بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4947 - عددالزوار : 2048744 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4523 - عددالزوار : 1317146 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3118 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم يوم أمس, 11:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم

بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم

د. أحمد خضر حسنين الحسن

مما تقد ذكرُه من علم آدم وعلوم الأنبياء عليهم السلام، وثناء الله تعالى عليهم بالعلم والفَهم والحكمة، نقول هذا كله توطئة للدخول في بيان فضل الله على النبي صلى الله عليه وسلم بالعلوم التي لم يَنلها غيرُه من الأنبياء عليهم السلام - وهم مَن هم في عُلو القدر والمنزلة - فنقول ومن الله نرجو العون والقبول:
وأما علم النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان أعظمَ من علوم جميع الأنبياء السابقين؛ لأن الله تعالى أطنب في الثناء عليه بالعلم في آيات كثيرة؛ كما بيَّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث، ولكيلا أُطيل اكتفيت بذكر آيتين، وستة أحاديث، إليك بيانها:
1- أما من القرآن الكريم، فقوله تعالى: ﴿ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113].

- قال السعدي رحمه الله تعالى: ذكر نعمته عليه بالعلم، فقال: ﴿ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾؛ أي: أنزل عليك هذا القرآن العظيم والذكر الحكيم الذي فيه تبيانُ كلِّ شيء، وعلم الأولين والآخِرين، والحكمة؛ إما السُّنَّة التي قد قال فيها بعض السلف: إن السُّنَّة تنزل عليه كما ينزل القرآن، وإما معرفة أسرار الشريعة الزائدة على معرفة أحكامها، وتنزيل الأشياء منازلها، وترتيب كل شيء بحسبه، قوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ﴾، وهذا يشمل جميعَ ما علِمه الله تعالى، فإنه صلى الله عليه وسلم كما وصفه الله قبل النبوة بقوله: ﴿ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ﴾ [الشورى: 52]، ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ [الضحى: 7]، ثم لم يزل يوحي الله إليه ويعلِّمه ويُكمله، حتى ارتقى مقامًا من العلم يُتعذَّر وصولُه على الأولين والآخرين، فكان أعلم الخلق على الإطلاق، وأجمعهم لصفات الكمال، وأكملهم فيها، ولهذا قال: ﴿ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾، ففضله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أعظمُ من فضله على كل مخلوقٍ، وأجناس الفضل الذي قد فضَّله الله به لا يمكن استقصاؤها ولا يتيسَّر إحصاؤها.

وقال الآلوسي: وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة؛ أي: القرآن الجامع بين العنوانين، وقيل: المراد بالحكمة السنة؛ أي: وعلَّمك بأنواع الوحي ما لم تكن تعلم؛ أي: الذي لم تكن تعلمه من خفيات الأمور وضمائر الصدور، ومن جملتها وجوهُ إبطال كيد الكائدين، أو من أمور الدنيا وأحكام الشرع؛ كما رُوي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو من الخير والشر - كما قال الضحاك - أو من أخبار الأولين والآخرين - كما قيل - أو من جميع ما ذكر كما يقال.

ومِن الناس مَن فسَّر الموصول - ما - بأسرار الكتاب والحكمة؛ أي: إنه سبحانه أنزل عليك ذلك، وأطلعك على أسراره، وأوقَفك على حقائقه، فتكون الجملة الثانية كالتتمة للجملة الأولى.

وأما قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾، فهذا لا تحويه عبارة، ولا تحيط به إشارة، ومن ذلك النبوة العامة، والرياسة التامة، والشفاعة العظمى يوم القيامة.

2 - قوله تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5]:
في هذه الآية الكريمة بيانٌ لفضل علم النبي صلى الله عيه وسلم، وذلك من خلال الثناء على علمه وهو الوحي، والثناء على معلِّمه وهو جبريل عليه السلام بقوله: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾.

قال الفخر الرازي رحمه الله تعالى: وفيه وجهان أشهرهما عند المفسرين أن الضمير في (عَلَّمَهُ) عائد إلى الوحي؛ أي: الوحي علَّمه شديد القوى، والوحي إن كان هو الكتاب فظاهر، وإن كان الإلهام فهو كقوله تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ [الشعراء: 193]، والأَولى أن يُقال: الضمير عائد إلى محمد صلى الله عليه وسلم، تقديره علَّم محمدًا صلى الله عيه وسلم شديدُ القوى جبريل، وحينئذ يكون عائدًا إلى صاحبكم، تقديره: علَّم صاحبكم، وشديد القوى هو جبريل؛ أي: قواه العلمية والعملية كلها شديدة، فيَعلَم ويَعمَل، وقوله (شَدِيدُ الْقُوَى)) فيه فوائد:
الأولى: أن مدح المعلم مدح المتعلم، فلو قال علَّمه جبريل ولم يَصفه، ما كان يحصل للنبي صلى الله عليه وسلم فضيلةٌ ظاهرةٌ.

الثانية: أن فيه ردًّا عليهم؛ حيث قالوا أساطير الأولين، سَمعها وقت سفره إلى الشام، فقال: لم يعلِّمه أحدٌ من الناس، بل معلِّمه شديد القوى، والإنسان خُلق ضعيفًا، وما أُوتي من العلم إلا قليلًا.

الثالثة: فيه وثوقٌ بقول جبريل عليه السلام، فقوله تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾، جمع ما يوجب الوثوق؛ لأن قوة الإدراك شرطُ الوثوق بقول القائل؛ لأنا إن ظننا بواحدٍ فسادَ ذهنٍ، ثم نقَل إلينا عن بعض الأكابر مسألة مشكلة، لا نثق بقوله، ونقول: هو ما فَهِمَ ما قال، وكذلك قوة الحفظ؛ حتى لا نقول: أدركها لكن نسِيها، وكذلك قوة الأمانة؛ حتى لا نقول حرَّفها وغيَّرها، فقال: ﴿ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾؛ ليجمع هذه الشرائط، فيصير كقوله تعالى: ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ [التكوير: 20، 21].

والأدلة في القرآن على سَعة علمه صلى الله عليه وسلم كثيرة، ونجمل القول فيها بما قال العلامة عبد الله سراج الدين بقوله: (هذا القرآن الذي أقرأه الله إياه، وجمعه له في صدره، وعلَّمه إياه، وبيَّنه له، قال الله عز وجل في سورة القيامة: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 17 - 19]، ومعناها: (إن علينا) أن نَجمع لك هذا القرآن في صدرك، وعلينا إثبات قراءته في لسانك، ثم نتكفل لك ببيانه.

ثم إن هذا القرآن فيه كل شيء؛ كما قال الله تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وكما قال الله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]، فهو وإن كان قليلًا في حجمه وعدد أوراقه، ولكن من إعجاز الله عز وجل في قرآنه أنه في أوراقه القليلة يجمع العلوم والفنون؛ قال الله عز وجل: ﴿ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴾ [البينة: 2]، وإليه يشير قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [لقمان: 27، 28]؛ ا هـ[1].

وأما السُّنة، فقد وردت أحاديث كثيرة في بيان علم النبي صلى الله عليه وسلم؛ منها:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني الليلة ربي - تبارك وتعالى - في أحسن صورة - قال: أحسَبه قال: في المنام - فقال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا، قال: فوضع يده بين كتفيَّ، حتى وجدتُ بردَها بين ثدييَّ، فعلِمت ما في السماوات وما في الأرض، فقال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، في الكفَّارات والدرجات، والكفارات: المكث في المساجد بعد الصلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، والدرجات: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام، قال: صدَقت، ومن فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال: يا محمد، إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعلَ الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفِر لي، وترحمني، وتتوب عليَّ، وإذا أردت بعبادك فتنة، فاقبِضني إليك غير مفتون))؛ الحديث في سنن الترمذي، ومسند أحمد.

وموضع الشاهد قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فعلمتُ ما في السماوات وما في الأرض)، وفي رواية: (فتجلَّى لي كلُّ شيء، وعرفتُ).

قال ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه: (وفيه دلالة على شرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتفضيله بتعليمه ما في السماوات والأرض، وتجلَّى ذلك له مما تختصم فيه الملائكة في السماء وغير ذلك؛ كما أُري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض، وقد ورد في غير حديث مرفوعًا وموقوفًا أنه أُعطي علمَ كل شيء خلا مفاتيح الغيب الخمس التي اختص الله عز وجل بعلمها، وهي المذكورة في قوله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34])[2].

2 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أُوتيت مفاتيح كل شيء الا الخمس، إن الله عنده علم الساعة.. الآية)؛ رواه أحمد والطبراني بإسناد صحيح.

3 - وفي الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه قال: (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقامًا، ما ترك فيه شيئًا إلى قيام الساعة إلا ذكره، حفِظه مَن حفِظه، ونسِيه مَن نسِيه، وإنه ليكون منه الشيء قد كنت نسِيته، فأراه فاذكُره؛ كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه).

قال العلامة المحدث السيد عبدالله الغماري رحمه الله تعالى: قوله: (أُوتيت مفاتيح كلِّ شيء)؛ أي: من العلوم والمعارف وسائر المغيبات، قال القاضي عياض في الشفا في فصل ما اطَّلع عليه من الغيوب وما يكون، ما نصُّه: والأحاديث في هذا الباب بحر لا يُدرك قعرُه، ولا ينزف غمرُه، وهذه المعجزة من جملة معجزاته المعلومة على القطع الواصل إلينا خبرُها على التواتر؛ لكثرة رواتها واتفاق معانيها على الاطلاع على الغيب؛ ا هـ، ثم أورد جملة منها فليراجع[3].

4 - وعَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ، فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ الله، قُلْتُ: آيَةٌ، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلانِي الْغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ، فَحَمِدَ الله عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ، قَالَ: (مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي، حَتَّى الْجَنَّةُ والنَّارُ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ)[4].

ثم تابع الغماري حديث: قوله: (إلا الخمس: إن الله عنده علم الساعة) الآية, وفي صحيح البخاري عن ابن عمر مرفوعًا: (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد إلا الله، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام الا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله، ولا تدري نفس بأي أرضٍ تموت إلا الله، ولا يدري أحدٌ متى يَجيء المطر إلا الله)، ومقتضى هذا أنه لم يكن صلى الله عليه وسلم يعلم تلك الخمس، وإليه ذهبُ الجمهور، لكن قال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى: (ذهب بعضُهم الى أنه صلى الله عليه وسلم أُوتي علم الخمس أيضًا، وعلم وقت الساعة والروح، وأنه أمر بكتم ذلك)؛ اهـ، وبه جزَم كثيرٌ من المتأخرين)؛ ا هـ[5].

5 - وقال أبو ذر: (لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يحرِّك طائرٌ جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علمًا)[6].

6 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا)؛ رواه البخاري.

قال ابن رجب: (وكونه أعلَمهم بالله يتضمَّن أن علمه بالله أفضلُ من علمهم بالله، وإنما زاد علمه بالله لمعنيين:
أحدهما: زيادة معرفة بتفاصيل أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه وعظمته وكبريائه، وما يستحقه من الإجلال والإعظام.

الثاني: إن عِلمه بالله تعالى مستند إلى عين اليقين، فإنه رآه - أي الله - إما بعين بصره أو بصيرته؛ كما قال ابن مسعود وابن عباس وغيرهما: رآه بفؤاده مرتين، وعلمُ الصحابة بالله مستند إلى علم اليقين، وبين المرتبتين تباينٌ، ولهذا سأل إبراهيم عليه السلام ربَّه أن يُرقِّيَه مِن مرتبة علم اليقين إلى مَرتبة عين اليقين بالنسبة إلى رؤية إحياء الموتى)[7]؛ ا هـ.

[1] كتاب سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم شمائله الحميدة خصاله المجيدة - صـ 130-) وما بعدها.

[2] اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى؛ تأليف ابن رجب الحنبلي.

[3] الأحاديث المنتقاة في فضائل رسول الله صلى اله عليه وسلم؛ تأليف العلامة الغماري، حديث رقم 37.

[4] أخرجه البخاري في صحيحه في عدد من المواطن ورواه مسلم برقم ( 905 ).

[5] الأحاديث المنتقاة في فضائل رسول الله صلى اله عليه وسلم – تأليف العلامة الغماري ص( 117 – 122).

[6] قال الغماري في الأحاديث المنتقاة : رواه أحمد والطبراني بإسناد صحيح، والله أعلم.

[7] فتح الباري شرح صحيح البخاري - لابن رجب الحنبلي- (1 /89) – بتصرف يسير.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.29 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.20%)]