|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من آداب المعلم: العدل في نشر العلم بين التلاميذ بدر بن جزاع بن نايف النماصي مراجعة الدروس المحفوظة وتكرارها مع التلاميذ: فبمراجعة العلم ترسخ المعلومة في ذهن المتعلم، أشار إلى ذلك المصنف - رحمه الله - فيما: "روى أحمد عن عبدالله، هو ابن مسعود، قال: تذاكروا الحديث؛ فإن حياته المذاكرة، وعن علقمة قال: أطيلوا ذِكر الحديث لا يدرس، وعن وهب بن منبه قال: مجلس يتنازع فيه العلم أحبُّ إليَّ من قدره صلاةً، روى ذلك الخلاَّل"[1]. العدل في نشر العلم بين التلاميذ: العدل من الأسس التي يقوم عليها بناء العملية التعليمية، وقد نقل الإمام ابن مفلح - رحمه الله - في رواية الفضل بن زيادة عن الإمام أحمد أنه قال: "كان لا ينصفهم في الحديث يعني: (إسماعيل بن علية)، قلت: كيف كان لا ينصف؟ قال: كان يحدث بالشفاعات، قلت: فإن كان رجل له إخوان يخصهم بالحديث لا ترى ذلك؟، قال: ما أحسَنَ الإنصافَ! ما أرى يسلم أهل الحديث من هذا، قلت: وإن كان رجل يقرئ رجلاً مائتي آية، ويقرئ آخر مائة آية، ما تقول فيه؟ فقال: ينبغي أن ينصف بين الناس، وقلت له: إنه يأخذ على هذا مائتي آية؛ لأنه يرجو أن يكون عاملاً به، ويأخذ على هذا أقل؛ لأنه لا يبلغ هذا في العمل، ما ترى فيه؟ قال: ما أحسَنَ الإنصافَ في كل شيء!"، إلى أن قال - رحمه الله تعالى -: "وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: لن تزالوا بخير ما دام العالم يعدل بينكم بعلمه لا يحيف"[2]، وقال المصنف أيضًا في وجوب العدل بين التلاميذ، في موضع آخر: "وعن أبي العالية في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ﴾ [لقمان: 18]، قال: يكون الغني والفقير عندك في العلم سواءً، وقال ابن عون: كلموا محمدًا في رجل يحدثه، فقال: لو كان رجل من الزنج لكان عندي وعبدالله بن محمد في هذا سواءً"[3]. وبالعدل قامت السموات والأرض، وبالإنصاف بين التلاميذ في نشر العلم، يحارب المربي المسلم كثيرًا من الأمراض النفسية التي تنتشر بين المتعلمين؛ كالغِلِّ، والحِقد، والحسد، ويعمل بذلك على تحقيق الصحة النفسية في المجتمع المدرسي. الديانة: قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وصح عن ابن سيرين قال: العلم دِين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم؟ ذكره مسلم في مقدمة مسلم"، إلى أن قال: "وقال مالك لرجل: اطلب هذا الأمر من عند أهله"[4]، وقال المصنف - رحمه الله -: "وقال هشيم عن مغيرةَ عن إبراهيم النخَعي قال: كانوا إذا أتَوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سَمْته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه"[5]. فالديانة لدى المعلم تمنعه من ظلم التلاميذ، أو التعدي عليهم، أو بخسِهم حقوقَهم؛ لأن المعلم في هذه الحال ينطلق في تعامله مع تلاميذه من عقيدة تدفعه بألا يهضم حقوقهم، ولا يتعدى عليهم؛ فالشريعة الإسلامية أتت بتحريم كلِّ ما من شأنه الإخلالُ بحقوق الآخرين. [1] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص223. [2] (المرجع السابق): ج2. ص210. [3] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق) ج2. ص210 - 211. [4] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص252. [5] (مرجع سابق): ج2. ص253.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |