إرشاد القرآن إلى حفظ الأيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 251 - عددالزوار : 4632 )           »          الله الله في إسلامكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بين حمدين تبدأ الحياة وتنتهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وقفات مع حديث جامع لآفات النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          العدل في الرضا والغضب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 5 )           »          بدع ومخالفات في المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الـعـفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حفظ اللسان وضوابط الكلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من قال إنك لا تكسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 04:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,916
الدولة : Egypt
افتراضي إرشاد القرآن إلى حفظ الأيمان

إرشاد القرآن إلى حفظ الأيمان

الشيخ الحسين أشقرا


الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أمر عباده بحفظ أيمانهم، وتوعَّد بالعقاب من لا يحفظون عهودهم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه والتابعين.

أيها المسلمون والمسلمات، قد يلجأ الكثير من الناس لتأكيد صدقهم وتوثيق عهدهم، وللحفاظ على حقوقهم إلى الحلف أو القسم أو اليمين ...فهل يجوز أداء القسم في كل الشؤون وكل النوازل والأمور؟ وما هي صيغ الأيمان المشروعة؟ وهل يجوز القسم بغير الله تعالى؟

اسمعوا وأنصتوا يرحمكم الله ... لقد جاءت شريعة الإسلام بأحكام تتعلق بهذا الباب، ولا يحسن بالمسلم أن يجهلها ...

ـ فما معنى اليمين؟
الحلف، أو اليمين هو تأكيد الأمر بذكر مُعَظَّم ليحمل السامع على التصديق، ويسمى كذلك: القسم، وشأنه عند الله عظيم، والتساهل في أمره خطير؛ لأنه ليس مجرد أقوال أو كلام يقال باللسان دون تبعات، وإنما هو عهد وميثاق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((.. مَن حلفَ باللَّهِ فليصدُقْ، ومَن حُلِفَ لَه باللَّهِ فليرضَ، ومَن لم يرضَ باللَّهِ فليسَ منَ اللَّهِ))، ويقول الله سبحانه: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 89]، ولهذا لا ينبغي للمؤمن أن يتسرع في اللجوء للقسم، إلا عند الحاجة؛ لأن كثرة الحلف تدل على الاستخفاف بالمحلوف به وعدم تعظيمه، ولأن الإكثار من الحلف مهين للحالف، يقول تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ [القلم: 10]، وقد تجد من يحلف على الكذب وهو يعلم إما نفاقًا أو لغوًا أو حرصًا كل مكسب دنيوي أو تحقيق ربح تجاري أو إخفاء عيب ما. والله تعالى ينهى عن ذلك بقوله: ﴿وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [المجادلة: 14]، وقوله سبحانه: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [المجادلة: 16]، فمن هذا حاله فهو مخدوع؛ لأنه جعل يمينه وقاية لتمنعه مما يكره وقوعه. ويذكرنا كتاب الله تعالى بأن إبليس اللعين سبق الإنسان لهذا الخداع وحلف لآدم وزوجه في الجنة، كما جاء في قوله عز وجل: ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ [الأعراف: 20 - 22]. وهل يصدر النصح من العدوِّ؟ فكيف بك أيها المستخفُّ بالأيمان، فتحلف للناس بالكذب وأنت تعلم؟! وكم نسمع في الأسواق من الأيمان الكاذبة! وهي اليمين الغموس، وهي أخطر أنواع القسم؛ لأنها تغمس صاحبها في النار، والتي تمحق البركة في كل سلعة بيعت بما يفوق ثمنها بعد اليمين الكاذبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ، ولا يُزكِّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ. قلتُ: مَنْ هم يا رسولَ اللهِ؟! قد خابوا وخسِروا! فأعادها ثلاثًا، قلتُ: من هم؟ خابوا وخسِروا، فقال: المسبلُ، والمَنَّانُ، والمُنَفِّقُ سِلعتَه بالحلِفِ الكاذبِ أو الفاجرِ)).

ومن الأيمان المنهي عنها، أن يحلف المرء على امتناع عن فعل الخير، كأن يحلف على قطع رحم، أو منع إحسان أو صدقة، وقال الله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 22].

فعلى المسلم ألَّا يحلف ليمتنع عن عمل صالح وعن فعل الخيرات، وإذا صدر منه ذلك، فيشرع له أن ينقض يمينه ويفعل ما أقسم على تركه بعد التكفير عن تلك اليمين، لإرشاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك قائلًا: ((إنِّي واللَّهِ، إن شاءَ اللَّهُ، لا أحلِفُ على يَمينٍ، فأرى خيرًا منها إلَّا كفَّرتُ عَن يميني، وأتيتُ الَّذي هوَ خيرٌ، أو قالَ: أتيتُ الَّذي هوَ خيرٌ، وَكَفَّرتُ عَن يَميني))، وكفَّارة اليمين كما جاءت في قوله عز وجل: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 89].

ـ نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبكلام سيد الأنبياء والمرسلين، ويغفر الله لي ولكم ولمن قال آمين.


الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، عباد الله من خلال معاشرة الناس ومعايشة أحوالهم، وسماع أيمانهم نجد أن المحلوف أو المقسم به أنواع ثلاثة:
فهناك صنف يقسم بالله أو بصفة من صفاته فيقول: (أقسم بالله العظيم، أو وبعِزَّة الله)، وهذا أمر مشروع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان حالفًا فليحلِفْ باللهِ أو ليصمُتْ)).

والنوع الثاني، هناك من يحلف بالمخلوقات؛ كمن يحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بإنسان يُقدِّسه، أو بالطعام أو بالملح أو بمكان معين ...فهذه يمين غير جائزة ... جاء رجلٌ إلى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ آنِفًا، فقال: أحلفُ بالكعبةِ، فقال: احلفْ بربِّ الكعبةِ، فإن عمرَ كان يحلفُ بأبيه، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: ((لا تحلفْ بأبيك؛ فإنه من حلَف بغيرِ اللهِ فقد أشرك)).

النوع الثالث: ما كان بمعنى القسم وليس بقسم، كمن يقول: عليَّ الطلاق ...وهذا النوع لا يجوز، ويأثم من فعل ذلك.

ومن حلف على شيء ثم تبين له خطؤه، فلا يحنث ولا يأثم؛ كمن سئل: هل عندك كتاب في الحديث؟ فقال: والله ما عندي ...، ثم تبين أن لديه في البيت كتابَ حديثٍ، فليس عليه شيء؛ لأنه حلف على غالب ظنِّه.

أما من حلف أيمانًا كثيرةً على فعل شيء واحد ولم يفعل فكفَّارة واحدة تجزيه ...أما إذا تعدَّدت الأيمان والأشياء، فالواجب التكفير عنها جميعًا، فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم وأهليكم، وأيمانكم وعهودكم، واحفظوها ما استطعتم، واعلموا أن الإنسان لم يخلق عبثًا، وأنه سيرجع لا محالة إلى الله ويسأل عما قدَّم وأخَّر ... ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء: 36].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]