قوافي الموتى

[ابوالوليد المسلم]

قوافي الموتى


محمد حجاج

دَعُوا مُقْلَتِي تَبْكِي لِأَجْلِ حَبِيبِهَا

لِيُطْفِئَ بَرْدُ الدَّمْعِ حَرَّ لَهِيبِهَا

دَعُوا رَمَلَ الأَوْزَانِ يَلْقَى طَوِيلَهَا

فَيَغْدُو مِنَ الأَحْزَانِ نَبْرًا نَحِيبَهَا

دَعُوا لِي قَوَافِي المَوْتِ قِبْلَةَ عِلَّتِي

فَإِنِّي أَرَاهَا فِي المَقَابِرِ طِيبَهَا

وَهَاتُوا إِلى الجُثْمَانِ رَمْلًا وَصَخْرَةً

وَسُدُّوا فَرَاغًا، ثُمَّ رُدُّوا قَضِيبَهَا

وَأُمُّ الكِتَابِ الآنَ تَغْدُو شَفِيعَتِي

شَهَادَةُ مَنْجَاتِي زَرَعْتُ حُبُوبَهَا

إِذَا غَادَرَتْ رُوحِي يَظَلُّ نَسِيمُهَا

وَنَبْعِي لَدَى أَرْضِي يُرَوِّي شَرِيبَهَا

أَلَا فَاحْفَظُونِي - يَا رِفَاقِي – فَإِنَّنِي

غَرَسْتُ غِرَاسَ الخُلْدِ فِيكُمْ خَصِيبَهَا

وَزِيدُوا صُرُوحَ العِلْمِ، تِلْكَ وَصِيَّتِي

مِنَ الإِرْثِ، أَحْيُوا بِالبُحُوثِ غُرُوبَهَا

وَكُونُوا عَلَى قَلْبٍ وَحِيدٍ وَرَاسِخٍ

أَنَاةً وَإِقْبَالًا يُزِيلَانِ شِيبَهَا

وَرَاعُوا شُجَيْرَاتِي؛ لِتُجْنَى ثِمَارُهَا

لَعَلِّي بِهَذَا أَسْتَظِلُّ قَرِيبَهَا