أهمية العمل وضرورته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5013 - عددالزوار : 2141231 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4594 - عددالزوار : 1421005 )           »          إزدواجية الملتزم بين أخلاق الإسلام وغواية الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          غـزوة مؤتـة: بداية الفتح الإسلامي وإنهيار دولة الرومان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 880 )           »          السنة كالقرآن في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          شـهر رمضـان- أمامك موسم من مواسم الآخرة فاستعد لعمارته بالأعمال الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 8747 )           »          تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          لا تحاســدوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-09-2025, 12:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,942
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية العمل وضرورته

أهمية العمل وضرورته

د. حسام العيسوي سنيد
المقدمة:
تحدثنا في الخطبة الماضية عن أهمية أن يكون للإنسان هدفٌ في الحياة؛ فالمسلم ما خُلِق إلا لغاية، ولم يحيَ إلا لهدف؛ قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 115، 116]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58].

والسؤال: هل تكفي هذه الغاية؟ هل يكفي وجود الهدف؟

والجواب: أنه لا بُدَّ من العمل، هدفٌ بدون عملٍ ناقصٌ، وغايةٌ بدون اجتهاد قاصرةٌ.

فالعمل في الإسلام فرضٌ واجبٌ، لا تتم النيات بدونه، ولا تتحقق الأهداف من غيره.

1- دستور العمل في الإسلام:
آيةٌ في كتاب الله تُعَدُّ دستورًا للعمل في الإسلام، ودافعةً للمسلم إلى مزاولة العمل وإتقانه؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

في هذه الآية معانٍ طيبةٌ وفوائدُ مباركةٌ:
أولًا: جاءت هذه الآية أثناء الحديث عن بعض المتخلِّفين عن غزوة تبوك، ممن تابوا وندموا على ما فعلوا: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 102 - 104][1].

ثم تأتي آية العمل: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

فالتوبة بدون عمل متهمةٌ، والندم بدون تغيير ادِّعاءٌ كاذبٌ.

ثانيًا: جاءت الدعوة إلى العمل بصيغة الأمر المتضمنة للوعيد: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]؛ أي: اعملوا ما شئتم من الأعمال، فأعمالكم لا تخفى على الله، وستُعرض يومَ الحساب على الرسول والمؤمنين، وستُردون إلى الله، ويجازيكم على أعمالكم؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرٌّ[2].

ثالثًا: المقصود بالعمل في الآية – بجانب انكشافه ورؤيته في الآخرة - العمل الظاهر الذي يشاهده الله، ويباهي به ملائكته، ويُرى فيه أثر السمع والطاعة.

في الحديث الذي رواه البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرةقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكةً - فضلًا عن كُتَّاب الأيدي - يطوفون في الطريق؛ يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تبارك وتعالى ينادون: هلم إلى حاجتكم، قال: فتحُفهم بأجنحتها إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك، ويحمدونك ويمجدونك، قال: وهل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب، ما رأوك، فيقول: فكيف لو أنهم رأوني؟ قال: فيقولون: لو رأوك، كانوا لك أشد عبادةً، وأشد تحميدًا، وأكثر لك تسبيحًا، فيقول: فما يسألون؟ فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها، كانوا أشد عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظم فيها رغبةً، فيقول: مما يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، فيقول: هل رأوا النار؟ فيقولون: ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها، كانوا أشد منها فرارًا، وأشد لها مخافةً، فيقول: إني أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم، فيقول ملَك من الملائكة: فيهم فلان وليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)).

والنبي صلى الله عليه وسلم يفرح بعمل المسلم، ويشتاق إلى رؤيته:
روى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: السلام عليكم دارَ قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ووددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أوَلسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا لم يأتوا بعدُ، فقالوا: كيف تعرف مَن لم يأتِ بعدُ من أمتك يا رسول الله؟ قال: أرأيتم لو أن رجلًا له خيل غرٌّ مُحجَّلة بين ظهراني خيل دُهم بُهم، ألَا يعرف خيله؟ فقالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غرًّا مُحجَّلين من الوضوء، وأنا فَرَطهم على الحوض)).

وشهادة المؤمن للعمل – يصدر عن نفسه ومن غيره - يسعده، ويجعله في غاية الفرح:
قال تعالى: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 14، 15].

وقال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

قال بعض السلف: "وددت أن هذا الخَلق أطاعوا الله، وأن لحمي قُرض بالمقاريض"[3].

وكان عمر بن عبدالعزيز يقول: "يا ليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتُم به، فكلما عمِلت فيكم بسُنة، وقع منى عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفَسي"[4].

رابعًا: تذكر الآخرة أهم دافع للعمل: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

جاء في مصنف أبي شيبة، عن عبدالله بن مسور، قال: ((تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الأنعام: 125]، فقالوا: يا رسول الله، وما هذا الشرح؟ قال: نور يقذف به في القلب؛ فينفسح له القلب، قال: فقيل: فهل لذلك من أمَارة يُعرف بها؟ قال: نعم، قيل: وما هي؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت)).

هذه أهم الفوائد من هذه الآية المباركة؛ فهي بحقٍّ دستور للعمل في الإسلام، ودافعةٌ إلى بذل الجهد وحسن الاجتهاد.

2- النبي صلى الله عليه وسلم يشجِّع على العمل ويُبرز فضله:
في أكثر من حديث يشجع نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على العمل؛ سواء كان العمل عبادة خالصة؛ كالصلاة، والصيام، وغيرها، أم العمل الحياتي، الذي يتعفف به المسلم، ويُعينه على مشاقِّ الحياة وصعوباتها.

يدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى المحافظة على الأعمال:
في الحديث المتفق عليه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبدالله، لا تكُن مثل فلان؛ كان يقوم الليل، فترك قيام الليل)).

وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل – من وجع أو غيره - صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة)).

ويحث صلى الله عليه وسلم على الأكل من عمل اليد:
في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يحتطب أحدكم حزمةً على ظهره، خيرٌ له من أن يسأل أحدًا، فيُعطيه أو يمنعه)).

وروى البخاري عن المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبيَّ الله داود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده)).

العمل في الإسلام فريضة، لا بلوغ للهدف إلا به، ولا وصول للغاية بدونه.


[1] انظر: الصابوني، صفوة التفاسير، (1/ 560).

[2] انظر: المرجع السابق، (1/ 561).

[3] ابن رجب، جامع العلوم والحكم، (1/ 234).

[4] المرجع السابق، (1/ 234).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.16 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]