|
ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية
مع انتهاء مرحلة الثانوية العامة، يتوافد الطلبة الخريجون على طلب الابتعاث لاستكمال دراستهم الجامعية في الخارج؛ حيث أصبح الابتعاث من أهم الوسائل التي تسعى الدول من خلاله إلى إعداد كوادر علمية مؤهلة قادرة على المساهمة في بناء الوطن، ولا شك أنَّ الطالب المبتعث يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة؛ فهو بمثابة سفير لدينه ووطنه؛ فيلزمه أن ينقل صورة مشرقة عن بلده ودينه الإسلامي الحنيف؛ كما أنه يمثل يمثل نخبة الأمة وواجهة الإسلام، ومتى كان لديه الوعي بهذه الأبعاد وأُعِدّ لها جيدًا، تحوّل إلىقوة ناعمة تبني وتؤثر وتنهض. أولاً: الشريعة والحث على طلب العلم هناك آيات وأحاديث كثيرة تُرغب في طلب العلم وتحث عليه، ومن ذلك قوله -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طـه:114)، وقوله -تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر:9)، وقوله -تعالى-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} (المجادلة:11)، وقوله -تعالى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر:28)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ، وفضلَ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ»؛ فالعلم هو الذي يرفع مكانة صاحبه في الدنيا وفي الآخرة، به فضل الله آدم -عليه السلام- على الملائكة وأمرهم بالسجود له، وبه رفع الله العبيد والموالي حتى صاروا أئمة يقتدى بهم. ولا شك أنَّ تعلم العلوم الدنيوية مما حثت عليه الشريعة؛ فهي من فروض الكفاية في هذا العصر؛ لأن المسلمين يحتاجون إليها في شؤون حياتهم الدنيوية، وفي مجال الإعداد التقدم في شتى الجوانب. ثانياً: أهمية التركيز على الهدف تركيز الطالب المبتعث على هدفه خلال فترة الابتعاث، يعد من المقومات الأساسية لتحقيق النجاح الأكاديمي؛ فالابتعاث ليس فقط انتقالا إلى مجتمع جديد للدراسة، بل هو اختبار لمدى قدرة الطالب على الالتزام والانضباط والتغلب على التحديات المختلفة، التي قد تشمل اختلاف الثقافة، والشعور بالغربة، وضغوط الدراسة والمسؤولية، ولا شك أن عدم وضوح الهدف أو اهتزازه غالبًا ما يؤدي لتشتت الانتباه وضعف التحصيل، والانشغال بتوافه الأمور، بينما التركيز على الهدف الأكاديمي الذي من أجله خرج الطالب من بلده، يمثل وقودًا للنجاح والمثابرة، كما أن تركيز الطالب المبتعث على هدفه شرط أساسي للاستفادة الكاملة من تجربة الابتعاث وتحويلها إلى نقطة تحول إيجابية في حياته، بما يعود بالنفع عليه وعلى وطنه عند العودة. ثالثًا: تحديات يواجهها الطالب المبتعث رغم الفرص التي يوفرها الابتعاث، إلا أنه لا يخلو من تحديات، منها: الصدمة الثقافية واختلاف العادات، والغربة والحنين إلى الوطن، وضغوط الدراسة والتكيف مع نظام أكاديمي مختلف، وإغراءات المجتمع الجديد أو الذوبان الثقافي، وهنا يأتي دور القيم الشخصية والتربية الدينية في تعزيز ثبات الطالب على مبادئه، ولا شك أن الطلبة المبتعثين يختلفون في التعامل مع هذه التحديات، والتكيف مع ضغوط الحياة في الثقافة الغربية، ولكن العنصر الأساس في هذه المعادلة هو مستوى التحصين العقدي والفكري لدى الطالب المسلم، وينقسم الطلبة في هذا الجانب إلى قسمين: القسم الأول: طالب يستشعر المسؤولية فمن الناحية العلمية، تكون حوافزه للتعلم أقوى، وإنجازه أفضل، لشعوره بالمسؤولية تجاه وطنه وأمته الإسلامية، ومن ناحية إنسانية، يتعامل تعاملاً مباشرًا مع الحضارة الغربية، ويتعرف عن كثب على مشكلاتها وانحرافاتها، ويستفيد من بعض جوانبها الإيجابية التي وفرت التميز والريادة لتلك المجتمعات الغربية؛ ومن أجل ذلك، نستطيع القول: بأن مثل هذا الطالب قد استثمر هذه التجربة الحضارية (الدراسة والحياة في الغرب) استثمارًا علميا واعيًا على مستوى شخصه ومستوى الأمة التي ينتمي إليها. القسم الثاني: طالب يتأثر بالثقافة الغربية وعلى النقيض من ذلك، الطالب الذي لا يتوفر لديه التحصين العقدي والفكري المناسب، أو كان متوفرًا لديه ولكنه لم يستطع المحافظة عليه في فترة الاغتراب؛ تحت تأثير الاحتكاك المباشر مع المجتمع الغربي، أو لأي سبب من الأسباب، فإن مثل هذا الطالب تسيطر على عقليته مظاهر الانبهار والتقليد والتأثر سلباً بفكر المجتمع الغربي وسلوكه، وعند الرجوع إلى أرض الوطن يكون مثل هذا الطالب قد تحمل بالأفكار والسلوكيات الغربية فيكون ذلك وبالًا عليه وعلى مجتمعه. ![]() رابعًا: القيم التي ينبغي أن يلتزمها المبتعث ولكي يكون الطالب المبتعث ناجحًا في دراسته وسفيرًا يُحسن التمثيل لدينه وبلده، عليه أن يتحلى بالقيم التالية:
خامسًا: دور المؤسسات المختلفة في رعاية المبتعثين تؤدي المؤسسات المختلفة دورًا محوريا في تأهيل الطلبة المبتعثين للخارج، من خلال منظومة متكاملة تستهدف تزويدهم بالمعرفة والمهارات الضرورية؛ لتحقيق النجاح الأكاديمي والشخصي في دول الابتعاث، وتشمل عملية التأهيل تعريف الطلبة بحقوقهم وواجباتهم، وأساليب التكيّف مع بيئتهم الجديدة، وتوفير الإرشاد النفسي والتربوي والديني لمساعدتهم على مواجهة تحديات الغربة والضغوط الأكاديمية، ونذكر أهم هذه المؤسسات فيما يلي: دور الأسرة ومسؤوليتها إن الطالب المسلم قبل ابتعاثه يمضي المراحل الأساسية للتنشئة والتربية داخل أسرته، التي تسهم إسهاما كبيرا في ترسيخ القيم الفاضلة لديه؛ لكونها أصغر الخلايا الاجتماعية، وأكثرها خطورة وفاعلية في عملية التربية، وأول المؤسسات الاجتماعية المسؤولة عن تربية الجيل، فإذا شبَّ الفرد في أسرة مسلمة سليمة في اعتقادها وعبادتها ومعاملتها، تشرب الأولاد ما هو سائر في الأسرة من قِيَم الدين، ويمثل الوالدان القدوة الحسنة للأبناء، ولهما دور مهم في غرْس القيم الإيجابية والمبادئ، والأخلاق الإسلامية السامية. دور المؤسسات الرسمية ومن الجهات الأساسية التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه الطلبة المبتعثين، المؤسسات والأجهزة الحكومية المسؤولة عن الابتعاث في الدول الإسلامية؛ حيث تقع عليها مسؤولية كبيرة في دراسة الابتعاث للخارج وآثاره الفكرية والسلوكية على الطلبة، والنظر إليه بكونه اتصالا حضاريًا بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وليس فقط رحلة لطلب العلم، ومن ثم وضع العامل الحضاري في الاعتبار عند وضع خطط الابتعاث واختيار التخصصات واختيار المبتعثين، وعند ابتعاث الطالب للخارج يجب الاهتمام بمتابعته باستمرار، وتوفير الحلول لمشكلاته في بلاد الغربة، ومن جوانب هذا الاهتمام، اختيار الجامعة المناسبة والمشهورة بمستواها العلمي الرفيع، وتشجيع الطالب على الدراسة في الجامعات التي تضم أعدادًا من الطلبة العرب والمسلمين؛ بحيث يرتبط اغترابه الحضاري مع وجود من يشترك معه في القيم؛ وبحيث لا يواجه ضغوط الحضارة الغربية معزولاً بمفرده، ومن جوانب هذا الاهتمام أيضًا، تدعيم انتماء المبتعث لدينه وأمته وذلك عن طريق تشجيع الأنشطة التي تخدم هذا الغرض في بلاد الغربة من محاضرات وندوات ومخيمات ومؤتمرات. ![]() دور المؤسسات الخيرية والدعوية ومن المؤسسات التي يجب أن تضطلع بدور مهم في تأهيل الطلبة المبتعثين، المؤسسات الطلابية الخيرية والدعوية؛ حيث تقع عليها مسؤولية عمل دورات وبرامج توجيهية للمبتعثين للخارج، يتم فيها تعريف المبتعث بالأنظمة والتقاليد الثقافية الغربية وأنماط السلوك التي قد يواجهها، ويتم عن طريق هذه البرامج تحصين الطلبة فكريا وإيمانيا ونفسيا، وأن يتعرف من خلال تلك البرامج على الأنماط الفكرية والسلوكية في شخصيته، وأثر ذلك عليه شخصيًا وعلى الأمة والمجتمع الذي ينتمي إليه، وأن يدرب كيف يحتفظ بتميزه الفكري والسلوكي الإسلامي وفي الوقت نفسه تمكنه من معرفة أصول الثقافة الغربية ومظاهرها بأفكارها ومسلماتها واتجاهاتها. دور المراكز الإسلامية في الغرب على المؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب تحمّل مسؤوليتها الكبيرة تجاه الطلبة المسلمين، ولا سيما في السنة الأولى من الابتعاث التي غالبًا ما يمر بها المبتعث بمراحل مختلفة في البيئة الثقافية الاجتماعية الجديدة؛ فالطالب في هذه السنة، ولا سيما في مرحلة الصدمة الثقافية، حيث يكون الطالب المستجّدفي حاجة للمساعدة في فهم المظاهر الفكرية والسلوكية للثقافية الغربية ومؤشرات الاختلاف بينها وبين الإسلام، وهو أيضًا في حاجة للمساعدة الشخصية، والتشجيع والمواساة وتبديد مشاعر الغربة، وتهيئة الظروف له لتدعيم انتمائه للعقيدة والحضارة التي يحملها، ويجب أن يُترجم هذا الاهتمام من المؤسسات المذكورة إلى برامج توجيهية وتعليمية واجتماعية وترفيهية. ![]() سادسًا: استثمار الطلبة المبتعثين ورعايتهم الطلبة المبتعثون يُعدون استثمارًا استراتيجيا للأمَّة -إن أحسنا رعايتهم-، لذلك ينبغي إعدادهم فكريا وتربويا، وليس فقط علميًا، ويجب أن يعودوا بروح العطاء والتغيير، وليس بالشهادات فقط؛ لذلك لابد أن تكون هناك مجموعة من البرامج التي تؤهل الطالب المبتعث قبل الابتعاث وأثناءه وبعد انتهائه، ومن هذه البرامج ما يلي:
سابعًا: نصائح وتوجيهات للطلبة المبتعثين
![]() قواعد شرعية تحكم الابتعاث هناك قواعد شرعية عدة تحكم الابتعاث للخارج، من أهمها ما يلي:
المبتعث سفير لوطنه الطالب المبتعث يُنظر إليه من قبل المجتمعات الأجنبية على أنه صورة لبلده؛ فهو بلسانه وأخلاقه وسلوكه ومظهره ينقل صورة مباشرة عن ثقافته وهويته، ومن ثم فإن كل تصرف يقوم به يُحسب على البلد الذي ينتمي إليه، وكل تفاعل إيجابي مع الآخرين يُحسّن صورة وطنه في أذهانهم، وكل سلوك حضاري يعكس رقي مجتمعه وثقافته، ولا شك أن هذا الدور لا يقل أهمية عن التمثيل الرسمي في السفارات. المبتعث سفيرٌ لدينه في بيئات قد تفتقر للمعرفة الصحيحة عن الإسلام، يصبح المبتعث المسلم مسؤولًا عن تقديم الصورة الحقيقية للإسلام من خلال: الصدق والأمانة في التعامل، والإحسان في الدراسة والعمل، والاحترام والتسامح، والحفاظ على القيم الإسلامية دون تعصب أو عدوان، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»؛ فالأخلاق الرفيعة هي أفضل وسيلة للدعوة والتعريف بالإسلام. قضية جوهرية يجب الانتباه إليها إن أهم قضية يجب الانتباه إليها في ابتعاث الطلبة للخارج، هي: كيف يستطيع الطالب المسلم الحياة والدراسة في بلاد الغرب مع تجنب الآثار السلبية المصاحبة لذلك؟ والإجابة عن هذا السؤال تجعلنا أمام قضية جوهرية، وهي أن الطالب المسلم الدارس في بلاد الغرب هو فرد ينتمي إلى عقيدة تختلف بمصادرها وأسسها وقيمها ومظاهر سلوكها الاجتماعي عن الحضارة الغربية، ولكي يتجنب الآثار السلبية الناتجة عن الحياة في بلاد الغرب، عليه أن يلتزم إسلامه، ويعتز بانتمائه الحضاري، ويبحث عن السبل التي تكفل له هذا الالتزام، وتدعم في شخصيته الانتماء المذكور، ومن هذه السبل: اعداد: وائل رمضان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |