|
|||||||
| ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الأوقاف المقدسية حول العالم
يُعدّ المسجد الأقصى من المساجد المباركة، وله فضل وبركة، قد خص -بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي- بشد الرحال إليه ومضاعفة أجر الصلاة فيه، وقد دعمته على مر القرون شبكة واسعة من الأوقاف الخارجية (الأوقاف) التي أُنشئت في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، منذ القرن الأول إلى زمننا الذي نعيش؛ وكانت تلك الأوقاف - التي تقع غالبًا بعيدًا عن القدس- مخصصة لتوفير الدعم المالي والمادي لكل متطلبات الإحياء وتوفير الأئمة والمؤذيين والخدم، وكذلك الصيانة وإدارته وتطويره. ولا شك أن الأوقاف على القدس وبيت المقدس - خارج فلسطين- كثيرة جدًا، ولا تكاد تخلو - في الغالب - أي وثيقة وقفية قديمة من إشراك المسجد الأقصى إلى جانب أوقاف الحرمين؛ ولا سيما ما كان في بلاد الشام، وتحديدًا في الألوية إذا انقطع المصرف؛ لذلك وجد هناك تراكم كبير لأوقاف الحرمين الشريفين، وبالتبعية المسجد الاقصى في تركيا ومصر والشام والمغرب العربي، وسائر بلاد المسلمين. وليس هذا بمستغرب؛ فأرض فلسطين هي الأرض المقدسة، والأرض المباركة، وخيرة الله من أرضه، وأرض الرباط والجهاد، ومحل المختارين من عباده وهم الطائفة المنصورة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم وهم كالإناء بين الأكلة، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، وما قاله -صلى الله عليه وسلم - بحق المسجد الأقصى: «لنعم المصلّى هو، وليوشكنّ أن يكون للرجل مثل شطن فرسه (يعني: حبل فرسه) من الأرض؛ حيث يَرى منه بيت المقدس، خيرٌ له من الدنيا وما فيها»، وقوله -عن مكانة أرض فلسطين وبلاد الشام-: « عليكم بالشام؛ فإنها صفوة بلاد الله، يسكنها خيرته من خلقه، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليسق من غدره؛ فإن الله تكفل لي بالشام وأهله». الوقف على الأماكن المقدسة نظرا للقداسة والبركة التي تحيط الأماكن المقدسة في العالم العربي والإسلامي، ولا سيما تجاه الحرمين الشريفين والقدس وبيت المقدس، فإننا نرى أن كثيرًا من المسلمين الذين لم يتمكنوا من زيارة تلك البقاع المقدسة حبسوا ما يمكن لصالح تلك المساجد، حتى تكونت لدينا عبر التاريخ الإسلامي أحباس تخص الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى، بيد أن ما أصاب المسلمين خلال فترة الاستعمار، وما تلاه من تعد واضح على الأوقاف الخيرية والذرية، ولا سيما تلك التي تخص الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى، جعل كثيرا من تلك الأوقاف بلا إدارة فاعلة فضلاً عن التعدي الذي كان يلحقها من قبل ضعاف النفوس. وفي ذلك يقول شكيب أرسلان: «ولا يزال حتى اليوم في بلاد الإسلام أوقاف لا تحصى محبوسة على الحرمين الشريفين، كان يجب على حكومات هذه البلدان من إسلامية وأجنبية أن تحسن إدارتها ولا تحتجز شيئا من حاصلاتها لإنفاقها في حاجات أخرى، بل ترفعها كلها إلى الحرمين بحسب شروط الواقفين»، ويمكن ملاحظة هذه الأحباس في العديد من الدول الإسلامية، فهي أصول وقفية مالية ذات قيم سوقية عالية في العديد من المدن والحواضر الإسلامية، وكانت تشكل هذه الأحباس روافد لسد احتياجات المدن الثلاثة؛ حيث كان يصرف من ريعها على ما تحتاجه هذه المدن لزوارها والمقيمين فيها. تصاعد حركة الوقف الإسلامي إن المتمعن والمتبحر في قطاع الأوقاف في عصرنا الحاضر، ليدرك أن هناك حركة وقفية متصاعدة في العالم الإسلامي، سواء أكانت أوقافًا عامة أم خاصة تتبع الأفراد أو العائلات أو الجامعات أو الهيئات المستقلة في العالم، وفي ظل هذه الحركة العملاقة التي تكشف عن هذا القطاع الضخم في بلاد المسلمين، بدأت حركة تنشط خلال العقدين الماضيين للإسهام في دعم احتياجات مدينة القدس، على صعيد التعليم أو الصحة أو الإسكان أو محاربة الفقر، ومن خلال وقفيات مقدسية نشأت وما زالت تنمو في دول العالم دعما لمدينة القدس. واقع الأوقاف المقدسية في العالم الأوقاف المقدسية مفهوم قديم حديث؛ إذ إنه ممارسة قديمة قائمة بين المسلمين أنفسهم، قام بها الأفراد والجماعات والدول الإسلامية عبر تصرفات حكامها، ثم في عصرنا الحاضر تم إحياء هذه الممارسة التراحمية التكافلية ما بين المسلمين ومدينة القدس وأهلها، ويمكن أن نحلل ظاهرة الأوقاف المقدسية في العالم على أنها الاستثمار العملي للارتباط الوجداني بين المسلمين عن طريق تطوير أوقاف مشتركة بين مختلف الدول الإسلامية تقوي مناعة الأمة، بغض النظر عن خصائص بلدانها السياسية والجغرافية والاقتصادية. وقد درج المسلمون على هذه السنة، منذ الفتح العمري لفلسطين عام 15هـ/ 636 م، وصارت هذه السنة تتكون من أصول وقفية عقارية أو أصول وقفية منقولة، وصولاً للأصول الوقفية النقدية تتوجه كلها نحو مدينة القدس، حتى صار ما يُعرف بـ(الصرتين الرومية والمصرية)، وهي عبارة عن أوقاف نقدية ترسل إلى القدس للصرف على المستحقين وعلى احتياجات المدينة. ولما كانت مدينة القدس في أيدي المسلمين، صارت البلدة القديمة في مدينة القدس - على الرغم من صغر مساحتها - من « أغنى مدن العالم بالآثار القائمة التي تزيد اليوم عن (200) أثر، تنتمي للحضارة الإسلامية، منها 46 مدرسة تاريخية، و39 زاوية وضريحا وتربة، و25 مسجدا، و22 سبيلا وحماما، و35 قبة ومحرابا وبابا، و18 طريقا مقدسة عند النصارى، و8 أبواب، وعدد كبير من القباب والتكايا والأروقة والمقابر»؛ ولهذا صارت هناك أصول وقفية للمسلمين من الخارج تصب في مناطقها المحيطة بالمسجد الأقصى. مسيرة الوقف الإسلامي في القدس عبر التاريخ ازدهر الوقف الإسلامي منذ عهد الصحابة -رضي الله عنهم-، ومرورًا بعصر بني أمية (41-132هـ/662-750م)، ثم عصر العباسيين (132-656هـ/750-1258م)، وتعزز هذا الأمر بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لها عام 583هـ/1187م، حتى تحولت القدس إلى مدينة وقفية بامتياز؛ إذ « زادت مكتباتها الوقفية عن مائة وسبعين مكتبة ملحقة بالمساجد والزوايا والمدارس والكتاتيب»، وبعد تحرير القدس من أيدي الصليبيين أعاد صلاح الدين لها الحياة بإقامة الأوقاف التي امتازت بكثرتها وتنوعها؛ فقد وقفت الأوقاف التي طالت كل مناحي الحياة؛ ليصرف من ريعها على المسجد الأقصى وتسهيل شد الرحال والمكوث في القدس، وتوفير الطعام والشراب والمأوى والتعليم والطبابة لأهل بيت المقدس وما والاهم؛ حيث عادت الحياة إلى القدس سريعاً بعد أن غُيب عنها المسلمون 91 عامًا، وهي ترزح تحت ظل رماح الاحتلال الصليبي، وخلال أقل من سنة كانت القدس يشد إليها الرحال، ويتقرب إلى الله في مجاورة المسجد الأقصى، وبفضل الله -تعالى- ثم فقه الناصر صلاح الدين وحنكته أعيدت الحياة الاقتصادية للقدس، وبعودتها عاد النبض لكل مناحي الحياة. العصر المملوكي وفي العصر المملوكي (648-932هـ/1250-1526م) تم الاهتمام بالأوقاف، وأصبحت القدس أحد المراكز الثقافية والعلمية المهمة في البلاد الإسلامية، فهناك «750 وثيقة وقفية تنص على أن أهل الخير من حكام وعلماء ونساء وأهل قدر أوقفوا أموالاً وعقارات على المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية في القدس، وهناك أيضاً 52 عقاراً مثلاً موقوفاً على المدرسة الأشرفية»، والأمر نفسه يقاس على السلطان الظاهر بيبرس (620-676 هـ) الذي اهتم بعمارة القدس من خلال تخصيص خمسة آلاف دينار للمسجد الأقصى، للعمل على تسيير الأمور العمرانية والفكرية فيه. كما أن السلطان الملك الأشرف أبو النصر برسباي الدقمامقى الظاهري (حكم سنة 825هـ) عمّر الأوقاف داخل مدينة القدس، «ونمّاها وصرف المعاليم، واشترى للوقف مما أرصده من المال جهات من القرى والمسقفات، وأمر بصرف معاليم المستحقين منها وإرصاد ما بقي لمصالح الصخرة الشريفة في سنة 836هـ»؛ وقد تم اكتشاف وقفيات عدة قديمة، منها أقدم سجل وقفي عثر عليه في مدينة رام الله في فلسطين، وذلك « السجل عبارة عن قرص حجري مكتوب فيه الشروط الأساسية للوقف، ويرجع تاريخ وضع هذا السجل إلى عام 99هـ/912م، قام به رجل مملوكي اسمه فائق الخادم ابن عبد الله الصقلي، وكانت الملكية الوقفية المعنية عبارة عن رباط خصص لنزول التجار والمسافرين والصوفية فيه. اعداد: عيسى القدومي
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |