخذ بذلك يفضي إلى أنه مكث في المدينة عاما واحدا فقط، وهذا خلاف المقطوع به من أنه بقي في المدينة أحد عشر عاما. وجوابه: أن هذا جهل مركب؛ ذلك أن هذه الجملة «لئن بقيت إلى قابل لأُصَومنّ التاسع» ليس في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها حين قدم المدينة، مقترنة بسؤاله عن صيام اليهود ليوم عاشوراء، فمن أين جاء بهذا ابن نصر؟ فالرواية في صحيح مسلم من حديث أبي غطفان قال: سمعت عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - يقول: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع». قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومما يؤكد أنه صلى الله عليه وسلم لم يقل هذه الجملة أول ما قدم المدينة: أن الذين رووا الحديث من الصحابة لم يذكروها، وإنما جاء ذلك في حديث ابن عباس، مرة مجموعة كما في الرواية التي ذكرتها، ومرة مفردة كما في رواية عبد الله بن عمير في صحيح مسلم. وما ذكرته هو الذي يوافق هديهصلى الله عليه وسلم ، الذي بينه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في قوله (الفتح 6/280): «وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ولاسيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما فتحت مكة، واشتهر أمر الإسلام، أحب مخالفة أهل الكتاب - أيضا - كما ثبت في الصحيح؛ فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: نحن أحق بموسى منكم، ثم أحب مخالفتهم؛ فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده؛ خلافا لهم». والحديث الذي أشار إليه هو في الصحيحين من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء..». 4- ما ذكروه أن اليهود خرجوا من المدينة بعد خمس سنوات من قدومه المدينة فكيف سألهم؟ وجوابه: أن السؤال كان في مقدمه للمدينة، وأما المخالفة فكانت في آخر حياته صلى الله عليه وسلم . فهذا جواب مختصر عن هذا الكلام الساقط، الأجنبي عن العلم المفرط في الجهل، الذي لا يصدر إلا عن جهل مركب، وعقلٍ لا يعقل. وأذكر القارئ الكريم بأن ما استنتجه هذا الجاهل يعني تسفيه عقول الأمة بعلمائها على مرّ هذه القرون المتطاولة،فقد رووا هذه الأحاديث ولم ينكروها، وعملوا بها، ودعوا إليها، كما يتضمن الطعن في أصح كتابين بعد كتاب الله، بإجماع العلماء: صحيح البخاري، وصحيح مسلم! نسأل الله أن يصلح حالنا وحاله، ويفقهنا في الدين، ويعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين. اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |