|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع قوله -تعالى-: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} قال الله -تعالى-: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (الأنعام:15)، فالصراط الذي هو الإسلام هو المنهج الحق الذي يوصِّل إلى الله، ولا تُنال الجنة إلا به، وأما طرق الضلالة فما أكثرها!، وما أشد تنوعها!، وعلى كل طريق منها شيطان يدعو إليها، والإنسان قد ابتلاه ربه بأن يسمع تلك الدعوات، فإن استجاب لها فقد ظفر به الشيطان، وإن لم يستجب له فثم دعوة شيطانية أخرى تنتظره، وهكذا حتى يصل إلى ربه {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (الأعراف). قال ابن كثير -رحمه الله-: المراد جميع طرق الخير والشر؛ فالخير يصدهم عنه والشر يحببهم له، وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «إن هذا الصراط محتضَر، تحضره الشياطين ينادون: يا عبدالله، هذا الطريق، هلم إلى الطريق، فاعتصموا بحبل الله؛ فإن حبل الله هو القرآن». ومن أوصاف الصراط: أنه طريق محدود بحدود تُعين على التركيز وعدم التشتُّت، فمن دخل في الإسلام سهل عليه الوصول سريعًا، ومن أكثر التشعُّب تشتَّت وتفرَّقت به الطرق وأبطأ الوصول إن وصل، قال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة)، وهذه الحدود ليست ضيِّقة، بل هي متباعدة في طريق واسع يسع كل ما أذن به الشرع، قال جابر - رضي الله عنه -: «الصراط المستقيم هو الإسلام وهو أوسع مما بين السماء والأرض». ومن أوصاف الصراط: أن الأبواب التي تخرج منه مفتحة، ولا يمكن إحكام إغلاقها، فهي مغطاة بمجرد ستور مرخاة، فلا يمكنك أبدًا يا مَن سلكت الصراط أن تحكم إغلاق أبواب الفتن، فأنت مُعرَّض لها ما بقيت فيه، حتى تصل إلى الجنة،{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت). لذلك لابد أن نعلم أن الاستقامة على صراط الإسلام هي أعظم نعمة يُنعم الله بها على عباده؛ ولذلك أمرنا الله أن نُكرِّر سؤالها في كل صلاة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (الفاتحة)، أن تسلك صراط مَن أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فهذه هي الدرجة العليا، والمقام الرفيع، والسعادة الكاملة في الدنيا والآخرة {منْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل: 97)، وعن سفيان الثقفي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل أحدًا غيرك، قال: «قل آمنت بالله ثم استقم». اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |