|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإيمان بالملائكة في ضوء الكتاب والسنة (القسم الثاني) الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم. أما بعد: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]. عباد الله: تَحدَّثنا في الجمعة الماضية عن رُكْنٍ مِن أركانِ الإيمانِ، وهو الإيمانُ بالملائكةِ عليهم السلام، عن تعريفهم، ومنزلةِ الإيمانِ بهِم، وخَلْقِهِم وعَدَدِهِم، وصفاتِهم الْخَلْقيَّةِ والْخُلُقيَّةِ، ونَتَحدَّثُ في هذه الْجُمُعَةِ إنْ شاء الله: عن أسمائهم وألقابهم ومراتبهم، ووظائفهِم وعبادتهم، وعن دَوْرِهِمْ مَعَكَ يا ابنَ آدم، وعمَّن تَلْعَنُهُم، وعنْ مُبشِّراتهم. عبادَ اللهِ: الملائكةُ كما مرَّ لا يعلمُ عددهم إلا الله ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31]، وذَكَرَ اللهُ في كتابهِ بَعْضَهُم: فمنهم: جِبْريلُ رُوح القُدُسِ وميكائيل عليهما السلام، قال عزَّ وجل: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 98]. ومِن أعمالهما: التسديد إلى الْخَيْرِ، قال يهوديٌّ لِعُمَرَ رضيَ اللهُ عنه: (إنَّا نَجِدُ أنهُ ليسَ قاضٍ يَقْضِي بالْحَقِّ، إلاَّ كانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ، وعنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ ويُوَفِّقَانِهِ للحَقِّ، ما دَامَ مَعَ الْحَقِّ، فإذا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وتَرَكَاهُ) رواه مالكٌ وقال الألباني: (صحيحٌ موقوفٌ). ومنها: القِتالُ مَعَ المسلمينَ ما استقامُوا: (قِيلَ لِعَلِيٍّ ولأبي بَكْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ: مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، ومَعَ الآخَرِ مِيكَائِيلُ وإسْرَافِيلُ، مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ أوْ قَالَ: يَشْهَدُ الصَّفَّ) رواه أحمد وصحَّحه مُحقِّقُو المسند. ومنهم: إسرافيلُ عليه السلام، قال القرطبيُّ: (قال علماؤُنا: والأُمَمُ مُجْمِعُون على أنَّ الذي يَنْفُخُ في الصُّورِ إسرافيل عليه السلام) انتهى، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (كيفَ أَنْعَمُ وقَدِ التَقَمَ صاحِبُ القَرْنِ القَرْنَ، وحَنَى جَبْهَتَهُ وأَصْغَى سَمْعَهُ، يَنْتظِرُ أنْ يُؤْمَرَ أنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخَ) رواه الترمذيُّ وحَسَّنه، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ طَرْفَ صاحِبِ الصُّورِ مُذْ وُكِّلَ بهِ، مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ، مَخَافَةَ أنْ يُؤْمَرَ قبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إليهِ طَرْفُهُ، كأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ) رواه الحاكمُ وحسَّنه ابنُ حجر. ومنهم: مَلَكُ الموتِ عليه السلام: قال عزَّ وجلَّ: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11]، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث البراءِ: (إنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إذا كانَ في انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وإقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ، نَزَلَ إليهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أكْفَانِ الْجَنَّةِ، وحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عليهِ السَّلامُ، حتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي إلى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ ورِضْوَانٍ) الحديث رواه الإمام أحمد وصحَّحه البيهقي، وقال صلى الله عليه وسلم: («إذا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا» -قالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرَ مِنْ طِيبِ رِيحِهَا وذَكَرَ الْمِسْكَ- قالَ: ويَقُولُ أهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ جاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأرْضِ، صَلَّى الله عَلَيْكِ وعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ، فَيُنْطَلَقُ بهِ إلى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بهِ إلى آخِرِ الأَجَلِ) رواه مسلم، ومعنى: (آخر الأَجَلِ)؟ قال القاضي عياض: (يَعني والله أعلم: مُنْتَهى مُسْتَقر أرْوَاح المؤمنينَ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) انتهى، وقال ابنُ عباسٍ: (حَمَلَةُ الْعَرْشِ ما بينَ كَعْبِ أحَدِهِمْ إلى أَسْفَلِ قَدَمَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وزَعَمُوا أنَّ خُطْوَةَ مَلَكِ الْمَوْتِ ما بينَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ) رواه أبو الشيخ في العَظَمةِ ورجالُه ثقاتٌ، (وقالَ مُجاهِدٌ: جُعِلَتْ لهُ الأرضُ مِثْلَ طَسْتٍ يَتَنَاوَلُ مِنها حَيْثُ يَشَاءُ) أخرجه الطبري، وهؤلاء الأربعة هم أفضل الملائكة، قال السيوطيُّ: (ولا خلافَ أن جبريلَ ومِيكَائِيلَ وإسرافيلَ وملكَ الْمَوْتِ رُؤُوسُ الْمَلائِكَةِ وأشْرَفُهم) انتهى. ومنهم: خَزَنةُ الجنَّةِ وكبيرهم رضوانُ عليه السلام، وخَزَنةُ النَّارِ وكبيرهم مَالِكٌ عليه السلام: قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ﴾ [الزمر: 39]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 77]، وقال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73]، قال ابنُ كثير: (وخَازِنُ الْجَنَّةِ مَلَكٌ يُقالُ لهُ: رِضْوَانُ، جاءَ مُصَرَّحَاً بهِ في بعضِ الأحاديثِ) انتهى. إلى غيرِ ذلك مِن أصنافِ الملائكة، والذي دَل الكتابُ والسُّنَّةُ على أَصْنَافِها، وأنها مُوَكَّلَةٌ بأصنافِ الْمَخْلُوقَاتِ، فوَكَّلَ سُبحانهُ بالْجِبَال مَلائِكَةً، ووَكَّل بالسَّحَابِ مَلائِكَةً، ووَكَّل بالرَّحِمِ مَلائِكَةً تُدَبِّرُ أَمْرَ النُّطْفَةِ حتَّى يَتِمَّ خَلْقُهَا، ثُمَّ وَكَّل بكَ مَلائِكَةً لِحِفْظِكَ، ومَلائِكَةً لِحِفْظِ ما تعْمَلُهُ وإحْصَائِهِ وكِتَابَتِهِ، ووَكَّل بِمَوْتِكَ مَلائِكَةً، ووَكَّل بسُّؤَالكَ في قَبْرِكَ مَلائِكَةً، ووَكَّل بالأَفْلاكِ مَلائِكَةً يُحَرِّكُونَها، ووَكَّل بالشَّمْسِ والْقَمَرِ مَلائِكَةً، فالْمَلائِكَةُ أعْظَمُ جُنُودِ اللهِ تعالى، إلى غيرِ ذلكَ مِنْ أَصْنَافِهم التي لا يُحْصِيها إلا اللهُ تعالى. عباد الله: وأمَّا عَن وظائفهم: فمنها كتابةُ الحسناتِ والسيئاتِ: قال عز وجل: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الإنفطار: 10، 12]. ومنها: نزولهم إلى الأرض: كنزولهم ليلة القدر، قال عز وجل: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4]. ومنها: تبليغ الوحي: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [النحل: 2]. ومنها: الشهادة على أعمالك وحمايتك: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الْعَصْرِ وصَلاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الذينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهُوَ أعْلَمُ بكُمْ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ) رواه البخاري ومسلم. ومنها: حِراسَتُهم لِمَكَّةَ والمدينة: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إلاَّ مَكَّةَ والْمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إلاَّ عليهِ الْمَلائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بأَهْلِهَا ثَلاثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ اللهُ كُلَّ كَافِرٍ ومُنَافِقٍ) رواه البخاري ومسلم. وأما عن عبادتهم: فكما قال الله عنهم: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]، ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 28]، فمن عبادتهم: كثرة التسبيح: ﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 20]. ومنها: التأمين على دعائك: (عنْ أبي هُريرةَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: «إذا أَمَّنَ الإمامُ فَأَمِّنُوا، فإنهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ»، وقالَ ابْنُ شِهَابٍ: وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَقُولُ: «آمِينَ») رواه البخاري ومسلم، و(قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: إذا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ أوِ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْراً، فإنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ على ما تَقُولُونَ)، و(قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الْغَيْبِ، إلاَّ قالَ الْمَلَكُ: ولَكَ بِمِثْلٍ) رواهما مسلم. أمَّا بعدُ: وأمَّا عن دَوْرِهِمْ مَعَكَ: فهم يَقُومونَ عليكَ عندَ خَلْقِكَ، ويُكَلَّفونَ بحفظكَ بعدَ خُروجكَ إلى الْحَيَاةِ، ويُراقبونَ أعمالكَ وتصرُّفاتِكَ، ويَنْزِعُونَ رُوحَكَ إذا جَاءَ أَجَلُكَ، ويَشْهَدُون جَنَازةَ مَنْ شَاءَ اللهُ مِنْ عِبادهِ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وَكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ، يا رَبِّ عَلَقَةٌ، يا رَبِّ مُضْغَةٌ، فإذا أَرَادَ أنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قالَ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى، شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَمَا الرِّزْقُ والأَجَلُ، فَيُكْتَبُ في بَطْنِ أُمِّهِ) رواه البخاري ومسلم، وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جنازةِ سعد بن معاذ: (هذا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفَاً مِنَ الْمَلائِكَةِ) رواه النسائي وصححه الألباني. والملائكةُ تَلْعَنُ أُناسَاً مُعيَّنينَ: قال صلى الله عليه وسلم: (الْمَدِينَةُ حَرَمٌ ما بينَ عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثَاً، أوْ آوَى مُحْدِثَاً، فعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والْمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، ومَنْ وَالَى قَوْمَاً بغَيْرِ إذْنِ مَوَالِيهِ، فعليهِ لَعْنَةُ اللهِ والْمَلائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، وذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ واحِدَةٌ، يَسْعَى بهَا أَدْنَاهُمْ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمَاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ ولا عَدْلٌ) رواه البخاري ومسلم، وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إذا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ) رواه البخاري ومسلم. والملائكةُ لا تَدْخُلُ بعضَ الأماكنِ: قال جبريلُ عليه السلام: (إنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتَاً فيهِ صُورَةٌ ولا كَلْبٌ) رواه البخاري. عباد الله: وللملائكة مُبشرات، فمنها: عند حضور الأجل، فمن علامات حسن الخاتمة أن يُرى الوجه أشرقُ ما يكون عند الموت، وأبيضُ ما يكون عند السكرات، حتى يلقى الله جلَّ جلالُه، فَتَتَنَزَّلُ الملائكةُ تُبشِّرُه بما عِندَ اللهِ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، ومِن الْمُبَشِّراتِ: زيارةُ المريضِ في الله: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمَاً غُدْوَةً إلاَّ صَلَّى عليهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ، وإنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلاَّ صلَّى عليهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ، وكانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ) رواه الترمذي وصحَّحه أبو داود، ومِن الْمُبَشِّرات: الإنفاق ابتغاء وجه الله: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَاً خَلَفَاً، ويَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكَاً تَلَفَاً) رواه البخاري ومسلم، ومِن الْمُبَشِّرات: أنْ تسألَ اللهَ مِن فضله عند صِيَاحِ الدِّيك، قال صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: (إذا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فإنها رَأَتْ مَلَكَاً، وإذا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فإنهُ رَأَى شَيْطَانَاً) رواه البخاري ومسلم. إلى غير ذلك من الأحكام الخاصة بهم عليهم السلام، ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |