أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 619 - عددالزوار : 89684 )           »          طريقة عمل حلويات العجل فى العيد.. من الفشة للكبدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عيد الأضحى 2025.. أفضل طرق الحفاظ على اللحوم من التعفن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          4 خلطات عطرية هتخلى ريحة بيتك منعشة.. بعد الشوى وتنظيف اللحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الهالات السوداء فى العيد.. حافظى على جمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حاسة الدنيا مكركبة ومسئولياتك كترت فى العيد.. روشته بسيطة للتعامل مع الضغوطات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          6 نصائح للحفاظ على رشاقتك خلال عيد الأضحى.. لو هتقدرى تبعدى عن الفتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خطوات عمل فتة بالبستاشيو على طريقة شات جى بى تى.. فاجئيهم بالجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قواعد إتيكيت العيد.. كيفية تقديم حلويات الأضحية فى العزومات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير سورة البلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2025, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,455
الدولة : Egypt
افتراضي أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة

أربعٌ هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة

د. أحمد بن حمد البوعلي
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِهِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهديِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الناس: فإن مَن نظر في حوارات الرسل عليهم السلام مع أقوامهم، يجد أنهم دعَوهم إلى ما ينفعهم في الدارين، ونهَوهم عما يضرهم في الحياتين.

وثمة قضايا اشترك في الأمر بها، والدعوة إليها جميعُ الرسل، مما يدل على أهميتها ومكانتها عند الله تعالى؛ إذ بعث بها جميع رسله، وهي أمور أربعة دعا إليها الرسل كما جاء في القرآن الكريم؛ فأمروا بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وبتقواه عز وجل، وباستغفاره، وهذه خالصة لله تعالى، والأمر الرابع أن كل رسول أمر قومه بطاعته.

والأمر بعبادة الله تعالى وحده أمرٌ بالتوحيد، ونهيٌ عن الشرك، والأمر بالتقوى أمر بالشريعة كلها؛ إذ هي أوامر ونواهٍ، والتقوى فعل الأوامر وترك النواهي، ولأن المكلَّف قد يُخطئ ويعصي، فيقصر في الأوامر ويرتكب النواهي، فإنه حينئذٍ لا بد أن يستغفر ليُرقِّع ما نقص من عبادته، ويمحوَ أثر سيئته، فكانت هذه الأمور الثلاثة متكاملة، وهي الدين كله: التوحيد، والتقوى، والاستغفار، ولا سبيل لتحقيق هذه القضايا الكبرى الثلاث إلا بطاعة الرسل عليهم السلام؛ إذ هم المبلِّغون عن الله تعالى دينه.

وأول الرسل نوح عليه السلام، وقد دعا قومه إلى التوحيد والتقوى والاستغفار، وإلى طاعته، جاء ذلك في سور عدة؛ ففي الأعراف: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59].

وفي هود: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ﴾ [هود: 25، 26].

وفي المؤمنون: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [المؤمنون: 23].

وقال عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

ومن الرسل هود عليه السلام، وقد دعا قومه إلى التوحيد والتقوى والاستغفار كما دعاهم إلى طاعته؛ ففي الأعراف: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 65]، وفي سورة هود: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ * يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ * وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 50 - 53].

ومن الرسل صالح عليه السلام، وقد دعا قومه إلى التوحيد والتقوى والاستغفار كما دعاهم إلى طاعته.

ففي هود: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]، وفي الشعراء: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 141 - 144].

ومن الرسل شعيب عليه السلام، وقد دعا قومه إلى التوحيد والتقوى والاستغفار كما دعاهم إلى طاعته؛ ففي الأعراف: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 85]، وفي آية أخرى قال لهم شعيب عليه السلام: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90].

وفي الشعراء: ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 176 - 179].

ودعا الخليل عليه السلام قومه إلى التوحيد والتقوى: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 16].

ودعا لوط عليه السلام قومه إلى التقوى وإلى طاعته: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود: 78].

وفي الشعراء: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 161 - 163].

ودعا المسيح ابن مريم قومَه إلى التوحيد والتقوى وإلى طاعته: ﴿ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

وفي آية أخرى: ﴿ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [آل عمران: 50].

وفي الزخرف: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [الزخرف: 63، 64].

وحين يسأله الله تعالى يوم القيامة عن شرك قومه؛ يقول عليه السلام: ﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 117].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

أيها المسلمون: القضايا الأربع الكبرى التي دعا إليها جميع الرسل عليهم السلام يجب على المؤمن العناية بها، وتعليمها لأهله وولده؛ وهي:
1- التوحيد.

2- والتقوى.

3- والاستغفار.

4- وطاعة الرسل عليهم السلام.

أما التوحيد: فهو حقُّ الله تعالى على العباد، وما خُلق الناس إلا لأجله: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ أي: يوحدوني، وما أرسل الرسل إلا لتبليغه: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].

وفي آية أخرى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

وفي الحديث القدسي من حديث أبي ذرٍّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني... يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمَد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومَنَّ إلا نفسه))[1].

وأما التقوى: فهي وصية الله تعالى لنا وللأمم السالفة: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131]، وهي سبب النجاة من الكروب والمضائق في الدنيا والآخرة: ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الزمر: 61]، وفي آية أخرى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

قال ابن كثير: "أي: ومن يتَّقِ الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب؛ أي: من جهة لا تخطر بباله"[2].

وأما الاستغفار: فقد خُوطب به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع التوحيد؛ كما في أول سورة هود: ﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ * وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 1 - 3].

فالاستغفار له شأنٌ عظيم؛ وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: ((من لزِم الاستغفارَ، جعل الله له من كل همٍّ فَرَجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب)).

وفي الحديث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكْثَرَ من الاستغفار، جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب))[3].

ورُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه؛ ثلاثَ مرات، غفر الله له ذنوبه))[4].

فهذا له شأن عظيم، فينبغي للعبد أن يُكثر من الاستغفار في جميع الأوقات، ويقول بعد كل صلاة مكتوبة: أستغفر الله ثلاث مرات، من حين يُسلم وبعدها يقول: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام))؛ فقد كان النبي يبدأ بهذا حين يسلم عليه الصلاة والسلام في صلواته الخمس، ويُكثر من الصلاة والاستغفار في الليل والنهار، وأول النهار وأول الليل وآخر النهار.

وأما طاعة الرسل عليهم السلام: فهي الموصِّلة للتوحيد والتقوى والاستغفار؛ وهي من طاعة الله تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]، وما أرسل الله تعالى الرسل إلا ليتبعهم الناس ويطيعوهم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64].

فالآيات في هذا الشأن كثيرة، وهي من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى أي بيان آخر، ومع ذلك جاءت الأحاديث الشريفة لتؤكد هذا المعنى، وتقرره في ميدان التطبيق، حتى يكون الخضوع لأمر الله ورسوله خضوعًا تامًّا في كل الأحوال، في العُسر واليُسر، وفي السراء والضراء.

عن أبي سعيد بن المعلى قال: ((كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أُجِبْه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي فقال: ألم يقلِ الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾؟))[5].

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ أُمَّتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى))[6].

نكتفي هنا في بيان منزلة من أطاع الله ورسوله؛ ففيهما البيان الشافي، جعلنا الله ممن أطاعه وأطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلوا وسلموا على نبيكم...

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فاشغله بنفسه، ورُدَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا يا سميع الدعاء، اللهم كُن عونًا معينًا لخادم الحرمين الشريفين، ووفِّقه ووليَّ عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] أخرجه مسلم (2577).

[2] تفسير ابن كثير (ص 558).

[3] أخرجه أبو داود (1297).

[4] أخرجه أحمد (10652).

[5] أخرجه البخاري (4474).

[6] أخرجه البخاري (7280).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.12 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]