.×.. وسادة من طين ..×.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4993 - عددالزوار : 2112758 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4573 - عددالزوار : 1390673 )           »          حكم الإشتراك فى صفح على النت فيها أخطاء شرعية ،التعليق على صفحة فيها منكرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حكم زيارة القبور للنساء والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لا يجوز للمسلم أن يحمل أو يلبس ما فيه شعار الكفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          النوم بعد صلاة الصبح لا يحرم وتركه أفضل ولكن ما أضرار النوم وقت الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التحذير من مصاحبة أهل السوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مفاسد مجالسة أهل المنكر والكفر، وهل يجب نصح الكافر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          قيام الليل دأب الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          موالد مصر: بين الجهل والاستغلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-04-2012, 04:05 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي .×.. وسادة من طين ..×..

.×.. وسادة من طين ..×..



يا دفق القلم الباكي، سطّر بمداد دموعي حسرة قلبي الشاكي، أغرق صفحاتي بدموعك، لا تخشَ جفافاً فدموعي أنهار تجري، أنهار ساخنة تجري، أنهار تتدفق من قلبي، تعبر صدري، تكشف أمري.
يا دفق القلم المسكون بلوعة قلبي، سطِّر بمداد دموعي قصة حبي، اكتبني حرفاً مشبوباً بالألم القاسي، اكتبني وَجْداً، حزناً، لوعة إحساس، اكتبني قافيةً عطَّرها الألمُ وأشعلها، وأعاد صياغة وجداني فيها، وإلى الدنيا، كلِّ الدنيا أرسلها.
يا دفق القلم الباكي، هل تعرف معنى الحزن إذا بلغ نهايته القصوى؟ هل تعرف معنى الحسرة حين تهز الأعماق تزلزلها؟ عفواً يا دفق القلم الباكي؛ فجميع سطورك منذ جرت بك فوق الأوراق يدي، وجميع الصور الباكيةٍ رَسَمْتَ ملامحها أنتَ عباراتٍ تبكي، تكشف عن آهاتي تحكي، وجميع كتاباتك في الأوراق المطويّة والمنشورة، تتضاءل يا قلمي حين تحاول أن تنقل من حزني لفراق حبيبة قلبي صورة.
رحلت يا قلمي أمي، يرحمها الله تعالى، ما عادت تمسح بأنامل كف أمومتها همِّي، ما عادت تغسل بالنظرات الحانية جراحي، تُذهب غمِّي، ما عادت تمنحني فرصة تقبيل جبين العطفِ صباح مساء، ما عادت تمنحني فرصة تقبيل يديها تقبيل الشرفاء، رحلت يا قلمي أمي، هل تعرف معنى (رحلت أمي)؟! هل تعلم أني أنزلت حبيبة قلبي في الحفرة بيدي؟ هل تعلم أني بيدي قد كوَّرْتُ وسادة طينٍ مبلولة، ورفعت الرأس قليلاً ووضعت وسادة طينٍ لحبيبة قلبي؟! هل تعرف أني قد أحكمت عليها إغلاق القبر؟ هل تعرف معنى هذا الأمر؟!
يا دفق القلم الباكي، سطِّر بمداد دموعي أغرب قصة حب، أعجب قصة شوق. انقلها للناس، جميع الناس، فأنا وارَيتُ هنالك تحت الأرض حبيبة قلبي، وأنا وسَّدتُ الطين أنيسة قلبي، وأنا يا قلمي أشعر أن الحزن يلذِّ عني، وأحسُّ بأنَّ براكين الآلام تصدّعني.
وسادة من طين؟!
هكذا أكرمتُ أمي الحبيبة حينما واريتُها الثَّرى، لقد كنت أحرص على اختيار ألين الوسائد وأنعمها لفراش الحبيبة، ولكنني حين رضيتُ أنْ أتركها هناك في (مقبرة النسيم) وحدَها، اخترت لها وسادة من طين - رحمها الله وغفر لها -.
أرأيتم أيها الأحبة كيف تكون نهاية هذه الدنيا الفانية؟
أرأيتم كم هي رحلة قصيرة، في دنيا حقيرة؟
تلك الحفر التي نترك فيها أحبابنا حينما يفارقون هذه الحياة، هي الجديرة - والله - بالعمل الدَّؤوب، والجدِّ والمثابرة في طاعة ربِّ العالمين.
لقد رأيت في (وسادة الطين) التي وضعتها تحت رأس أمي الغالية صورة حقيقية لهذه الدنيا الفانية التي نتعادى من أجلها، ونتفانى في حبها.
وسادة الطين هي وسادة كلِّ إنسان يودِّع الحياة، كبيراً كان أم صغيراً، غنياً كان أم فقيراً، جليلاً كان أم حقيراً.







إشارة

وسادة من طين؟... آهٍ منك يا غفلة الغافلين.






عبدالرحمن العشماوي
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.04 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]