|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حديث جامع في فضل وثواب الحج الشيخ ندا أبو أحمد • أخرج البزار وابن حبان واللفظ له من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجلٌ من الأنصار النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله كلمات أسأل عنهنَّ، فقال صلى الله عليه وسلم: اجْلِسْ، وجاء رجلٌ من ثقيف، فقال: يا رسول الله كلمات أسأل عنهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبقك الأنصاري"، فقال الأنصاري: إنه رجل غريب وإن للغريب حقًّا فابدأ به، فأقبل على الثقفي، فقال: "إن شئت أنبأتك عما جئتَ تسألني عنه، وإن شئتَ تسألني وأنا أخبرك"، فقال: يا رسول الله، أجبني عما جئتُ أسألك، فقال:" جئتَ تسألني عن الركوع والسجود والصلاة والصوم"، فقال: والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئًا، قال: "فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرِّج أصابعك، ثم اسكن حتى يأخذ كل عضو مأخذه، وإذا سجدت فمكِّن جبهتك، ولا تنقر نقرًا، وصلِّ أول النهار وآخره"، فقال: يا نبي الله، فإن أنا صليت بينهما؟ قال: "فأنت إذًا مُصلٍّ، وصمْ من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة"، فقام الثقفي ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الأنصاري، فقال: "إن شئتَ أخبرتك عما جئت تسألني وإن شئتَ تسألني وأخبرك"، فقال: لا يا نبي الله أخبرني عما جئتُ أسألك: فقال: "جئتَ تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته؟ وما له حين يقوم بعرفات؟ وما له حين يرمي الجمار؟ وما له حين يحلق رأسه؟ وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت؟"، فقال: يا نبي الله، والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئًا، فقال: "فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب له بها حسنة، أو حط عنه بها خطيئة، فإذا وقف بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غبرًا، اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم، وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج[1]، وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يتوفاه الله يوم القيامة، فإذا قضى آخر طواف بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه"؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 1155). • فالله تعالى جعل قصد البيت للحج مكفرًا لما سلف من الذنوب، ماحيًا للأوزار والعيوب، حاطًّا للخطايا، يخرج الحج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. • وعند الطبراني في "المعجم الكبير" بلفظ: أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأةٍ تطؤها راحلتك، يُكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة: فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شُعثًا غُبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطرِ السماء ذنوبًا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمُّك"؛ (صحيح الجامع: 1360). • وأخرج الطبراني والبزار واللفظ له من حديث ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد مِنى فأتاه رجلٌ من الأنصار، ورجلٌ من ثقيف، فسلما ثم قالا: يا رسول جئنا نسألك فقال: "إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألان عنه فعلتُ، وإن شئتما أمسك وتسألاني فعلت"، فقالا: أخبرنا يا رسول الله، فقال الثقفي للأنصاري: سل، فقال: أخبرني يا رسول الله، فقال: "جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف، وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة، وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة، وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن حلقك رأسك وما لك فيه، وعن نحرك (وما) لك فيه، مع الإفاضة، فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك، فقال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام، لا تضع ناقتك خفًّا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة، ومُحيت عنك خطيئة[2]، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتقٍ سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة، يقول: عبادي جاؤوني شعثًا من كل فج عميق يرجون رحمتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفيره كبيرة من الموبقات، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك، فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، وتُمحى عنك بها خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك، فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفك، فيقول: اعمل فيما يستقبل، فقد غفر لك ما مضى"؛ (صحيح الترغيب والترهيب: 1112). • فأي كرامة بعد هذه الكرامة التي أعدَّها الله لزوار بيته، وحجاج حرمه ووفده، يغسل ذنوبهم، ويطهِّر نفوسهم، ويبارك لهم في أعمالهم، ويُخلف عليهم ما أنفقوا، ويستجيب دعاءهم، وينظر إليهم ويباهي بهم الملائكة، ويجزيهم بما عملوا جنات تجري من تحتها الأنهار، ويكفهم شر النيران. [1] رمل عالج: هو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض. [2] وفي رواية عند البزار وابن حبان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما ترفع إبل الحاج رجلًا، ولا تضع يدًا، إلا كتب الله تعالى له بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفعه بها درجة"؛ (صحيح الجامع: 5596)، فعلى قدر الخطوات تكتب الحسنات، وتمحى السيئات والزلات، وترفع الدرجات، فاللهم ارزُقنا زيارة بيتك الحرام.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |