من وحي الأحزاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 664 - عددالزوار : 74756 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2019, 03:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,757
الدولة : Egypt
افتراضي من وحي الأحزاب

من وحي الأحزاب








د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم





إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.





أما بعد:


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].





﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 103].





﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].





أيها المؤمنون!


لليهود تاريخ عتيق مظلم في عداء الإسلام وتقويض دولته ومحاولة استئصال بيضته؛ فكانوا في ذلك يتحيّنون الفرص، ويكيدون المكر، ويخيسون بالعهود. ومن أجلى الأحداث التي أظهرت خبث القوم وبالغ خطرهم غزاة الأحزاب. وذلك أن اليهود قد اهتبلوا فرصة انتصار المشركين في أحد، فطفقوا يُحكِمون خطة القضاء على المسلمين؛ إذ انبعث ملأ منهم إلى كفار قريش يغرونهم باجتياح المدينة، وبتر قائمة الإسلام، في عدوان تجتمع فيه قبائل العرب ويهودُ المدينة الذين كان لهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثيقة السلام. فارتضت قريش رأيهم، وبدأ التحضير لهذا العدوان بتأليب اليهود قبائل العرب على تلك الحرب، ووعدهم إياهم بالنصرة. فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمسيرهم إليه استشار الصحابة - رضي الله عنهم -؛ لاستنباط الرأي النجيح في التصدي لهذا العدوان، فأشار عليه سلمان الفارسي - رضي الله عنه - بحيلة فارسية لا عهد للعرب بها، تكمن في سرعة حفر خندق يمتد بين طرفي الحرتين شمالي المدينة؛ إذ كانت هي المنطقة المكشوفة أمام الغزاة. بادر المسلمون بحفر الخندق رغم شدة البرد والجوع والفقر بمشاركة حسية ومعنوية من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ كان يحفر معهم ويحمل التراب، وكان إليه ضرب كبير الصخر الذي يعرض لهم مما لا يستطيعون فلقه، وكان يردد معهم أهازجهم ويدعو لهم؛ مما كان لهذا التحفيز أثر في إنجاز حفر الخندق في بضع أيام.





أيها المؤمنون!


كانت خطة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مواجهة الأحزاب تكمن في تحريز النساء والصبيان في أحد الحصون الممنّعة، وترتيب الجيش الذي بلغ ثلاثة آلاف مقاتل فيستدبرون جبل سلع ويستقبلون الخندق؛ فيكونون قبالة العدو. وبدأت جحافل الكفر تتوافد على المدينة حتى تكاملت في عشرة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان، وشرعوا في حصار المدينة في أيام عصيبة على المؤمنين. وما زاد الخطب شدةً نكثُ اليهودِ عهدَهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكان المسلمون حينها بين فكي كماشة أعداء متربصين: مشركين أمامهم، ويهود وراءهم في مدينتهم، كما قال الله - تعالى -: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ﴾ [الأحزاب: 10، 11]. بلاء شديد تباينت فيه المواقف، وظهرت به المعادن؛ أما المؤمنون فلهم مقام الصدق؛ صدقاً في اليقين، وحسن ظن بالله - جل وعلا -، وتفاؤلاً بالنصر، وثباتاً في اللقاء. يقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 0]، ولما بلغ نبأُ نكث اليهود عهدهم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللَّهُ أَكْبَرُ! أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ" رواه ابن إسحاق. وأما المنافقون فقد أظهروا نفاقهم دون مواربة؛ فكان لهم موقف السوء الذي تجاوز حد الخوف الشديد إلى الشك في وعد الله وتكذيبه والهزء به حتى قال قائلهم: " كان محمد يعدنا كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط! "، كما قال الله - سبحانه -: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الأحزاب: 12]، وكان ذلك سبيلاً لارتكابهم الفرار بأدنى حيلة، والتخذيل لكل من رام مشاركة النبي - صلى الله عليه وسلم - في القتال.





أيها المسلمون!


كان الخندق حاجزاً للمشركين من دخول المدينة، فلازموا حصاره مدة أربع وعشرين ليلة دون أن تكون هناك مواجهة سوى رمي النبل والحجارة وما كان من بعض فرسان المشركين الذين وثبوا الخندق، فكان لهم جند الإسلام بالمرصاد؛ فقتلوا بعضهم وفرّ باقيهم. والحصن الداخلي كانت دوريات الحراسة من لدن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - تتعاهده؛ لئلا يقتحمه اليهود. ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - كثرة الأعداء وتنوع مقاصدهم استشار زعيمي الأنصار سعد بن عبادة وسعد بن معاذ - رضي الله عنهما - في دفع خطر قبيلة من قبائل الأحزاب هي غطفان التي قد فاوضته على المال مقابل كفّها عن قتاله؛ تخفيفاً لوطأة الحصار، وتقليلاً للأعداء - بأن يعطيهم ثمار المدينة لعام، فقالا: يا رسول الله! هذا أمر تحبه فنصنعه لك؟ أو شيء أمرك الله به فنسمع له ونطيع؟ أو أمر تصنعه لنا؟ فقال: "بل أمر أصنعه لكم؛ فإن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة". فقال له سعد بن معاذ: يا رسول الله! والله، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك وعبادة الأوثان، ولا نعبد الله ولا نعرفه، وما طمعوا قط أن ينالوا منا ثمرة؛ إلا شراءً أو قِرى؛ فحين أكرمنا الله بالإسلام، وهدانا له، وأعزنا بك، نعطيهم أموالنا! والله؛ لا نعطيهم إلا السيف، حتى يحكم الله بيننا وبينهم. فسُرَّ بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "أنتم وذاك". وقال لرسولي المشركين: "انصرفا؛ فليس لكما عندنا إلا السيف" رواه البزار وسنده حسن. وما زالت كلاءة الله - جل وعلا - تحيط المؤمنين؛ إذ كان لطول فترة الحصار أثر في إضعاف معنويات الأحزاب، وما قام به نعيم بن مسعود - رضي الله عنه - من زرع الفرقة بين اليهود والمشركين مما استفاض ذكره عند أهل السير. وما زال النبي - صلى الله عليه وسلم - يجأر إلى مولاه بابتهال وضراعة، ودعاؤه: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ" (رواه البخاري ومسلم) حتى استجاب الله له؛ إذ أرسل على الأحزاب ريح الصبا والجنود التي لا تُرى وهي الملائكة، فكفأت الريح القدور واقتلعت الخيام وبعثرت النيران وانخرم نظام الجيش، والملائكة تزَلْزَلهُمْ وَتلْقي فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ وَالْخَوْفَ، فَكَانَ رَئِيسُ كُلِّ قَبِيلَةٍ يَقُولُ: يَا بَنِي فُلَانٍ إليَّ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: النَّجَاءَ، النَّجَاءَ. وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - فقال: " قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الْأَحْزَابِ فَانْظُرْ إِلَى حَالِهِمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا قُمْتُ إِلَيْكَ إِلَّا حَيَاءً مِنَ الْبَرْدِ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ، فَلَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْ بَرْدٍ وَلَا حَرٍّ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى آتِيَ عَسْكَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ، وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْهُ الْأَحْزَابُ، فَجِئْتُ حَتَّى أَجْلِسَ فِيهِمْ، فَحَسَّ أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِيهِمْ منْ غَيْرِهِمْ، فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَمِينِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَضَرَبْتُ بِشِمَالِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَسَارِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَكُنْتُ فِيهِمْ هنيهة، ثُمَّ قُمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فأومى إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى أَرْسَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ لِيُدْفِئَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: يَا ابْنَ اليمان! اقعد، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا فِي عُصْبَةٍ تُوقِدُ النَّارَ، وَقَدْ صب الله تعالى عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صب علينا ولكن نَرْجُو من الله مالا يَرْجُونَ. رواه البزار وحسنه ابن حجر. وما هو إلا نزر من الزمن وساحة العداء خالية من الدارج، والرعب عن المؤمنين قد زال، وطفقوا فرحين بنصر الله الذي وعدهم، ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25].





الخطبة الثانية


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.





أيها المؤمنون!


غزوة الأحزاب فيصل في تاريخ الإسلام مع قلة القتل فيها، وذلك أن الله - سبحانه - قوّى بها شوكة أهل الإيمان في هذا الامتحان الشديد، وجرّد بها حقيقة الأعداء الأخفياء الذين يقطنون المدينة، ليطهّر المدينة من رجسهم؛ فأفصح النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الغزوة عن سياسته الهجومية القابلة في منازلة الأعداء في ديارهم؛ يقول سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ - رضي الله عنه -: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ حِينَ أَجْلَى الأَحْزَابَ عَنْهُ: "الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلاَ يَغْزُونَنَا؛ نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِمْ" رواه البخاري. وكذلك فإن الوقت قد سنح لتصفية المدينة من اليهود الخونة، تقول عائشة - رضي الله عنها -: "لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلاَحَ وَاغْتَسَلَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الغُبَارِ، فَقَالَ: "قَدْ وَضَعْتَ السِّلاَحَ، وَاللَّهِ مَا وَضَعْتُهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: فَأَيْنَ؟ فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ" فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَرَدَّ الحُكْمَ إِلَى سَعْد بن معاذ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ: أَنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وَأَنْ تُسْبَى النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَّةُ، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ، ثم دعا فقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْءٌ فَأَبْقِنِي لَهُ، حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الحَرْبَ فَافْجُرْهَا (وكان قد أصيب في أكحله) وَاجْعَلْ مَوْتَتِي فِيهَا، فَانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ فَلَمْ يَرُعْهُمْ، وَفِي المَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، إِلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الخَيْمَةِ، مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا، فَمَاتَ مِنْهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ" رواه البخاري.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.83 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]