أصــول الفكــر القطــبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 729 - عددالزوار : 116836 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4934 - عددالزوار : 2020422 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4507 - عددالزوار : 1298736 )           »          معركة السويداء تحدد مستقبل سوريا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من ذنوب المعرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          خديجة رضي الله عنها.. السند النفسي الأول للنبي ﷺ وسند الرسالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الاعتصام بغير الله هلاك .. !! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          دروس في التربية النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل الهوية الإسلاميَّة في خطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          العلم مكانه، من طلبه وجده، سواء كان عربيا أو عجميا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2025, 10:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,071
الدولة : Egypt
افتراضي أصــول الفكــر القطــبي

أصــول الفكــر القطــبي (1-2)


هذا المقال جزء من دراسة عن تاريخ ظهور مناهج العنف والصدام في الحركة الإسلامية المعاصرة، وكنت أفضل ألا أتعرض لها حتى تهدأ العاصفة، وتذهب السكرة، وتأتي الفكرة، ولكن من الواضح أن هناك من لا يريد للسكرة أن تذهب، ولا للفكرة أن تأتي بطبيعة الحال!!
فتعمد (تحالف دعم الشرعية) أن يدعو إلى ما أسماه بـ(ثورة الشباب المسلم)، وحرص أن يتم ذلك من خلال مجموعة تسمى بـ(الجبهة السلفية) وهي كما بينا في مقالة (الجبهة القطبية وليست الجبهة السلفية) مجموعة قطبية بمسمى سلفي!!
وهذا يعني أن إصرارهم على جر الشباب السلفي إلى «ممارسات قطبية» تزداد وضوحا يوما بعد يوم؛ مما يوجب علينا التوضيح والبيان.
سيد قطب بين السلفية والعقلانية
يحلو لبعض المعجبين بسيد قطب - رحمه الله- أن يلحقوه بركب المنهج السلفي، بل ربما جعلوه من أئمته، وبعد أن يقوموا بهذا يعجزون عن الدفاع عن أخطائه في معظم أبواب العقيدة من الأسماء والصفات، والصحابة والإمامة وغيرها، وهي أخطاء نرى بالفعل أنها غير مقصودة ولكنها لا يمكن أن تصدر عن طالب علمٍ درس عقيدة السلف، فضلا عن عالم فيها؛ مما يلزم معه الإقرار بأنه في العلوم الشرعية بمنزلة العوام أو المثقفين على أقصى تقدير.
وأما خطؤه الرئيس فجاء مستندا على مرجعيات شتى منها (مدرسة العقاد الأدبية)، ومنها (النزعة الاشتراكية) التي تأثر بها، ومنها «الصدمة في تنظيم الضباط الأحرار» الذين تعاون معهم حتى قبل أن ينضم للإخوان في الفترة من 1950 إلى 1953 قبل أن ييأس من تنفيذ مشروعه الإصلاحي (عندما كان مشروعه إصلاحيا) من خلالهم فيتجه إلى الإخوان بصفتهم مشروعا إصلاحيا قائما بالفعل يلتقي معظم أهدافه، ولكن الصدمة كانت عليه كبيرة حينما تتبعه، حينما وقع الصدام بين عبد الناصر والإخوان بينما هو يخطو خطواته الأولى بوصفه مسؤولا للتثقيف داخل الجماعة؛ فجلس في سجنه يفكر هو ورفيقه (يوسف هواش) في أمر الدعوة ومستقبلها وتأمينها من بطش الأنظمة الحاكمة، فمنهج سيد قطب «عقلاني» بامتياز، وأما مرجعيته الشرعية فكانت للقرآن أصالة مع شيء من السنن التي طالعها في كتب التفسير، التي كان يراجعها وهو يكتب خواطره في تفسير القرآن؛ وهذا بلا شك أدنى بكثير مما هو مقرر في المرجعية السلفية من الرجوع إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
ومن طبيعة العقل أن يخطئ حينا ويصيب حينا؛ ومن ثم فقد أصاب سيد قطب في مواطن من تأملاته القرآنية، ولاسيما فيما يتعلق بأهمية العقيدة بوصفها أصلا يتفرع عليه العمل، ولكن هذا الصواب سرعان ما لحق به خطأ لا يغتفر حينما تواردت أفكاره مع بعض أفكار الخوارج، أو بدرجة أكبر مع أفكار المعتزلة في مسائل الإيمان والكفر؛ وهذه طبيعة المناهج العقلية.
ضوابط النقل عن سيد قطب
قدمنا أن لسيد قطب أخطاء متناثرة في مسائل عقدية عدة، كما أن له كلاما طيبا في أهمية العقيدة ولكنه غالبا ما يأتي متضمنا لكلام فيه تقرير لقواعد تكفيرية، أو يلزم منها التكفير؛ مما يجعل النقل عنه في هذا الباب نقلا أن يتسم بالحذر الشديد، ولكن لسيد قطب كلام طيب للغاية فيما يتعلق بالوحدة الموضوعية للسور، وتبيين مقاصدها، واستنباط الفوائد التشريعية والاجتماعية والبلاغية منها؛ والمنهج السلفي قائم على قبول الحق ممن جاء به شريطة أمن عدم التباس الحق بالباطل، وهذا ما يفسر نقل السلفيين عن سيد قطب، هذا فضلا عن أن الكثيرين يميلون - ولو بالعاطفة- إلى التفريق بين سيد قطب وبين المنهج القطبي، وهو ما سنتناوله في الفقرة الآتية.
بين سيد قطب والمنهج القطبي
لا شك أن المنهج القطبي ينسب أصالة إلى سيد قطب، ولكن الأسلوب الأدبي لسيد قطب شجع الكثيرين على محاولة تبرئته من المنهج القطبي الذي انتشر نسبة إليه، مدعين أن هذا المنهج «فهم خطأ» من أصحابه لكلام سيد قطب.
ولنا على هذا المسلك ملاحظات عدة:
1- لا شك أن المنهج القطبي لا ينسب إلى سيد قطب وحده، بل ينسب إلى من هو سابق على سيد قطب كأبي الأعلى المودودي، ولبعض تلاميذه، وعلى رأسهم أخوه محمد قطب وعبد المجيد الشاذلي، ومجموعات أخرى أكثر تطرفا من عبد المجيد الشاذلي؛ بل الصحيح أن جماعة (التكفير والهجرة) هي ذاتها أحد الجماعات التي نشأت على الفكر القطبي في السجون.
2- مسؤولية سيد قطب عن كتابات أبى الأعلى المودودي واضحة وكبيرة؛ لأنه هو الذي قررها على الأسر الإخوانية؛ ولذلك اكتفى كتاب (دعاة لا قضاة) من باب المواءمة مع قطبيي الجماعة بتوجيه النقد إلى كتابات أبى الأعلى المودودي التي تعني توجيه النقد الضمني إلى سيد قطب.
3- مسؤولية سيد قطب عن كثير من كتب أخيه محمد قطب كبيرة؛ لأنه كتبها وهو معه في السجن وتحت إشرافه مثل كتاب (جاهلية القرن العشرين)، وكتاب (هل نحن مسلمون؟!).
4- الذي يمكن أن يقبل فيه دعوى عدم مسؤولية سيد قطب عنه هو كتابات عبد المجيد الشاذلي، وما فيه من تقعيد أكثر أصولية لمبدأ (المنزلة بين المنزلتين) تحت مسمى (اللوث)، بل إن محمد قطب نفسه لا يتبنى تنظير عبد المجيد الشاذلي بعينه، وإن كان لا يرفضه، وكما لا يرفض مسالك قد تبدو أكثر قربا من الطرح السلفي كالوصول، وكإثارة مسألة اشتراط جنس العمل الظاهر في أصل الإيمان، مع أن بعض تفسيراتها تقربها من طرح التكفير والهجرة؛ وفي ذلك يقول الشيخ يوسف القرضاوى في مقالة له بعنوان (كلمة أخيرة حول سيد قطب):
«وقد رأينا تجمعات في أقطار مختلفة يسمون (القطبيين)، يتبنون فكرة التكفير، وقد رأيت من آثار ذلك: من سألوني عن الصلاة في البيوت، وترك المساجد بعدِّها معابد الجاهلية، وهو مما فهموه من «الظلال» في تفسير قوله تعالى: «واجعلوا بيوتكم قبلة»، وقد رددت عليهم في الجزء الأول من كتاب (فتاوى معاصرة).
ومن قرأ أدبيات جماعات التكفير يجد آثار هذا الفكر وعباراته المعروفة في صلب هذا الفكر، وإن لم يصرحوا بالنقل عنه» ا.هـ (كلام الشيخ القرضاوى).
5- كان سيد قطب أول من استعمل مصطلح (دعاة لا قضاة)، ومن الواضح أنه دشن به لمسألة اللوث أو التوقف؛ لأنه كان يستعملها في معرض الإجابة عن السؤال حول مدى انسحاب الحكم بالجاهلية من المجتمع على أفراده (تفريعا على اعتقاد سيد قطب أن المجتمعات المعاصرة مجتمعات جاهلية).
بينما استعمله الأستاذ الهضيبي بمعنى التنفير من التكفير.
منهج سيد قطب من وجهة نظر الشيخ القرضاوي
من المفيد هنا قبل أن نلخص منهج سيد قطب من خلال كتاباته بقلمنا، أن نؤكد - حتى لا يظن أحد أن هذا الفهم نوع من التجني على الرجل- أن ثمة اتفاقاً على أن هذه الأصول موجودة في كتابات سيد قطب، وأن مفكري الإخوان يكادون يتفقون على هذا ولكنهم ينقسمون فيما بعد إلى أربعة أقسام:
الأول: معتقد لهذه الأفكار؛ ومن ثم تقر جماعة الإخوان مثل عبد المجيد الشاذلي (الذي أيد حازم أبو إسماعيل في انتخابات الرئاسة، ثم دخل في تحالف دعم الشرعية بعد ذلك).
الثاني: معتقد لها أو لمعظمها مع بقائه في الجماعة مثل سعيد حوى.
الثالث: من يلتمس التأويل لسيد قطب في أنه لم يعنِ المتبادر إلى الذهن من كلامه مثل المستشار سالم البهنساوي.
الرابع: من يرى وجوب التصريح بخطأ «كتابات» سيد قطب في هذا الباب حتى ولو التمست أعذار له من أنه لم يقصد أو تراجع، ومن هؤلاء الشيخ يوسف القرضاوى الذي لخص منهج سيد قطب ونقده في مقالة بعنوان (كلمة أخيرة عن سيد قطب)، ننقل منها المواطن التي لخص فيها منهج سيد قطب فمن ذلك قوله:
«وسيد قطب ينطلق من أن الأمة المسلمة قد انقطع وجودها منذ زمن، ولابد من إعادتها من جديد، وكل الموجودين اليوم من سلالات أقوام كانوا مسلمين، وأوطانهم كانت من قبل دارا للإسلام، ولم تعد اليوم دارا للإسلام، وإذا لم يكونوا مسلمين، فعلينا أن ندعوهم إلى اعتناق العقيدة الإسلامية، وأن يدخلوا في الإسلام من جديد».
ويقول: «فهو يرى أن الإسلام قد انقطع وجوده من الأرض، فلا توجد أمة مسلمة، ولا يوجد مجتمع مسلم، بل لا يوجد أفراد مسلمون، لا بمعنى أنهم ارتدوا عن الإسلام، بل لأنهم لم يدخلوا أصلا في الإسلام؛ لأن دخول الإسلام لا يتحقق إلا بشهادة أن (لا إله إلا الله)، بما تتضمنه من إفراد الله تعالى بالحاكمية، وهم لم ينطقوا بالشهادة بهذا المدلول.
وهذا هو المفهوم الذي أنكره العلامة الندوي على (سيد) وعلى (المودودي) من قبله، وسماه: (التفسير السياسي للإسلام).
ويقول: «وغاية سيد قطب: أن يعلن رفض هذا المجتمع كله من حوله؛ فهو مجتمع جاهلي لم يدخل بعد في الإسلام، المطلوب: أن ندخل الناس في الإسلام من جديد، وندعوهم إلى اعتناق عقيدته، كما دعاهم الرسول وأصحابه، وأن نشعرهم بأنهم شيء ونحن شيء، وأن نصارحهم بذلك بلا وجل ولا خجل حتى يعرفوا حقيقة أنفسهم».
ويقول: «وسيلة سيد قطب: هي الدعوة والتربية أيضا مع غرس الشعور في العصبة المؤمنة القليلة -التي هي المسلمة دون من عداها- بالعزلة الشعورية من المجتمع، ورفض الانفتاح والتحاور مع الآخر، بل وتجب التعبئة الفكرية والشعورية ضده، وتقديم سوء الظن بهؤلاء الذين لا يضمرون إلا الشر والعداوة للمسلمين».
ومن هذه النقول عن الشيخ يوسف القرضاوي يتبين لنا أنه لخص أهم أخطاء سيد قطب في الأمور الآتية:
1- الحكم بكفر الحكام.
2- الحكم بجاهلية المجتمعات.
3- دعوته للعزلة الشعورية.
وقد فات الشيخ القرضاوى أن يتعرض لخطأ آخر من أهم أخطائه، أو لعله سكت عنه لكونه من موروثات عصر الأستاذ حسن البنا، كما أن الجماعة أعادت اعتماده بصورة أو بأخرى وهي فكرة (اللجوء للعنف بوصفه أسلوب ردع إذا تعرضوا لحملة أمنية).
وسوف نتناول هذه العناصر مع التركيز أكثر على العنصر الرابع الذي أغفل الشيخ القرضاوى ذكره.



اعداد: عبد المنعم الشحات





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]