|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#13
|
||||
|
||||
![]() 14-قصَّة موسى في القرآن الكريم بقلم : مجـْـد مكَّي مشهد المحاورة: جُهِّز موسى عليه السلام بكلِّ ما يلزمه لمواجهة فرعون، فأُجيب إلى طلبه، ودُرِّب على استعمال المعجزة الماديَّة الداعمة له، ثم شرح الله له ماذا يقول لفرعون وكيف يقول؟ ولا بد لمواجهة فرعون من زاد وفير من الذكر والصلة الدائمة بالله : يقول الله تعالى: [اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي] {طه:42} اذهب أنت ـ يا موسى ـ وأخوكَ هارون مَصْحُوبَيْن بآياتي البيانيَّة والإعجازيَّة والجزائيَّة، الدالَّة على ربوبيَّتي وإلهيَّتي، وكمال قدرتي، ولا تضْعُفَا، ولا تُقصِّرا في الدعوة إلى الإيمان بي، ولاَ تَفْتُرا أيضاً في ذكري في أنفسكما وقلوبكما وألسنتكما، وفي عبادتكما لي؛ لتكونا على صلةٍ دائمة بي. ولا بد له من اتباع أسلوب القول اللين مقرونا بالأمل والرجاء في تحقيق المقصد : قال تعالى:[اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى] {طه:44}أي: اذهبا معاً إلى فرعون؛ إنه جاوز الحدَّ في الكفر والظلم والفساد، فَدَارِيَاهُ وارفُقا به، ولا تُعنِّفاه في قولكما؛ حالة كونكما راجيَيْن وطامِعَيْن أنْ يتأثّر بدعوَتِكما، أو أنْ يخاف من عقاب الله وعذابه؛ إذ لو ذهبتما إليه وأنتما يائسان من استجابته، لم تندفع أنفسكما للقيام بمهمَّة رسالتكما على الوجْه الأمثل المطلوب منكم. فالله سبحانه أمر موسى وهارون أن يذهبا إلى فرعون غير يائسين من هدايته، راجيين أن يتذكر أو يخشى." فالداعية الذي ييأس من اهتداء أحد بدعوته، لا يبلغها بحرارة، ولا يثبت عليها في وجه الجحود والإنكار" (الظلال 4/2336). وقال الله سبحانه مخاطبا موسى عليه السلام: [اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى(18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى(19)]. {النَّازعات}أي: اذهب إلى فرعون؛ إنه علا وتكبَّر وتجاوز الحدَّ في كفره وفساده وظلمه وعدوانه، فقل لفرعون بغاية الرفق والتكريم : هل يطيب لك أن أدعُوَك إلى أن تَتَطهَّر من الشِّرك والكفر، وأُعرِّفك بصفاتِ ربِّك الجليلة، وأسمائه الحُسْنى، فإذا عرفت صفاته الجليلة، خشيتَ عقابه وانتقامه، فآمنت به رباً لا شريك له، وعبدته وحده، وأطعته طامعاً بثوابه الجزيل يوم الدين؟ إنَّ الأمر بالقول اللين، لفرعون الذي أُمر به موسى وهارون حتى لا يثيرا فيه حميَّة الطغيان بادئ ذي بدء، فيستكبر ويصدهما عن السبيل، وهذا القول اللين لا يعني المداهنة ولا النفاق... كما لا يعني الكذب أو المخادعة... ولكنه أسلوب العرض لهذه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى اللفظ الجميل والعبارة الواضحة. مثله كمثل الماء، فإنه على لطفه وليونته، إلا أنه متماسك عذب المشرب، يتغلغل في شعاب الأرض، كما يتغلغل في شعاب النفس، فيُحييها بعد موتها. وهو نفسه طوفان مُدمِّر لا يعرف المحاباة ولا التَّسيُّب أبداً، فيفتّت الصَّخر، ولا يتفتت، لأنه يستمد من الحق قوته وثباته و تماسكه، ولذا قال موسى عليه السلام: [حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَّا الحَقَّ] {الأعراف:105}إنه الصدع بالحق مع لين الأسلوب؛ لأنَّ أداء الحق لا يعني خشونة اللفظ وقسوة الأداء. ومعنى الآية: إني رسولٌ من الله، مُلزمٌ إلزاماً لا خيار لي فيه، على أن لا أقول على الله إلا الحقَّ في وصفه وتنزيهه، إذ أني معصوم بعصمة الله من أن أفتريَ عليه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |