°·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•° - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 304355 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 197 )           »          5 أفكار لدمج ورق الحائط فى ديكور البيت.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          لنوم هادئ ومريح.. 8 نباتات احرص على شرائها فى غرفة نومك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل سلطة البطاطس المقلية بالصوص والأعشاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لو عندك برطمانات زجاجية.. اعرفى إزاى تنضفيها فى 5 خطوات سهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بخطوات بسيطة.. من الكركم للعرقسوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          5 طرق فعالة تخلى غسيلك الأبيض مزهزه.. بعضها مكونات طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          8 عادات مسائية ابعد عنها لو نفسك تكون ناجح.. السهر العشوائى الأسوأ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          7 حيل لمكياج ثابت فى الحر.. حضرى بشرتك صح وما تنسيش بودرة التثبيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2011, 06:57 PM
الصورة الرمزية القرآن نوري
القرآن نوري القرآن نوري غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: أرض الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 32
59 59 °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

لماذا تعرف على ربك ؟

معرفة أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته عليها مدار الإيمان، فهي ركن من أركان التوحيد وذروة سنــــام العبوديــــة ..

والإيمان بأسماء الله وصفاته يقتضي:معرفة الله سبحانه وتعالى بصفاته الواردة في القرآن والسُّنَّة الصحيحة، وإثبــــات لله ما أثبته لنفسه من غير تمثيــل، ولا تكييف ولا تعطيل، ولا تحريف.

والعلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم وأوجبها ..
يقول الإمام ابن القيم "إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم، فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا .. إما علم بما كونه أو علم بما شرعه ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه فالأمر كله مصدره عن أسمائه الحسنى" [بدائع الفوائد (273:2)]
فمن يُمعِن النظر في أسرار هذا العلم يقف على ريــــاض من العلم بديعة، وحقائق من الحِكَم جسيمة .. ويحصل له من الآثــار الحميدة ما لا يُحــاط بالوصف ولا يُدرك إلا لمن يُرزق فهمها ومعرفتها .. ومنها أنه:

إذا علم العبد ربَّه وامتلأ قلبه بمعرفته، أثمرت له ثمرات جليلة في سلوكه وسيره إلى الله عزَّ وجلَّ ..
وتأدب معه ولزم أمره واتبع شرعه، وتعلَّق قلبه به وفاضت محبته على جوارحه، فلهج لسانه بذكره، ويده بالعطاء له، وسارع في مرضاته غاية جهده، ولا يكاد يمل القرب منه سبحانه وتعالى .. فصار قلبه كله لله ولم يبق في قلبه سواه .. كما قيل:

قَدْ صِيْغَ قَلْبِيْ عَلَىَ مِقْدَارِ حُبِّهِمْ .... فَمَا لِحُبِّ سِوَاهُمْ فِيْهِ مُتَّسَعْ



ومن أحب الله لم يكن عنده شيء آثر من الله ..


والمحب لا يجد مع الله للدنيا لذة، فلم يثنه عن ذلك حب أهل أو مال أو ولد؛ لأن هذه وإن عظمت محبتها في قلبه إلا أنه يدرك أنها بعض فضل الله عليه ..

فكيف يشتغل بالنِعَم وينسى المُنعِم؟!

ومنزلة العبد عند الله سبحانه وتعالى على قدر معرفته به ..

لذلك اختصت آية الكرسي بكونها أعظم آية في القرآن؛ لأنها أشتملت على أعظم أسماء الرحمن .. وعدلت سورة الإخلاص ثلث القرآن؛ لاشتمالها على اسمه الأحد الصمد الذي يُقصد لذاته وليس له نظير ولا مثيل سبحانه وتعالى.

ومن أحبَّها أحبَّه الله ..

كما في قصة الرجل الذي بعثه النبي صل الله عليه وسلم على سريةوكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بــ{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: 1].. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صل الله عليه وسلم ، فقال "سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟". فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صل الله عليه وسلم "أخبروه أن الله يحبه"[متفق عليه]
كما أن من عمل بها وحقق ما تقتضيه من فِعْل المأمورات وترك المحظورات، كان من المقربين الذين أحبهم الله وتولاهم.




وكلما أدام ذكرها بقلبه ولسانه، أوجب ذلك له دوام مراقبته وشاهد ربَّه بعين بصيرته ..
فاستحيى منه، وانكسر له، فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة، وهي أعلى مقامات الدين ..
يقول ابن القيم "وإذا بلغ العبد في مقام المعرفة إلى حد كأنه يطالع ما اتصف به الربَّ سبحانه من صفات الكمال ونعوت الجلال وأحست روحه بالقرب الخاص الذي ليس هو كقرب من المحسوس حتى يشاهد رفع الحجاب بين روحه وقلبه وبين ربِّه .. فإن حجابه هو نفسه وقد رفع الله سبحانه عنه ذلك الحجاب بحوله وقوته، أفضى القلب والروح حينئذ إلى الربِّ فصار يعبده كأنه يراه"[مدارج السالكين (3:221,222)]

والتعرُّف على أسماء الله تعالى يسلم الإنسان من آفات كثيرة ..
كالحسد، والكبر، والريـــاء والعجب .. كما قال ابن القيم "لو عرف ربَّه بصفات الكمال ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات، لم يتكبَّر ولم يغضب لها ولم يحسد أحدًا على ما آتاه الله. فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله، فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله، ويحب زوالها عنه والله يكره ذلك. فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته"[مدارج السالكين (1:172)]


كما إن أنوار الأسماء والصفــات تُبدد حُجُب الغفلة ..

قال تعالى{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (*) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ..}[الأعراف: 179,180].. فلكي تتخلص من تلك الحُجُب، عليك أن تدعوه بأسمائه وصفاته.


ومن أعظم آثارها: أن من قام في قلبه حقائق هذه الأسماء، وتراءت معانيها لناظريه كان أعظم الناس تحقيقًا للتوحيد، وأكملهم عبودية لربِّ العالمين ..

يقول الإمام ابن القيم "الأسماء الحسى والصفات العلا مقتضية لآثارها من العبودية: والأمر اقتضاءها لآثارها من الخلق والتكوين فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها أعنى من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح.
فعلم العبد بتفرد الربِّ تعالى بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والإحياء والإماتة، يثمر له عبودية التوكُّل عليه باطنًا ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا.

وعلمه بسمعه تعالى وبصره وعلمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وأنه يعلم السر وأخفى ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضى الله وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه فيثمر له ذلك الحياء باطنًا، ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح ..
ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته، توجب له سعة الرجاء وتثمر له ذلك من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه.
وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه، تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة .. وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعًا من العبودية الظاهرة هي موجباتها، وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العلى يوجب له محبة خاصة بمنزلة أنواع العبودية فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات وارتبطت بها ارتباط الخلق بها"[مفتاح دار السعادة (90:2)]
فالذي يكمُل علمه بالأسماء والصفات هو العبد الرباني بحق،،


ولذلك كله كان إحصاء أسماء الله تعالى من أعظم موجبات الجنــــة ..كما قال رسول اللهصل الله عليه وسلم"إن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة"[متفق عليه]وإحصـــاء الأسماء والصفات يكون من خلال:

1) حفظها ..بأن يستودعها قلبه

..2) معرفة معانيها ..فيتعلم معانيها وكيفية عبادة الله عزَّ وجلَّ بمقتضاها ..

3) العمل بمقتضاها .. فإذا علم أنّه الأحد فلا يُشرك معه غيره، وإذا علم أنّه الرزّاق فلا يطلب الرّزق من غيره، وإذا علم أنّه الرحيم، فإنه يفعل من الطاعات ما يجلب له هذه الرحمة، وهكذا ..فيتعلَّق القلب بمعاني الجلال بأن يذل وينكسر، ومعاني الجمال بأن يُحب ويُقبل على الله سبحانه وتعالى.

4) دعاؤه بها .. كما أمرنا الله جلَّ وعلا{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ..}[الأعراف: 180]..والدعــاء على مرتبتين إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثاني: دعاء طلب ومسألة ..فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها.يقول ابن القيم "ولما كان سبحانه يحب أَسمائه وصفاته، كان أَحب الخلق إِليه من اتصف بالصفات التى يحبها، وأَبغضهم إِليه من اتصف بالصفات التى يكرهها، فإِنما أبغض من اتصف بالكبر والعظمة والجبروت لأَن اتصافه بها ظلم، إِذ لا تليق به هذه الصفات ولا تحسن منه، لمنافاتها لصفات العبيد، وخروج من اتصف بها من ربقة العبودية ومفارقته لمنصبه ومرتبته، وتعديه طوره وحدَّه، وهذا خلاف ما تقدم من الصفات كالعلم والعدل والرحمة والإِحسان والصبر والشكر فإِنها لا تنافى العبودية، بل اتصاف العبد بها من كمال عبوديته"[طريق الهجرتين (19:23)]فعلى العبد أن يتخلَّق بصفات الجمـــال ..الله سبحانه وتعالى رحيـــم: ارحم تُرحم .. الله عفو: اعفُ يُعف عنك .. الله حليـــم: أحلم يُحلَم عليـــك .. أما صفات الجلال، فيُنزه نفسه عن مشاكلة الله عزَّ وجلَّ بها ..الله عزَّ وجلَّ عزيـــز: أنت ذليــــل .. الله مُتكبِّر: أنت متواضع .. وهكذا.

5) التحقق ..بأن ينظر في الآفــاق ويتفكَّر في آلاء الله سبحانه وتعالى؛ كما أمرنا النبي صل الله عليه وسلم ، فقال"تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله"[حسنه الألباني، صحيح الجامع (2975)].. أي: تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذات الله سبحانه وتعالى ..والقاعدة في كل ذلك قول الله تبارك وتعالى:
{..لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: 11]



تَــــــأَمَّلْ سُطُوْرَ الْكَائِنَاتِ فَإِنَّهَا ... مِنَ الْمُلْكِ الْأَعْلَىَ إِلَيْـــــكَ رَسَــــائِلُ


وَقَدْ خَطَّ فِيْهَا لَوْ تَأَمَّلْتَ خَطَّهَا ... أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الْلَّهَ بَــاطَلَّ


تعالوا نتعلَّم أسماء الله تعالى وصفاته؛ فنخرج من الشقاء إلى الراحة ومن الغفلة إلى التذكرة ..

فلا سعادة للقلب ولا سرور له إلا بمعرفة مولاه ومربيه وإلهه ..

لنجعل قلوبنا تهتف: {.. قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}[الإسراء: 30]
ولنستغرق الأوقات في الثنـــــاء عليه سبحــــــانه بأسمائه وصفاته ..
ونتحقق بمعاني التوحيد، فتذل قلوبنا له ونتحبب له سبحــــانه وتعالى ..

وهذا ما سيكون من خلال تلك السلسلة المباركة إن شاء الله تعالى، التي سنتناول فيها اسم من أسماء الله تعالى كل يومين بإذن الله ..
نتعلَّم معانيها وكيف نتعبَّد الله تعالى بها ونتعرَّف على حظنا من كل اسم من أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى ..
فتابعونـــا إن شاء الله ولا تنسونــــا من صـــالح دعـــائكم ..


جعلنا الله وإياكم ممن عرفه فخافه، وأحبه فأطـــاعه، وعلَّق به رجـــــاءه ولم يلتفت لسواه .. اللهم آمين،،





يرجى التثبيت ليعم النفع بإذن الله
__________________


عذرًا ردودي وصداقتي للأخوات فقط
عذرًا ردوردي وصداقتي للأخوات فقط
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-06-2011, 07:09 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخيتي

وجزاك خيرا
__________________



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-06-2011, 02:13 AM
الصورة الرمزية القرآن نوري
القرآن نوري القرآن نوري غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: أرض الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 32
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

وعلكِ السلام ورحمة الله وبركاته

جزانا الله وإياكِ غاليتي خير الجزاء

عطرتي الصفحة بمروركِ أخيتي

سبحان الله وبحمد عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
__________________


عذرًا ردودي وصداقتي للأخوات فقط
عذرًا ردوردي وصداقتي للأخوات فقط
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-06-2011, 02:19 AM
الصورة الرمزية القرآن نوري
القرآن نوري القرآن نوري غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: أرض الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 32
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

الودود سبحانه وتعالى

لوْ لمْ يَكُنْ مِنْ تَحَبُّبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إلى عبادِهِ وإحسانِهِ إليهم وَبِرِّهِ بهم إلاَّ أنَّهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ لهم ما في السَّمَاواتِ والأرضِ وما في الدنيا والآخرةِ، ثُمَّ أَهَّلَهُم وَكَرَّمَهم، وَأَرْسَلَ إليهمْ رُسُلَهُ وأَنْزَلَ عليهمْ كُتُبَهُ، وَشَرَعَ لهم شَرَائِعَهُ، وَأَذِنَ لهم في مُنَاجَاتِهِ كلَّ وقتٍ أَرَادُوا، وَكَتَبَ لهم بكُلِّ حسنةٍ يَعْمَلُونَهَا عَشْرَ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وكَتَبَ لهم بالسيِّئَةِ واحدةً، فإنْ تَابُوا منها مَحَاهَا وأَثْبَتَ مكانَهَا حسنةً ..
وإذا بَلَغَتْ ذُنُوبُ أحدِهِم عَنانَ السماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرَهُ غَفَرَ لهُ، ولوْ لَقِيَهُ بِقُرَابِ الأرضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيَهُ بالتوحيدِ لا يُشْرِكُ بهِ شيئاً لأَتَاهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، وَشَرَعَ لهم التوبةَ الهادمةَ للذنوبِ؛ فَوَفَّقَهُم لِفِعْلِهَا ثُمَّ قَبِلَهَا مِنْهُم .. فَإنَّما الفضلُ كُلُّهُ والنعمةُ كُلُّهَا والإحسانُ كلُّهُ منهُ أَوَّلاً وآخِراً .. أَعْطَى عَبْدَهُ مالَهُ، وقالَ: تَقَرَّبْ بهذا إِلَيَّ أَقْبَلْهُ منكَ ..
فالعبدُ لهُ، والمالُ لهُ، والثوابُ منهُ ..
فهوَ المُعْطِي أوَّلاً وآخِراً، فكيفَ لا يُحَبُّ مَنْ هذا شأنُهُ؟!!
وكيفَ لا يَسْتَحِي العبدُ أنْ يَصْرِفَ شَيْئاً منْ مَحَبَّتِهِ إلى غَيْرِهِ؟!!
ومَنْ أَوْلَى بالحمدِ والثناءِ والمَحَبَّةِ منهُ سبحانَهُ؟!! ومَنْ أَوْلَى بالكَرَمِ والجُودِ والإحسانِ منهُ؟!!
[طريق الهجرتين (23:261,262)]

وروده في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى الودود مرتين في القرآن الكريم:

في قوله تعالى {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90]
وقوله جلَّ وعلا {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (*) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [البروج: 13,14]

المعنى اللغوي
الوُدُّ مصدر المودَّة .. والودُّ هو الحبُّ يكون في جميع مداخل الخير.
وَوَدِدْتُ الشيء أوَدُّ، وهو من الأمنية وشدة التعلُّق بحدوث الشيء .. كما في قوله تعالى {.. يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ..} [البقرة: 96]، أي: يتمنى أن يعيش ألف سنة .. وكقوله تعالى { .. يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} [البروج: 11]
قال ابن العربي "اتفق أهل اللغة على أن المودَّة هي المحبة" .. قال تعالى {.. وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ..} [الروم: 21].
ويأتي أيضًا بمعنى الملازمة مع التعلُّق ..فالودد معناه الوتد؛ لثبوته ولشدة ملازمته وتعلقه بالشيء.
ويأتي على معنى المعية والمرافقة والمصاحبة كلازم من لوازم المحبة ..كما ورد عَنْ ابنِ عُمَرَ أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صل الله على محمد صل الله عليه وسلم
يَقُولُ "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ" [صحيح مسلم]
أما الحبُّ ..فهو نوعٌ من الصفاء والنقاء والطهُّر والخضوع .. والحُبُّ من القِرط، الذي من شأنه أنه دائم التقلقل ..
كما قال الجنيد "الصادق يتقلَّبُ في اليوم أربعين مرة، والمرائي يثبت على حالة واحدة أربعين سنة" [مدارج السالكين (2:274)] .. فالمُحبُّ يتقلَّب قلبه بين الخوف والرجاء، والسكينة والقلق، والسرور والحزن .. أما من مات قلبه، تسكن أحواله .. وهذا من علامات النفاق والعياذ بالله تعالى،،
والفرق بين الحُبُّ والودُّ ..أن الحب ما استقر في القلب، والودُّ ما ظهر على السلوك .. فكل ودود مُحب، وليس كل مُحب ودود .. وكل ودود أساسه مشاعر الحب في قلبه.

معنى الاسم في حق الله تعالى
قال ابن عباس "الودود هو الرحيم"، وقال البخاري "الودود هو الحبيب"
وقال الزجاج: الودود: فعول بمعنى فاعل، كقولك: غفورٌ بمعنى غافر، وشكور بمعنى شاكر .. فيكون الودود في صفات الله بمعنى: الذي يودُّ عباده الصالحين ويحبهم.
والمعنى الثاني: أنه مودود بمعنى مفعول، أي: الذي يوده عباده ويحبونه.
قال الخطابي "وقد يكون معناه أن يُوَدِّدَهم إلى خلقه، كقوله {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]"
يقول السعدي: "الودود: الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه ودًا وإخلاصًا وإنابةً من جميع الوجوه" [تيسير الكريم الرحمن (1:947)]

ويقول ابن القيم في النونية:
وهوَ الودودُ يُحِبُّهُم وَيُحِبُّهُ ... أحبابُهُ والفضلُ لِلْمَنَّانِ
وهوَ الذي جَعَلَ المَحَبَّةَ في قُلُو ... بِهِمُ وَجَازَاهُم بِحُبٍّ ثَانِ
هذا هوَ الإحسانُ حَقًّا لا مُعَا ... وَضَةً ولا لِتَوَقُّعِ الشُّكْرَانِ
لكنْ يُحِبُّ شُكُورَهُم وَشَكُورَهُم ... لا لاحْتِيَاجٍ منهُ للشُّكْرَانِ
[القصيدة النونية (245)]


عجـــائب ودُّ الله
يقول ابن القيم "ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.

كفى بك عزًّا أنك له عبد * * * وكفى بك فخراً أنه لك رب" [الفوائد (1:38)]من أنت أيها العبد الفقير حتى يتقرَّب إليك أغنى الأغنياء؟! .. وماذا تساوي أنت أيها الذليل حتى يتودد إليك العزيز جلَّ في علاه؟!

صل الله على محمد صل الله عليه وسلم "إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ .. هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ .. هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ .. حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ" [صحيح مسلم]


ألا تشكو من قسوة القلب؟! .. ألا تعاني هجر القرآن؟! .. ألا يسوؤك حالك مع الله تعالى؟!
ألا يواجههك ضيق العيش؟! .. ألا تبتلى؟! ..
إذًا، هلم ارفع شكواك وقَدِم نجواك في الثلث الأخير من الليل، فاتحة الأحزان وفاتحة الرضوان، وجنات النعيم والكرم الإلهي ..
عجبًا لك أيها العبد! ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحراس والحُجَّاب، وتنسى من بابهُ مفتوحٌ إلى يوم القيامة !!
ومن عجائب ودَّهُ: أن تسبق محبته للعباد محبتهم له ..
فالله هو الذي يبتديء عباده بالمحبة .. قال تعالى { .. فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..} [المائدة: 54]
يقول ابن الجوزي "سبحان من سبقت محبته لأحبابه؛ فمدحهم على ما وهب لهم، واشترى منهم ما أعطاهم، وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم، فباهى بهم في صومهم، وأحب خلوف أفواههم. يا لها من حالةٍ مصونةٍ! لا يقدر عليها كل طالب، ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب" [صيد الخاطر (1:28)]

ومن عجائب ودَّهُ: أنه يتودد بنعمه لأهل المعاصي، ويقيم بها عليهم الحجة ..
ومن لطائف ودَّهُ: أنه لا يرفعه عن المذنبين، وإن تكررت ذنوبهم، فإذا تابوا منها وعادوا إليه شملهم بمحبته أعظم مما كانوا عليه .. أليس الله يحب التوابين؟

يقول ابن القيم "وهذا بخلاف ما يظنه من نقصت معرفته بربِّه من أنه سبحانه إذا غفر لعبده ذنبه فإنه لا يعود الودُّ الذي كان له منه قبل الجناية، واحتجوا فى ذلك بأثرٍ إسرائيليٍ مكذوب أن الله قال لداود : يا داود، أما الذنب فقد غفرناه، وأما الودُّ فلا يعود.
وهذا كذبٌ قطعاً، فإن الودُّ يعود بعد التوبة النصوح أعظمُ مما كان، فإنه سبحانه يحب التوابين، ولو لم يعد الودُّ لما حصلت له محبته، وأيضًا فإنه يفرح بتوبة التائب، ومحال أن يفرح بها أعظم فرح وأكمله وهو لا يحبه.

وتأمل سر اقتران هذين الاسمين فى قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِيءُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْودُود} [البروج: 13,14] .. تجد فيه من الرد والإنكار على من قال: لا يعود الودُّ والمحبة منه لعبده أبدًا، ما هو من كنوز القرآن ولطائف فهمه، وفى ذلك ما يُهَيِّج القلب السليم ويأْخذ بمجامعه ويجعله عاكفًا على ربِّه الذي لا إله إلا هو ولا ربُّ له سواه .. عكوف المحب الصادق على محبوبه الذي لا غنى له عنه، ولا بد له منه ولا تندفع ضرورته بغيره أبدًا." [طريق الهجرتين (23:98)]
فالله هو الذي يبدأ بالمغفرة ويُعيدها مرةً أخرى ..
تذنب ثم تتوب إليه بصدق، فيغفر ويصفح .. ليس هذا فحسب بل تزداد محبته لك، أفضل وأعظم مما كانت لك قبل ذلك ..

فكيف لا تحب ربًّا هذه صفته بكل ذرة فيك؟!

__________________


عذرًا ردودي وصداقتي للأخوات فقط
عذرًا ردوردي وصداقتي للأخوات فقط
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-06-2011, 02:27 AM
الصورة الرمزية مسك الحياه
مسك الحياه مسك الحياه غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
مكان الإقامة: جدة
الجنس :
المشاركات: 680
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

جزاكِ الله كل خير اختي
دمتي برضا الرحمن
__________________




رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-06-2011, 04:34 PM
الصورة الرمزية عاشقة الشفاعه
عاشقة الشفاعه عاشقة الشفاعه غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: May 2011
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 68
الدولة : Palestine
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

بارك الله فيكِ اختي
وكتب لكِ الاجر ان شاء الله
__________________
لا تسال عن عنصري انه الاسلام امي وابي


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21-06-2011, 04:37 PM
الصورة الرمزية عاشقة الشفاعه
عاشقة الشفاعه عاشقة الشفاعه غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: May 2011
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 68
الدولة : Palestine
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

بارك الله فيكِ اختي
وكتب لكِ الاجر ان شاء الله
__________________
لا تسال عن عنصري انه الاسلام امي وابي


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23-06-2011, 02:55 AM
الصورة الرمزية القرآن نوري
القرآن نوري القرآن نوري غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: أرض الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 32
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

جزانا الله وإياكن أخياتي خير الجزاء

بارك الله لنا ولكن

وكتب لنا الأجر ونفعنا الله وإياكن بما نكتب

عطرتن الصفحة بمروركن

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
__________________


عذرًا ردودي وصداقتي للأخوات فقط
عذرًا ردوردي وصداقتي للأخوات فقط
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-07-2011, 07:28 AM
الصورة الرمزية القرآن نوري
القرآن نوري القرآن نوري غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: أرض الله الواسعة
الجنس :
المشاركات: 32
10 رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

الربُّ جلَّ جلاله
اسْمُ (الرَّبِّ) من الأسماء الجميلة التي تُشعِر العبد بالأمان والطمأنينة والسكينة .. فالله سبحانه هوَ ربُّ كلِّ شيءٍ وخالقُهُ، والقادرُ عليهِ، لا يَخْرُجُ شيءٌ عنْ رُبُوبِيَّتِهِ، وكلُّ مَنْ في السَّمَاواتِ والأرضِ عَبْدٌ لهُ في قَبْضَتِهِ، وَتَحْتَ قَهْرِهِ .. وهوَ الذي يُرَبِّي عَبْدَهُ، فَيُعْطِيهِ خَلْقَهُ، ثُمَّ يَهْدِيهِ إلى مَصَالِحِهِ ..
فلا خالق إلا هو .. ولا مُدبِّر لأمركَ سواه .. ولا رازق لك إلاه ..

المعنى اللغوي
يرد اسم الربُّ على عدة معاني لغوية، منها
1) الإصلاح .. قال الزجاجي: الربُّ: المصلح للشيء، يقال: رَبَبتُ الشيء أرُبُه رَبًا وربابة، إذا أصلحته وقمت عليه.
2) المالك ..ربُّ الشيء مالكه. ومصدر الربُّ:الربوبية، وكل من ملك شيئًا فهو ربُّه، يقال: هذا ربُّ الدار وربُّ الضيعة، ولا يقال: "الربُّ" معرفًا بالألف واللام مطلقًا، إلا لله ؛ لأنه مالك كل شيء
.
3) العبد الربَّاني ..وقال الجوهري: "الربَّاني: المُتَألِّهُ العارف بالله تعالى" .. أي العبد الذليل الخاضع المُحب لله تعالى، العارف بالله .. فمن عَرِفَ الله أحبه وذلَّ بين يديه وعظمَّه حقَّ التعظيم.
4) سياسة الشيء وتدبير الأمر .. قال ابن الأنباري "الرَّبُّ ينقسم على ثلاثة أقسام: يكون الربُّ المالك، ويكون الربُّ السيد المطاع .. ويكون الربُّ المُصلِح"
5) المُربِّي .. وقال الراغب "الربُّ في الأصل التربية، وهو إنشاءُ الشيءِ حالاً فحالاً إلى حد التمام" ورود الاسم في القرآن الكريم ثبت الاسم في القرآن والسنة، فقد سمى الله نفسه بالربِّ على سبيل الإطلاق والإضافة، وكذلك سماه به رسوله صل الله عليه وسلم؛ فالإطلاق الذي يفيد المدح والثناء على الله بنفسه فكما ورد في قوله: { سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } [يس:58]، وكقوله: { بَلدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور } [سبأ:15]، وفي السنة ما رواه مسلم من حديث ابن عباس رضى اللهعنه: أن رَسُول اللهِ صل الله عليه وسلم قال: "أَلاَ وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ (أي: فأولى) أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " [رواه مسلم]. وَعَن عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ رضى الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ في جَوْفِ الليْلِ الآخِرِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ
فَكُنْ" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
.



معنى الاسم في حق الله تعالىالربُّ سبحانه هو ..
المتكفل بخلق الموجودات وإنشائها والقائم علي هدايتها وإصلاحها، وهو الذي نظَّم معيشتها ودبَّر أمرها .. يقول الله جلَّ وعلا
{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ } [الأعراف:54]؛ فالربُّ سبحانه هو المتكفل بالخلائق أجمعين إيجادًا وإمدادًا ورعايةً وقيامًا على كل نفس بما كسبت، قال تعالى { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلى كُل نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [الرعد:33]
.
وحقيقة معنى الربوبية في القرآن تقوم على ركنين اثنين وردا في آيات كثيرة:
الركن الأول: إفراد الله بالخلق، والثاني: إفراده بالأمر وتدبير ما خلق، كما قال تعالى عن موسى وهو يبين حقيقة الربوبية لفرعون لما سأله {قَال فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (*) قَال رَبُّنَا الذِي أَعْطَى كُل شَيْءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه: 49,50]،
فأجاب عن الربوبية بحصر معانيها في معنيين جامعين، الأول إفراد الله بتخليق الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم حيث أعطى كل شيء خلقه وكمال وجوده، والثاني إفراد الله بتدبير الأمر في خلقه كهدايتهم والقيام على شؤونهم وتصريف أحوالهم والعناية بهم، فهو سبحانه الذي توكل بالخلائق أجمعين قال تعالى:
{ اللهُ خَالقُ كُل شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُل شَيْءٍ وَكِيل } [الزمر:63]
.
قال السعدي "الربُّ: هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم. وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم. ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة" [تيسير الكريم الرحمن (1:945)]
حظ المؤمن من اسم الله تعالى الربِّ


) أن يكتسي العبد بثوب العبودية، ويخلع عن نفسه رداء الربوبية ..
لعلمه أن المنفرد بها من له علو الشأن والقهر والفوقية، فيثبت لله أوصاف العظمة والكبرياء، ولا ينازع ربُّ العالمين في كمال شريعته أو يتخلف عن درب النبي صل الله عليه وسلم وسنته.2) أن يتقي العبد ربَّه فيمن ولاه عليهم .. عن عبد الله بن جعفر رضى اللهعنه قال: أن رَسُول اللهِ صل الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ: مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: "أَفَلاَ تَتَّقِى اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ التِي مَلكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَى إِلَىَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " [رواه أبو داوود وصححه الألباني]. وألا يصف نفسه بأنه ربُّ كذا تواضعًا لربِّه وتوحيدًا لله في اسمه ووصفه، وإن جاز أن يصفه غيره بذلك .. فقد ورد عن أَبِى هريرة : أن رسول صل الله عليه وسلم قال "لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلاَ يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ: رَبِّى وَرَبَّتِي، وَلْيَقُلِ الْمَالِكُ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي، فَإِنَّكُمُ الْمَمْلُوكُونَ وَالرَّبُّ اللهُ " [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
3) الرضــا بالله ربًّا .. ومن كانت هذه صفته ذاق طعم الإيمان وحلاوته، قال رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا" [صحيح مسلم]
4) أن يسعى العبد في تربية وإصلاح نفسه ..فمن كل حينٍ لآخر عليه أن يبحث عن آفات نفسه وعيوبها، ويسعى في علاجها وتهذيب نفسه .. وقواعد إصلاح النفس وتهذيبها، هي
:
القاعدة الأولى: الاستعانة بالله تعالى ..
على تلك المهمة الصعبة القاسية، ويعلم إنه لن يُهذَّب إلا إذا شاء الله له ذلك
.
القاعدة الثانية: الصدق والإخلاص في طلب التغيير .
.
فلن يتغيَّر إلا إذا كان صادقًا مخلصًا، وإذا صدق بُشِّر
.
القاعدة الثالثة: معرفة عيب النفس ..
ومن عرف نفسه، عرف ربَّه .. فعليه أن يُبصَّر بعيوبه، من خلال أمرين: الأول نقد الناقد ونصيحة الناصح .. وأن يُبصِّر الإنسان نفسه بعيوب نفسه، قال تعالى
{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (*) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 14,15]
القاعدة الرابعة: الشروع في إصلاح عيوب نفسه ..
على علم وبصيرة، بالعلاج الذي يناسب آفاته وعيوبه
.
5) التدرُّج والمنهجية في التعامل مع النفس .. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ "{.. كُونُوا رَبَّانِيِّينَ..} [آل عمران: 79]
.. الرَّبَّانِيُّ: الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ"
[صحيح البخاري]
فعليك أن تتدرَّج في معاملتك لنفسك، فتبدأ معها بالأمور اليسيرة إلى أن تصل إلى الأصعب فالأصعب .. ويتضح ذلك في طريقك لطلب العلم، فينبغي أن تبدأ بتعلُّم الأمور الأساسية التي تُقيم بها دينك وتدرَّج بعدها حتى تصل إلى المسائل الصعبة .. أما إذا بدأت بصعاب الأمور، فلن تتمكن من إكمال الطريق وستتعثر لا محالة .. قال رسول الله صل الله عليه وسلم"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" [رواه أحمد وحسنه الألباني، صحيح الجامع (2246)] فَإِنَّ الْمُنْبَتّ لَا أَرْضًا ... قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى

كيف ندعو الله تعالى باسمه الربُّ؟
ورد الدعاء بالاسم المقيد في نصوص كثيرة، كقوله تعالى
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّل مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَليم } [البقرة:127].
وأيضًا ما جاء في قوله تعالى: { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِل عَليْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلتَهُ عَلى الذِينَ مِنْ قَبْلنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلنَا مَا لا طَاقَةَ لنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلى القَوْمِ الكَافِرِينَ } [البقرة:286].
وقوله سبحانه: { وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً } [الإسراء:80] ..
وقوله:
{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس:10].
وعن شدّاد بن أوسٍ رضى الله عنه : أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "سيِّد الاستغفار: اللهم أنتَ ربي لا إلهَ إلا أنت خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِكَ ووعدِك ما استَطعت أبُوءُ لك بنعمتك، وأبوءُ لك بذنبي فاغفِرْ لي؛ فإنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعت، إذا قال حينَ يُمسي فمات؛ دخل الجنَّة، أو كان من أهل الجنة، وإذا قال حِينَ يُصبح فمات من يومِه دخل الجنَّة" [صحيح البخاري]
المصادر:
  • سلسلة (شرح الأسماء والصفات)لفضيلة الشيخ هاني حلمي.
  • كتاب (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) لفضيلة الشيخ محمد حمود النجدي.
  • كتاب (أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة) د/محمود عبد الرازق الرضواني.
__________________


عذرًا ردودي وصداقتي للأخوات فقط
عذرًا ردوردي وصداقتي للأخوات فقط
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-07-2011, 09:40 AM
الصورة الرمزية نهرايمان
نهرايمان نهرايمان غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2011
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160
الدولة : Egypt
افتراضي رد: °·.¸.•°°·.¸.•° تعرف على ربك ***متجدد بإذن الله °·.¸.•°°·.¸.•°

جزاكم الله خيرا
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 135.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 129.30 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (4.35%)]