|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() مخاطر الموالد: 1- نشر السلبية، وتحريف المقاصد: يرى المهندس محمود المراكبي أن الموالد هي خطط مدبَّرة لإشغال الناس بدون فائدة؛ فتصبح الجماهير مغيَّبة، ويجري توجيه المسلمين إلى عدم الاهتمام بالشأن العام وعدم الإحساس بمشاكل المجتمع ومحاولة النهوض به. إنها فكرة تدعونا إلى أن نجلس بجانب الأضرحة وننتظر المدد والغوث من سيدي فلان؛ فهي فكرة سلبية تماماً وتسلب الإرادة من المجتمع. كما تكمن الخطورة في تفريغ العاطفة الدينية في هذا العبث، فيشعر الإنسان بعد زيارة الأضرحة وحضور الموالد أنه أدَّى شيئاً كثيراً تجاه الدين. إن العاطفة الدينية الجيَّاشة التي يمكن استثمارها في تفجير طاقات المجتمع والنهوض بالأمة فيربح المسلم الدنيا والآخرة؛ تُفرَّغ -للأسف الشديد- في عبث الموالد؛ فيخسر المسلم دنياه ويقع في بدع وأعمال شركية تهدِّد آخرته. كما يرى المراكبي أن الموالد حرَّفت المقصد الأصيل لزيارة القبور، ألا وهو التفكر وتذكُّر الموت وأخذ العبرة والعظة والدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، فالقبور المزخرفة والمضاءة والمغطاة بأفخر الأقمشة، وما يصاحبها من موالد للتكريم والتفخيم؛ تحرِّف مقصد الزيارة؛ من تذكُّر الآخرة، وتحرفها من الدعاء للميت إلى طلب المدد والغوث واتخاذه واسطة بين الإنسان وبين الله تبارك وتعالى، وهذا من مظاهر الشرك. ويضيف المراكبي: لو كان علي بن أبي طالب حياً لهدم الأضرحة بنفسه، فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث علياً لهدم الأصنام والقبور البارزة، فكأنه استشراف للمستقبل من قِبَل النبي صلى الله عليه وسلم لما سيؤول إليه الوضع حول القبور والأضرحة، وأن من يقومون على هذه البدع والخرافات سينتسبون زوراً وبهتاناً إلى علي رضي الله عنه. 2- مطية للاحتلال: ذكر الجبرتي أن نابليون أمر شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل حضر الحفل بنفسه من أوله إلى آخره، ويعلِّق عبد الرحمن الرافعي قائلاً: فنابليون قد استعمل سياسة الحفلات ليجذب إليه قلوب المصريين من جهة، وليعلن عن نفسه في العالم الإسلامي بأنه صديق الإسلام والمسلمين. ويعلِّل الجبرتي اهتمام الفرنسيين بالاحتفال بالموالد عموماً لما رأوه في هذه الموالد من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتِّباع الشهوات والرقص وفعل المحرَّمات. وتكرَّر الأمر في الجزائر؛ حيث ذكر المؤرخ الفرنسي إميل دارمنغهم أنه خلال الاحتلال الفرنسي كان يزور ضريح الولي سيدي عابد نحو 100 ألف زائر سنوياً، ويجري الاحتفال تحت حراسة الأمن الفرنسي. كما كان يوفر الاحتلال الفرنسي الأمن والسلامة لزوار الأضرحة، ويمنحهم خصماً على تذاكر القطارات يصل إلى النصف. في الوقت ذاته قام الاحتلال بغَلْق مؤسسات جمعية علماء المسلمين ومدارسها والتضييق على علمائها ومطاردتهم؛ بسبب رفضهم للاحتلال ومحاولة إيقاظ الأمة ونشر الوعي والثقافة الشرعية (زقاوة أحمد، مجلة الصوفية، قصة الصراع بين التدين الخرافي والإسلام النقي). لم تغب هذه الأساليب الخبيثة عن وعي الاحتلال الجديد؛ فقد نشرت مجلة (يو إس نيوز آند وورلد ريبورت) الأمريكية عام 2005م تقريراً بعنوان (عقول وقلوب ودولارات) يقول: "يعتقد الاستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة، وبينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يُقِرُّوا الصوفية علناً؛ بسبب فصل الدين عن الدولة في الدستور الأمريكي؛ فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية. ومن بين البنود المقترحة هنا: استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج، والحفاظ على مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى وترجمتها، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها". كما نشرت مؤسسة (راند) الشهيرة منذ أكثر من سنتين وثيقة عنوانها (الإسلام المدني الديمقراطي؛ من يشارك فيه؟ وما هي مصادره واستراتيجياته؟). ومن بين توصيات الدراسة: توجيه قدر أكبر من الانتباه إلى الإسلام الصوفي، وذلك من خلال تشجيع شعبية الصوفية وقبولها، عبر تشجيع البلدان ذات التقاليد الصوفية القوية على التركيز على ذلك الجانب من تاريخها وعلى إدخاله ضمن مناهجها المدرسية. وتبعاً لذلك أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بضرورة قيام الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية، وهو الأمر الذي سيحظى بأكثر من استجابة من قِبَل حكومات هذه الدول، وهو ما سيتضح من خلال أكثر من مؤشر دال في هذا السياق (عباس بوغالم، إسلام أون لاين، صوفية المغرب رعاية رسمية ودعم أمريكي). ومما ورد في تقرير (راند) عن الطرق الصوفية أنهم: "يعظمون قبور القديسين، ويؤدون عندها الصلوات، ويؤمنون بالأرواح والمعجزات ويستخدمون التعاويذ، ومجموعة الاعتقادات هذه أزالت تماماً التعصب الوهابي، وأصبح كثير منهم لا يرون تضارباً بين معتقداتهم الدينية وولائهم لدولهم العَلْمانية وقوانينها" (عبد الحق بوقلقول، مجلة الصوفية، التدين الخرافي تحت الرعاية السامية). يعلِّل الشيخ أبو إسلام الدعم الدولي للصوفية والانشغال بالموالد؛ بأن في ذلك تحييد شريحة كبيرة من المجتمع وإخراجهم من مواجهة مشاريع الهيمنة الخارجية على أمتنا. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن فئات من هذه الشريحة المحيَّدة تصبح من أعداء مشروع الصحوة والنهضة الإسلامية، ومن ثَمَّ يخسر المشروع الإسلامي فئة من جمهوره، ويتكون له أعداء جُدد، ثم يُهدَر جزء من الدعوة باتجاه الشريحة المحيَّدة والأعداء الجدد، ويشغل الدعاة بهم عن مواجهة الخطر الخارجي وهو عين ما يريده أعداء الإسلام. في هذا السياق يقول الدكتور كمال حبيب -الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية-: "يشجع الغرب -و أمريكا على وجه الخصوص- الموالد والطرق الصوفية؛ لأنهم يرون الدين بهذه الطريقة، وهو نوع مما يطلقون عليه الدين المدني ذا الطابع الاحتفالي فارغ المضمون، الذي لا يعبر بداخله عن جوهر حقيقي. فهناك ما يمكن أن نصفه تفضيلاً أو ميلاً غربياً لرؤية الدين بهذه الطريقة، ويريدون أن يكون الدين كذلك في كل العالم؛ خاصة في العالم الإسلامي. وقد كان المستعمرون القدامى يشجعون الموالد والطرق الصوفية، وأقام الإنجليز العديد من مقابر المشايخ المزيفة على طرق تجارية أرادوا إحياءها في مصر و الهند وغيرهما وأقاموا كذلك حولها الموالد المزيفة". ويضيف الدكتور كمال: "إن الغرب حين رأى أن الإسلام بصيغته المقاومة للغرب والرافضة لتدخُّله في شؤون المسلمين وإدارة حياتهم ومجتمعاتهم ونُظم تفكيرهم وخياراتهم التي عرفتها الأدبيات المختلفة بحركات التجديد والإحياء الإسلامي؛ حين رآها الغرب تحمل مشروعاً للنهضة مستمداً من دينها وهويتها وضد العولمة الفكرية وفرض نمط الحياة الغربية؛ فإنه انزعج وأسس مراكز للأبحاث والدراسات انتهت في بعض توصياتها بضرورة تشجيع التيارات الإسلامية ذات الطابع العدمي والصوفي الذي لا يرى أن الغرب عدو، بل يراه -ربما- إشارة للخير؛ لأنه يدعم الصوفية ويفتح لها الأبواب". كما أن الصوفية نوع من التماهي مع مفهوم العَلْمانية الغربي الذي هو نوع من الحلول الذي يختلط فيه اللاهوت بالناسوت دون تمييز بين الحق والخلق أو تمييز بين الإسلام والمسيحية في صيغتها الغربية. ويرى أن هناك نوعاً من الإسلام يمكن أن نصفه بـ الإسلام الأمريكي أو الإسلام الحداثي الذي يفرط بالقواعد الكلية والأصول الراسخة للعقيدة وخاصة الولاء والبراء، وهذا النوع من الإسلام ذو طابع صوفي لا يميز بين الإسلام والنصرانية. وكثير من الجهد الأمريكي -على وجه الخصوص- انصرف لتشجيع هذا النوع من الإسلام المفارق للإسلام الحق؛ لكي يواجه به الحق وأهله. ومن ثم فالتشجيع الغربي للصوفية هو نوع من موازنة التيارات الإسلامية الإحيائية والاصطفاف الصوفي في مواجهتها. في السياق ذاته يقول المهندس محمود المراكبي: "لقد كشف السفير الأمريكي السابق لدى القاهرة ريتشار دوني بشكل سافر عن الخطط الأمريكية في دعم التيار الصوفي في المجتمع الإسلامي، فزيارته لمولد البدوي واختلاطه بالدراويش أظهرا النموذج الإسلامي الذي تريده أمريكا مثالاً يُحتذى به، فهي تريد المسلم الدرويش الذي لا شأن له بالشأن العام، والذي يعتكف عند الأموات يطلب المدد والعون منهم ويفرغ طاقته في الموالد والاحتفالات، ولا يعنيه احتلال أفغانستان أو العراق أو المسجد الأقصى... فأمريكا تدعم التيار السلبي في المجتمع الذي لا تعنيه قضية الجهاد، ونصرة الحق، ومواجهة مشاريع الهيمنة الغربية، وإصلاح المجتمع المسلم والنهوض به". قنطرة للشيعة: (الخميني: مصر سنية المذهب، شيعية الهوى): منذ مدة وجَّهت عناصر شيعية في أمريكا دعوة لنحو 12 شيخاً من مشايخ الطرق الصوفية في مصر لحضور مؤتمر عن التصوف عقد في ولاية كاليفورنيا، وجاءت الدعوة من قِبَل علي كيانفر رئيس الاتحاد العالمي للتصوف. وعلَّق الدكتور محمد أبو هاشم عميد كلية أصول الدين في الزقازيق، بقوله: "إن هذا المؤتمر شيعي، والهدف من دعوة بعض مشايخ الطرق إلى المؤتمر هو محاولة تجنيدهم لدخول التشيع إلى مصر؛ لأن المنظمين للمؤتمر من الشيعة". وكان الدكتور يوسف القرضاوي قد حذَّر في العام الماضي من المحاولات الشيعية لاختراق مصر، وقال: "إن الشيعة أخذوا من التصوف قنطرة للتشيع، وإنهم اخترقوا مصر في السنوات الأخيرة من هذا الجانب". يروي الدكتور جمال المراكبي قصته مع أحد الشيعة خلال زيارته إلى مصر؛ حيث طلب أن يزور بعض الأضرحة، وبعد الزيارة قال: "هل تظنون أن مصر أهل سنة؟ أنا لم أرَ داخل الأضرحة غير شيعة". فهو يقصد أنه لا فرق بين الممارسات الشيعية وبين ما يتم داخل الأضرحة مثل: السجود عند العتبات وتقبيلها. لذلك فأمل الشيعة في مصر كبير بأن تعود دولة شيعية مرة أخرى؛ فيُلعَن أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب على منابر الأزهر جهاراً. ويشير المراكبي إلى أن الشيعة يستغلون حب المصريين لأهل البيت رضي الله عنهم في نشر مذهبهم بطريقة خبيثة، وهي تشجيع حب أهل البيت ودعمه وإقامة الموالد، وفي الوقت نفسه نشر الشبهات حول الصحابة وإثارة القضايا الشائكة ونشر الأحاديث والقصص الموضوعة خاصة في ظل انتشار الأمية الدينية؛ وبذلك تختل كفتا الميزان عند المصريين الذين يحبون الصحابة كما يحبون أهل البيت؛ رضي الله عنهم جميعاً؛ فهم يستغلون الحب والجهل في الوقت نفسه، كما يستغلون قضية الإمام لدى الشيعة والقطب لدى الصوفية، ولا بد أن يكون القطب أو الإمام من أهل البيت، وهذا من أهمِّ مداخلهم. على الجانب الآخر؛ يرى الدكتور كمال حبيب أنه ليس استغلالاً في الواقع وإنما هو جزء من منظومة التشيع التي تعبِّر عن تديُّن بلا دين، والمقصود بذلك أن من يقومون بأعمال الشرك المنافية للتوحيد من الشيعة والمتصوفة يفعلون ذلك تديناً، ولكن الدين أو المرجع الذي يرجعون إليه هو في الواقع مذهب وضعه على مدار القرون رجال؛ استناداً إلى أساطير وأوهام لم يشرعها ربّ العالمين. ويضيف: فالتشيع والصوفية وجهان لحقيقة واحدة وهي الارتكاس في وحل الوثنية، وعبادة الأشخاص، والولع بالقبور العظيمة، والطواف حول المقبورين بها. الصوفية هي نوع من الممارسات الأقرب إلى الأساطير والخرافة وكذلك التشيع، وبالطبع مدخل حب آل البيت هو المدخل الذي يدخل به الشيعة على المتصوفة، ومن ثَمَّ يصبح المتصوف على شفا جُرُف هارٍ من بوابة التشيع. بيدَ أن التوحيد والإسلام الإحيائي المقاوم ينتشر ويتجذر في نفوس عامة المسلمين في مصر والعالم العربي والإسلامي كله؛ لأنه دين الفطرة والعقل ودين التوحيد والفقه والشريعة والإنسان. طرائق وأساليب المواجهة: يتعجب بعضهم من استمرار الإقبال على الموالد على الرغم من انتشار العلم الشرعي؛ خاصة بعد ظهور العديد من الفضائيات الإسلامية وما لاقته من ترحيب واسع بين شرائح المجتمع المصري. وحول تأثير الفضائيات الإسلامية يقول الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله: على الرغم من انتشار القنوات الفضائية الإسلامية إلا أن تأثيرها ما يزال محدوداً؛ لأنها تخاطب المتدينين؛ فلم تصل الفضائيات الإسلامية إلى الشريحة الأوسع من المجتمع وهي الأكثر تأثُّراً بالممارسات الصوفية وعلى رأسها الموالد. ولا ننسى أن الفضائيات الإسلامية ما زالت في بداية الطريق ولم تكمل أعواماً قليلة جداً وإمكانيتها ضعيفة. والممارسات الصوفية مثل الموالد أصبحت عادات راسخة في المجتمع منذ قرون عديدة لا يمكن هدمها في لحظة واحدة؛ خاصة مع ضعف القدرات والإمكانيات. ولمواجهة هذه الممارسات وغيرها خاصة الاستغلال الشيعي؛ يرى الشيخ أبو إسلام أنه لا بد من الانتباه إلى افتراءات الشيعة على أهل السنة والجماعة؛ حيث يثيرون نحو ألف فِرْية على أهل السنة، فلو تخصصت فئات من العلماء والدعاة لكل فرية ودحضها، لكن دون الإشارة إلى الشيعة وإلى أنها شبهة؛ لأن كلمة (شبهة) تترك أثراً سيئاً في القلب. ولا بد أن يجتمع العلماء والدعاة لترشيد الدعوة وتحديد أولوياتها في الوقت الراهن، ووضع أجندة يمكن الاتفاق عليها والعمل من خلالها، ومن أهم نقاط هذه الأجندة: الاهتمام بالقضايا الحياتية للمسلمين مثل: الغلاء والاحتكار والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والتعريف بالتاريخ الإسلامي الصحيح واستخلاص العِبَر والدروس وربطها بالواقع المعاصر، والتعرف على الثغرات التي يدخل منها أعداء الإسلام، وتخصيص شرائح من العلماء والدعاة للوقوف على كل ثغر، ويُعَدُّ الإعلام من أهمِّ هذه الثغرات؛ فأرى أن نخصِّص له نحو 10% من العلماء والدعاة. ويرى فضيلة الشيخ علي حشيش أنه لمواجهة انتشار هذه المظاهر والانحرافات لا بد من تعريف الناس بتوحيد الإلهية وتوحيد الأسماء والصفات، وبيان كذب أصحاب الموالد في الحلولية والاتحادية، وأن من ذبح لغير الله فهو ملعون، وأن الذين يُذبح لهم سواء كانوا أحياء أو أمواتاً فهم عباد مثلنا، وتربية النشء على التوحيد، وأنه لا يُسأل إلا الله، قال صلى الله عليه وسلم: « يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ...». كما يطالب فضيلة الشيخ بإقامة قوافل وأسابيع علمية وثقافية في مدن مصر وقراها لنشر منهج أهل السنة خاصة في توقيت هذه الموالد، وهو ما يكون له الأثر في إيقاف العديد منها وابتعاد كثير من الناس عنها. ويطالب المهندس محمود المراكبي بعدم إرسال مندوب من الأزهر لحضور الموالد، وعلى الأزهر أن يقوم بتوعية الجماهير ببدعية هذه الاحتفالات، وأنها ليست من مظاهر الإسلام، وأن هذه الممارسات تسيء إلى صورة المسلمين، وتشوِّه نقاء العقيدة الإسلامية؛ خاصة أن علماء الأزهر الكبار أفتوا بحرمة إقامة القبور والأضرحة في المساجد وإقامة الموالد حولها. ولمواجهة هذا الخطر؛ يقول فضيلة الشيخ محمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر: "لا بد من مواجهة هذا الخطر بهمَّة عالية ونشاط كبير، والقيام بقوافل دعوية، والسماح لهذه القوافل بأن تطوف أرجاء البلاد". ولقد كنا نقوم بذلك انطلاقاً من كلية الدعوة الإسلامية في الأزهر، لكن الباب أُغلق، فنحن بحاجة إلى دعم وتقوية وثقة ويقين واسترداد الثقة بالعلماء والدعاة؛ خاصة أن الشيعة يستغلون الجهل والفقر في نشر مذهبهم المنحرف الذي يؤدي إلى ترسيخ المظاهر الشركية؛ من التمسح بالعتبات والاستغاثة بالأموات؛ خاصة مع انتشار الجهل بين عامة الناس بسبب التضييق على العلماء والدعاة. لذلك يرى رئيس جبهة علماء الأزهر أن: "المسؤولية تقع بالأساس على المسؤولين؛ لأننا بدون فتح الأبواب والنوافذ لن نستطيع التحرُّك، ثم يأتي دور العلماء والدعاة بعد ذلك في نشر العقيدة الصحيحة والنزول إلى واقع الجماهير وتصحيح المفاهيم". ويبقى الأمل: في إطار الإعداد لهذا المقال قمنا بزيارة مسجد الحسين لمشاهدة ما يحدث في المولد النبوي المزعوم، حيث تقام هناك ما تُسمَّى زفة المولد التي تبدأ منذ الصباح بتجمُّع كل الطرق الصوفية عند مسجد صالح الجعفري بالقرب من الحسين، ثم تبدأ المسيرة بعد العصر باتجاه مسجد الحسين؛ حيث تغلق الشوارع ويتقدم مشايخ كل طريقة ومن ورائهم الأتباع حاملين الرايات والشعارات، مردِّدين الأناشيد والأوراد الخاصة بهم، وتنتهي المسيرة أمام المسجد قرب صلاة المغرب حيث يدخل الجميع إلى باحة المسجد، بينما يغلق ضريح الحسين بسبب الزحام الشديد، ثم تبدأ الاحتفالات الرسمية بعد صلاة المغرب والتي تنقلها الإذاعة والتلفاز ويتحدث فيها شيخ مشايخ الطرق الصوفية ومندوب عن الأزهر، ويحضرها مندوب عن الحكومة. وبعد صلاة العشاء تبدأ الاحتفالات الصوفية بجوار المسجد؛ حيث تقيم كل طريقة خيمة، تمارس داخلها طقوسها الخاصة. ولعلنا نكتفي بما ذكره العلماء من بدع ومنكرات الموالد حتى لا نطيل أكثر من ذلك. لكن من المهم الإشارة إلى أهم ما لاحظناه وهو أن الغالبية الساحقة من أتباع الطرق الصوفية هم من كبار السن ومن جهلاء العامة؛ حيث لاحظنا ندرة الشباب خلال مسيرة زفة المولد أو داخل المسجد أو الاحتفالات خارجه. إن ذلك يشي بأن الصحوة المباركة بجهود العلماء والدعاة قد آتت أُكلها بفضل ربها تبارك وتعالى؛ فالجيل الجديد لم يعد يلتفت إلى هذه الخزعبلات، وانتشرت -بفضل الله- حقيقة الموالد بين كثير من شرائح المجتمع المصري. لكن ما زالت هناك كثير من الجهود المطلوبة والحركة المستمرة الدؤوبة؛ لإزالة بقايا ركام الجاهلية، وسد الثغرة أمام أطماع الاحتلال وأحقاد الشيعة، وما يزال أمام العلماء والدعاة عمل شاق لتنقية المجتمع من العقائد والأفكار المشوهة؛ لتعود شريعة المسلمين كما بدأت: سمحة بيضاء نقية. ___________________________________ الكاتـب: عمرو توفيق المصدر: مجلة البيان ـ العدد: [257] ص: [44]، المحرَّم 1430 - يناير 2009م
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |