التواضع وذم الكبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4869 - عددالزوار : 1852743 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4436 - عددالزوار : 1191892 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 136 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1262 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          طريقة عمل البطاطس المحشية باللحمة المفرومة.. سهلة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          4 خطوات لتنفيذ المكياج التركى موضة 2025.. هتبقى شبه "توركان سوراى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          طريقة عمل كيك الحرنكش.. مشبعة وطعمها حلو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          نباتات وزهور يمكن وضعها في مطبخك للتخلص من الروائح المزعجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2020, 05:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,188
الدولة : Egypt
افتراضي التواضع وذم الكبر

التواضع وذم الكبر


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





الخطبة الأولى

عباد الله، الكبرياء والعظمة لله وحده، ولا يجوز للعبد أن يتصف بهما أو بأحدهما، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (( الكبرياءُ ردائي والعظمةُ إزاري. فمن نازعني واحداً منهما قصمته )) رواه أبوداود وفي رواية ((ألقيتُه في جهنم)) صحيح الجامع الألباني.



أيها الإخوة، التواضع من سيماء الصالحين. ومن أخص خصال المؤمنين المتقين ومن كريم سجايا العاملين المخبتين. قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]. وقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم والخطاب عام له ولأمته: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18]. وبين تعالى حال قلوب المتكبرين قال جل وعلا: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].

المتواضع يرفع الله سبحانه وتعالى منـزلته ومكانه وقدره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه اللهُ) رواه مسلم.



إخواني يا من تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا من تعتقدون أن لا سعادة ولا عزة ولا طريق إلى الجنة إلا باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به؛ يا من تسمعون قول الله: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21].

إن نبينا صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم. ليس فوقه أحد من البشر؛ إنه أحب الخلق إلى الله وأعظمهم جاهاً وقدراً عند رب العالمين. إنه صاحب الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة، منزلةٌ واحدةٌ ليست إلا له صلى الله عليه وسلم. إن الأرض ما وطئ عليها ولن يطأ عليها إلى يوم القيامة أكرم ولا أجل ولا أرفع منه صلى الله عليه وسلم.



ومع ذلك تأمل أخي المؤمن إلى تواضعه العجيب صلى الله عليه وسلم:

عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه.

وتربى نبينا صلى الله عليه وسلم ككل الأنبياء على التواضع؛ ومن ذلك رعيه الغنم وتحدثه بعد نبوته بذلك: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بعث الله نبينا إلا وقد رعى الغنم وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط) رواه ابن ماجه وصححه الألباني، قال أهل العلم: رعي الغنم عمل ارتضاه الله لأنبيائه. وفيه تربية للنفوس على التواضع والخضوع لله تعالى.



ومن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم تواضعه مع الضعفاء والأرامل والمساكين والصبيان. عن سهل بن حُنيف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم) صححه الألباني، يأتي ضعفاء المسلمين. فلم تشغله النبوة ومسؤوليته تجاه أمته، ولا كثرة المهام التي يقوم بها من أن يجعل للضعفاء والمرضى نصيباً من الزيارة والعيادة واللقاء.



إخوة الإسلام، (كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم) صححه الألباني. وفي رواية: (كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم) صححه الألباني.

إنك ترى - في عصرنا هذا - من يترفع عن السلام على الرجال الكبار فكيف يكون شأنه مع الصبيان والصغار؟ وإنك لتجد مَن يأنف أن يسلم على من يرى أنه أقل منه درجة أو منصباً، ولعل ما بينهما عند الله كما بين السماء والأرض! ألا فليعلم أولئك أنهم على غير هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.



عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: سأل رجلٌ عائشةَ رضي الله عنها: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: (نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَخصف نعله ويَخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) صحيح الأدب المفرد للألباني. وسئلت عائشة رضي الله عنها عما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع إذا دخل بيته؟ قالت: (كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة) رواه البخاري.

نور جعله الله سبحانه وتعالى في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فظهر في سلوكه وفعاله وتواضعه وخدمة أهله. ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا من فراغ في وقته ولكنه كان يحقق العبودية لله سبحانه بجميع أنواعها وأشكالها وصورها فيتواضع ويعين ويعطف على القريب والبعيد.



عباد الله؛ يقول نبينا صلى الله عليه وسلم محذرا من الكبر ومبيّنا لحقيقته: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة؟ قال: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطَرُ الحق؛ وغمط الناس) رواه مسلم. وبطَرُ الحق: دفعه ورده على قائله. وغمط الناس: احتقارهم وازدراؤهم.

وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد) صححه الألباني.

وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر) رواه البخاري.



إخوة الإيمان، إن كل ما يتمتع به العبد من منصب أو مال أو علم أو غير ذلك منح وعطايا من الله عز وجل. ومثلما أعطاها إياه فهو سبحانه قادر على أن يسلبها منه في طرفة عين. لذلك لا يستقيم أبدًا أن تكون هذه العطايا من الله طريقًا للكبر.

وقال أبو علي الجوزجاني: النفس معجونة بالكبر والحرص على الحسد، فمن أراد الله هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة، وإذا أراد الله تعالى به خيراً لطف به في ذلك. فإذا هاجت في نفسه نار الكبر أدركها التواضع. وقال سفيان بن عيينة: من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة فإن آدم عليه السلام عصي مشتهياً فاستغفر فغفر له، فإذا كانت معصيته من كبر فاخشَ عليه اللعنة. فإن إبليس عصى مستكبراً فلُعن.



تواضع تكن كالنجم لاح لناظر

على صفحات الماء وهو رفيع



ولا تك كالدخان يعلو بنفسه

إلى طبقات الجو وهو وضيع






قال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83].

اللهم بارك لنا في القرآن والسنة، وانفعنا بما فيهما من الذكر والحكمة، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.



الخطبة الثانية

عباد الله، إن كلَّ ما نراه من مباهج الدنيا وزينتها إنما هو ظل زائل، وأنت راكب مرتحِل، فلا تغتر بها.

أحلام ليل أو كظل زائل ♦♦♦ إن اللبيب بمثلها لا يخدع

قال عروة بن الزبير رضي الله عنهما: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا. فقال: (لما أتاني الوفود سامعين مطيعين - القبائل بأمرائها وعظمائها - دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها ).

أيها الإخوة، اعلموا أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140]. فتارة غنى، وتارة فقر، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة منصب، وتارة بلا منصب وهكذا. فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال. وهو تقوى الله عز وجل والتواضع على كل حال، وهذا الذي يزينه ويبقى معه، والله المستعان.




مرَّ بعض المتكبرين على مالك بن دينار، وكان هذا المتكبر يتبختر في مشيته فقال له مالك: أما علمت أنها مشية يكرها الله إلا بين الصفين في الجهاد؟ فقال المتكبر: أما تعرفني؟ قال مالك: بلى، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العَذِرة، فانكسر وقال: الآن عرفتني حق المعرفة.

وننبه في الختام؛ بأنه يزداد التأكيد على التواضع مع أهل الفضل عليك كالوالدين والمعلمين وغيرِهم، لأنهم أولى الناس بخفض الجناح؛ لما لهم من فضل ومعروف.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق.... اللهم ارزقنا التواضع، وأعذنا من الكِبر.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]