|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فضائل كلمة التوحيد وثمراتها
لا شك أنَّ كلمةُ التوحيد، هي شعار الإسلام، والفيصلُ بين أهل الشرك والإيمان، وهي مِفتاحُ الجنةِ وثمنُها، وهي معراجُ العباد إلى ربهم، لأَجْلِها خُلِقَ الخَلْقُ، وأُرسِلَ الرسلُ، وأُنزِلَتِ الكتبُ، قال -تعالى-: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النَّحْلِ: 2)، ومعناها يقتضي أمرينِ؛ الأول: الإقرار بأن الله هو الإله الواحد الأحد، والرب الفرد الصمد، خالق كل شيء، ورب كل شيء، فهو المستحق للعبادة، الثاني: نفي الألوهية والربوبية عمَّا سوى الله؛ فلا إله إلا هو ولا رب سواه. إن كلمة التوحيدِ هي حصنُ الإسلامِ، بها يَعصِم المرءُ دمَه ومالَه وعِرضَه، فعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» مُتَّفَق عليه، وهي أولُ ركنٍ من أركان الإسلام ودعائمه الخمس، فعن عبداللهِ بْن عُمَرَ -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»(مُتَّفَق عليه). أعظمُ فريضة فرضها الله وهي أعظمُ فريضة فرضها الله، وتواترت عليها الكتب من عند الله، وأجمع عليها رسل الله، قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الْأَنْبِيَاءِ:25)، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النَّحْلِ:36)، شهد الله بها وكفى، وشهد عليها الملائكة وأهل العلم الذين اصطفى، قال -تعالى-: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آلِ عِمْرَانَ: 18). أعظم ما انعقد عليه القلب وكلمة التوحيد أعظم شيء انعقد عليه القلب ونواه، وقصَدَه العبدُ، وعَمِلَ بمقتضاه، وأفضلُ كلمةٍ نطَقَت بها الشفاهُ، شهادةُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ؛ فهي سببُ السعادةِ والنجاةِ، وفوزِ العبد في دنياه وأخراه، وهي شرطُ القَبول عند الله، وأعظم الأعمال، وأفضل الأقوال، وأزكاها ثوابًا في المآل، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ» (رواه مالك). وعَنْ عبداللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- قَالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا - عليه السلام - لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ: آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَن اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأُوصِيكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ»(رواه أحمد). أثقل الأعمال في الميزان وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ، فَيُنْشَرُ علَيه تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ -عز وجل-: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ»، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَلَكَ حَسَنَةٌ؟ فَيُبْهَتُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ. فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ. فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ»(رواه أحمد)، فلا إله إلا الله أثقل الأعمال في الميزان، وأفضل شعبة من شعب الإيمان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»(رواه مسلم). أنجى الأعمال ما عَمِلَ عبدٌ عملًا أنجى له من عذاب الله من ذِكْر اللهِ، ولن يُخلَّدَ في النار مَنْ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، مخلِصًا بها يبتغي وجهَ اللهِ، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُها عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا الله» رواه الحاكم، وعن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً»(رواه مسلم). أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأوفرُ الناسِ حظًّا يومَ القيامةِ مَنْ ظَفِرَ بشفاعةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فهو الشافعُ المشفَّع، وأَوْلَى الناسِ بتلك الشفاعةِ مَنْ قال: لَا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا ومُوقِنًا بها؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ»(رواه البخاري)، فكلمةُ التوحيدِ هي خاتمةُ المسكِ، بها يَختِم المؤمنُ عملَه، ويَقضِي أجَلَه، ويُودِّع أهلَه، ويُلقِّنه إيَّاها مَنْ حولَه، ليلقَى اللهَ بها، فعن أبي سعيد الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»(رواه مسلم)، وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»(رواه الحاكم). اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |