روائع قرآنية - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         روائع قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 165 )           »          ‏تأملات في آيتين عجيبتين في كتاب الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الكلمة الطيِّبة (لا إله إلا الله ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أسد بن الفرات بن سنان رحمة الله فاتح صقلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صدق الله فصدقه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          لماذا التأريخ بالهجرة لا بغيرها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الهجرة النبويّة فن التخطيط والإعداد وبراعة الأخذ بالأسباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          معاهدة محمد الثالث مع ملك فرنسا لويس الخامس عشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أمية بن أبي الصلت الداني (460-529هـ/1067-1134م) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فرق كبير بين الصالح والمصلح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم يوم أمس, 09:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(24)


د.محمود طباخ

الرائعة القرآنية الرابع والعشرون:

قال الله تعالى : (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً ومن قتل مؤمناً خطأً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مُسلَّمة إلى أهله إلا أن يصَّدَّقوا ..... ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيماً ) النساء/92،93 لنا مع الآيتين أربع وقفات :
1-(وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً) والمعنى : ما ينبغي لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً ، فقوله (وما كان) ليس على النفي وإنما على التحريم والنهي ، ولو كان على النفي لما وجد مؤمن قتل مؤمناً قط ، لأن ما نفاه الله فلا يجوز وجوده ، كقوله تعالى(ما كان لكم أن تُنبتوا شجرها)أي لا يقدر العباد أن ينبتوا شجرها أبداً.
2- تغليظ حرمة دماء المسلمين حتى إن قتل الخطأ يوجب تحرير رقبة ودية تُسلَّم إلى أهل المقتول . قال صلى الله عليه وسلم : ((قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )) [ينظر تفسير القرطبي:ج5/201]
3- ثم تأمل(ومن قتل مؤمناً خطأً)،(ومن يقتل مؤمناً متعمداً) حيث استعمل الماضي (قتل) مع الخطأ ، واستعمل المضارع (يقتل) مع العمد ، وذلك لأن قتل الخطأ ليس من شأنه أن يتكرر ، بل هو خطأ ولا يعود صاحبه إليه ، بل يحذره ويحترس منه . بينما قاتل العمد مُصرٌّ على فعله ، غارق في إجرامه . بل لعل القتل بمزيد القتل يغريه ، وعن فظاعة جريمته وعظيم عقوبته يُعميه. لذا كان التعبير عن قتل العمد بصيغة المضارع(يقتل) التي تفيد الاستمرار والتكرار .
فما أروع البيان في آي القرآن !
4- وعلى هذا فلا بد لمن تلطخت أيديهم بدماء المسلمين وهم يدّعون الإسلام أن يتأملوا ما توعدَّهم به المنتقم الجبار في قوله : (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنمُ خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً أليماً) إذ هي عقوبة غنية عن التعليق . فعلى من أعمتهم قوتهم الموهومة ، وخدعتهم أسلحتهم وذخيرتهم المزعومة ، أن يعيدوا حساباتهم مع أنفسهم ، وأن يراجعوا مواقفهم ويعرضوها على القرآن قبل فوات الأوان. اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم يوم أمس, 10:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(25)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية الخامسة والعشرون:

قال الله تعالى وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) إبراهيم/34
وقال سبحانه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) النحل/18
لنا وقفتان : 1- لماذا (إن الإنسان لظلوم كفار) في إبراهيم ، و(إن الله لغفور رحيم) في النحل؟ لأنه والله أعلم إذا حصلت النعم فالإنسان الآخذ له وصفان : ظلوم وكفّار ، والله المعطي يقابل الظلم بالغفران والكفر بالرحمة . فناسب كل لفظ مكانه اللائق به أروع مناسبة .
2- ولكن لماذا خُصت إبراهيم بوصف المنعَم عليه وهو الإنسان ، وخُصت النحل بوصف المنعِم وهو الله سبحانه ؟
لأن السياق في إبراهيم في وصف الإنسان وما جبل عليه (وجعلوا لله أنداداً ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا ....) بينما السياق في النحل في وصف الله تعالى وإثبات أُلوهيته وتحقيق صفاته (هو الذي أنزل من السماء ماءً...ينبت لكم به الزرع والزيتون والأعناب... وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ...أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكّرون. وإن تعدوا ...) فسبحان الله ما أروع البيان في آي القرآن ؟! وشكراً لصبركم عليّ حتى أوضحت جانباً من هذا البيان !







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم يوم أمس, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(26)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية السادسة والعشرين :

قال الله تعالى :
  1. (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة) الأنبياء/11
  2. (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة)الحج/45
  3. (وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير) الحج/48
  4. (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها...)النساء/75
لنا ثلاث وقفات مع هذه الآيات :
1-إهلاك القرى كان بسبب الظلم مما يدل على عظم جريمته.
فليعلم الظلمة أنهم هالكون لا محالة وأن الله يمهل ولا يهمل.
2- الظلم في الآيات الثلاثة الأولى نسب إلى القرية ، أما في الآية الرابعة حيث كانت القرية هي مكة المكرمة نسب الظلم إلى أهلها وليس إليها ، تعظيماً لها وتشريفاً لقدرها ، فقال: (القرية الظالم أهلها)وذلك ليعلِّم المؤمنين كيف يكون الأدب مع شعائر الدين ، وأرباب هذه الشعائر من العلماء العاملين ، والدعاة المخلصين حتى لا تلوكهم الألسنة باتهامات باطلة لمجرد أنهم خالفوهم في انتماءاتهم أو انتقدوهم في أسلوبهم .
3- الدعوة وبقوة إلى القتال في سبيل الله في ظل ضوابطه الشرعية ، ما دام في الأوطان مستضعفون مقهورون .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم يوم أمس, 10:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(27)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية السابعة والعشرين :
قال الله تعالى : (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) النمل/30 لنا مع الآية ثلاث وقفات :
1-لماذا قدم سليمان عليه السلام اسمه على اسم الله تعالى ؟ والجواب والله أعلم لأنه يعلم أن الملكة بلقيس تعرفه وتعرف عظمة ملكه ، فهي تهابه أكثر من هيبتها لله سبحانه ، فخشي أن تزدري اسم الله وتحتقره فتهينه لجهلها به، كما قال تعالى: (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون)الحشر/13، أو أن اسم سليمان كان على الغلاف والرسالة في الداخل تحمل اسم الله الرحمن الرحيم.
2- من العبث أن نخوف الكفرة بالله تعالى، كما يفعل بعض الجهلة حين يخاطبونهم، يودون استعطافهم نصرة لقضاياهم، لأنهم لا يحسبون لله حساباً ، ولا يقيمون له وزناً ، لعدم إيمانهم به أصلاً .
3- الكفرة ماديون لا يرهبون إلا القوة المحسوسة التي أوجب الله على المسلمين الأخذ بها قدر الوسع والاستطاعة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فهي واجبة على الكفاية بحيث إذا قام بهذا الواجب من يفيه حقه سقط الإثم عن الباقين، وإلا أثموا جميعاً ، وذلك كله حتى يرهبهم عدوهم فلا يطمع بهم، ويهنؤوا بعيشهم كغيرهم، ويكونوا أحراراً فوق أرضهم، سعداء بخيراتهم .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم يوم أمس, 10:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(28)


د.محمود طباخ




الرائعة القرآنية الثامن والعشرون :

قال الله تعالى : (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) النمل/30 لنا مع الآية ثلاث وقفات :
1-لماذا قدم سليمان عليه السلام اسمه على اسم الله تعالى ؟ والجواب والله أعلم لأنه يعلم أن الملكة بلقيس تعرفه وتعرف عظمة ملكه ، فهي تهابه أكثر من هيبتها لله سبحانه ، فخشي أن تزدري اسم الله وتحتقره فتهينه لجهلها به، كما قال تعالى: (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون)الحشر/13، أو أن اسم سليمان كان على الغلاف والرسالة في الداخل تحمل اسم الله الرحمن الرحيم.
2- من العبث أن نخوف الكفرة بالله تعالى، كما يفعل بعض الجهلة حين يخاطبونهم، يودون استعطافهم نصرة لقضاياهم، لأنهم لا يحسبون لله حساباً ، ولا يقيمون له وزناً ، لعدم إيمانهم به أصلاً .
3- الكفرة ماديون لا يرهبون إلا القوة المحسوسة التي أوجب الله على المسلمين الأخذ بها قدر الوسع والاستطاعة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فهي واجبة على الكفاية بحيث إذا قام بهذا الواجب من يفيه حقه سقط الإثم عن الباقين، وإلا أثموا جميعاً ، وذلك كله حتى يرهبهم عدوهم فلا يطمع بهم، ويهنؤوا بعيشهم كغيرهم، ويكونوا أحراراً فوق أرضهم، سعداء بخيراتهم .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم يوم أمس, 10:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(29)


د.محمود طباخ



الرائعة القرآنية التاسع والعشرون :

قال الله تعالى ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )
وقال سبحانه : (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) الكهف/18
لنا ثلاث وقفات: 1- في الآية الأولى أهلك الله الطاغية أبرهة وجنده الذين جاؤوا لهدم الكعبة مغرورين بكثرتهم وعتادهم بطير ضعيف من جنده وهي الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول ، ليكونوا لمن خلفهم آية .
2- المعجزة في نجاة الفتية أصحاب الكهف من طاغية عصرهم ، حيث ألجأهم الله إلى كهف ناموا فيه أكثر من ثلاثمائة سنة مفتحة عيونهم وهم أحياء من غير طعام ولا شراب ، ليعتبر المؤمنون بحالهم ويوقنوا بأن الله ينصر المستضعفين من عباده إما بإهلاك طاغيتهم وجنده كما في أصحاب الفيل ، وإما بنجاتهم منه كما في فتية أهل الكهف .
3- لكن ما يشد انتباهنا أكثرهو إضافة قوم أبرهة الذين قدموا لهدم الكعبة إلى الفيل فقال ( بأصحاب الفيل ) ولم يقل: بفيلهم لأن الفيل كان أفضل منهم وأشرف فنسبهم إليه . بينما نسب الكلب إلى الفتية أهل الكهف فقال (وكلبهم) تكريماً له لصحبته لهم . وهكذا تفعل الصحبة الصالحة إذ ترفع وتنفع .
من عاشر الأشراف عاش مشرفاً=ومعاشر الأنذال غير مشرَّفِ
أوَما رأيت الجلد صار مقبَّلاً=بالثغر لمّا صار جلد المصحفِ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم يوم أمس, 10:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(30)


د.محمود طباخ






الرائعة القرآنية الثلاثون:


قال الله تعالى : (ولَئِن مسَّتهم نفحة من عذاب ربك ليقولُنَّ يا ويلنا إنا كنا ظالمين ) الأنبياء/46
في الآية تصوير لحال الكافرين الظالمين سواء أكان ظلمهم لأنفسهمم أو كان لغيرهم ، كما ذكر ذلك صاحب تنوير الأذهان من تفسير روح البيان ج2 /464 ، والصورة تبين أنه بمجرد أن يتعرض هؤلاء المجرمون لأقل ما يمكن من العذاب ، فإنهم يدعون على أنفسهم بالهلاك، لعدم قدرتهم على تحمله مع أنه أخف العذاب وأهونه ، وما أصابهم إلا بسبب ظلمهم ، الذي لم يكن لهم بد من الاعتراف به بعد أن تكشَّفت الحقائق ، وزال التزوير واختفى التطبيل والتزمير . فلنتأمل روعة القرآن يصور أقل العذاب وأهونه لنجدها في :
1-(مستهم) وليس أصابتهم ، والمس أقل الإصابة .
2- (نفحة)وهي اسم للمرة الواحدة ، وهي تستخدم للقليل ، كما يقال : نفح المسك أي القليل منه، ثم هي بالتنكير للتحقير.
3- (من عذاب) حيث (من) للتبعيض فهو بعض العذاب.
4- (ربك) الرب وليس المنتقم ولا الجبار من أسمائه سبحانه.
5- ثم تقدمت الآية بالقسم على ذلك كله (ولَئِن) ليؤكد سبحانه هذه الحقيقة أعظم توكيد. فإذا كان أقل العذاب وأهونه لم يستطع المجرمون الظالمون تحمله ، وتمنوا الهلاك بسببه ، فليوطنوا أنفسهم وليستعدوا لما هو أشد وأنكى !



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم يوم أمس, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(31)


د.محمود طباخ

الرائعة القرآنية 31

قال تعالى : (أفرأيتم ما تحرثون ءَأَنتم تزرعونه أم نحن الزارعون . لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون ) الواقعة/64-65
جاءت هذه الآية في سياق آيات تريد أن ترسخ عقيدة أن الله وحده هو الفعال المطلق لا سواه ، ليسلم المؤمن أمره إليه بعد أن يبذل وسعه فيما أمره به ، فهو خالق الإنسان وهو قادر على إماتته ( أفرأيتم ما تمنون . ءَأَنتم تخلقونه أم نحن الخالقون . نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين)وهو منبت طعامه وهو قادر على أن يجعله حطاماً(أفرأيتم ما تحرثون ...) وهو منزل الماء الذي به شرابه وحياته وهو قادر على أن يجعله غير صالح للانتفاع به ( أفرأيتم الماء الذي تشربون ءَأَنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون . لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون) وهو خالق الشجر الذي تكون منه النار لطهي الطعام ، ولتكون مصدر دفئه في الأيام الباردة من الزمان. وكأن الله يقول: أيها العبيد أنتم جميعاً وكل وسائل عيشكم بل وفي كل أموركم، في حلكم وترحالكم، وفي سلمكم وحربكم ، في قبضتي وتحت رحمتي ، ولا يكون منها إلا ما أريد . وبعد هذا فلا بد لنا من وقفتين :
1-اقترن جواب (لو) باللام في قضية الزرع دون غيرها من قضايا الخلق أو الماء أفرأيتم ما تحرثون... لو نشاء لجعلناه حطاماً) ذلك والله أعلم لتنقية عقيدة المؤمن وصناعته صناعة متميزة تجعله يعترف بفضل الله وحده ولا ينسب لنفسه شيئاً مع الله حتى ولو كانت له صنعة بارزة فيه ، فلما كانت قضية الزرع مظنة أن يقول فيها الزارع أنا حرثت وألقيت البذر ووضعت السماد وسقيت الأرض وحصدت الثمر إذن أنا فاعله وموجده ؟! فجاء الجواب بالتأكيد باللام على قدرة الله على تحطيم الزرع في هذا الموضع فقط ، ولو كان الزارع هو فاعله في الصورة والمظهر (لو نشاء لجعلناه حطاماً)
2- نلحظ في قضية النار (أفرأيتم النار التي تورون . ءَأَنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون . نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين . فسبح باسم ربك العظيم) نلحظ غياب التهديد بإتلاف النار وإطفائها كما فعل سبحانه في كل ما سبق وذلك والله أعلم لأن الله أراد للنار أن تبقى تذكرة ومتاعاً للمسافرين وحتى تبقى كذلك لا يناسب أن يهدد بإطفائها وقد أراد بقاءها للتذكرة والعظة (نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين.) فسبحان الله العظيم ما أروع البيان في القرآن !
فما رأيكم أحبتي أن نعيد النظر في علاقتنا مع الله الفعال لما يريد والذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ، لتكون أحسن حالاً مما كانت، لنجني ثمار ذلك نصراً وعزاً وتمكيناً وحرية وكرامة.
وسامحوني على الإطالة لأن عرض هكذا قضايا يتطلب ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم يوم أمس, 10:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روائع قرآنية

روائع قرآنية(31)والأخيرة


د.محمود طباخ

الرائعة القرآنية 32:

قال الله تعالى : (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون .
إن الذين كفرو وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملءُ الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) آل عمران/ 90،91
نلحظ في الآيتين العقوبة المغلظة للكافرين مما يجعل الإنسان يراجع حساباته قبل أن يدركه الأجل حتى لا يكون في صف الكفار بحال ، ولا يقاتل من أجلهم ولا يضحي في سبيلهم ، إلا أننا نجد في الأولى (لن تقبل توبتهم) بدون التوكيد والمبالغة بالفاء ، بينما في الثانية دخلت الفاء للتوكيد (فلن يقبل من أحدهم ملءُ الأرض ذهباً ولو افتدى به) وما ذاك والله أعلم إلا لأنه سبحانه ذكر في الثانية موتهم على الكفر (وماتوا وهم كفار) فناسب هذا التأكيد بالفاء مع الموت على الكفر ، ثم غلظ سبحانه الأمر حين ذكر أن الفدية ولو وصلت إلى أعظم ما يمكن تصوره وهو ملء الأرض ذهباً فإنها لن تنجي صاحبها من هذا العذاب الأليم . وكأن الله يذكر الإنسان ما دام حياً أن يتفكر ويبتعد عن الكافرين وعن الانجرار إلى صفوفهم والمقاتلة تحت رايتهم ، حتى لا يموت على ما يموتون عليه ، فلا تنفعه عندئذ توبة ولا فدية ، بل إن عليه أن يتثبت من أمره ، لأنه لن يعذر بجهله ، وبخاصة إذا كانت القضية تتعلق بدماء الأبرياء من أبناء الأمة ، وليعلم مَن هذه حاله أن الذين اصطف معهم من الكفار ، وتبنى أفكارهم وحمل رايتهم وبندقيتهم ، ومات على ما ماتوا عليه ، لن تنفعه أموالهم التي يغدقونها عليه بلا حساب في دنياه مهما بلغت، ولا المناصب التي يعدونه بها إذا استقر الأمر لهم ، كما أنهم لن يستطيعوا أن يقدموا له حماية ولا نصراً يوم يفد على ربه فرداً ، فضلاً عن أن يقدموا ذلك لأنفسهم (أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين) فالحذرَ الحذرَ والخوفَ الخوفَ من أن يكون أحد مع الكفر ويقاتل في سبيله ويموت على ذلك وهو لا يدري ! اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 98.26 كيلو بايت... تم توفير 5.40 كيلو بايت...بمعدل (5.21%)]