|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عقيدة أبى زرعة وأبى حاتم الرازيين الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد: فقد سبق أن تكلمنا عن عقيدة الإمام الشافعي ووعدنا بذكر عقائد بعض أعيان العلماء، وفي هذا اللقاء نتكلم عن عقيدة أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين. - أبو زرعة الرازي هو الإمام، سيد الحفاظ، عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ: محدث الري. طلب العلم وهو حدث، وارتحل إلى الحجاز والشام، ومصر والعراق والجزيرة وخراسان، وكتب ما لا يوصف كثرة. قال عنه أبو بكر الخطيب: وكان إماما ربانيا، حافظا متقنا مكثرا .. جالس أحمد بن حنبل، وذاكره. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، سمعت أبي يقول: ما جاوز الجسر أحد أفقه من إسحاق بن راهويه، ولا أحفظ من أبي زرعة. وكان إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي، فليس له أصل. وقال سعيد بن عمرو البرذعي: سمعت محمد بن يحيى يقول: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله لهم مثل أبي زرعة، وما كان الله ليترك الارض إلا وفيها مثل أبي زرعة، يعلم الناس ما جهلوه. وذكر إبراهيم بن حرب العسكري أنه رأى أبا زرعة الرازي، وهو يؤم الملائكة في السماء الرابعة، فقلت: بم نلت هذه المنزلة؟ قال: برفع اليدين في الصلاة عند الركوع، وعند الرفع منه. وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ: سمعت أبا العباس محمد بن جعفر ابن حمكويه بالري يقول: سئل أبو زرعة عن رجل حلف بالطلاق: أن أبا زرعة يحفظ مئتي ألف حديث هل حنث؟ فقال: لا. ثم قال أبو زرعة: أحفظ مئتي ألف حديث، كما يحفظ الانسان: (قل هو الله أحد) وفي المذاكرة ثلاث مئة ألف حديث. «قال الذهبي في السير هذه حكاية مرسلة». وقال إسحاق بن إبراهيم بن عبد الحميد القرشي: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: ذاكرت أبي ذات ليلة عن الحفاظ، فقال: يا بني! قد كان الحفظ عندنا، ثم تحول إلى خراسان، إلى هؤلاء الشباب الأربعة. قلت: من هم؟ قال: أبو زرعة، ذاك الرازي، ومحمد بن إسماعيل، ذاك البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن، ذاك السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي. قلت: يا أبه فمن أحفظ هؤلاء؟ قال: أما أبو زرعة فأسردهم، وأما البخاري فأعرفهم، وأما عبد الله- يعني الدارمي- فأتقنهم، وأما ابن شجاع: فأجمعهم للأبواب. حسن الخاتمة: قال أبو جعفر محمد بن علي، وراق أبي زرعة: حضرنا أبا زرعة بماشهران، وهو في السوق، وعنده أبو حاتم، وابن وارة، والمنذر بن شاذان، وغيرهم، فذكروا حديث التلقين: «لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله» واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه، فقالوا: تعالوا نذكر الحديث. فقال ابن وارة: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول: ابن أبي، ولم يجاوزه. وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكتوا، فقال أبو زرعة وهو في السوق: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ ابن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة»، وتوفي رحمه الله. توفي أبو زرعة الرازي، في آخر يوم من سنة أربع وستين ومئتين، ومولده كان في سنة مئتين. أبو حاتم الرازي: أبو حاتم بن إدريس بن المنذر الرازي هو الإمام الحافظ، الناقد، شيخ المحدثين، الحنظلي الغطفاني، من تميم بن حنظلة بن يربوع، كان من بحور العلم، طوف البلاد، وبرع في المتن والإسناد، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل. ولد سنة خمس وتسعين ومئة، وأول كتابته للحديث كان في سنة تسع ومئتين. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول: ما رأيت أحفظ من والدك. وقال الخطيب: كان أبو حاتم أحد الأئمة الحفاظ الأثبات .. أول سماعه سنة تسع ومئتين. قال الخليلي: كان أبو حاتم عالما باختلاف الصحابة، وفقه التابعين، ومن بعدهم، سمعت جدي وجماعة، سمعوا علي بن إبراهيم القطان يقول: ما رأيت مثل أبي حاتم! فقلنا له: قد رأيت إبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي؟ قال: ما رأيت أجمع من أبي حاتم، ولا أفضل منه. قال القاسم بن صفوان، سمعت أبا حاتم يقول، أورع من رأيت أربعة: آدم، وأحمد بن حنبل، وثابت بن محمد الزاهد، وأبو زرعة الرازي. قال القاسم: فذكرته لعثمان بن خرزاذ. فقال: أنا أقول أحفظ من رأيت أربعة: محمد بن المنهال الضرير، وإبراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم. قال الحافظ عبدالرحمن بن خراش: كان أبو حاتم من أهل الأمانة والمعرفة. وقال هبة الله اللالكائي: كان أبو حاتم إماما حافظا متثبتا. وذكره اللالكائي في شيوخ البخاري. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث وعللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ، فقال لي، يا أبا حاتم! قل من يفهم هذا، ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من يحسن هذا! وربما أشك في شيء، أو يتخالجني في حديث، فإلى أن التقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبي: وكذلك كان أمري. قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرازي الخطيب في ترجمة عملها لابن أبي حاتم: كان- رحمه الله- قد كساه الله نورا وبهاء، يسر من نظر إليه. ومات الحافظ أبو حاتم الرازي في شعبان، سنة سبع وسبعين ومئتين. وقيل: عاش ثلاثا وثمانين سنة. عقيدة أبي زرعة وأبي حاتم: عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك، فقالا: «أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم: 1 - الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. 2 - والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته. 3 - والقدر خيره وشره من الله عز وجل. 4 - وخير هذه الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهم الخلفاء الراشدون المهديون. 5 - وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه سلم وشهد لهم بالجنة على ما شهد به رسول الله صلى الله عليه سلم وقوله الحق، والترحم على جميع أصحاب محمد صلى الله عليه سلم والكف عما شجر بينهم. 6 - وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه سلم بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (سورة: الشورى آية رقم: 11) . 7 - وأنه تبارك وتعالى يرى في الآخرة، يراه أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء. 8 - والجنة حق والنار حق وهما مخلوقان لا يفنيان أبدا، والجنة ثواب لأوليائه، والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم الله عز وجل. 9 - والصراط حق. 10 - والميزان حق، له كفتان، توزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها حق. 11 - والحوض المكرم به نبينا حق. 12 - والشفاعة حق. 13 - والبعث من بعد الموت حق. 14 - وأهل الكبائر في مشيئة الله عز وجل. 15 - ولا نكفر أهل القبلة بذنوبهم، ونكل أسرارهم إلى الله عز وجل. 16 - ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان. 17 - ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة. 18 - ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة، ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة. 19 - وأن الجهاد ماض منذ بعث الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شيء. والحج كذلك، ودفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين. 20 - والناس مؤمنون في أحكامهم ومواريثهم، ولا ندري ما هم عند الله عز وجل. فمن قال: إنه مؤمن حق (أي حق الإيمان كاملة) فهو مبتدع، ومن قال: هو مؤمن عند الله فهو من الكاذبين، ومن قال: هو مؤمن بالله حقا (أي غير كافر) فهو مصيب. 21 - والمرجئة المبتدعة ضلال. 22 - والقدرية المبتدعة ضلال. فمن أنكر منهم أن الله عز وجل يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر. وأن الجهمية كفار. 23 - وأن الرافضة رفضوا الإسلام. 24 - والخوارج مراق. 25 - ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة. ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر. ومن شك في كلام الله عز وجل فوقف شاكا فيه يقول: لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر. ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي. قال أبو محمد: وسمعت أبي يقول: 26 - وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر. وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار. وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة. وعلامة القدرية تسميتهم أهل الأثر مجبرة. وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية. وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة ناصبة. ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء. 27 - قال أبو محمد: وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكران وضع الكتب برأي في غير آثار. وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر في كتب المتكلمين، ويقولان: لا يفلح صاحب كلام أبدا. قال أبو محمد: «وبه أقول أنا». وقال أبو علي بن حبيش المقرئ: «وبه أقول». قال ابن المظفر: «وبه أقول». وقال يعني المصنف: «وبه أقول». وقال الطريثيثي: «وبه أقول». وقال السلفي: «وبه نقول» وفقنا الله وكل مؤمن لما يحب ويرضى من القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. مجلة التوحيد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |