أبشروا وبشروا ولا تنفروا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية لترطيب الشفاه فى الصيف.. خليها ناعمة طول الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          4 قواعد مهمة لتربية طفل واثق من نفسه ويتعامل بدون خوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طريقة عمل سلطة العدس الأسود بالتونة والأفوكادو فى طبق واحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          العناية بالبشرة قبل النوم مش رفاهية.. اعرفى الروتين الأنسب لنوع بشرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تخلص من الغيرة.. 5 خطوات بسيطة لحياة أكثر سعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          5 أفكار لاستخدام الموز الناضج.. من السموزى للآيس كريم للعناية بجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          6 أسرار لمكياج احترافى ومشرق على طريقة عارضات الأزياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مشروبات لطلاب الثانوية تساعد على التركيز.. بعد التحذير من مشروبات الطاقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل كيكة السميد بالحليب.. مثالية مع فنجان القهوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما تسيبش الندم ياكل عمرك.. 4 خطوات للتغلب عليه وقبول قراراتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2023, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,091
الدولة : Egypt
افتراضي أبشروا وبشروا ولا تنفروا

أبشروا وبشروا ولا تنفروا
خميس النقيب

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، الحمد لله خضعت لعظمته الرقاب، وتيسرت بحكمته الأسباب، ولانت لقوته الصِّعاب، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه متاب، سبحانه القاهر فوق عباده فلا يُمانَع، والظاهر على خلقه فلا يُدافَع، الآمر بما يشاء فلا يُراجَع، سبحانه ما ذُكِرَ اسمه في قليل إلا كثَّره، ولا في همٍّ إلا فرَّجه، ولا في كرب إلا كشفه، تُكشَف به الكُرُبات، وتُستنزل به البركات، وتُقبَل به القُرُبات، وتُغفَر به الذنوب والسيئات، ومن يغفر الذنوب إلا الله، سبحانه به أُنزِلت الكتب، وبه أُرسِلت الرسل، فسبحان الله ما أحكمه! سبحان الله ما أعدله! سبحان الله ما أعظمه! سبحان الله ما أعلمه! وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ندَّ له، ولا مِثلَ له، من تكلَّم سمِع نطقه، ومن سكت علِم سرَّه، ومن عاش فعليه رزقُه، ومن مات فإليه مُنقلبُه، ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].

ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُالله ورسوله، اعتز بالله فأعزه، وانتصر بالله فنصره، وتوكل على الله فكفاه، وتواضع لله فشرح له صدره، ووضع عنه وِزْرَه، ويسر له أمره، ورفع له ذكره، وذلَّل له رقاب عدوه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصحبك، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها المسلمون عباد الله:
فالحياة مليئة بالابتلاءات، والدنيا كلها أشواك ومنغِّصات، هموم وغموم، أسقام وآلام، مصاعبُ ومتاعبُ، قد يصل في نهاية المطاف إلى التشاؤم من الحياة، ولكن العاقل من ينظر إليها بنظرة التفاؤل والاستبشار.

إن الإسلام يدعو بَنِيه أن يستبشروا؛ ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223]، وأن يزيحوا اليأسَ من طريقهم؛ ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87].

أيها المسلمون، كان صلى الله عليه وسلم يقول: ((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا))، كان نبينا يبشر أصحابه حتى في أصعب الظروف، وأشد الأحوال، وأحلك المواقف، بالنصر والقوة، وأصبح التفاؤل شعارَهم في كل وقت وحينٍ، ونورَهم في الظلمات والأزمات، وإن مواقف رسول الله كثيرة في التفاؤل والاستبشار.


الاستبشار ماهو عباد الله؟

أيها المسلمون: الاستبشار يهيئ لصاحبه رؤية جانب الخير في الأشياء، يرى نصف الكوب الملآن، ينظر بإيجابية، والاستبشار: مِن استبشر؛ أي: تيمَّن بالخير؛ قال تعالى: ﴿ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ ﴾ [آل عمران: 171]؛ يفرحون بنعمة الله على فضله وإحسانه؛ يقول علماء النفس أيضًا: "إن التفاؤل والاستبشار حائطُ دفاعٍ جيد ضد الإحباط والتعاسة".

إن الاستبشار هو أن تتعلق بفَرَجِ الله، حتى لو كانت المعطيات كلها ضدك، حتى لو أن العقبات كلها أمامك؛ فالبحر أمام موسى، والعدو خلفه؛ ومع ذلك قال: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، ومن ثَمَّ كانت النجاة، وبأسهل الأسباب، وبأبسط الأشياء، كيف؟ ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63]، وكان فضل الله عظيمًا على موسى وأتباعه؛ ﴿ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 65، 66].


الاستبشار في القرآن:
أيها المسلمون، لقد تكرر ذكر البشرى والتبشير والاستبشار في القرآن الكريم كثيرًا، والبشرى إنما تكون للقلوب الواثقة بربها، المتوجهة إليه، المتوكلة عليه، فتزهر وتبتهج وتفرح؛ قال ربنا: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 97]، وحتى الذين يُستشهدون، وهم في جنِّتهم، وهم في نعيمهم، وهم عند ربهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم، فرحون بما آتاهم الله من فضله: ﴿ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170].

كذلك يستبشرون بالمنة والفضل والنعمة: ﴿ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 171].


إذًا لا معنى للحياة بدون بشرى، ولا معنى للوجود بدون استبشار، ولا فرحة في الدنيا بدون بُشْرَيات، والأحداث التي تؤثر فينا بشكل أو بآخر، لا بد من اتخاذ التفاؤل كأسلوب حياة، والأمل كمتنفس طريق.


المستبشر تجده إن حلَّ الظلام في طريقه، لا بد أنه سيرى ضوءًا يشُدُّه، وينير طريقه، ويُوقِد في داخله أملَ العمل، وطموح التحدي.


فطوبى لمن يستبشر؛ فيرسم ابتسامة، ويمسح دمعة، ويخفف ألمًا، ويقضي دَينًا، ويطرد جوعًا، ولأن الغد ينتظرنا، والماضي قد رحل، فمع بزوغ كل فجر جديد، ننظر للحياة بجانب مشرق.


الصفقة الرابحة:
أيها المسلمون: هذه صفقة رابحة، مغمورة بالاستبشار، تجد المشتري هو الله، والبائع هو المؤمن، والسلعة هي نفس المؤمن التي منحها الله تعالى له حينما نفخ فيه من روحه؛ لذلك فالاستبشار بهذا الشراء كبير، والفوز بهذا البيع عظيم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111].

نحن نمتلك أسباب البشرى، وروافد السعادة، نجدها في ديننا الحنيف، الذي يطمِس اليأس بكلمات التفاؤل والفرح، ويطغى على التشاؤم بالبشريات من رب الأرض والسماوات.

طريق البِشْر والأمل:
أخي المسلم: ما دمتَ مؤمنًا بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، عندما يداهمك اليأس، اصنع طريق الأمل، يشرق في قلبك من جديد، ولا تترك للحزن مكانًا في صدرك، ثِقْ بالله ثقة كبيرة، وأحْسِنِ الظن بربك، وتوكل على الله، ومن توكل على الله فهو حسبه.

الابتسامة عنوان الاستبشار:
أيها المؤمن: استبشر وابتسم، ابتسم فالابتسامة راحة وصحة، ابتسم فالابتسامة في ديننا صدقة، ابتسم ودَعِ الحياة تشرق بقلبك، ابتسم ودَعِ الفرح يَنْعَش روحك، ابتسم وتوكل على الله المبشِّر، ابتسم وتذكر أن بعد العسر يسرًا.

إن جمال الوجه بابتسامته البريئة، وابتسامة الأمل، أقوى من جميع العقبات، التفِت إلى ما حولك وانظر له باستبشار، حتمًا ستجد الجمال في ذرات الكون، والسعادة في مناحي الحياة، الجأ إلى الله، افرُش سجادتك، قُمْ إلى الصلاة، ناجِ مولاك في ظلام الليل والناس نيام، والهدوء يسكن الأرجاء، وارفع يديك إلى السماء، وألحَّ على ربك بالدعاء، بُثَّ إليه شكواك، واسأله أن تُرضِيَه ويمتعك برضاك، اقرأ القرآن، واسأل الله الخشوع عند تلاوته، والخضوع في الصلاة عند قراءته، واقرأ آياته بتمعُّنٍ، ورتِّل حروفه بهدوء، عندئذٍ ثِقْ تمامًا بجِلاء همِّك، وكشف كربِك، وانشراح صدرك: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125].


المسلم بلا أمل واستبشار جثة هامدة:
عباد الله: إن الإنسان بدون أمل وبشرى، كالقلب بلا دماء، كالمصباح بلا كهرباء، كالوردة بدون ماء، قد تذبُل بعد وقت قصير، وقد تموت قبل أن تجد من ينقذها؛ لذلك لا بد لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس، ولا بد لشجرة الصبر أن تطرَح ثمار الأمل، مَن يعِشْ على الأمل، لا يعرفِ المستحيل، لن تغرَقَ سفينة الحياة في بحر من اليأس، ما دام هناك مجداف اسمه الأمل، ولولا الأمل لَما عاش المظلوم حتى اليوم.


أيها المؤمن: لا تيأس من فرج الله وسَعَةِ رحمته، واعلم أن لك ربًّا فوق كل الأسباب، وهو قادر سبحانه على أن يغير قوانين الكون من أجلك: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


إن البشر ومعه الأمل لا يأتي من فراغ، ولا يُولَد من العدم، هناك قِيمة إيمانية عميقة هي: التوكل على الله.


كيف ينمو الأمل ويزيد الاستبشار:
أخا الإسلام: ‏طريقك كالوردة يبدأ بالشوك، فإذا سقيتَهُ بالأمل تفتحت الزهور، وإذا رويته بالتفاؤل، انبعثت منه رائحة السعادة، فالفرح قريب، والبهجة قادمة، هيا انطلق مستعينًا بالله؛ فهو يحبك وسيحقق لك كل آمالك، وتلمَّس لطف الله في تدبيره، وفي تسخيره للأشياء والأحداث والأشخاص التي من حولك، ستجد أن رعايته تحوطك في كل حين، وفضله عليك في كل وقت، ما من شيء تعوِّل عليه في منعطفات الحياة، إلا يقينك وإيمانك بأن الله رحيم؛ فرحمة الله أوسع من كل رحمة، رحمة الله تمر على جراحك فتطيبها، وعلى كسورك فتجبرها، وعلى أحزانك فتلطفها، وعلى أوجاعك فتخفِّفها، وعلى كُرُباتك فتكشفها.

ليس منك ولا بقوتك ولا بمقدرتك، بل برحمة من الله الذي كتب على نفسه الرحمة؛ ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156].


المستبشر يتطهَّر من رواسب الأرض:
عباد الله، المتفائل المستبشر ينال الحياة السعيدة، والهدوء النفسي، ويبتعد عن الحقد والحسد، وينصرف عن الكرْهِ والغلِّ، لا يعرف للشحناء طريقًا، ولا يعلم للبغضاء سبيلًا، يتوكل على الله عز وجل، فيشكر نعماءه، ويرضى بقضائه، ويؤمن بقدره؛ جاء في الحديث القدسي: ((إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظنَّ بي خيرًا فله، وإن ظن شرًّا فله)).

إن أصل ديننا الحنيف قائم على تطهير القلوب من كل تصور سلبي، ومن كل فكرة سوداوية، ويبتعد كل البعد عن التشاؤم والطِّيَرة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا طِيَرَة، ويعجبني الفَأْلُ؛ الكلمة الحسنة، الكلمة الطيبة)).


الفأل الصالح:
أيها المسلمون، تفاءل رسول الله بالكلمة الحسنة والاسم الحسن؛ حيث قال: ((ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة)).

يجب أن نستبشر بالفرج، فإسلامنا يعلمنا أنه لا سبيل لانتظار الفرج إلا بالتوجه إلى الله، ولا سبيل لمقارعة الباطل إلا بالاستعانة بالله، ولا سبيل لمواجهة الهموم إلا بالتوكل على الله، والله عز وجل يداول الأيام بين الناس: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140].


ويعلمنا ديننا أن القويَّ لا يظل قويًّا أبدَ الدهر، والضعيف لا يظل ضعيفًا طول العمر، وإنما يجعل الله من بعد الضعف قوة، ومن بعد المرض صحة، ومن بعد العسر يسرًا، ومن بعد الخوف أمنًا، ويجعل الله من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، فالمؤمن يجب أن يتوجه إلى ربه عز وجل، يؤمِّل فيما عند الله سبحانه وتعالى.


اليأس دمار:
أما اليأس، فهو قاهر الرجال، محطم الأجيال، مضيع الأعمال، مدمر الآمال، أما الاستبشار، فيُعَدُّ قوة دافعة، تشرح الصدور، وتشرق الوجوه، وتبعث النشاط، الأمل إكْسِير الحياة، وصانع السرور، إنه حلو المذاق، جميل الْمُحيَّا، عالي القيمة، والمؤمن أوسع الناس أملًا، وأوفاهم نفسًا، وأطهرهم قلبًا، وأرحمهم صدرًا، وأكثرهم تفاؤلًا واستبشارًا.


أخي المسلم:
استبشر لتسعد، فأنت من يصنع السعادة؛ بالبسمة الحلوة، والنظرة الحانية، والكلمة الطيبة، وحسن الظن في الحاضر، وتوقُّع الخير في المستقبل، وتجديد الإيمان بالقضاء والقدر، مع قلب قانع بالعطاء، راضٍ بالقضاء، ومنسجم مع سُنَنِ رب الأرض والسماء، كل ذلك يجعل النفس متفائلة برحمته، مطمئنة إلى قدره، راضية بقضائه، قانعة بعطائه؛ فلا يرى في الحياة إلا كل الخير.


إن الحياة من دون التفاؤل والاستبشار كاللوحة من دون ألوان، وكالروض من غير زهور، وكالقلب من دون نبض؛ لذلك غيِّر نظرتك إلى الحياة؛ لتجعل من حاضرك واحة من السعادة، ومن مستقبلك حديقة من اﻷمل، ومن ماضيك الحزين بئرًا للنسيان ومخزنًا للتجارب.


مهما عظُم الذنب، فالله أعظم، ومهما كبُر الإثم، فعفوُ الله أكبر، أخي المسلم، استبشر فربُّك الرحمن الرحيم، اللطيف الكريم، العفو الغفور.


استبشر فإن ربك يُسبِغ النعم، ويدفع النِّقم، ويُزيل الهم، ويكشف الغم، ويُريح القلب، ويسمع النداء، ويجيب الدعاء، وهو سبحانه أعدل من حكم، وأرأف من مَلَكَ، وأجود من سُئل، وأكرم من أطعم، وأسخى من أعطى.


الاستبشار من هنا: ﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7]، والبشرى من هنا: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]، والفرج من هنا: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وكذلك: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]، والغفران من هنا: هنا تكفير السيئات وتعظيم الأجر: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].

حتى المذنبين يدعوهم أن يستبشروا بمغفرة الله لهم: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].


الأنبياء يستبشرون:
عباد الله: إبراهيم عليه السلام يستبشر فيطلب الولد، بعد ما كبِرت سنُّه، ورقَّ عَظْمُه، وشاب شعره، وشاخت زوجته.

وزكريا عليه السلام يستبشر رغم أن عظمه واهن، وامرأته عاقر، وسنُّه طاعنة، وقد بلغ من الكبر عتيًّا؛ ومع ذلك يقول: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴾ [مريم: 5]، وأيوب في أوج المرض يستبشر، فينادي ربه فيشفيه.

ونوح عليه السلام يستبشر، يدعو قومه ليلًا ونهارًا قريبًا من ألف سنة، وما يئس ولا قنط.

وموسى عليه السلام يستبشر في أحلك لحظات الضيق والكرب، وقد ألجأه جيش فرعون إلى البحر، فلا مهرب فيما يرى الناس: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، لكنه قال: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24].

ويعقوب عليه السلام يستبشر، حين يفقد ولديه واحدًا تلو الآخر؛ ومع ذلك يقول: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ﴾ [يوسف: 83]، ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾ [يوسف: 87].

وسليمان عليه السلام يستبشر، فيطلب مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فيُعطاه.

وهكذا ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ [النمل: 62].

النبي يستبشر:
أيها المسلمون، استبشروا فإن نبيكم كان سيد المستبشرين، بل كان المعلم الأول لغرس الأمل في النفوس، حتى في أشد الأزمات، كان متفائلًا في أمره كله، في ترحاله وحِلِّه، وفي حربه وسلمه، في حركاته وسكناته، في سراياه وغزواته، خبَّاب يشكو له قسوة ما يفعله الكفار بالمسلمين؛ فيقول: ((والله ليتِمَّنَّ الله هذا الأمر))، ويبشر في الهجرة إلى الطائف أسامة أن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه، يدركه سراقة لينال مائة ناقة، فيقول له: ((ارجع ولك سِوارا كسرى)).

استبشر في الشدة: تطرده ثقيف وتؤذيه أشد الأذى؛ فيقول: ((لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا)).

كان يتفاءل بالكلمة الطيبة، والاسم الحسن، والهيئة الحسنة؛ ويقول: ((ويعجبني الفأل)).

استبشر رسول الله حتى في المرض: كان يتفاءل ويقول: ((لا تسبُّوا الحمَّى؛ فإنها تُذهِب خطايا بني آدم، كما يُذهِب الكِير خَبَثَ الحديد))، ويزور المريض فيقول: ((لا بأس، طَهور إن شاء الله))، ويقول: ((إذا دخلتم على المريض فنفِّسوا له في أجله، فإن ذلك لا يرد شيئًا، ويطيب بنفسه))؛ [الترمذي، وابن ماجه].


استبشر رسول الله وبشَّر صاحبه أبا بكر رضي الله عنه في طريق الهجرة، حين لحق بهم سراقة؛ قال: ((لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتطمت فرسه إلى بطنها)).


استبشر رسول الله وهو بالغار مع أبي بكر، فقد كان الكفار حينها على باب الغار، وذَكَرَ أبو بكر ذلك؛ حيث قال: ((قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: ما ظنُّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟)).

استبشر رسول الله بالنصر يوم بدر، فكان مبشِّرًا بنصرهم على كيد الكفار؛ ((إن الله سينجز لي ما وعدني))، ((قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض)).

وعند حفر الخندق حول المدينة، بشَّر عندها بفتح مدائن كسرى وقيصر والحبشة، وقد فُتحت بعد ذلك.

المؤمن يستبشر:
عباد الله: إن استبشار المؤمنين في الإيمان بقدر الله، والرضا بقضائه، وعلمه أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].

المؤمن يجد في ربِّه الملاذ في الشدة، والأنيس في الوحشة، والنصير في القلة، والمغيث في الكربة، والنور في الظلمة، إذا حارب استبشر بالنصر؛ لأنه مع الله فالله معه: ﴿ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 172، 173].


يتجه إليه المريض الذي استعصى مرضه على الأطباء، فيستبشر بالشفاء: ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 78 - 80].

التفاؤل والاستبشار فنٌّ تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله، فمن عرَف باب الأمل، لا يعرف كلمة المستحيل، ومن عرف حقيقة ربِّه، لم يتوقع إلا كل جميل.

الاستبشار من الصفات الرئيسة لأي شخصية ناجحة؛ فهو يزرع الأمل، ويعمِّق الثقة، ويحفِّز النشاط، ويرشد العمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح.

إن النفوس المتفائلة وحدها هي التي تمضي نحو مرادها، بثبات ويقين، وهدوء وسكينة.

أيها المسلمون، عباد الله، إنما تطيب الحياة بالأمل، وتطيب القلوب بالبشر والتفاؤل.

إن المستبشر يقرأ الأحداث على أحسن الوجوه؛ فهو يرى الخير يكمن في الشر، ويرى شعاع الشمس ينبثق من الغمام، ويرى نور الفجر من وسط الظلام، وهذه الأجواء الصعبة التي تعيشها الأمة، وتتعرض فيها للطعن في مقدساتها وثوابتها وتشريد أبنائها، وتهجير علمائها، في هذه الأجواء التي تدعو إلى الإحباط في نظر الكثيرين، فإننا نبعث هذه الكلمات والبشائر المتفائلة محمَّلة برياح التغيير، التي هي سُنَّة من سنن الله تعالى، كثيرًا ما نسمع كلماتٍ تدعو لليأس، أنا محبط، ليس لديَّ ثقة، لا أظن أن أمَّتَنا ستنهض، ليس هناك أمل، المسلمون مغلوبون، سيبقون مغلوبين، سيبقون في آخر الأمم؛ كما سجل القرآن مستنكرًا: ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ﴾ [إبراهيم: 21].

في المقابل، إن أعظم صفات المستبشرين ثقتهم المطلقة في الله، وحسن ظنهم برب العالمين، فمن أحسن ظنه بربه، نال أعلى الدرجات، ووفَّقه الله لكل الخيرات، وألهمه الحكمة، ورزقه الصبر؛ ((أنا عند ظن عبدي بي))؛ [حديث قدسي].


يا صاحب الهم إن الهم منفرجٌ
أبْشِرْ بخير فإن الفارج اللهُ
الله يُحدِث بعد العسر ميسرة
لا تجزعَنَّ فإن الكافيَ اللهُ
إذا بليتَ فثِقْ بالله وارضَ به
إن الذي يكشف البلوى هو اللهُ
اليأس يقطع أحيانًا بصاحبه
لا تيأسَنَّ فإن الفارج اللهُ
والله ما لك غير الله من أحدٍ
فحسبك الله في كلٍّ لك اللهُ



عباد الله: إن التفاؤل يُفضِي إلى الاستبشار والفرح، والتشاؤم يؤدي إلى الغضب والحزن؛ ما يؤثر في الأعصاب، والخوف يؤثر في نبضات القلب، والحرمان والفقد يُولِّد الاكتئاب.

كل شخص لديه قصة حزن بداخله، هناك شخص تعِب من التضحية دون نتائج، وشخص يبكي كل يوم على أشخاص رحلوا من الدنيا، وشخص يعاني من الغربة حتى وهو بين أهله وعشيرته؛ إنها الدنيا؛ ولهذا سُمِّيَتْ دنيا من الدنايا، إذا حلَّت أوحلت، وإذا دَنَتْ أودنت، وإذا كست أوكست، وإذا قربت أبعدت، فقط قل: الحمد لله؛ فالقادم أفضل بإذن الله.

لا تصدق أن أحدًا لا ينقصه شيء، تأكد أن الحياة تأخذ من الجميع، لا سعيد إلا من أسعده الله؛ فالله هو الذي أضحك وأبكى، وهو الذي أسعد وأشقى، وهو الذي أغنى وأقنى، وهو الذي منع وأعطى، وهو الذي أمات وأحيا، فالسعادة ليست في الزواج، ولا في الأولاد، ولا في الأصدقاء، ولا في السفر، ولا في الشهادات، ولا في الماركات، ولا في المناصب، ولا في الرفاهية، ولا في البيوت، أمر المؤمن كله خير، السعادة كل السعادة فقط في اتصالك بالله.


كرم الله ولطفه:
أخي المسلم: ‏ربك كريم ورحيم، لطيف وغفور؛ ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ﴾ [غافر: 3]، ﴿ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53]، فلا يأس من العودة إليه، ولا تقنط من رحمته، ولا تبعد عنه، مهما طال الكرب، ففرجه قريب، ومهما تعاظم العسر، يحاصره يُسْرَيْين، سيأتي الفرج في وقته مكتملًا؛ ليثبت أنه يستحق كل هذا العناء، وكل هذا الابتلاء، سنرى رحمة الله بنا، كيف يطيب القلب الموجوع، وكيف يصنع لنا ربنا لباسًا من الفرح، ووطنًا من البهجة، وطريقًا من السرور.


أيها المسلمون: كان يونس عليه السلام ذو النون في ظلمات ثلاث، بعد الغفلة السهلة، ﴿ فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾ [الأنبياء: 87]؛ أي: لن نُضيِّق عليه، ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]؛ اعتراف، وتوحيد، وثناء.

لذلك ‏حتى مع انعقاد أسباب اليأس، وتراكم الظلمات، واستحالة الفرج في مقادير البشر، حتى لو تهيأت موجبات الهلاك المتعددة، هناك ثمة خافق يفيض أملًا بالله، وشعاع ينبثق في الحياة، شعاع يبزغ من فجر جديد، محمَّل بالعفو، مُفْعَم بالمغفرة، منطلق بالتسامح، فلم يخيِّب الله نِداه، ولم يقطع الله رجاه، وإنما أنقذه ونجَّاه، وحفِظه ورعاه.

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ونجِّنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، إنك يا ربنا ولي ذلك والقادر عليه.

أيها المسلمون: الاستبشار سرور ظاهر؛ لأن الخبر السار، والبشرى والبشارة يؤثر في النفس، وتظهر آثاره على بشرة الوجه، كما أن فيه معنى الحسن الظاهر على الوجه أيضًا؛ لأن السرور القلبيَّ يُلقي على الوجوه بهاءً وإشراقًا؛ ولذلك وصف الله تعالى وجوه المؤمنين يوم القيامة بالاستبشار؛ قال الله عز وجل: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [عبس: 38، 39].

سيغيثك الله قريبًا بالفرج، ويغسل معه كل ندبات الحزن التي عاشت فيك، ويمحو الليالي التي لم تَنَمْ بها قلقًا؛ فاستبشر، وثِق أنه كلما كانت ثقتك بالله عميقة، كانت بشراك كبيرة، ولا تخطر على بالك.


أيها المسلمون: الله يوصيكم من أجل فلاحكم في الدنيا والآخرة: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]، ﴿ ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].

لا فلاح ولا نجاح، ولا تقدم ولا ازدهار، إلا بتنفيذ هذه الوصايا وغيرها في القرآن.


إخوة الإسلام: في غزوة بدر انتصر المسلمون بقوة إيمانهم، رغم قلة عددهم، وضعف عتادهم، ولقد ظلَّ الأقصى تحت احتلال الصليبيين قرابة تسعين عامًا، حتى جاء صلاح الدين فحرَّره، انتصر المصريون ومعهم إخوانهم العرب في أكتوبر بصيحة: الله أكبر، وديننا عامر بمثل هذه البُشْرَيات، وماضينا ممتلئ بمثل هذا الأمل، وهكذا فمن أشد ساعات الليل سوادًا يبزغ شعاع الفجر، ومن أشد لحظات المرأة إيلامًا ينزل الولد، ومن أشد ساعات السماء غيومًا يهطل المطر، فأبْشِروا واستبشروا، وبشِّروا ولا تنفروا.

اللهم بشِّرنا بما يفرحنا، ورضِّنا بما ينفعنا، واهدِنا سواء السبيل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.75 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]