|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() دور المنصّات العلمية الإلكترونية الدعوية
إعداد: عمرو علي في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة والانفتاح العالمي الواسع، أصبحت المنصات العلمية والدعوية عبر الإنترنت أداة محورية في العمل الإسلامي عموما، وفي نشر العلم الشرعي والدعوة إلى الله خصوصا، ومجالًا خصبًا لنشر القيم والتوعية الدينية، وتعزيز الفكر الوسطي المعتدل؛ ما يسهم في توسيع دائرة التأثير الدعوي وإحداث التغيير الإيجابي في سلوكيات المسلمين ومفاهيمهم، ولاسيما بين فئة الشباب. الدعوة إلى الله شأنها عظيم، وهي من أهم الفروض والواجبات على المسلمين عموما وعلى العلماء خصوصا، وهي منهج الرسل -عليهم الصلاة والسلام-؛ فالدعوة إلى الله طريق الرسل وطريق أتباعهم إلى يوم القيامة، قال الله -تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل: 125) والدعوة إلى الله من أشرف الأمور وفضلها كبير، وليس هناك خبر أصدق من خبر رب العالمين؛ حيث قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33) المنصات التعليمية الإسلامية المنصات التعليمية الإسلامية هي مواقع أو تطبيقات إلكترونية، تقدم محتوىً تعليميا يختص بالعلوم الشرعية مثل: العقيدة، والفقه، والتفسير، والحديث، والسيرة، ومجالات أخلاقية وثقافية من منظور إسلامي. وتُعتمد في هذه المنصات مصادر موثوقة تستند إلى الكتاب والسنة، وأقوال العلماء الراسخين. مرونة الوسيلة وثبات الغاية قبل الشروع في بيان الدعوة إلى الله عبر المنصات الالكترونية لابد بداية من معرفة الحكم الشرعي في استخدامها والاستفادة منها، ومما يكثر السؤال عنه في هذا الباب: هل وسائل الدعوة توقيفية - أي لا يجوز الخروج فيها عن الوسائل التي وردت في النصوص - أم أنها اجتهادية تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال؟ الراجح أن وسائل الدعوة ليست توقيفية، بل هي اجتهادية تخضع للمصلحة والمفسدة، شريطة ألا تخالف نصا شرعيا ولا تؤدي إلى محظور؛ فالدعوة ليست محصورة في الخطابة والموعظة، بل يمكن استخدام الوسائل الحديثة كالإذاعة، والتلفاز، ومنصات التواصل، والتطبيقات الذكية، والمواقع الإلكترونية، وغيرها مما يخدم نشر الدين وبيان الحق للناس، وقد استخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وسائل تناسب عصره، كإرسال الرسائل، وإيفاد الدعاة، واستقبال الوفود، واستخدام الشعر والخطابة، وكلها تدل على مرونة الوسيلة ما دامت الغاية مشروعة والطريقة منضبطة بضوابط الشرع. وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-؛ حيث قال: «وسائل الدعوة اجتهادية، ما هي بتوقيفية، التوقيفي العلم، لابد من العلم {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} (يوسف:108) إذا جاء العلم ينفّذ العلم بالكتابة أو بالكلام أو بالهاتف أو بأي وسيلة يستطيعها، الدعوة إلى الله». ![]() وسائل الدعوة توقيفية قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: «القول الفصل: إن وسائل الدعوة ما يتوصل به إلى الدعوة ليست توقيفية، لكنه لا يمكن أن تكون الدعوة بشيء محرم كما لو قال قائل: هؤلاء القوم لا يقبلون إلا إذا طلبتم الموسيقى أو المزامير أو ما أشبه ذلك! هذه محرمة، وأما غير ذلك فكل وسيلة تؤدي إلى المقصود فإنها مطلوبة». وفي ضوء هذا الفهم، فإن من الحكمة والفقه توظيف الوسائل التكنولوجية المعاصرة - من قنوات فضائية، ومنصات تواصل، وتطبيقات تعليمية - في نشر العلم والدعوة، وفق الضوابط الشرعية، من غير ابتداع ولا تفريط، فالدعوة تحتاج إلى تجديد في الوسائل، لا في الأصول، وإلى تطوير في الطرح، لا في المضمون، حتى تبلغ رسالتها وتحقق أثرها. ![]() أدوار محورية للمنصات الدعوية لا تقتصر أهمية المنصات التعليمية الإسلامية على كونها وسيلة لنقل المعرفة، بل تتجاوز ذلك لتؤدي أدوارًا استراتيجية في بناء الوعي الديني الرصين، ومن أبرز هذه الأدوار نشر العلم الشرعي بأسلوب مبسط يراعي تفاوت الخلفيات الثقافية والمعرفية لدى المتلقين، والمدعوين، إلى جانب تقديم محتوى متخصص يعمّق الفهم ويعزز التكوين العلمي للمجتمعات الإسلامية، كما تتيح هذه المنصات التفاعل المباشر مع المتابعين، من خلال الإجابة على استفساراتهم؛ ما يسهم في سد الفجوة بين العلماء والجمهور، ويبرز من بين أدوارها أيضًا تصحيح المفاهيم الخطأ التي قد تنتشر عبر وسائل الإعلام أو بعض الجهات غير الموثوقة، فضلاً عن محاربة مظاهر الغلو والتطرف والانحراف الفكري، ولا يقل أهمية عن ذلك دورها في تعزيز القيم الإسلامية الأصيلة من خلال تقديمها في قوالب مرئية حديثة وجذابة، تواكب تطلعات الجيل الرقمي وتستثمر أدوات العصر في إيصال الرسالة الإسلامية بطريقة مؤثرة وفعّالة. ميزات المنصات الدعوية الإلكترونية لعل أهم ما يميز المنصات الدعوية المرونة والسهولة في الانتشار والوصول إلى جمهور واسع دون قيود زمانية أو مكانية؛ إذ تتيح نشر المحتوى في أي وقت ومن أي مكان، وبلغات وأساليب متعددة، كما تسمح باستخدام مختلف الوسائط كالصوت والفيديو والنص والصور، ما يجعل الرسالة الدعوية أكثر جاذبية ووضوحًا، كما تتميز هذه المنصات بالمرونة في المحتوى يعني إمكانية تخصيص المحتوى بحسب الجمهور، والأهم من ذلك، أنها توفر بيئة تفاعلية تتيح للداعية أن يسمع جمهوره كما يحدثهم، وأن يتفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم كما يعلمهم، وكذلك الاستمرارية بالتوثيق والأرشفة الدائمة للمحتوى وتمكين العودة إليه في أي وقت، كما يعد التوفير المادي الذي تقدمه تلك المنصات من أهم المميزات فهي تقلل التكاليف المتعلقة بالسفر، والسكن، والكتب الدراسية، والأقساط الشهرية أو السنوية التي تطلبها الجهات التعليمية الحكومية والخاصة، الأمر الذي يجعل المنصات التعليمية والدعوية عن بعد خياراً ميسراً للعديد من الناس. ![]() أولويات الخطاب الدعوي يقول الله -عز وجل-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ» (الذاريات:56) ويقول -سبحانه وتعالى-: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:21) ويقول -عز وجل-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل:36) وهذه العبادة تحتاج إلى بيان، وهذه العبادة هي التي خلقنا لها وأمرنا بها، وبعثت الرسل -عليهم الصلاة والسلام- لبيانها وللدعوة إليها، فلابد من بيانها للناس من أهل العلم، فالدعوة إلى الله -جل وعلا- دعوة إلى هذا الأمر، فعلى الدعاة إلى الله وهم العلماء أن يبسطوا للناس هذا الأمر وأن يشرحوه وأن يوضحوه من خلال تعزيز العقيدة الصحيحة والتوحيد، وتصحيح المفاهيم المنتشرة حول الإسلام، والتركيز على القيم التربوية والأخلاقية (مثل الصدق، الإحسان، التعاون)، والرد على الشبهات المنتشرة في الفضاء الرقمي، وضرورة ربط الجيل المعاصر بسيرة النبي وسلوك الصحابة، وكذلك قضايا الأسرة، والتربية، والتعامل مع الابتلاءات، والتشجيع على الإنتاجية والمشاركة الإيجابية في المجتمع. منصات التراث أنموذجًا جاء إنشاء جمعية إحياء التراث الإسلامي منصاتها الالكترونية العلمية والدعوية انطلاقًا من رؤيتها الهادفة إلى نشر العلم الشرعي وتعزيز الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، واتباع هدي النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بفهم سلف الأمة الصالح، وقد تم تدشين هذه المنصات تماشيًا مع التطور التكنولوجي المتسارع، واستثمارًا لوسائل التقنية الحديثة في إيصال الرسالة الدعوية والعلمية إلى أوسع شريحة من الجمهور، بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة. مقرأة التراث للقرآن الكريم «مقرأة التراث» للقرآن الكريم هي منصة قرآنية يستطيع المشترك فيها حفظ القرآن الكريم ومراجعته من خلال الميزات العديدة داخل المنصة بسهولة ويسر في أي مكان في العالم، وقد بلغ عدد المحفظين والمحفظات العاملين بالمنصة 282، وكذلك بلغ المستفيدين عدد 4.383 طالبا وطالبة، وقد تم 176.297 جلسة قرآنية داخل التطبيق، كما تم في التطبيق 4.818.342 آية قرآنية، بمقدار 1.832.119 دقيقة قرآنية، وقد نالت منصة «مقرأة تراث» للقرآن الكريم على العديد من التزكيات من أهل العلم ومنها ما قاله الشيخ محمد سليمان السنين: «لقد وجدته تطبيقاً مميزاً يخدم القرآن الكريم وأهله ويتميز بسهولة الاستخدام ويراعي خصوصية المتعلمين» وكذلك ما قاله عن المنصة الشيخ حمد بن صالح الأمير: «إني أدعو إلى الاستفادة من هذا التطبيق وكذلك أدعو كل من له استطاعة إلى إنجاحه ودعمه»، وكما ذكر عنها أيضا الشيخ ناظم المسباح: «لما امتزجت خبرة ومسيرة أكثر من 40 عامًا في خدمة كتاب الله -تعالى- وحفظه، مع ما توصلت له التقنية الحديثة كانت مقرأة تراث لتعلم القرآن الكريم الوقفية، لتكون الوجهة لكل من رام تعلم القرآن من داخل الكويت وحول العالم فحيّ هلا بكم»، هذا ولم تكتف جمعية إحياء التراث الإسلامي بمنصة مقرأة تراث للقرآن الكريم بل وجهت جهودها العلمية والتقنية أيضًا لنشر العلم الشرعي فكانت بعد ذلك «منصة تراث للعلوم الشرعية» منصة تراث للعلوم الشرعية بالتوازي مع اهتمامها بالقرآن الكريم أنشأت جمعية إحياء التراث منصة تراث للعلوم الشرعية التي تعمل بنظام الفصول الدراسية، هذا وقد دشّن رئيس الجمعية طارق العيسى منصة تراث للعلوم الشرعية بنظامها الجديد الذي يشتمل على فصول دراسية متعددة، وافتُتحت منصة تراث بحضور د.فرحان عبيد الشمري مدير عام منصة تراث للعلوم الشرعية وذلك يوم الخميس الموافق 16 من رجب 1446 هـ الموافق 16 من يناير 2025م، ومنصة تراث منصة رقمية تعليمية تستهدف نشر علوم الشريعة لطلبة العلم الشرعي ولجميع الراغبين في التثقيف الشرعي في ضوء الوسطية السمحاء التي جاء بها ديننا الحنيف؛ بحيث تسعى لتأهيل طالب العلم الشرعي لاستكمال دراسته الشرعية لمستويات متقدمة في الجامعات الشرعية، وقد صُمم المنهج العلمي للمنصة باعتبار الفئة المستهدفة من عموم المسلمين من غير المتخصصين في العلم الشرعي، ليكون شاملاً لأغلب علوم الشريعة، مما لا يسع عامة الناس جهله بطريقة ميسرة ومرتبة على مستويات، وأخذ بعين الاعتبار في تصنيفها مستوى الصعوبة والأهمية على ضوء المنهج الوسطي المنبثق من الكتاب والسنة النبوية، وقد بلغ عدد المسجلين في المنصة أكثر من 500 طالب مسجلين بالمنصة. المنصات الدعوية والمسجد يدلنا الواقع أن هذه الوسائل قد أثمرت -بفضل الله- في إيصال كثير من المعارف الإسلامية إلى الناس في بيوتهم، وربما في أماكن لا تصل إليها الدعوة مباشرة، فالتقنية الحديثة نعمة إن استُعملت في طاعة الله، ويجب استغلالها في الدعوة والتعليم، لكن دون أن نغفل أن العلم يُؤخذ بالتدرج، والمشافهة، والمصاحبة، وأن المسجد سيظل منارة الهداية ومصدر النور للأمة، ومع أهمية هذه الوسائل الحديثة، فإن الأصل في تحصيل العلم الشرعي والرسوخ فيه لا يزال كما كان، وهو الجلوس عند العلماء، والتلقي المباشر في المساجد وحلقات العلم، ومطالعة الكتب الموثوقة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» (رواه مسلم)، وهذه الطريق كانت ولا تزال تبدأ من المسجد، الذي هو بيت الله ومكان العلم والعبادة، وقد حرص السلف الصالح على حضور حلقات العلماء، والملازمة لهم، والتلقي من أفواههم، لا من الصحف فقط. قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «من تفقه من بطون الكتب، ضيع الأحكام»، كما إن من فضل مجالسة العلماء ما جاء في الحديث: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» (رواه مسلم)، فالمنصات وسيلة مساعدة، لكنها لا تغني عن الأصل، وهو طلب العلم من أهله، في المساجد، وحلقات العلم، ومطالعة الكتب المعتمدة، فلا تضاد بين الانتفاع من هذه المنصات ونشر العلم الشرعي من خلالها مع الحرص على الأصل كما هو لمن استطاع بل الأمر تكامل وليس تضادا. ![]() التحديات التي تواجه المنصات التعليمية الإسلامية على الرغم من النمو المتزايد للمنصات التعليمية الإسلامية في الفضاء الرقمي، إلا أن هذه المنصات لا تزال تواجه عددًا من التحديات الجوهرية التي تعيق تطورها وانتشارها، ومن أبرز هذه التحديات ضعف التمويل والدعم التقني، الأمر الذي يحد من قدرتها على التوسع والتحديث، كما تعاني من قلة الكوادر القادرة على الجمع بين التخصص في العلوم الشرعية والمهارات التقنية؛ ما يؤثر سلبًا على جودة المحتوى وأدوات عرضه، إلى جانب ذلك، تواجه هذه المنصات صعوبة في التسويق والوصول إلى الفئات المستهدفة، ولا سيما في ظل زخم المحتوى الرقمي وتعدد البدائل، ولا تقل أهمية عن ذلك الحاجة الماسّة إلى توثيق المحتوى وضمان اعتماده على مصادر صحيحة وموثوقة. توصيات لتطوير المنصات التعليمية الإسلامية حتى تتمكن هذه المنصات من أداء دورها بفعالية، تبرز جملة من التوصيات التي من شأنها الإسهام في تطويرها وتعزيز حضورها الرقمي، في مقدمة هذه التوصيات، يأتي دعمها من قبل المؤسسات الإسلامية والحكومات، باعتبارها أدوات فاعلة لنشر المعرفة الدينية المعتدلة، كما يُوصى بتطوير تطبيقات ذكية متعددة اللغات، تتيح وصولًا أوسع للجمهور العالمي، ويُعد التعاون مع العلماء والمؤسسات العلمية الموثوقة ركيزة أساسية لضمان موثوقية المحتوى، وأخيرًا، فإن العناية بجودة التصميم الفني والتقني للمحتوى لا تقل أهمية عن مضمونه، لضمان تجربة تعلم فعالة وجذابة للمستخدمين. ![]() ليست ترفًا تقنيا وهكذا نجد أن المنصات الدعوية الإلكترونية ليست مجرد وسائل جديدة ولا ترفًا تقنيا؛ بل هي وسائط حيوية تحتاج منا إلى تجديد في الطرح، وصدق في النية وهي ضرورة دعوية تستوجب العناية والاحتراف والتطوير المستمر، ففي مثل هذا الزمان الذي تزداد فيه التحديات الفكرية والثقافية، يبقى للدعوة الرقمية دورها الرائد في حماية الهوية الإسلامية وبناء جيل واعٍ، متوازن، متصل بدينه، أكثر تأثيرًا وفاعلية في واقع متغير، ومنفتح على العالم. نشأة التعليم عن بعد ظهرت فكرة التعليم عن بُعد في نهايات السبعينيات من القرن الحالي بواسطة الجامعات الأوروبية والأمريكية؛ حيث كانت ترسل البرنامج التعليمي للطلبة بواسطة البريد، وكانت تتمثل حينها بالكتب، وشرائط التسجيل، والفيديوهات؛ لتقدم شرحا وافيا حول المناهج التعليمية، وكان الطلبة يندمجون مع هذا النمط التعليمي، ويلتزمون بما يوكل إليهم من فروض وواجبات، ولكن تشترط الجامعات على طلبتها القدوم إلى الحرم الجامعي في موعد الاختبارات النهائية. ![]() استراتيجيات التعليم وأنماطه عن بعد التعليم عن بعد له استراتيجيات عدة متبعة، وظهرت له أنماط مختلفة تستهدف تحقيق المميزات التابعة لعملية التعليم عن بعد، ولتبيين الطرائق المتبعة في كيفية الدراسة (أونلاين)، ومن أبرز أنواع التعليم عن بعد التي ظهرت وأصبحت أسماؤها رائجة في عالم التعليم الحديث: 1- التعليم عبر المنصات التعليم عبر الإنترنت أو ما يعرف بالـ(Online learning) يعتمد على استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية؛ لتقديم المواد التعليمية من فيديوهات وملفات وصور وغيرها من المواد التفاعلية، وتقديم الألعاب التعليمية والأشكال المختلفة للتطبيقات والموارد التعليمية. يوفر نمط التعليم عبر الإنترنت الوصول الكامل في أي وقت للمواد التعليمية، عبر المنصات التعليمية لمساعدتهم على متابعة عملية التعليم بطريقة سهلة وإتمام واجباتهم بمرونة. 2- الفصول الافتراضية المباشرة من أحدث أنواع التعليم عن بعد التي ظهرت حديثا هي تقنيات الفصول الافتراضية التي تعرف أيضا بالـ(Virtual classroom)، يعتمد نمط الفصول الافتراضية على فكرة تقديم المحاضرات والدورات باستخدام وسائل التواصل المباشرة عبر الإنترنت، مثل المحادثات الصوتية وكذلك محادثات الفيديو، كما يتم الحرص على استخدام الأدوات التفاعلية التي تضمن إعطاء نتيجة الفصول الحقيقية نفسها من تفاعلات وطرح للأفكار والأسئلة وغيرها. والفصول الافتراضية تعطي الطلاب والمعلمين شعورا حقيقيا بوجودهم داخل قاعة مغلقة، يسهل فيها التواصل والتفاعل بشكل حقيقي. 3- التعلم الذاتي يعتمد التعليم الذاتي -وهو أيضا الـ(Self-Paced Learning)- على المحاضرات والدروس المسجلة مُسبقا، والمتوفرة بجانب المواد التعليمية الملحقة بها، ومرفوعة على المنصات التعليمية الإلكترونية. يتميز نمط التعليم الذاتي بكونه أكثر مرونة وقابلية لتأقلمه مع الظروف الشخصية؛ حيث لا يرتبط بوقت زمني معين ولا ينعقد في ساعة محددة، بل يعتمد على التنظيم الذاتي والشخصي للوقت. 4- التعليم التعاوني التعليم التعاوني وهو ما يعرف بالـ(Collaborative Learning) يعتمد على التقاء طلاب عدة على إحدى المنصات التعليمية لحضور دورة تعليمية تعاونية، ومشاركتهم في إنجاز مشاريع محددة مطلوبة في الدورة التعاونية. من مميزات التعليم عن بعد: الحث على التعاون والمشاركة، وتوسيع العلاقات الاجتماعية باستخدام أدوات التواصل على المنصة الإلكترونية، وإنجاز المشاريع المتعلقة بمجال التعليم. 5- التعلم التفاعلي يطلق على التعليم التفاعلي الـ(Interactive Learning)، ويعتمد على استخدام الأدوات التفاعلية الحديثة مثل الألعاب الإلكترونية والتطبيقات التفاعلية وأدوات التعلم المتطورة في إيصال المعلومات بشكل مبتكر وذكي. يعد هذا النمط من التعليم هو الأكثر إمتاعا؛ ولهذا يكثر الإقبال عليه خصوصا الأطفال؛ لأنه يعزز الفهم والاستيعاب لديهم بسهولة. ![]() التكنولوجيا في خدمة الدعوة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أُجور من تبعه، لا يُنقِصُ ذلك من أُجورهم شيئا»، إن استخدام الطفرة التكنولوجية الهائلة التي نحياها الآن له أهمية كبيرة في نشر العلم والمعرفة، وبيان العقيدة الصحيحة بين الناس عموما، وبين المسلمين خصوصا› وينبغي أن يُعلم أن الناس اليوم إلا القليل- قد كثرت مشاغلهم؛ فلذا من المهم الاستفادة من تسخير هذا التطور بما يخدم أهداف العمل الإسلامي من نشر العلم الشرعي والدعوة إلى الله؛ فإذا ركز الداعية المسلم على استغلال هذه الوسيلة مراعيا: سلامة اللغة، والأسلوب الجذاب، فضلا عن الدعوة لعقيدة التوحيد والسنة الصحيحة، كان له عظيم الأثر الإيجابي في تحقيق نفع الناس، ودلالتهم على سبيل النجاة. فئة الشباب في الصدارة يشير استقراء الواقع والرصد إلى أن فئة الشباب هي الأكثر تفاعلًا مع هذه المنصات؛ ما يجعلها فرصة ذهبية لإعادة تكوين الوعي الديني لدى هذه الفئة، كما يستفيد منها المغتربون والمهتدون الجدد للإسلام؛ حيث يجدون فيها المحتوى الميسر، والخصوصية، فضلا عن النساء ولا سيما ربات البيوت والطالبات اللاتي يجدن في هذه المنصات خصوصية وسهولة الوصول في أي وقت. ![]() منابر حديثة ورسالة خالدة تؤدي المنصات العلمية والدعوية الإلكترونية، والتطبيقات المخصصة للقرآن والحديث والفتاوى، دورا محوريا حيويا في تعزيز الفكر الإسلامي الوسطي، وتقديم العلم الشرعي بطريقة ميسرة ومؤثرة؛ فهذه المنصات لم تقتصر على مجرد النشر؛ بل أتاحت التفاعل الفوري مع المتابعين، مما عزز الثقة وعمّق التأثير، وأصبح من الممكن الوصول إلى الملايين في شتى بقاع العالم في لحظات، ما يجعل الدعوة والعلم الشرعي أكثر حضورا وانتشارا. اعداد: الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |