محمود سامي البارودي .. مصر بين الحنين والوجع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 44 - عددالزوار : 14260 )           »          عطاءات المتقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          علاج العشق من كلام ابن الجوزي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العلمانية المختبئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إكرامُ كبارِ السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التصالح مع النفس! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الفزع عند الخسوف في عصر العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الخطاب الديني.. رسائل عسكرية صهيونية للمحيط العربي والإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الآثار المترتبة على احتشام المرأة وتبرجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل نكون يا ترى نحن الخلف أحرص على محبته؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-08-2022, 05:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,988
الدولة : Egypt
افتراضي محمود سامي البارودي .. مصر بين الحنين والوجع

محمود سامي البارودي .. مصر بين الحنين والوجع (1)
د. إيمان بقاعي















نفي الثَّائر إلى سَرَنْديب سبعة عشر عامًا وقتَ أُغلقَت أبواب الوطن في وجهه ظلمًا فصرخ: "لم أقترف ذنبًا". تساءل عما إذا كان الدِّفاع عن الوطن ذنبًا يُعاقَب المرء عليه وما أجيب إلا بالإبعاد وما اقتنع. فالقضية الّتي آمن بها وعمل مِن أجلها قضية دفاع عن وطن تدخل فيه الأجنبي بشكل سافر:





راجعْتُ فِهْرِسَ آثاري فما لَمَحَتْ

بصيرتي فيه ما يُزري بأَعمالي[1]












ولما كانت القضية قضية ظلم، فإن شاعرنا يتألم غاية الألم، فتمضي الأيام والشّهور والسّنوات، وتتدهور صحته، ويكاد الشّوق والشّعور بالاضطهاد يقضي عليه.







تتالت عليه المصائب وكان أكبرها الضّعف النّاتج عن الشّيخوخة، فيخف نظره وسمعه وتوهن أعصابه، فيتوجع منه القلب والجسد معًا:





كيفَ لا أنْدُبُ الشّباب وقد أص

بحْتُ كهْلاً في مِحْنةٍ واغترابِ




أخلَقَ الشّيبُ جِدَّتي وكَسَاني

خِلْعَةً منه رَثَّةَ الجِلبابِ




ولَوى شَعْرَ حاجِبَيَّ على عيْ

نيَّ حتّى أطلَّ كالهُدَّابِ




لا أرى الشَّيءَ حينَ يسنَحُ إِلا

كخيالٍ كأَنَّني في ضبابِ




وإذا ما دُعيتُ حِرْتُ كأنِّي

أسمعُ الصَّوتَ مِن وراءِ حجابِ




كلَّما رُمْتُ نهضةً أقعدَتْني

وَنْيَةٌ لا تُقِلُّها أَعْصابي[2]













تلك الصّورة النّاطقة المتحركة لكهل يعاني مِن تراجع قوة الجسد عضوًا فعضوًا يدعمها بصورة أخرى يصور فيها نفسه يشبه فرخ طير صغير ضعيف لا حول له ولا قوة:





أُزَيْغِبَ الرَّأسِ لم يَبْدُ الشَّكيرُ به[3]

ولم يصُنْ نفسَهُ مِن كيدِ مُغتالِ[4]












الفرخ الّذي كان نسرًا هدّته الأيام وطحنته المحنة وأوجعه الاغتراب، فما عاد يقدر على حمل قلمه هو الّذي طالما كتب بغزارة وحارب ببسالة أيام الشّباب:





ولا تكادُ يدي تُجري شبا قلَمي

وكانَ طوعَ بناني كلُّ عَسَّالِ[5]












أما وقد اجتاحته الشّيخوخة وحُكم عليه بالنّفي، فهو يصف حاله بعيدًا مُضَّطَهدًا مظلومًا ومتشوقًا:





لكلِّ دمعٍ مِنْ مُقلة سببُ

وكيف يملِكُ دمعَ العينِ مُكتئِبُ




لولا مكابدةُ الأشواقِ ما دَمِعَتْ

عينٌ ولا باتَ قلبٌ في الحشا يجِبُ[6]












لكنه - رغم الأسباب القوية - يحاول أن يتمالك نفسه فلا تُرى دموعُه جارية وهو الّذي كان له تاريخ مِن الشَّجاعة والبأس والقوة:





أستنجدُ الزَّفَرات وهي لوافحٌ

وأُسَفِّهُ العَبَراتِ وهي بَوادي[7]













__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 126.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 124.97 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.32%)]