
02-08-2021, 03:13 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة :
|
|
لنتكلم كما نكتب مثل الآخرين
لنتكلم كما نكتب مثل الآخرين
أ. عاهد الخطيب
عزَّزَتْ وسائلُ التواصل الاجتماعي والفضائيات وغيرُها من وسائل اتصال حديثة... تَقارُبَ اللهجات العربية، لدرجة تسمح بالتواصل بين الجميع دون حاجة أحدهم لتغيير لهجته الأصلية، وإن حصل فلِتوضيح كلمات ومصطلحات محدَّدة، كما هو الحال عمومًا في مِنطقة المشرق العربي، ولكن ظلَّت هناك مشكلة قائمة بين دول المشرق العربي ودول مغربه؛ فالعربيُّ في بلاد الشام ودول الخليج العربي يشُقُّ عليه كثيرًا فَهم لهجة أخيه العربي في موريتانيا أو الجزائر أو المغرب أو تونس، وقد يحتاج لترجمة أحيانًا لمتابعة برنامج يُقدَّم بلهجتهم المحلية، وربما العكس صحيح وإن كان بنسبة أقل؛ ربما لأن لهجة أهل المشرق من العرب أقرب للفصحى.
الحل الأمثل لهذه المعضلة هو اللجوء لما هو مشترك؛ وهي اللغة العربية الفصيحة، فالمفترض أنها اللغة واللهجة الوحيدة للجميع، ولكن واقع الحال بعيدٌ عن ذلك، فاستخدام فصيح اللغة محدودٌ ومُقتصِرٌ على التدريس حتى المرحلة الثانوية في معظم الدول العربية، وليس حتى جميعها، وفي بعض التخصُّصات الجامعية، والخطابات الرسمية، وخُطَب المساجد، وبعض الأمور الأخرى، وعلى مستوى الإعلام المرئيِّ والمسموع فهي مقتصرة على نشرات الأخبار وبعض البرامج.
يشعر الفرد العربي بالأسى وهو يرى أصحاب اللغات الرئيسة - التي تُعَد العربية واحدةً منها - الأخرى؛ كالإنجليزية وغيرها من لغات عالمية، يتحدَّثون كما يكتبون، ولا تلمس فرقًا بين حديثهم العادي ولغتهم الرسمية، وإن وُجِد فلا يكاد يُذكَر، مما يجعل مهمة التواصل بين جميع أصحاب اللغة الواحدة عندهم مهمة في غاية اليسر، مقارنةً بما عندنا بين أبناء العرب، وحتى بين أبناء البلد الواحد، أحيانًا تتباعد اللهجات المحليَّة لدرجة يشُقُّ فيها التواصل السَّلِس بين الأفراد.
على الرغم من كل هذا الهَجْر للغتنا الفصيحة الجميلة، والهجر لها من قِبَل أصحابها، فهي ستبقى حيَّة وخالدة إلى يوم الدين، فحَسْبُها أنها لغة القرآن الكريم الذي اتَّسعت لألفاظه ومعانيه، وحملت إعجاز آياته اللغويَّ، الذي بَهَر عربَ الجاهلية، أهلَ الفصاحة والبلاغة، فأشعَرَهم بعجزهم أمام بلاغة القرآن، ثم لِتمُرَّ السنون والقرون، ويأتي عصرُنا، عصر الكشف العلمي، لنكتشف معه ما تحمله آيات قرآننا العربية الفصيحة من إعجاز علميٍّ ما كان لِيَخطُرَ على بال الأوَّلين، فما أروعَها من لغة فيها كل هذه المقومات!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|