تأثير الغرب على مدرسة العقل في العصر الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 9723 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3475 )           »          الخوارج أوصافهم وأخلاقهم.. وذكر التعريف الصحيح لهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 129 - عددالزوار : 65104 )           »          الملك القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حديقة الأدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 98 - عددالزوار : 29655 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 4611 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 449 - عددالزوار : 85987 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 299 )           »          عابدة متعبدة ميمونة السوداء* (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 07:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,816
الدولة : Egypt
افتراضي تأثير الغرب على مدرسة العقل في العصر الحديث

تأثير الغرب على مدرسة العقل في العصر الحديث
محمد عبد الفتاح عمار


تنوع أنصار مدرسة العقل ومصادر التأثر
التيار المعتزلي المحدث وسعيه للتوفيق والتجديد
التيار المتأثر بالاشتراكية الماركسية وتجاوز المنقول
تيار “أنسنة النص” وإخضاعه للمناهج الغربية
فروقات جوهرية: بين أصالة التكوين والتأثر المنهجي
إحياء الفكر المعتزلي كسبيل للنهضة: رؤية نقدية
نقد تعامل الحداثيين مع “العقل” المعتزلي
مقارنة بين عقلانية المعتزلة وعقلانية الحداثيين
أبعاد أخرى لتخلف المسلمين تتجاوز إشكالية العقل والنقل

لا يمكن اعتبار أنصار مدرسة العقل في العصر الحديث ــ ونقصد بهم من يقدمون العقل على النص ـ فصيلاً واحدًا، لكن الذي يمكن أن نؤكد عليه أن بعض أصحاب الدعوة إلى ترجيح العقل أو تقديم العقل على النص في العصر الحديث وخاصة القرن العشرين منه، بل يمكن القول أكثرهم، ينتمون إلى ثقافات غربية وينطلقون من مناهج علمية صنعها الغرب وكانت ردًّا على التأثير اللاهوتي على الحياة في الغرب ومع ذلك يمكن القول إن أنصار العقل ليسوا على مستوى واحد وليسوا من أصل واحد أو نتاج بيئة ثقافية واحدة فمنذ ظهور الإمام محمد عبده، وربما من قبله بقليل عند ظهور رفاعة الطهطاوي، والعالم الإسلامي بدأ يموج بأصحاب العقل أو أنصار العقل بعضهم ينتمي إلى الفكر المعتزلي وجذور المدرسة العقلية في الإسلام وهؤلاء إما ينادون بإطلاقية العقل ولكن باستحياء أو يحاولون التوفيق شيئًا فشيئًا بين العقل والنقل.

أما أصحاب وأبناء الفكر الغربي بمناهجة غير المطروقة والمستحدثة فإنهم دائمًا ما يُغلِّبون العقل بصورة مطلقة ولو على حساب النقل (النص) وإنْ تضمن ثبوتًا قطعيًّا ودلالة لا يمكن تحريفها أو تجاوزها وليس أدل على ذلك من أن بعض أنصار هذا الاتجاه يطورون أفكارهم لدرجة تدعو للمساواة المطلقة بين المرأة والرجل حتى ولو كان ذلك في الميراث وهو علم يسمى في أبواب الفقه الإسلامي «علم الفرائض».
تنوع أنصار مدرسة العقل ومصادر التأثر

لا يمكن اعتبار هذا التقسيم قائمًا على أساس زمني والحقيقة أنه يقوم على أساس موضوعي يستند إلى الأفكار وما يعتقده كل اتجاه، ويمكن على هذا الأساس تقسيمهم إلى ثلاثة اتجاهات.
التيار المعتزلي المحدث وسعيه للتوفيق والتجديد

البعض يحاول أن يرجع إلى أساس الفكر المعتزلي ليتخذ منه تكئة لبناء فكر معاصر، إما ليساعد في تحرير العقول من سيطرة الاستبداد السياسي وتسلط الحكام وكان ذلك ظاهرًا وبشدة في النصف الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكتابات رفاعة الطهطاوي والأفغاني والكواكبي ومحمد عبده والشيخ أمين الخولي وحتى مصطفى عبدالرازق، ومنهم في وقت متأخر يتخذ منهج المعتزلة كأساس لتحرير العقول من الجمود والدعوة إلى اجتهاد متطور ينسجم مع العصر ويؤكد قابلية الإسلام لاستيعاب المتغير والمستحدث، ومن هؤلاء وعلى رأسهم يمكن اعتبار محمد عمارة نموذجًا، وإن كنا نرى أن الأخير امتداد لمدرسة الشيخ محمد عبده، وبعضهم بدأ من الفكر الغربي لكن ينتهي إلى أحضان الفكر الإسلامي في صورة إحياء الفكر المعتزلي مثل الدكتور زكي نجيب محمود، وإن كان الكثيرون لا يسلمون بذلك بالنسبة الى الاخير .
التيار المتأثر بالاشتراكية الماركسية وتجاوز المنقول

وإذا كان هذا هو حال الطائفة الأولى فإن هناك الطائفة الثانية التي يمكن اعتبارها تولدت تحت تأثير المد الاشتراكي الماركسي مثل محمد أحمد خلف وفؤاد زكريا ثم حسن حنفي، وإن كان الأخير أكثر توغلاً في الدراسات الإسلامية وغيرهم، وهؤلاء تشعر أنهم ينظرون للمنقول والغيبي، خاصة السنة النبوية، على أنها اختلاق وأنه من الأفضل تجاوزها كليًّا ولا بأس من تجاوز بعض النصوص القرآنية التي تبدو من ظاهرها معارضة مع أفكارهم الشيوعية والماركسية.
تيار “أنسنة النص” وإخضاعه للمناهج الغربية

أما الطائفة الثالثة فإن التغيير ليس تغييرًا كميًّا في الفكر وإنّما هو تحول تام وتغيير كيفي في محاولة لإخضاع القرآن كنص إلهي مقدس للعقل من خلال اتباع مناهج غربية لتحليله ترتكز على كونه نصًّا تاريخيًّا أو مجرد نص لُغوي كغيره من النصوص الأدبية وأنه أصبح ذا طابع إنساني، أو بحسب ما يطلقون على ذلك «أنسنة النص»، وهؤلاء على رأسهم نصر أبوزيد ومحمد أركون وغيرهما، فالأمر لا يتعلق بتقديم العقل كدليل على النص بقدر ما يتعلق بإهدار حجية النص وقدسيته وإنهاء ديمومة صلاحيته الذاتية وجعل مرجعية النص في كل ذلك إلى فهم العقل البشري من خلال مناهج غربية لقراءة النص.
فروقات جوهرية: بين أصالة التكوين والتأثر المنهجي

والحقيقة الأساسية التي يجب أن نركز عليها أو نلفت النظر إليها أن جيل المعتزلة الحديث، أو مَن ينادون بإحياء فكر المعتزلة، هم أصل من رجال الدين وثقافتهم الدينية هي الغالبة باستثناء البعض مثل زكي نجيب محمود الذي بدأ من الوضعية المنهجية التي تعتبر أقرب أو بنت الفلسفات الغربية منتهيًا إلى ضرورة إحياء الفكر المعتزلي كأساس لنهضة فكرية عربية. أما الآخرون فهم من الأساس أصحاب ثقافات غربية ومناهج فلسفية مثل أبوزيد وأدونيس وأركون وحنفي.. وغيرهم، وإن كان منهم من بدأ أزهريًّا أيضًا ولكنه تأثر بالمناهج الغربية كطه حسين الذي بدأ وتعلم في الأزهر ثم ابتُعث للخارج وعاد متأثرًا بالمنهج الديكارتي كما هو واضح في كتابة «الشعر العربي».
إحياء الفكر المعتزلي كسبيل للنهضة: رؤية نقدية

ونود أن نوضح أن البعض ربط بين تجديد الفكر العربي وفتح باب الاجتهاد وإحياء فكر المعتزلة محاولاً خلق ربط بين تقديم العقل على النص أو النقل، وبين النهضة المأمولة، كأن التخلف الذي نعيش فيه إنَّما يُعزى إلى سبب وحيد وهو الارتباط بالنص وتقديسه، وإهمال العقل أو جعل العقل في مرتبة متأخرة.. وهو ما لا نسلم به على إطلاقه، وهو يقول في ذلك: «إننا إذا كان لنا أن نحيي جزءًا من تراثنا الإسلامي فَلْيَكُنْ الفكر الاعتزالي»، مؤكدًا ذلك بقوله: «يبدو لكاتب هذه الصفحات أن أهم جماعة يمكن لعصرنا أن يرثها في وجهة نظرها.. أعني أن يرثها فيطريقتها ومنهاجها عند النظر إلى الأمور هي جماعة المعتزلة التيجعلت العقل مبدأها الأساسي كلما أشكل الأمر» [1]. ويؤكد هذاالرأي في صفحات أخرى قائلاً: «فما زلت أرى أنه لو أراد أبناء عصرنا أن يجدوا عند الأقدمين خيطًا فكريًّا ليتمسكوا بطرفه فيكونوا على صلة موصولة بشيء من تراثهم، فذلك هو الوقفة المعتزلية من المشكلات القائمة».

ويتجلى ذلك في قول عبدالرحمن الكواكبي: «إن الناظر في القرآن حق النظر يرى أنه لا يكلف الإنسان قط بالإذعان لشيء فوق العقل، بل يحذره وينهاه عن الإيمان اتباعًا لرأي الغير أو تقليدًا للآباء». فكما أن المعتزلة مجَّدوا العقل وجعلوه فيصل المعرفة، كذلك الحداثيين، تبع لهم في هذا الأمر، إلا أن هذا الاهتمام بالعقل لم يقتصر على تمجيده وفقط وإنما تقديمه على النقل وإعطائه نوعًا من الاستقلالية في البحث عن القضايا المتعلقة بحياة الأفراد واﻟﻤﺠتمعات حتى ولو وردت فيها أدلة قطعية.

وهذا ما صرح به محمد عمارة في كتابه «الإسلام والمستقبل» قائلاً: «هناك ميادين أخرى في الفكر الإسلامي لا نعتقد بصواب منع الاجتهاد فيها، حتى لوكانت قد رُوِيت في موضوعاتها نصوص قطعية الدلالة».
نقد تعامل الحداثيين مع “العقل” المعتزلي

إن التجديد الذي عوَّل عليه أصحاب المدرسة العقلانية من خلال استلهام النموذج المعتزلي بشكل مباشر أو غير مباشر، جعلهم يتعاملون مع أهم ركيزة من ركائز المنهج المعتزلي بشكل سطحي، ألا وهو العقل، فهم عندما جعلوا منه المفتاح الأساسي للقراءة كأن المقصد من ورائه تعظيم القيمة الإنسانية أمام الكلمة الإلهية، ولم يروا فيه مجرد أداة منهجية للقراءة والتأويل، حتى أُفرِغ من معناه العام المربوط بالتكليف من جهة والمعرفة من جهة أخرى، فرؤية مفكري عصر النهضة للعقل هي رؤية أحادية حملته مسئولية الفهم ورمت على عاتقه مشاكل الواقع، لذلك فإن العقل المعتزلي هو عقل يقوم بمهامه من باب التكليف الداعي إلى فهم النص والواقع، وليس القيام بوظائفه من باب الضغط المفروض عليه من الواقع المتأزم، حتى قيل إن القراءات القديمة تنطلق من: «النص إلى الواقع، أيْ تستضيء بالهدي القرآني لترشيد الحياة وصبغها بالصبغة الإسلامية الحاكمة، بخلاف القراءات المعاصرة تنطلق من الواقع إلى النص، أيْ تُطوع الوحي لإكراهات واقعية وضغوط ذاتية حتى تصير حاكمة على الفهم، ومهيمنة على عناصر المنهج» [2].
مقارنة بين عقلانية المعتزلة وعقلانية الحداثيين

والواقع، وإن كان أصحاب الآراء المشار إليها يظهرون بصورة الفكر الاعتزالي المعتدل، فإن هناك الآخرين الذين يمكن اعتبارهم أكثر تشددًا أو أكثر هجومًا على النص وقدسيته واعتباره مقيدًا للنهضة والتطور ولا بد من الفكاك منه وذلك تحت مظلة ما يعرف بـ«تاريخية النص» أو نظريات تنظر عند تفسيرها للنصوص إلى المتلقي واحتياجاته أكثر مما تقف عند مُصدر النص وتعبيراته وأفكاره ومقاصده.

ومن جهة أخرى فإن العقلانية الخاصة بالمدرسة الفكرية للمعتزلة ليست وليدة صورة الاحتكاك بالآخر، وإن كانت هذه الصورة أسهمت بشكل من الأشكال في بلورة فكر المعتزلة، لكنها تبقى إسلامية محضة، بينما العقلانية التي نُسبت إلى مفكري العصر الحديث في قراءة الدين جاءت كرد فعل على الآخر بعد الانبهار بفلسفاته وعلومه، فطلبوا لهم من أهل الإسلام موافقًا أو نظيرًا. إذن، الظروف مختلفة والانطلاقة مختلفة والرؤية للآليات مختلفة، إلا أن الاشتراك بين القدماء والمحدثين يبقى حول النص الديني الذي يوحدنا كأمة واحدة، والعقل الذي هو أعدل قسمة بين البشرية [3].
أبعاد أخرى لتخلف المسلمين تتجاوز إشكالية العقل والنقل

والواقع أن حصر تخلف المسلمين في قضية العقل والنقل هو إهمال وتجاهل للقيم الإنسانية والإسلامية الأخرى فالقضية -إشكالية العقل والنقل- في مجملها تبدو كقضية فلسفية أكثر منها واقعية، وأن تخلف المسلمين وإن أرجعه أنصار العقل إلى الجمود الفكري فإنه لا يمكن إنكار أن تخلف الأمة إنما يرتبط بإهدار مجموعة من القيم تتعلق بالعلم وتقديس العمل وإتقانه والإخلاص والقيم الأخلاقية الأخرى فحاجة المسلمين إلى الأخلاق وفلسفتها لا يقل عن حاجتهم إلى العقل وفلسفاته بل على العكس قد تكون الحاجة إلى الأخلاق أهم من العقل بكثير لأنها تجد مجالاً للتطبيق في الواقع اليومي والعملي للمسلمين دون أن تقف عند حد رفوف المكتبات أو اهتمامات المثقفين خاصة من يحترفون الكتابة الفكرية والفلسفية بصفة عامة وعلوم الكلام بالنسبة للمسلمين بصفة خاصة.

[1] زكي نجيب محمود: تجديد الفكر العربي، دار الشروق، القاهرة، ط 9، س 1993.

[2] قطب الريسوني: النص القرآني من تهافت القراءة إلى أفق التدبر، منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، المغربية، ط2010، ص 420.

[3] خلوات حليمة، المرجع السابق، ص 69 و70.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]