|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التقوى الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله أصْل التقوى: أن يجعل العبدُ بيْنه وبيْن ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربِّه أن يجعلَ بينه وبيْن ما يخشاه من ربِّه من غضبه وسخطه وعقابه وقايةً تقيه من ذلك، وهي فعْل طاعتِه واجتناب نواهيه ومعاصيه، من فِعْل الواجبات، وترْك المحرَّمات والشبهات. قال بعض السلف: التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تتركَ معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله، وقال عبدالله بن مسعود في قوله - تعالى -: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102]: هي أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكَر فلا يُنسى، ويُشكَر فلا يُكفَر. ويدخل في الشكر فِعْلُ جميع الطاعات، ومعنى ذكره فلا ينسى: ذِكْر العبد بقلْبه لأوامر الله في حَرَكاته وسكناته فيمتثلها، ولنواهيه في ذلك كلِّه فيجتنبها. والتقوى وصية الله لجميع خَلْقه الأولين والآخرين قال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]، وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمَّته، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سَرِيَّة، أوصاه في خاصَّة نفسه بتقوى الله، وبِمَن معه من المسلمين خيرًا؛ الحديث رواه مسلم. ولَمَّا خَطَب صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع في يوم النَّحْر، أوصى الناس بتقوى الله، وبالسمع والطاعة لأئمتهم[1]. وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسولَ الله، أوصني، قال: ((أوصيك بتقوى الله، فإنَّها رأسُ الأمر كله))[2]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتقِ الله حيثُما كنت))[3]؛ يعني: في السر والعلانية، حيث يراك الناس، وحيث لا يرونك، في أيِّ مكان وزمان. من فضائل التقوى المستنبطة من القرآن الكريم، وهي خمس عشرة: 1- الهُدى لقوله تعالى: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]. 2- المغفرة والعلم لقوله تعالى: ﴿ إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾[الأنفال: 29][4]؛ أي: علمًا تُفرِّقون به بيْن الحق والباطل، والهُدى والضلال، والحلال والحرام. 3-4- الخروج من الغم، والرِّزق من حيث لا يحتسب؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴾ [الطلاق: 2 - 3]. 5- والنصرة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا ﴾ [النحل: 128]. 6- والولاية؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَاللهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 19]. 7- والمحبَّة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 7]. 8- وتيسير الأمور؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]. 9-10- غفران الذنوب، وإعظام الأجور؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5]. 11- وتقبُّل الأعمال؛ لقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]. 12- والفلاح؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 130]. 13- والبشرى؛ لقوله - تعالى -: ﴿ أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ ﴾ [يونس: 62 - 64]. 14- ودخول الجنة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [ن: 34]. 15- والنجاة من النار؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا ﴾ [مريم: 71 - 72]. البواعث على التقوى عشرة: 1- خوف العقاب الأُخروي. 2- وخوف العقاب الدنيوي. 3- ورجاء الثواب الدنيوي. 4- ورجاء الثواب الأُخروي. 5- وخوف الحساب. 6- والحياء مِن نَظَر الله، وهو مقام المراقبة. 7- والشكر لله على نِعَمِه بطاعته. 8- والعلم؛ لقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]؛ أي: إنما يخاف اللهَ من عباده هم العلماءُ، بأمره ونهيه، ووعده ووعيده، وثوابه وعقابه، وكلُّ مَن أطاع الله فهو عالِم، وكل مَن عصاه فهو جاهل، وكفي بخشية الله عِلمًا، وكفى بالاغترار بالله جهلًا. 9- وتعظيم جلال الله، وهو مقام الهَيْبة. 10- وصِدْق المحبَّة؛ لقول القائل: تَعْصِي الإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ![]() هَذَا لَعَمْرِي فِي القِيَاسِ شَنِيعُ ![]() لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لأَطَعْتَهُ ![]() إِنَّ المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ ![]() وقول الآخر: شَرْطُ المَحَبَّةِ أَنْ تُوَافِقَ مَنْ تُحِبْ ![]() بُ عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلا عِصْيَانِ ![]() فَإِذَا ادَّعَيْتَ لَهُ المَحَبَّةَ مَعْ خِلاَ ![]() فِكَ مَا يُحِبُّ فَأَنْتَ ذَو بُهْتَانِ ![]() وقال آخر: إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَلْبَسْ ثِيَابًا مِنَ التُّقَى ![]() تَقَلَّبَ عُرْيَانًا وَإِنْ كَانَ كَاسِيَا ![]() وَخَيْرُ لِبَاسِ الْمَرْءِ طَاعَةُ رَبِّهِ ![]() وَلاَ خَيْرَ فِي مَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِيَا ![]() درجات التقوى ثلاث: 1- أن يتقيَ العبد الكفر، وذلك مقام الإسلام. 2- أن يتقي المعاصي والحرمات، وهو مقام التوبة. 3- أن يتقي الشبهات، وهو مقام الورع[5]. علامة المتقي: أن يكون معتقدًا لأصول الإيمان؛ وهي: الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، والبعث بعدَ الموت والجزاء، والإيمان بالقدر خيرِه وشرِّه، عاملًا بشرائع الإسلام، وهي شهادة ألاَّ إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، مراقبًا لله في جميع شؤونه، مخلصًا له في القوْل والعمل والنية، محافظًا على الصلوات الخمس في أوقاتها، مؤديًا الزكاة إلى مستحقيها، محافظًا على الصيام والحج، بارًّا بِوَالِدَيْه، واصلًا لأرحامه، محسنًا إلى جيرانه، صادقًا في مُعاملته مع الله ومع خلقه، سليم القلب منَ الكِبْر والحقْد والحسَد، مملوءًا من النصيحة ومحبة الخير لكل أحدٍ، لا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا بالله، قد حقَّق قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، ولا يرجو ولا يخشى أحدًا إلا مَوْلاه، وقد وصف الله المتقين، وبيَّن أعمالهم وثوابهم؛ فقال: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 133 - 136]. [1] في حديث أبي أمامة الذي رواه مسلم. [2] رواه ابن حبان في "صحيحه". [3] رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح. [4] تمام الآية: ﴿ وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29]. [5] انظر كتاب "التسهيل لعلوم التنزيل"؛ للشيخ محمد بن جزي الكلبي (1 /35- 36).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |