|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله
بين النفس والهوى والشيطان والروح والقلب 1- مسائل الغيب ليست كمسائل الشهادة . مسائل الشهادة كالفيزياء والكيمياء والطب والعلوم الطبيعية والفلاحة و...معقولة المعنى , ويجوز أن تؤخذ من مسلم أو من كافر , والأصل فيها الابتكار والابتداع , والدليل عليها التجربة الحسية الملموسة . وأما مسائل الغيب كالقبر والجنة والنار والجن والملائكة و...والنفس والروح والقلب والشيطان والهوى و...وكذلك العلوم الإنسانية كالفلسفة وعلم الإجتماع والحقوق وعلم النفس وعلم التربية والاقتصاد والسياسة و... غير معقولة المعنى , ولا يجوز أن تؤخذ إلا من مسلم مؤمن , والأصل فيها الاتباع والتقليد لا الابتداع والابتكار , ولا دليل لنا عليها إلا الوحي أو الكتاب والسنة فقط . 2- ومما سبق ولأن الروح من عالم الغيب , ومنه لا دليل لنا عليها وعلى ماهيتها وعلى علاقتها بالبدن أو الجسد وعلى علاقتها بالنفس وعلى... إلا ما ورد في الكتاب أو السنة فقط . وكل ما يقال عن الروح مما ليس عليه دليل من الكتاب أو السنة هو مجرد كلام يمكنُ أن نأخذه ويمكن أن لا نأخذه بدون أي حرج من الناحية الشرعية , بل إن عدم أخذه وعدم تصديقه أولى . قال تعالى" يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي , وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " . 3- مما ورد في الكتاب والسنة أن هناك روحا طيبة وخيرة وروحا خبيثة وشريرة , ونحن نسأل الله أن تكون أرواحنا طيبة وخيرة . ولا يهمنا بعد ذلك أن تكون الروح هي النفس أو أن الروح شيء والنفس شيء آخر, وكذلك لا تهمنا علاقة كل منهما بالآخر , ولا تهمنا علاقة كل منهما بالبدن أو الجسد . يكفينا نحن أن نعلم – يقينا - بأن المؤمن الطائع صاحبُ روح طيبة خيرة , وهو من أهل الجنة , نسال الله أن نكون منهم . وفي المقابل نحن نعلم كذلك – يقينا - بأن المؤمن العاصي صاحب روح خبيثة وشريرة , وهو من أهل النار نعوذ بالله منها ومما يقربنا منها كما نعوذ بالله أن نكون من أهلها . 4- تحدث العلماء كثيرا عن النفس وماهيتها واختلفوا كثيرا . والقاعدة الذهبية تقول بأن كل ما اختلفوا فيه مما ليس لهم عليه دليل ( من كتاب أو سنة ) نحن أحرار : أخذنا من فلان أو من علان أو لم نأخذ من أي واحد منهم شيئا . كل ذلك جائز لنا . لماذا ؟ لأن المسألة متعلقة بعالم الغيب الذي لا دليل عليه إلا الوحي . وعندما لا يكون هناك وحي , فنحن أحرار ( في الأخذ أو عدم الأخذ , وفي الأخذ عن فلان أو عن علان ) بدون أن نخاف من أي حرج شرعي بإذن الله . 5- والله لم يُفصل في أشياء معينة من عالم الغيب , لأن التفصيل فيها لا ينبني عليه عمل . الشجرة التي نهي الله آدم وحواء عن الأكل منها : ما نوعها ؟ لا يهم , لأنه لا فائدة من معرفة ذلك . كم كان عدد أفراد أهل الكهف ؟ لا ندري , لأن العدد لا يهم ولا علاقة له بطاعة أو معصية . أب المرأة التي تزوجها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام : من هو بالضبط ؟ الأمر لا يهم , وليست له بإذن الله أية فائدة عملية . وهكذا ... لذلك يمكن أن نتساءل أين هو موضع النفس من جسد الإنسان ؟ هل النفس متعلقة بعضو معين أم لا ؟ هل هي الروح أم أنها أمر مختلف ؟ أيهما أكثر أهمية وخطورة ؟ ...الخ...كل هذه الأسئلة وغيرها كثير , الأجوبة عليها ليست قطعية , وهي محل خلاف كان ومازال وسيبقى إلى يوم القيامة . والله لم يفصل في هذا الأمر, لأنه لا فائدة عملية من التفصيل . 6- المؤكد أن النفس كالروح أمرٌ معنوي وليست أمرا ماديا . هذه مسألة لا يختلف عليها إثنان بإذن الله تعالى . 7- يكفينا بالنسبة للنفس أن نعلم بأن هناك نفسا أمارة بالسوء ونفسا لوامة ونفسا مطمئنة راضية . وحتى إن لم نعلم ولم نعرف التفاصيل المتعلقة بكل منها , إلا أننا متفقون على أن الأحسن والأفضل هي النفس الراضية المطمئنة . ومنه فنحن نسال الله باستمرار أن يجعلنا من أصحاب الأنفس الراضية المطمئنة , وأن نكون ممن يُقال لكل واحد منهم يوم القيامة "يا أيتها النفس المطمئنة . إرجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" , اللهم آمين . 8- القلب ما هو ؟ هل هو النفس أو الروح أو أنه شيء آخر . ما علاقة القلب بسائر الجسد ؟.وما علاقة القلب بالنفس والروح ؟. المسألة خاض فيها العلماء ومازالوا وسيبقون إلى يوم القيامة . لماذا لم يجب القرآن والسنة عن ذلك ؟ ببساطة لأن المسألة ليست لها أية فائدة عملية . والمؤكد هو أن القلب الذي هو " مُضغة " أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهيَ القَلْبُ) رواه البخاري ومسلم" , هو أمر معنوي وليس أمرا ماديا . هذا أمر مؤكد لا يختلف عليه إثنان . ونحن نسأل الله باستمرار أن يكون قلب كل واحد منا طيبا مباركا وصالحا , وأن نكون ممن قال الله تعالى فيهم " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" . اللهم آمين . 9- ما هو العدو الأخطر : هل هو الهوى أم النفس أم الشيطان ؟. المسألة فيها من الخلاف ما فيها ولا توجد أية فائدة عملية في معرفة الأخطر . ما علاقة الثلاثة ببعضهم البعض ؟. المسألة كذلك فيها من الخلاف ما فيها ولا توجد أية فائدة عملية في معرفة هذه العلاقة , أو على الأقل لا توجد فائدة كبيرة في هذه المعرفة , لذلك لم يُفصل في أمرها اللهُ وكذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم . 10- الهوى منه ما هو حسنٌ , وهو ما وافق الكتابَ والسنة كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئتُ به"( هذا الحديث صححته جماعة وضعفته جماعة أخرى , لكن معناه صحيحٌ عند الكل ) . ومعنى الحديث أن المؤمنَ الكامل الإيمان يجب أن يكون هواه تبعا لما يريد اللهُ ورسوله , وأما من كان هواه تبعا لما يريدُ الشيطانُ لا الرحمانُ فإن إيمانَـه ناقصٌ . ومنه نحنُ نسألُ اللهَ أن يجعل هوانا دوما تبعا لما جاء في الكتاب والسنة , اللهم آمين . ومن الهوى ما هو سيءٌ , وهو كلُّ ما عدا ذلك . والأصلُ في الهوى إذا أُطلقَ أنه سيءٌ وخبيثٌ وفاسدٌ وأنه اتباعٌ للشيطان وللنفس الأمارة بالسوء . ونحن نعوذ بالله من أن يكون هوانا تبعا لما يحبُّ الشيطانُ ,كما نسأل الله أن يحيينا سادة لأهوائنا لا عبيدا لها . اللهم آمين. 11- الشيطان بصفة عامة هو الجنُّ الكافر , وهو لا يأمرُ الإنسانَ إلا بمعصية الله , وهذه هي وظيفته الأساسية , وهذا هو دورُه الرئيسي . ونحن باستمرار نسأل الله أن يُغلبنا على الشيطان ما حيينا آمين . 12- من هم أعداء الإنسان المؤمن في الحياة الدنيا ؟. لا خلاف في أنها الهوى السيء والنفس الأمارة بالسوء والشيطان لعنه الله ( مجتمعة ) , بغض النظر عن العلاقة بينها وبين بعضها البعض , وبغض النظر عن أيـها الأخطر ؟ . نسأل الله أن يغلبنا على أنفسنا وعلى الشيطان ,وأن يجعل هوانا تبعا لما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. كما نسأله تعالى أن يـجعل أرواحنا طيبة خيرة لا خبيثة شريرة . كما نسأله سبحانه أن يهبنا قلوبا سليمة وصالحة لا سيئة ولا فاسدة . اللهم آمين وصل اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه .
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |