تنبيهات دعوية حول فريضة الزكاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصحبة الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 104 )           »          فوائد من قصة يونس عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »          ثمرات الابتلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          نهي العقلاء عن السخرية والاستهزاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          فتنة المسيح الدجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          معجزة الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          كيف أتعامل مع ابني المدخن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          حقوق الأخوة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الأقصى: فضائل وأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الشباب أمل وألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2025, 11:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي تنبيهات دعوية حول فريضة الزكاة

تنبيهات دعوية حول فريضة الزكاة

مركز جنات للدراسات


كلُّ مُمارس للدَّعوة إلى الله بين جَماهير الناس يعلم كَمَّ الخلل الواقع حول تأْدِية رُكْن "الزكاة" على وجْهِه الصَّحيح، ولستُ مُبالغًا لو قلتُ: إنَّ عامَّة الناس وغالبيَّتَهم - أغنياءَ وفقراء - لا يعرفون ما لَهم وما عليهم حيال تلك الفريضة.

فكثيرٌ من الأغنياء لا يعرفون أموال الزَّكوات، ونصابَها، ومصارفها، وكثيرٌ من الفقراء لا يعرفون أنَّ لَهم حقًّا في أموالِ إخوانِهم الأغنياء، فرُبَّما اضْطُرُّوا إلى القروض، وتراكمَتْ عليهم الدُّيون، وقد جعل الله لهم مَخرجًا من كل هذا.

ويَظنُّ بعض الأغنياء أنَّ الصدقات التي يبذلونها تُغْنِي عن فريضة الزَّكاة، فإذا خُوطب أحَدُهم في أمواله، قال: أنا أُخرج صدقاتٍ كثيرةً، فهل تُغْنِي عن الزكاة؟

والذين يؤدُّون تلك الفريضة العظيمة يضيِّعون كثيرًا من مقاصد تشريعها في العباد، فمنهم مَن لا يتصوَّر صَرْفَها في غَيْر الفقراء، والفقراء عنده هم المتسوِّلون! أو المعدمون فقط، ومنهم مَن لا يُخْرِجها في غير أقاربه، ومنهم مَن يضعها في غير مصارفها.

وكلُّ هذا القصور متصوَّرٌ؛ لغياب العلم عن كثيرٍ من المجتمعات المُسْلِمة، لكن أن يقعَ الخلَلُ في أُناسٍ من المفترض تقويمهم للخَلْل، فهذا من المُعْضِلات الكبار، وهو واقعٌ نراه في كثيرٍ من القائمين على جَمْع الزَّكَوات وصَرْفِها، سواءٌ منَ الأفراد أو حتَّى الجمعيَّات والمؤسَّسات، وسبب هذا فصْلُ هذا الفرض الشَّرعي عن العمل الدَّعوي، وتولِيَتُه مَن لا يُحْسِن فَهْم مقاصِده، ومَن لا فِقْهَ شرعي ودعويَّ له به.

وعلى الدُّعاة إلى الله تعالى أن يولوا الفقه الدَّعويَّ للزَّكاة اهتمامًا أكْبَر في واقعِنا المعاصر؛ إذْ قد انعدمت الفائدة الدَّعوية من تلك الفريضة بعد فَصْلِها عن الدَّعوة القائمة بالمُجتمع بِأَسْرِه، فالزَّكاة مِن أعمال بيت المال، وبيتُ المال تقوم عليه الدَّولة لمصلحة الدَّعوة في الدَّاخل والخارج.

فلما نقضت عُرَى تلك السِّلسلة المباركة، ضَعُف الأثر الدَّعويُّ للزَّكاة، ولم تَعُد تُعْطِي الفائدة المرجوَّة منها.

مقصد الزكاة في المجتمع المسلم:
ولِتَشريع الزَّكاة مَقْصد واضح، وهو سدُّ الحاجة الماليَّة للمجتمع، فالفقير يَسْتغني، والمسكين تَكْتمل حاجته، والمُجاهد يَجِد العون، والغارم يَدْفَع دينه، وابن السَّبيل يصل إلى مَأْربه، وهكذا تكتمل حاجات أفراد المجتمع المتغايِرَة بِهذا التشريع العظيم.

ومِن فَهْمِ هذا المقصد يَحْسن توظيفُنا لتلك الفريضة في أطُرِها الشَّرعية، ووَفْق ما استنبطه العلماء من تلك الأُطُر والأصول في المستجدَّات العصريَّة التي تُخدم بها الدَّعوة إلى الله تعالى.

فسدُّ حاجات الفقراء مِن مَطالب الدَّعوة اليوم، كما أنَّ تعليم العلوم الشَّرعية وتفريغ الطُّلاب لها، من مطالب الدَّعوة ومهامِّها في واقعنا، وكذلك الأمر بالنِّسبة لحاجات الدَّعوة والدُّعاة المتغايرة، كلُّ هذا مِمَّا ينبغي أن تُسْهِم في تدعيمه الزَّكاةُ بشكل أكبر وأوسع.

نفع قاصر، ونفْع متعدٍّ:
والصُّورة التي عليها صَرْف أموال الزَّكوات في واقعنا أضْيَق بكثير من الصُّورة الواجبة، فالواقعُ أنَّ أموال الزكوات لا تُصْرَف في غَيْرِ الفقراء، بل وبِشَكل يعتريه أيضًا خللٌ دعَوِيٌّ وشرعي، نتبيَّنه في النِّقاط التالية:
غياب الدَّوْر الدَّعوي المؤثِّر:
فالفقيرُ الذي يُعْطَى مِن مال الزَّكاة وهو لا يَكاد يُصَلِّي أو يصوم يَجب أن يُحرَص على دينه كما يُحْرَص على حاجته الدُّنيوية، ودَمْج الأمرينِ معًا له وَقْعٌ حسَنٌ في نَفْس الفقير؛ أيِ: إتْباع النُّصح والوعظ للعطاء الْمَالي.

كما يجب أن يَحْرص العاملون على توزيع الزكوات أن يكون لصاحب الدِّين والحال الحسَنِ أولويةٌ في العطاء مِمَّن لا دين له ولا خَلاق، فالأوَّل يَسْتعين بالمال على طاعة الله تعالى، والأخير يتقوَّى به على مزيد من حاله السيِّئة.

حصول الكفاية لا مُجرَّد العطاء:
منَ الخلَلِ الشَّرعي تَعمُّد بعض القائمين على أموال الزكاة توزيعَ العطاء الكافي لِفَرد أو أُسْرة على مَجْموعة من المحتاجين، فلا يَحْصل لأحدٍ مِن هؤلاء جَميعًا كفاية، ولو كان الأمرُ لمجرَّد التَّسديد بعد العجز على إيفاء الجميع بِحُقوقهم، لكان له وجْه صحيح، لكن الواقع أن الناس تَجْهل مقصد تشريع الزَّكاة، وهو حصول الكفاية لآخِذِها، ويظنُّون أنَّ غاية الأمر صرْفُها دون النَّظر لِحُصول كفاية مستحِقِّها.

قصور تصوُّرِ الفقر:
لا يتصوَّر كثيرٌ من القائمين على أموال الزَّكاة أو أصحاب هذا الأموال الموزِّعين لها - أنَّ مفهوم الفقر يَعْني الحاجة، ومتَى كان الإنسان مُحتاجًا فهو فقير له سهْم في أموال الزَّكاة، فلا علاقة بين الفْقَر وبين راتب الفقير وما يتقاضاه، ما لَم تحصل الكفاية له ولمن يعول، بل لا بدَّ من حصول الكفاية؛ حتَّى يَخْرج عن دائرة الفقر.

نفع متعدٍّ:
وفي الوقت الذي تُستهلَك فيه أموال الزكوات على الفقراء والمساكين، تُهْمَل مصارِفُ أخرى هي قوام الدَّعوة في الحقيقة.

فلا يهتمُّ القائمون على تلك الأموال بِطُلاَّب العلم وحصول كفايتهم في معاشِهم، أو متطلَّبات طلب العلم، وكذلك لا يَنْظرون باهتمامٍ إلى الأعمال الدَّعويَّة التي يرى فريقٌ من العلماء أنَّها من قبيل سَهْم الجهاد في سبيل الله تعالى، فضلاً عن دَعْم المجاهدين.

وتلك المصارف المتعدِّي نفْعُها يجب أن تُقدَّم على غيرها، وأن ترسخ أهمِّيتها عند العاملين على الزكاة تنظيريًّا وعمَليًّا، لا سيَّما وقد جهل أكثر القائمين على صَرْف الزكاة بتلك الأسهم، وفي النِّهاية ليس أقل مِن أن تتساوى تلك الأسهم مع أسهم الفقراء والمَحاويج.

وطالب علم تَحْصل كفايته من الزكاة، أو داعيةٌ يُنفَق عليه لِتَفرُّغه لشؤون دعوته، قد يجرُّ على الناس من الخير الدُّنيويِّ فضلاً عن الأُخْروي أضعافَ أضعافِ ما أخذه من مال الزكاة، ثم إنَّ هؤلاء قِوَام الدَّعوة، بِهم صلاح البلاد والعباد.

إذًا فنحن في حاجة إلى أنْ نُلْصِق الزَّكاة بالأعمال الدَّعوية، فنُرْجِعها أوَّلاً لمكانتها الصَّحيحة، ثم لِنَستفيد منها ثانيًا، وتستفيد هي الأُخْرى من توجُّهاتنا الدَّعوية ثالثًا، وتتحقَّق في النهاية مقاصدها في المجتمع المسلم، من حيث شُرِعَت لحصول كفاية المجتمع.

والحمد لله ربِّ العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]