كيد الشيطان ضعيف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سماحة النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في الرابع والعشرين من شعبان 1143 وفاة إمام الشام الفقيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الأمانة أمانة... حتى في الأشياء الصغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأقدار الحزينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 493 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 446 )           »          مفارقات بين الخلق والخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 13 )           »          نحن والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صديقي رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3135 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-09-2020, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,275
الدولة : Egypt
افتراضي كيد الشيطان ضعيف

كيد الشيطان ضعيف
د. سيف صفاء عبدالكريم الدوري



هذا مَعْلم لا يقلُّ أهمية عن المعالم السَّابقة، يتمثَّل في استيقان المؤمن أن كيد الشيطان مهما عَظُم فهو ضعيف؛ قال تعالى: ﴿ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وأنَّ مكر الشيطان مهزوم؛ لأنَّه يمثِّل الباطل، والباطل مَهزوم في كلِّ عصر وأوان، والمتدبِّر فيما عزم عليه الشيطان لتدمير البشَر يجد أنَّ أسلحته وإن كانت تَبدو فتَّاكة، إلَّا أنها أسلحة محاصرة، ولا تصيب إلَّا مَن دخل في مرماها أو حامَ حولها، وإذا كان الله قد أعطى إبليس سلاحًا، فإنَّه تعالى أعطى للمؤمن السِّلاحَ الأقوى، وعلى سبيل المثال فإنَّ الله تعالى أيَّد إبليسَ على الإنسان بالإنظار إلى يوم الوقت المعلوم، وأيَّد الإنسانَ عليه بالملائكة الباقين ببقاء الدنيا، وأيَّد إبليس بالتمكين بتزيين الباطِل، وأيَّد الإنسان بأن هداه إلى الحقِّ، وزيَّن الإيمانَ في قلبه، وفطَره على التوحيد، وعرَّفه الفجور والتقوى، وجعل له نورًا يمشي به في الناس إنْ آمَن بربِّه، إلى غير ذلك من أنواع التأييد، وبعث إليه الرسل والأنبياء بهداية التشريع الذي يَحمي اللهُ تعالى به عبدَه الصالح المجتنِب لما يسخطه ويكرهه عن مضارِّ الدنيا، ويجنِّبه عن مضلَّات الفتن، ويلطف به ألطافًا ظاهرة أو خفيَّة، حتى يخرج من الدنيا سالمًا دينه، راضيًا عنه ربه.




فبناء على هذا، فإنَّ معسكر الشيطان مَهزوم مهزوم، ولقد هُزم في كلِّ عصر؛ هُزم يوم أن قَتل ابنُ آدم الأول أخاه بحجر، وسيُهزم بعد أن قتل الأخ أخاه، بكلِّ أسلحة الفتك التي تفتَّق عنها ذهن الشيطان.




إن هزيمة الباطل - كما أسلفنا - في كلِّ عصر هي عنوان الحقِّ الأصيل في الوجود، ودعوة للسائرين في طَريق الانحراف كي يصحِّحوا مسارهم، ويعلموا أنَّ الباطل طارئ لا أصالة فيه، وأنَّه مطارَد من الله، ولا بقاء لشيء يطارده الله، والفقه الشيطاني هزَمَه الله في كلِّ عصر من العصور، وكانت هزيمته عنوانًا لانتصار الحقِّ، ودعوةً للسائرين في الظلام كي يَخرُجوا من خيامٍ ضُربت عليها الهزيمة في الحياة الدنيا، ولها في الآخرة عذاب إليم، إلى رحاب الكون الذي يتنفَّس بمخزون الفطرة، ويدور في اتجاه واحد، نحو غاية واحدة[1].




إذًا، هذا المَعْلم يعطينا الثِّقةَ بالنفس في مواجهة كيد الشيطان، وأولًا وأخيرًا فإنَّ الشيطان يَعتمد على نقاط الضعف لدى الإنسان، فيزيِّن له الشر بطُرق معينة تناسب ضعفَه، ثمَّ يطيعه المرءُ وهو لا يشعر بذلك، ويمكن ردُّ هذا الكيد بما أسلفنا من معالم للمنهج القرآني في التصدِّي لحرب الشيطان؛ عن طريق تقوية الصِّلة بالله تعالى، ودوام الذِّكر على كل حال، وكثرة تِلاوة القرآن، وملازمة الصَّالحين، واستشعار الثِّقة بالقدرة عليه، وبضعف كيده؛ فإنَّها أعظم الأمور في مدافعة هذا العدو.




وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين






[1] ينظر: الانحرافات الكبرى؛ سعيد أيوب - ص (24، 25)، والمستفاد من قصص القرآن - ج (1)، ص (70، 71).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.68 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]