ذكر الله عز وجل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2584 )           »          العدل في علاقات المسلمين بغيرهم.. واجب شرعي! من مظاهر الوسطية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 127 - عددالزوار : 64107 )           »          الحق المبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          العاطفة عاصفة مالم يحكمها العقل!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          10 أسباب تدفعك للتطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأقلية المسلمة في بولندا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          إثبات توحيد الربوبية والرد على الملاحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1374 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 10970 )           »          الوجود الإسرائيلي في إفريقيا دوافعه وأدواته- نظرة تاريخية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 1070 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-07-2020, 04:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,221
الدولة : Egypt
افتراضي ذكر الله عز وجل

ذكر الله عز وجل


د. محمد أكجيم






الحمد لله....
وبعد: فإن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، وتعتريها العلل والأمراض كما تعتري الأبدان، والمرء محاط بنفسه الأمارة بالسوء وهواه والشيطان، فلا غنى له عما يحفظه ويدفع عنه المخاوف ويطمئنه.

ألا وإن من أكثر ما يدفع تلكم الأدواء، ويحرز من الأعداء: كثرةَ ذكر الله عز وجل؛ فهو جلاء القلوب وصقالها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها، زين الله بذكره ألسنة الذاكرين؛ كما زين بالنور أبصار الناظرين.

واللسان الغافل؛ كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء؛ ففي الحديث: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت»[1].

ذكر الله عز وجل: هو العبادة السهلة اليسيرة لجميع الأوقات، ومختلف الأحوال والمناسبات. سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن شيء في الإسلام يتشبث به فقال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله»[2]. وفي الحديث أيضا: « كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»[3].

ذكر الله عز وجل، خير أعمال العبد وأزكاها عند ربه، ففي الحديث: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم»؟ قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى»[4].

وأهل السبق إلى الله وهم جلوس، هم الذاكرون الله كثيرا والذاكرات؛ ففي الحديث: «سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرا، والذاكرات»[5].

وما عصى عبد ربه إلا في لحظة غفلة عنه، يقول تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36] يقول ابن عباس - رضي الله عنهما - " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس".

أمر الله تعالى بذكره ذكرا كثيرا فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [6]. وقال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].

أثنى على ملائكته بدوام ذكره، فقال تعالى: ﴿ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20].

نوه بمقام الذاكرين له حيث الملهيات وأعظم أجورهم، فقال: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾ [7].

وما من شيء خلقه الله تعالى إلا ويسبح بحمده، يقول تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [8].

وذِكر الله عز وجل: عبادة أهل الجنة التي بها يتنعمون، « يلهمون التسبيح والتحميد، كما تلهمون النفس»[9].

والعبادات إنما شرعت لإقامة ذكر الله تعالى؛ فالذكر فاتحتها، وقوامها وختامها، يقول تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾[10]. ويقول سبحانه: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [11].

قرن - سبحانه - ذكره بالزكاة فقال: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [12].

أرشد المؤمنين إلى ذكره عند تمام شهر الصيام وكمال عدته فقال: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [13].

والحج إنما شرع لإقامة ذكر الله عز وجل؛ ففي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»[14]. وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [15].

ذكر الله عز وجل: فاتحة الدعوة إليه، يقول تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ [16]، وهو عدتها وقوامها، يقول تعالى: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴾ [17].

وهو تاجها وختامها، يقول سبحانه: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [18]، خاطب سبحانه نبييه موسى وهارون - عليهما السلام - في الدعوة إليه بملازمة ذكره فقال: (اذهب أنت وأخوك بئاياتي ولا تنيا في ذكري) [19].

وأفضل الذكر وأنفعه: ما واطأ فيه القلب اللسان، وبعث على خشية الله وطاعته، يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ﴾.

أفضل الذكر وأنفعه: تلاوة القرآن الكريم، ثم ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأذكار الجامعة النافعة.

فاذكروا الله تعالى يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، واستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

لخطبة الثانية
الحمد لله...
أما بعد: فذكر الله عز وجل، قوت القلوب الذي متى فارقها، صارت الأجساد لها قبورا، وعمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت خرابا، هو السلاح الذي يقاتَل به قُطاع الطريق، والماء الذي يطفأ به لهب الحريق، به تستدفع الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون المصائب والشدائد والملمات.

ذكر الله عز وجل: أقوى عدة يقاتل بها الأعداء، يقول تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [20].

ذكر الله كثيرا، علامة براءة قلب العبد من النفاق، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [21].

ذكر الله، سبب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، يقول تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [22].

مَن ذكر الله تعالى في ملأ، ذكره الله في ملأ خير منه، قال تعالى: ﴿ فاذكروني أذكركم ﴾[23]. وفي الحديث القدسي: «من ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ من الناس، ذكرته في ملأ أكثر منهم وأطيب »[24].

ذكر الله، قوة للقلب والبدن، مجلبة للرزق، مشغلة للسان عن الغيبة والنميمة والزور والبهتان.

ذكر الله، سبب لإظلال الله عبده يوم القيامة؛ ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى «...ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه »[25].

يحط الله به الخطايا ويذهبها، ووعد الله عليه مغفرة وأجرا عظيما، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [26].

جعلنا الله والمسلمين من الذاكرين له كثيرا، ورزقنا منه مغفرة وأجرا عظيما.


[1] صحيح البخاري رقم 6407.

[2] سنن الترمذي رقم 3375 وصححه الألباني.

[3] صحيح البخاري رقم 7563.

[4] سنن الترمذي رقم 3377 وصححه الألباني.

[5] صحيح مسلم رقم 2676.

[6] الأحزاب: 41 - 42.

[7] النور: 37 - 38.

[8] الإسراء: 44.

[9] صحيح مسلم رقم 2835.

[10] طه: 14.

[11] الجمعة: 10.

[12] الذاريات: 18 - 19.

[13] البقرة: 185.

[14] سنن أبي داود رقم 1888 ضعيف مرفوعا، والصحيح وقفه.

[15] البقرة: 200.

[16] المدثر: 1 - 3.

[17] المزمل: 5 - 8.

[18] النصر: 1 - 3.

[19] طه: 42.


[20] الأنفال: 45.

[21] النساء: 142.

[22] الرعد: 28.

[23] البقرة: 152.

[24] مسند أحمد رقم 8650.

[25] صحيح البخاري رقم 660.

[26] الأحزاب: 35.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.49 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]