تاج الوقار لأهل القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 574 - عددالزوار : 74572 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 21 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2021, 11:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,667
الدولة : Egypt
افتراضي تاج الوقار لأهل القرآن

تاج الوقار لأهل القرآن













والوالدان لهما الحُلَّتان



الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد








إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾. [آل عمران: 102].








﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾. [النساء: 1].







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾. [الأحزاب: 70، 71].







أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.







أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين.







قال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾. [الفرقان: 30]، مهجورا، هَجْرَ تلاوةٍ، أو هجرَ عملٍ، أو هجرَ اعتقادٍ، أو هجرَ شكٍّ في بعض الآيات، اتخذوا هذا القرآن مهجورا.







وقال سبحانه؛ مبينا عظمة القرآن الكريم في هذه الآية التي في سورة الحشر، قال سبحانه: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. [الحشر: 21].







على جبل، على قمة إيفرست، لو نزل القرآن عليها لغاصت، لو نزل القرآن على جبال الهملايا لخشعت، لو نزل على جبال أطلس والأنديز لو نزل عليها القرآن لتصدّعت، أكبرُ جبالِ وأطولُها في الدنيا، ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ... ﴾، فأين نحن من كتاب الله في هذا الزمان الذي نعيشه؟







واليوم! وسائل التعليم اختلفت؛ فبدَل أن يكون التلقِّي مواجهة ومباشرة، أصبح عبر سكايب، والفسبكة والتوترة، والفيديوهات وما شابه ذلك، ولا علم في هذا، إنما هي رتوش.







كتاب الله - سبحانه وتعالى - الله حفظه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9].







ووكَّل به أُناسًا يقومون بهذا الحفظ، وتلك التلاوة، من وزاراتِ أوقاف، أو متطوعين، أو علماء وما شابه، منهم من يعلِّم ويحفظ عن ظهر قلب، ومنهم من يدرِّس هذا القرآن ويفسره، ومنهم من يخطب بآية من آياته يعلم الناس، ويعظهم.







هذا هو حالُ القرآن؛ فالذي يحمل هذا القرآن في قلبه، ويحويه في صدره، يحوي كلام الله، وكلامَ ربِّ العالمين سبحانه وتعالى، وهو لا يعلم ما له عند الله من مكانة، ولا يدري ما له من منزلة.







روى الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجة في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في معجمه الأوسط، والدارامي في سننه، والحاكم في مستدركه، منهم من روى عن أبي هريرة، ومنهم من روى عن أبي أمامة، ومنهم من روى عن بريدة، نأخذ رواية أبي هريرة في معجم الطبراني الأوسط ونضيف إليها من الروايات الأخرى.







عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ")، كالرجل الشاحب الذي جاء من سفر، متعبٌ، تغير لونه، والرجل الشاحب هو الذي في مرضه فاصفر وجهه، وكأنه يجيء على هذه الهيئة؛ ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا؛ ليشهدَ له بعمله أو للتنبيه له على أنه تغيّر؛ كما تغيّر لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن... كذلك يتغيّر القرآن يوم القيامة إلى تلك الهيئة، لأجل أن يتشجع الناس، أن تتشجع هذه الأمة هي وأبناؤها وبناتُها، لا ينسون كتاب الله في التحصيل، وأن يصل في الاجتهاد في تحصيل درجة صاحبه، حتى ينال صاحبه الدرجة القصوى في الآخرة، تصوّر وتخيّل في الآخرة، بمجرد أن نخرج من القبور يقابلُنا أحسن أعمالنا وأكثرها إخلاصا لله، فأهل الصلاة تقابلهم الصلاة، وأهل الجهاد يقابلهم الجهاد، تمثّل هذه الأعمال صور، وأهل القرآن يقابلهم ما تَلَوه من كتاب الله عز وجل في صورة رجل شاحب.







("يَقُولُ") القرآن ("لِصَاحِبِهِ؛ [حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبرُهُ]: هَلْ تَعْرِفُنِي؟! [فَيَقُولُ] الذي حفظه في الدنيا، وعمل به واعتقده=: [مَا أَعْرِفُكَ! فَيَقُولُ لَهُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُأَنَا الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ")، في الدنيا، كان يسهر ليله بماذا؟ بالتلاوة، أي: منعتك النوم؛ بسبب القيام والصلاة بي طول الليل، أي: بتلاوة القرآن، ("وَأُظْمِئُ هَوَاجِرَكَ")، أي: أشغلتك في النهار عن الشراب اللذيذ، باشتغالك بتلاوتي حتى عطشت.




فالقرآن يقول لصاحبه ("وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَأَنَا لَكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تَاجِرٍ")، فهنا الربح والفوز والنجاة والفلاح، ومعناه؛ وأنَّ ربحَك اليوم أعظمُ من ربح كلّ تجارة.







("[قَالَ]: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ")، اشتهِ ما شئت من الجنة فهو لك.







("وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ")، لا موت فيها ولا نوم، ولا أرق ولا تعب ولا مشقة، هنيئا لتالي القرآن.







("وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ")، كما في رواية أخرى: ("[تَاجًا مِنْ نُورٍ، ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ]")، يشع ُّبالإضاءة، كلُّ أهل الموقف يعرفون أهل القرآن بهذه الصفة، ومن أُلبِسَ التاج حصل له العزُّ والتَّعظيم من رب العالمين، أعزه الله وعظَّمه بين المخلوقات، بين أهل الموقف، بين الإنس والجن والملائكة، أمام رب العالمين، فهذا التَاجُ تاج الوقار سَبَبُ الْعِزَّةِ وَالْعَظَمَةِ هناك.







("وَيُكْسَى وَالِدَاهُ") يا فلان بن فلان، من هو أبوك؟ وأين هي أمُّك؟ ينادّى عليهما من بين الخلائق ليكسوهما الله جل جلاله، فماذا يُكْسَيان؟







("حُلَّتَانِ")، كم ثمنهما؟ كم مقدارهما؟ اضرب الثمن كما شئت في دماغك، وفي آلتك الحسابية، لن تصل إلى مقدراهما، قال صلى الله عليه وسلم:







("لَا يَقُومُ لَهُمَا [أَهْلُ] الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا")، أي: لا يمكن أهلُ الدنيا تحديد قيمتها، قيمة هذه الثياب، وهذه الملابس لهذين الوالدين، فكيف بالأولاد الذين يحفظون كتاب الله سبحانه وتعالى؟







("فَيَقُولَانِ") يتعجب الوالدان اللذان لا يعرفان سببَ هذه الكسوة من بين الناس، فيقولان:



("يَا رَبُّ، أَنَّى لَنَا هَذَا؟ [بمَ كُسِينَا هَذِهِ؟!]").







("فَيُقَالُ لَهُمَا: بِتَعْلِيمِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ")، أنتم السبب، سواء علّمتماه مباشرة، أو أرسلتماه إلى من يعلمه كتاب الله.







("وَإِنَّ صَاحِبَ الْقُرْآنِ يُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ")، ماذا يقرأ صاحب القرآن يوم القيامة؟ أناشيد وأغاني، يقرأ موشحاتٍ أندلسية وغيرها، إنه سيقرأ كلام ربِّ العالمين، أمام رب العالمين، وأمام الناس أجمعين، وأمام خلق الله سبحانه وتعالى، يقرأ من الكتاب الكريم أمام الرب الكريم، اقرأ، وما فائدة القراءة في هذا الوقت، قال: اقرأ ("وَارْقَ فِي الدَّرَجَاتِ، [اقْرَأ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ]؛ أي: منازلها وأماكنها العالية [وَغُرَفِهَاوَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا").







رَتِّلْ يا عبد الله، اقرأ القرآن بالترتيل، أي: على مهل، وبعض الناس عنده السرعة، سرعة في القراءة، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فلنستمع بقية الحديث:



("فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ مَعَكَ، [فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ؛ هَذًّا كَانَ، أَوْ تَرْتِيلًا])»، أي: سواء كانت هذه القراءة هذًّا بتشديد المعجمة، أي: بسرعة أو كانت ترتيلا على مهل.







والحديث بزوائده وشواهده، عند الطبراني في المعجم الأوسط (6/ 51) (5764)، (ش) (30045)، (حم) (22950)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن في المتابعات والشواهد، من أجل بشير بن المهاجر الغنوي. انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1434)، والصَّحِيحَة: (2829).







اقرأ ورتل، فالمنزل عند آخر آية يقرأها هذا الإنسان من صدره.



أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.











الخطبة الآخرة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه وارتسم خطاه إلى يوم لقاه، أمّا بعد:



يا أولياء الأمور! يا من وهبكم ربُّكم ثمراتِ أفئدتِكم، يا من تملكون أولادا ذكورا وإناثا، نعما من الله عليكم، اهتموا بهم، نحن نعلم أنّ الآباءَ والأمهاتِ يهتمون بالأولاد في الصحة، ولا يقصرون في الحصول على الأدوية، وفي مجال التعليم هم مستعدون، يريدون الشهادات لأولادهم، يخافون عليهم من الرفقة السيئة فيحافظون على أولادهم، لكن أين هذا من كتاب الله؟ وأين نحن من السلف الصالح الذين يبعثون أبناءهم بمجرد تعلّم النطق، يعلمونه لا إله إلا الله، ثم يعلمونه كتاب الله، فلا يصل إلى سنِّ سبع أو ثمان أو تسع سنين إلا وقد حفظ القرآن، هذا كان، وهناك أناس الآن موجودون لكن بنسبة قليلة جدا، فمن المسئول؟ أولياء الأمور.







شغلتنا الجوالات، والهواتف النقالة، والتليفزيونات، شغلتنا البرامج الكثيرة جدًّا عن كتاب الله، اجعل لابنك نصيبا في المسجد، إن لم تكن من أهل تعليمه القرآن وتحفيظه، اجعل له نصيبا ساعة.







يقول لي معلم هذا المسجد، معلم القرآن يقول لي: لو يأتيني الطالبُ نصف ساعة أو ربع ساعة، وهو على استعداد أن يتقبل هؤلاء في بيته أيضا، ماذا تريدون أكثر من ذلك؟!







يا أولياء الأمور! يشكو لي من بعضهم، من بعض أولياء الأمور ممن يقصِّر في تشجيع أولاده لحضور سويعة يحفظ فيها من كتاب الله، فأولادهم نوابغ يحفظون بسرعة، فهو يشكو من هذا.







إن لم يكن هناك ضغطٌ ماديٌّ بالجوائز، أو معنوي بتخويف والديه له بمنعه من مصروفه مثلا، فهذه الحلقة لا يأتي إليها الطفل أو الطالب مندفعا؛ إلا إن كان هناك إغراءات، فمثل البسكويت أو وجبات طعام فأمور بسيطة، قد تجذب بعضهم.







لكن إذا قلت للطالب: لك جوال أو حاسوب إذا حفظت ما شاء الله، يداوم على الحضور ويجتهد في الحفظ، يريد أن ينشغل بأمور أخرى، إذن هناك مرغبات من الجهة المحفظة.







وهناك مرهبات من البيت من وأولياء الأمر، فليراقبوا ولدهم ويسألونه: ذهبت إلى الحلقة أم لم تذهب؟ لا بد من السؤال عنه.







ومع أن المعلم هنا والمحفظ، يتصل بأولياء الأمور، ولكنهم يعتذرون، يتعذرون بأمور لا تعيقها ولا تؤثر عليها النصف ساعة أو أقل، يحضرها أولادهم النوابغ، أولادهم ليسوا هملا، وليسوا حمقى، كما هو يقول هو، إنما هم نوابغ، ومع ذلك يتأخرون، يأتي بضعة أيام ويغيب بضعة أسابيع، فالمسئول من؟ كلّنا مسئولون، استمع إلى قول الشاطبي في متن الشاطبية، قال رحمه الله تعالى:





فَيَا أَيُّهَا الْقَارِيْ بِهِ مُتَمَسِّكًا

مُجِلًا لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا



هَنِيئًا مَرِيئًا وَالِدَاكَ عَلَيْهِما

مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ



فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ

أُولَئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلَا



أُولُو الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى

حُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلَا



عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِسًا

وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلَا



جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً

لَنَا نَقَلُوا القُرَآنَ عَذْبًا وَسَلْسَلَا










من متن الشاطبية أو حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع (ص: 2).







في هذا البيت؛ يدعو الناس إلى كتاب الله وإلى من يعلمهم كتاب الله، فيدعو الشاطبي رحمه الله بالخيرات للعلماء الذين نقلوا لنا هذا القرآن عن أسلافهم، حتى نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم:



جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً * لَنَا نَقَلُوا القُرَآنَ عَذْبًا وَسَلْسَلَا.







فصلوا على رسول الله، كما صلى عليه الله في كتابه، وأمر بذلك، وصلت عليه الملائكة فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾. [الأحزاب: 56].







اللهم صلِّ وسلِّم وبارك وأنعِم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.







اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.







اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبا ولا سجينا إلا أطلقته وأرجعته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين.







اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا برحمتك يا أرحم الراحمين.








واجعل القرآن شافعا لنا يا رب العالمين، واجعل في قلوبنا يا الله محبةً لكتابك، محبة لتلاوة آياتك وقرائتها آناء الليل وأطراف النهار لعلك ترضى يا رب العالمين.







نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.







﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾. [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.64 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]