|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() آية الله في المستبيحين مدينةَ البشير والنذير للعالمين د. عبدالله بن يوسف الأحمد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يكيد أهلَ المدينة أحدٌ إلا انماع كما ينماع الملح في الماء"؛ رواه البخاري (1877). فهذا الحديث من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وذلك أن يزيد بن معاوية حين استباح المدينة ثلاثة أيام بمن فيها من الرجال والنساء وما فيها من الضياع والأموال، فقتل جيشُه نحو عشرة آلاف من المسلمين، وذلك في سلخ ذي الحجة عام 63ه، وكان على خيل يزيد: مسلمُ بن عقبة المري، وكان أهل المدينة قد خرجوا على يزيد، والبغاة غاية عقابهم القتل كما في الصحيح مرفوعًا: "من أتاكم وأمركم جميعٌ يريد أن يُفرِّق جماعتكم فاقتلوه"، غير أن جيش يزيد جاوز الحد المشروع، فحاز أموال الناس في المدينة، واعتدى جيشه على نساء أهل المدينة. فلما كان يزيد أراد بإرسال الجيش واستباحة المدينة توطيد ملكه وسلطانه ودوام أيامه؛ عاقبه الله بنقيض قصده، وحال بينه وبين ما يشتهي، وقصمه الله في غضون بضعة أشهر فهلك عام ٦٤هـ، وهو ابن تسع وثلاثين سنة. قال البهوتي في الروض المربع (4 /1595وما بعدها) بعدما قرر أن البغاة قوم لهم شوكة ومنعة يخرجون على الإمام بتأويل سائغ، مبينًا وجوب قتال الإمام لهم إن لم يفيئوا ويرجعوا، قال: "ويحرم قتالهم بما يعم إتلافُه كمنجنيق ونار إلا لضرورة، ويحرم قتل ذريتهم، ومُدبِرِهم، وجريحهم، ومن ترك القتال منهم". وقل مثل ذلك: في حادثة (سفر برلك) إذ أقدمت الدولة العثمانية عام 1915م - 1334ه على استباحة مدينة النبي صلى الله عليه وسلم بقيادة فخري باشا، فهجَّر رجالها مفرقًا بين الوالد وولده والمرأة وزوجها، فأذن الله بتقييض أركان العثمانيين، فانماعوا كما ينماع الملح في الماء، ولم تقم للدولة العثمانية قائمة بعدئذٍ، ولا تزال اليوم محطة سكة قطار العنبرية جنوبَ غربيِّ مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شاهدةً بذلك ناطقةً بتلك الأحداث المؤلمة. ومن فقه واقعة يزيد مع أهل المدينة: ما تفطَّن له ابن عمر رضي الله عنهما في قوله حين انهزم أهل المدينة أمام جيش يزيد- وكان قد نهاهم عن الخروج عليه- فلما انهزم أهل المدينة وصاح النساء والصبيان، قال ابن عمر: "بعثمان ورب الكعبة"؛ أي: إن أهل المدينة خذلوا عثمان رضي الله عنه ولم يدفعوا عنه يوم قُتِل، فانتقم الله جل جلاله لوليِّه بجيش "مسلم" الذي يسميه العلماء (مسرف) في أيام يزيد بن معاوية سنة ٦٣ه، وفي الحديث: "ما من امرئٍ مُسلمٍ يخذُلُ امرأً مسلمًا في موضعٍ تُنتَهكُ فيه حرمتُه، ويُنتقَصُ فيه من عِرضِه إلَّا خذله اللهُ في موطنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَه. وما من امرئٍ مُسلمٍ ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه إلَّا نصره اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه"، والله أعلم بأعدائكم، وكفى بالله وليًّا، وكفى بالله نصيرًا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 14/ 158): "فلما كان في آخر خلافة عثمان زاد التغير والتوسع في الدنيا، وحدثت أنواع من الأعمال لم تكن على عهد عمر؛ فحصل بين بعض القلوب تنافر حتى قُتل عثمان، فصاروا في فتنة عظيمة، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال: 25]؛ أي: هذه الفتنة لا تصيب الظالم فقط؛ بل تصيب الظالم والساكت عن نهيه عن الظلم؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه"، وصار ذلك سببًا لمنعهم كثيرًا من الطيبات"؛ انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |