في التحذير من تقليد أعداء الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 648 - عددالزوار : 74738 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2019, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,741
الدولة : Egypt
افتراضي في التحذير من تقليد أعداء الإسلام

في التحذير من تقليد أعداء الإسلام








الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل





الحمدُ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا.





أمَّا بعدُ:


فيا عباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - وتخلَّقوا بأخلاق الإسلام، وتأدَّبوا بآداب سيِّد الأنام، واعلَمُوا أنَّكم بإسلامكم أعزَّاء، وبعقيدتكم أقوياء، وبتراثكم أغنياء، وأنَّكم لستُم في حاجةٍ إلى تقليد، وإنما غيركم هو المحتاج إلى أنْ يُقلِّدكم فيما تتَّصِفون به من تعاليم الإسلام السامية والتي أهمَلَها الكثير وزَهِدَ فيها.





لقد أُصِيبَ الكثير من المسلمين حين قلَّد أعداءه وأعداء دِينه، وعظُمت المصيبة حين كانت أكثر في أعزِّ شيءٍ لديه؛ شبابه ورجال غده، إنَّ الإسلام حين اهتمَّ بالأسرة ونشأتها والبيت وبيئته قد راعى الآثار المترتِّبة على إهمالهما وعدم العناية بهما، فأعداء الإسلام الذين أهمَلُوا الأسرة والبيت فقَدُوا الأخلاق والترابُط والتآزُر، والحِفاظ على الأنساب، والغيرة على المحارم، كما فقدوا العزَّة والكرامة والشهامة، فمولودهم حين يُولَد تتولاه المربِّية ويعزل عن والديه، فيَفقِد الحنان وشفقة الأمومة والأبوَّة، وتنعَدِم من الأبوين الرحمة والحنان، ويفقدان زينة الحياة، ويكون أولادهما بمَثابة أولاد الحيوانات السائمة التي تخرج للبرية فترعى بنفسها أو مع حيوانات أخرى، لا يهمُّها إلا ملء بطنها وإشباع رغبة فَرْجِها.





لا يفقد الوالد ابنه أو ابنته؛ فالبنت حين تُراهِق تُصاحِب مَن تَشاء، وتخلو بمَن تريد، لا سُلطة لوالديها عليها، حرَّة كما يقولون، والابن حين يقابل الأم أو الأب فكأنَّما قابَل أجنبيًّا لا علاقة له به، وهم على تلك الحال قد أضاعوا أوقاتهم في أماكن اللهو والمجنون، ونوادي اللعب وقتل الأوقات، فلا يجتمعون في بيتٍ يتبادَلون فيه عواطفهم ويتفقَّدون أحوالهم، ولا يتَواصَلون بعد تفرُّقهم.





فيا أمَّة الإسلام:


ويا شباب المسلمين، لا يخدعكم الأعداء ويُوقِعوكم فيما وقعوا فيه من ضَياع الدين والدنيا؛ فإنَّكم أغنياء بدِينكم، وسُعَداء بتعاليم ربكم، توادُّ وتراحمٌ، وشعور بالسعادة في الدنيا، فعندما يُولَد المولود ويَنشأ بين أبوين صالحين متمسِّكين بتعاليم الإسلام السامية يشعُر بالعزَّة والكرامة.





ويُفكِّر الابن أنَّه سيُكوِّن أسرة مترابطة متعاطفة، وتشعُر البنت أنها ستربي جيلًا صالحًا محافظًا على أخلاقه وآدابه ويشعر الأبوان أنهما كوَّنا مجتمعًا يعتزُّ بنفسه وبدِينه وأمَّته، ويشعُر أنَّه عضوٌ صالح وعامِل في حياته، وينتَظِر ثوابَ أعماله في آخِرته بفضل ربِّه ورحمته.





فتلك سَعادة الدارين بخِلاف الكفَّار الذين يَعِيشون في هذه الحياة كما تعيشُ البهائم يملَؤُون بُطونهم ويُشبعون رغبةَ فُروجهم، يَنزُو ذكَرُهم على أُنثاهم كما يَنزُو ذكَر البهائم على أُنثاها، إنْ هم إلا كالأنعام بل هم أضلُّ، فلا سعادة في عاجل ولا انتظار ثواب في آجل بل حياة شَقاء وتعسٍ ومصير إلى النار.





عباد الله:


إنَّ الكثير من المسلمين اليوم قد أفرَطَ في تقليد أعدائه وأعداء دِينه، وأصبح البعض داعيةً لهم بأقواله وأفعاله، فما هو الحسن الذي يدعو له؟ هل لحياتهم البهيميَّة التي سَمِعتُم بعضَ وصفها، أم لحياتهم الجحيميَّة التي يقدمون عليها؟ إنَّ بين المسلمين اليوم شياطين إنس يدعون إلى النار، فاحذَرُوهم يا عباد الله.





إنَّ حَياة المؤمن الصادق في إيمانه هي الحياة الحقيقيَّة، عمل يسعد به في حياته، وينتَظِر ثوابه من الله في الدار الباقية في جنَّةٍ فيها ما لا عين رأتْ، ولا أذُن سمعتْ، ولا خطَر على قلب بشر، سعادة عاجلة، وانتظار ثواب آجِل يعيشُ في دُنياه عزيزَ النفس قويَّ الجانب، لا يخشى إلاَّ الله، لا يخاف من فقرٍ ولا موت، يبني أسرة مُتماسِكة متعاطفة مُتآزِرة متناهية، تعمل في هذه الحياة على نور من الله، تمتثل أوامر ربها وترجو ثوابه، ويتكوَّن من هذه الأسرة وأمثالها المجتمع الصالح الذي يعيشُ كما تعيشُ الأسرة، ويشعُر بما تشعر به، هذه هي الأسرة السعيدة، وهذا هو المجتمع السعيد.





فيا عباد الله:


إنَّنا في حاجةٍ إلى الرُّجوع إلى الله، والانتباه من الغَفلة التي أخذتْ منَّا مَأخذها، إنَّ العبد لا يدري متى يرتحل من هذه الدار، ولا يدري مقدارَ إقامته حتى يعمل صالحًا ولو في آخِرها، ثم إنَّ الموت ليس مصيبةً، فالكل ميت، وإنما المصيبة المصير السيِّئ في الدار الآخِرة.





فانتَبِهوا يا عباد الله، واحذَروا دُعاة السوء سماسرة الشياطين، وتمسَّكوا بدِينكم وهدْي نبيكم، فلا خير إلا دلَّنا عليه، ولا شرَّ إلا حذَّرَنا منه.





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:


قال الله العظيم: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9-10].





بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.





أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفور الرحيم.





واعلَمُوا أنَّ المسلمين قد ابتُلوا بدُعاة ضَلالٍ يدعون إلى أبواب جهنم، يُزهِّدون في دين الإسلام، ويُقلِّلون من شأنه، ويرمونه بالضعف والخُمول؛ ليُروِّجوا بضاعتَهم الشيطانيَّة؛ وهي الدعوة لتقليد أعداء الدين وأعداء البشرية، وإنَّ دِيننا الذي أُنزِل من ربنا، العالم بمصالح عباده في عاجِلهم وآجِلهم الذي أنزَلَه على خاتم رسله.





إنَّ هذا الدين هو الصالح لكلِّ زمان ومكان، والمصلح لكلِّ أمَّة وجِيل، فلا حاجةَ بنا إلى تقليد؛ يقولُ - صلوات الله وسلامه عليه -: ((كان النبيُّ يُبعَث إلى قومه خاصَّة، وبُعثت إلى الناس عامَّة))[1].





فلم يبقَ لأحدٍ رأيٌ ولا اختراعٌ ولا دعوةٌ إلى ما يُخالِف الإسلام وتعاليمه، فتمسَّكوا بكتاب ربِّكم.






[1] جزء من حديث أخرجه البخاري رقم (335) - الفتح: 1/436، ومسلم (521)، بلفظ: ((وبُعِثتُ إلى كلِّ أحمر وأسود)).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]