التحذير من شرب الخمر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4865 - عددالزوار : 1834226 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4432 - عددالزوار : 1179173 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74970 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 99 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2019, 03:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي التحذير من شرب الخمر

التحذير من شرب الخمر (1)








الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي








الحمد لله الذي خلق الإنسان فسواه، خلقه لعبادته وفضله بالعقل وبنعمه رباه، سخر له مخلوقاته وأعطاه ما تمناه، وأعد له دارين يختار أيتهما منقلبه ومأواه، بين له طريق السعادة وحذره طرق الشقاء، والسعيد من وفقه مولاه، أحسده سبحانه على ما أعطاه من الخير الكثير، وأشكره على ما صرف من المكروه وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الخلق والتدبير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره إلى يوم البعث والنفير. أما بعد:

أيها الناس.. أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ومحاسبة النفوس قبل محاسبة العليم الخبير، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على الله يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية"[1].

عباد الله.. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا، احذروا تسويله فيما يملي على النفوس من تزيين الإقدام على المحرمات والوعد بالتوبة حتى ينهمك الإنسان في شهواته ولا يبالي من أي سبيل تقوده شهوته إليه. واعلموا - رحمكم الله - أن الجنة حفت بالمكاره كما حفت النار بالشهوات، فمن اتبع شهوات نفسه قادته إلى تناول ما حرم الله عليه، ومن جاهد نفسه لله وصدها عن شهواتها وأبعدها عن المشتبه حذرًا من الوقوع في المحظور فاز برضا الله تعالى وعوضه الله ما تشتهيه نفسه وتلذ عينه في جنة الخلد.

عباد الله.. إن الله تبارك وتعالى فتح عليكم الدنيا فلا تغتروا بها فتكون سببًا لذهاب دينكم، قوموا فيها بما أوجب الله عليكم واجعلوها سفينة لكم إلى الآخرة، استعينوا بهما على طاعة الله، أدوا حقوقها من زكاة وإنفاق في وجوه الخير من بر الوالدين وصلة الأرحام والعطف على الفقراء والمساكين والأيتام وإصلاح ذات البين وبناء المساجد وطبع كتب السنة والتبرع بها للدعوة إلى الله والدار الآخرة، وإياكم أن تستعينوا بها على معصية الله وتؤثروها على طاعة الله فإن من أشغلته دنياه عن طاعة مولاه حشر مع قارون، وأن تستعملوها في شهوات بطونكم وفروجكم بدون تقيد بما أحل الله لكم فتكون استدراجه لكم، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44].

روى أحمد بسنده عن عقبة بن عامر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا وهو على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا هذه الآية: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ..... ﴾ [الأنعام: 44][2]، وقال الحسن البصري - رحمه الله - من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر إليه فلا رأي له ثم قرأ: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ..... ﴾ [الأنعام: 44] إلى آخر الآية، ومن اتبع شهواته قادته إلى أكل الربا وشرب الخمر والزنى وهذه من كبائر الذنوب التي من مات وهو مصر عليها دخل النار، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه)[3]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله عز وجل بعثني وأمرني أن أمحق المزامير والكفارات يعني البرابط والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية وأقسم ربي عز وجل بعزته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته مكانها من حميم جهنم.. ولا يدعها عبد من عبيدي مخافتي إلا سقيتها إياه من حظيرة القدس مع خير الندماء)[4].


عباد الله.. أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه يأتي في آخر الزمان من يشرب الخمر ويسميها بغير اسمها، والخمر ما خامر العقل، فكل ما غطى العقل فهو خمر، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا ومات ولم يتب منها وهو مدمنها لم يشربها في الآخرة)[5]. وقالت -صلى الله عليه وسلم-: (إن على الله عهدًا لمن شرب المسكر أن يسقيه الله من طيبة الجبال، قيل يا رسول الله وما طينة الخبال، قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار)[6]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أسكر كثيره فقليله حرام)[7]، ولا يجوز تعاطيه للتداوي به، رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند أم سلمة نبيذًا يغلي في كوز فقال: ما هذا يا أم سلمة؟، فقالت: إني أداوي به ابنتي، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تعالى لم يجعله شفاءكم فيما حرم عليكم)[8].

واعلموا - رحمكم الله - أن أعداء الله ورسله والمؤمنين يحاولون صدكم عن دينكم وإبعادكم منه بكل وسيلة فهم غزوكم في عقر داركم بشتى الوسائل صنعوا لكم الخيار وكتبوا عليها أسماء أخرى ليضللوا على ضعاف العقول دنيئي النفوس ليسهل إقدامهم على شربها بحجة أنها ليست خمرًا إنما هي المشروب الفلاني، ويا للأسف امتلأت منها حوانيت البيع والشراء ونجم سوقها في مجتمعكم وهي خمر سميت بغير اسمها، ومشتريها وشاربها يعلم أنها خمر لأنها مسكرة وكل مسكر خمر وكل خمر حرام، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – جعل للخمر ضابطًا وهو الإسكار فما أسكر فهو خمر رجس نجس وإن سمي بغير اسمه.

والحمد لله رب العالمين.


[1] مصنف أبن أبي شيبة (34459).

[2] مسند الإمام أحمد ح (17349).

[3] المستدرك على الصحيحين ح (57).

[4] مسند الإمام أحمد ح (22272).

[5] صحيح مسلم (2003).

[6] صحيح مسلم (2002).

[7] المستدرك على الصحيحين (5748)، وسنن أبي داود (3681).

[8] سننن البيهقي الكبرى (19463).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-11-2019, 03:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التحذير من شرب الخمر

التحذير من شرب الخمر (2)

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي


الحمد لله الذي فضل بني آدم بالعقول على سائر المخلوقات، وجعل أرزاقهم من الطيبات وحرم عليهم المستخبثات، أحمده - سبحانه - وهو أهل الحمد ومستحقه على مختلفي اللغات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عالم الظواهر والخفيات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي قال عنه في محكم الآيات: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 45] اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان..

أما بعد:
فيا عباد الله، إن الله تعالى ركب فيكم العقول، وفضلكم على سائر مخلوقاته بالطيبات من الرزق، وسخر لكم ما في الأرض جميعًا لينظر كيف تعملون، أرسل إليكم الرسول وأنزل عليه القرآن بلسانكم تبيانًا لكل شيء فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون، وخلق الجنة والنار، وبين لكم الطرق المؤدية إلى كل منهما لتسلكوا أي طريق منهما تختارون، فطريق الجنة العمل بطاعة الله والابتعاد عن محارم الله وفق ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله، وطريق النار معصية الله ورسوله بالإقدام على ما نهى الله عنه ورسوله، قال تعالى: ï´؟ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ï´¾ [النساء: 13، 14].

عباد الله، إن مما حرم الله ورسوله وتوعد عليه باللعنة والطرد والإبعاد شرب الخمر، وقد سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم الخبائث ولعن شاربها وعاصرها وحاملها وبائعها، روى الإمام أحمد بسند إلى ابن عباس- رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أتاني جبريل - عليه السلام - وقال: يا محمد إن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومستقيها)[1] وحقيقة اللعن الطرد والإبعاد عن رحمة الله، فكيف يرضى عاقل لنفسه أن يعرضها للعنة الله وإبعادها عن رحمته؟ وكيف يرضى عاقل منحه الله العقل ليميز بين الخبيث والطيب ثم يختار ما يجعله في منزلة المجانين وفي حالة أسوأ من حالة الحيوان، لا يعلم ماذا يفعل؟ وقد يعرض نفسه للهلاك الحسي والمعنوي، وقد يعتدي على غيره مما يسبب إتلاف نفسه فيقتاد منه، وقد يتقاتل هو وصاحبه الحميم الذي يرافقه على شرب الخمر ويقتل أحدهما الأخر، وقد ينشأ منه في حالة سكره طلاق زوجته من حيث لا يشعر ويفرق بينهما رغمًا عن أنفه، مع ما يوصف به عند العقلاء بالسفاهة وإسقاطه من عيون الأخيار، هذا ما يكتب عليه في الدنيا من هجران المسلمين له وإعراضهم عن السلام عليه وعيادته إذا مرض، روى عمرو بن العاص- رضي الله عنهما - قال: لا تعودوا شراب الخمر إذا مرضوا[2]، وقال البخاري: قال ابن عمر لا تُسلمُوا على شُراب الخمر[3]، وقال عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عن شارب الخمر: "يجيء يوم القيامة مسودًا وجهه مزرقة عيناه مائل شقه أو قال شدقه مدليًا لسانه على صدره يقذره كل من يراه"[4].


عباد الله، قد أوجب الله على نفسه قبول توبة التائب ما لم يغرغر أي ما لم تغرغر نفسه بالخروج من جسده، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، فيا من وقع في الحرام وتناوله، ها هو باب التوبة مفتوح فادخله واستغفر ربك...

والحمد لله رب العالمين


[1] مسند الإمام أحمد ح (2899).

[2] الأدب المفرد ح (529).

[3] الأدب المفرد، ح (1017).

[4] مصنف عبد الرزاق ح (17074).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.30 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]