المسلم دائم النفع طيب الأثر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5011 - عددالزوار : 2137005 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4592 - عددالزوار : 1415941 )           »          الامتحانات الدنيوية وأثرها في امتحان الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 8372 )           »          قراءة في كتاب:القصة الكاملة لخوارج عصرنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          الاختـلاط فـي الجامعـات وصـراع الهويـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 44 - عددالزوار : 14621 )           »          حقــوق السجـنـاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 4863 )           »          كلمات نبوية لبناء الدولة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-09-2025, 10:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,810
الدولة : Egypt
افتراضي المسلم دائم النفع طيب الأثر

المسلم دائم النفع طيب الأثر

د. حسام العيسوي سنيد

المقدمة:
أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها، وإنها مَثَلُ المسلم، فحدِّثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله: ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة)).


فما هي أهم الفوائد من هذا الحديث الشريف؟ وما هي أهم الدروس المستفادة منه؟
1- أخي الكريم: انظر إلى شجر النخيل، هل تستطيع أن تعدِّد الفوائد منه؟ هل تستطيع أن تصِفَها؟


إن النخلة لها فوائد كثيرة، وخصائص جمَّة، من أهمها[1]:
دوام الخضرة طوال العام.
حلاوة الثمار وطِيبها.
الإنسان يستظل بها.
جمال منظرها وشكلها.
تكامل أجزائها: الساق، والجريد، والليف، والثمار.
فوائد كثيرة لهذه الشجرة المباركة.


هل تعلم بِمَ شبَّهها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
النبي صلى الله عليه وسلم يشبِّهها بالمسلم، لا يشبه المسلم بها، لكن يشبهها بالمسلم، وهذا يسميه البلاغيون التشبيه المقلوب؛ فبدلًا من أن يشبه المسلم بالنخلة (العادة أن يشبه المعنوي بالمحسوس)، قلَب التشبيه؛ فشبَّه النخلة بالمسلم، والعلة في ذلك: للدلالة على أن المسلم أبلغ في صفاته المعنوية والخُلقية من النخلة المحسوسة، للتصريح بأن المسلم أعزُّ عند الله وعند الناس، وأن النخلة مع أنها شبيهة به في جميع منافعها، إلا أن منافع المسلم أكثر منها؛ لاستكثاره من الخير والعمل الصالح والتمسك بالفضائل، والتحلي بمكارم الأخلاق، والتخلي عن القبيح والصفات الذميمة، علاوة على تميزه عن الخلائق بالعقل والتكليف[2].


هذا معنى مهم: المسلم كثير الفوائد، كثير الصفات والخِصال، لا يعدم الخير أبدًا.


2- أخي الكريم: توجد أحاديث كثيرة تبيِّن كثرة صفات المسلمين، وتنوُّع أخلاقهم المحمودة، وعباداتهم المطلوبة:
في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة، قال: ((أتى رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أصابني جهد، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألَا رجل يضيفه هذه الليلة رحمه الله، فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله، فقال لامرأته: ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخريه شيئًا، قالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال: فإذا أراد الصبية العَشاء، فنوِّميهم وتعالَي، فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة، ففعلت، ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لقد عجب الله - أو ضحك الله - من فلان وفلانة؛ فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر: 9])).

وروى البيهقي في كتاب "شعب الإيمان"، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: ((سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صاحبُ الكلمة؟ لم يقل إلا صوابًا، قال: أنا يا رسول الله، قلتها، أرجو بها. قال: والذي نفسي بيده، رأيت بضعة عشر ملَكًا يبتدرونها، أيهم يرفعها إلى الله عز وجل)).

وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جَنازةً؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال: فمن أطعم اليوم منكم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن لرجلٍ قطُّ هذه الخِصال إلا دخل الجنة)).

وفي الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك، قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة، فقال: وما أعددت لها؟ فلم يذكر كبيرًا إلا أنه قال: إني أحب الله ورسوله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببتَ)).

فالمسلم كثير الفوائد والخِصال والأعمال، فلا غروَ أن يُشبه به كل خير، وأن يُلحق به كل معروف.


3- أخي الكريم: هل تعلم جانبًا من قصة زيد الخير؟
جاء في "حلية الأولياء" لأبي نعيم عن عبدالله بن مسعود، قال: ((كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي، فقال: يا رسول الله، إني أتيتك من مسيرة تسع، أنضيت راحلتي، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، لأسألك عن خصلتين أسهرتاني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ فقال: أنا زيد الخيل، فقال: بل أنت زيد الخير، فاسأل فرُبَّ معطلة قد سُئل عنه، قال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد، وعن علامته فيمن لا يريد؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحب الخير وأهله، ومن يعمل به، فإن عملتُ به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد، أن لو أرادك بالأخرى هيَّأك لها، ثم لم يبالِ في أي وادٍ هلكتَ)).


4- ولنا في زين العابدين بن الحسين قدوة وعبرة:
قال محمد بن إسحاق: كان أناس بالمدينة يعيشون ولا يدرون من أين يعيشون؟ ومن يعطيهم؟ فلما مات زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما، فقدوا ذلك، فعرفوا أنه هو الذي كان يأتيهم بالليل بما يأتيهم به، ولما مات وجدوا في ظهره وأكتافه أثر حمل الجراب إلى بيوت الأرامل والمساكين.


ومما يُروي عنه: أنه خرج إلى المسجد فسبَّه رجل، فقصده غلمانه ليضربوه ويؤذوه، فنهاهم زين العابدين، وقال لهم: كُفُّوا أيديكم عنه، ثم التفت إلى ذلك الرجل وقال: يا هذا، أنا أكثر مما تقول، وما لا تعرفه مني أكثر مما عرفته، فإن كان لك حاجة في ذكره ذكرته لك، فخجِل الرجل واستحيا، فخلع زيد العابدين قميصه، وأمر له بألف درهم، فمضى الرجل وهو يقول: أشهد أن هذا الشاب ولدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ومما يُروى عنه: أن غلامه كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من طين، فوقع الإبريق على رِجل زين العابدين فانكسر، وجُرحت رجله، فقال الغلام على الفور: يا سيدي، يقول الله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ [آل عمران: 134]، فقال زين العابدين: كظمت غيظي، ويقول: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران: 134]، فقال: لقد عفوت عنك، ويقول: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134]، فقال زين العابدين: أنت حرٌّ لوجه الله.


5- في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثَل الجسد، إذا اشتكى منه شيء، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى)).


أخي الكريم: كما ضرب الله المثل بالنخلة، ضرب المثل بالجسد؛ أعضاء الجسد واحدة، لا يشتكي عضو، إلا استشعرت كل الأعضاء ألمه، وذاقت مشقته.


وهكذا أمة الإسلام؛ أمة واحدة، ينبغي إذا استشعر أحدها ألمًا استشعره الآخرون.


أخي الكريم: لا تنسَ إخوانك في غزة، في فلسطين، لا يُنسِك اعتياد المشاهد ألمَهم ومعاناتهم، قُم بدورك نحوهم، استشعر معنى الأُخوة بينك وبينهم، أكْثِر من الدعاء، لا تبخل ولو بالقليل، مشاركتك الخبر على وسائل التواصل دور، كلامك عنهم وسط أهلك وأسرتك دور، تبرعك لهم بمالك دور، أي سبيل لنصرتهم دور يقيك أمام الله السؤال.


اللهم أغِث عبادك، وتولَّ أمرهم، واخذل عدوهم، وتقبَّل جهدهم، وعافِهم واعفُ عنهم.


[1] انظر: علي علي صبح: التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف، ط1، المكتبة الأزهرية للتراث، 1423ه/ 2002م، ص20.

[2] المرجع السابق، ص20.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]