|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قراءة التاريخ بين تشويه الحداثيين وإنصاف بعص المستشرقين (1) كتبه/ شحات رجب البقوشي فتاريخ أي أُمَّة هو ماضيها وتجربتها، لذلك تعتزُّ كلُّ أمَّةٍ بتاريخها والرجال الذين هم أبطال هذا التاريخ، مهما كان الماضي، وأمَّة الإسلام حباها الله -تعالى- بتاريخٍ مُشَرِّفٍ، وأبطال كان لهم السبق في التحضر قبل أن يعرف الغرب التحضر، والسر في عظمة تاريخ الإسلام ورجاله: أن هذا التاريخ صُنع في كنَف الدين، بل كان الدين عُنصرًا فعَّالًا في أحداثه، ومحور هذا التاريخ. ولما كان الحداثيون همُّهم الكبير فصل الدين عن الحياة، فقد عمدَ هؤلاء إلى قراءة مشوَّهةٍ للتاريخ، وتشويه أبطاله؛ لإثبات أن الدين الذي كان محور الأحداث لم ينجح في صناعة تاريخٍ سويٍّ، ولا أبطال حقيقيين، وبالتالي لا تصلح تجربة الماضي في تعظيم الدين وتفعيله في الحياة، في إنتاج حاضرٍ أو مستقبلٍ يفيد البشرية. منذ أيام انطلق "إبراهيم عيسى" عبر منصة تكوين يعرض تجربته في قراءة التاريخ الإسلامي؛ فخرج بأن سلف الأمة هم (القتلة الأوائل)، وأن الصحابة الذين وُصِفوا في القرآن بالرحماء قامت بينهم حروب سمَّاها: (حروب الرحماء)، وحشد لدعم أفكاره مغالطات كثيرة لسنا في حاجة لتتبعها والرد عليها، فالرجل أمره معروف. والملاحظ: أنه وإن ادعى أنَّه قرأ ما بين سطور التاريخ، وأعاد ترميم التاريخ -بزعمه- إلا أن نتيجة قراءته يحاول من خلالها إثبات أن التاريخ خلا من أي وجهٍ من وجوه الحضارة، بل هو مجرد صراعات تعد امتدادًا لصراعات الجاهلية. ونلاحظ: أن الحداثيين أشدُّ في نقد تاريخ أمَّتنا من بعض المستشرقين الذين ليسوا من أبناء جلدتنا، ولا يتكلمون بديننا، لكن يدفعهم ما انتهجوه من علم إلى الإنصاف أحيانًا، وكأنهم يستحيون من الوسط العلمي أن تسقط منهم ساقطة فتحسب عليهم؛ فعلى سبيل المثال: شخصية تاريخية مثل صلاح الدين الأيوبي، الذي يمثِّل رمزًا للبطولة في التاريخ الإسلامي مع دور إنساني رفيع المستوى، لكن عداوة دُعاة الحداثة له ظاهرة جدًّا، وتشويه صورته متعمَّدة بصورة فجَّة. فيما نرى أن بعض المستشرقين قد أنصفوه أيما إنصاف، فيقول: (غوستاف لوُبُون): "وتم طرد الصليبيين من القدس على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي الشهير، وذلك أن صلاح الدين دخل سورية بعد أن أصبحت مصر وجزيرة العرب والعراق قبضته، وأنه غلب ملك القدس الأسيف فِي دُولُوزِينيان وأسره، واسترد القدس في سنة 1187م. ولم يشأ السلطان صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، فيبيد النصارى عن بكرة أبيهم، فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم، مانعًا سلب شيء منهم. قضى على مملكة القدس اللاتينية بعد أن عاشت 88 سنة، ومرت سبعة قرون على تلك الحوادث من غير أن تخرج هذه المدينة المقدسة من أيدي أتباع محمد، على الرغم من جميع الجهود التي قام بها العالم النصراني منذ ذلك الحين" (حضارة العرب: تأليف غوستان لوبون، نقله إلى العربية عادل زُعيتر، مطبعة الحلبي القاهرة، ص 329). إذًا قراءة الحداثيين المشوَّهة للتاريخ، لا تقارن في كثيرٍ من الأحيان بقراءة منصفي المستشرقين للتاريخ الإسلامي، واستيعاب كثير من جوانبه. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |