القرآن الكريم منهج حياة
إن القرآن الكريم جاء تبيانًا لكل شيء، يهدي إلى الحق والرشد وإلى طريق مستقيم، يخرج الناس من الظلمات إلى النور، فيه أخبار الأولين، وهو حبل الله المتين، من تمسك به نجا، ومن حاد عنه كبا، من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر، إنه مصدر أساسي لمعرفة الله -تعالى-؛ فهو كلامه المقدس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والإنسان ذلك المخلوق المكرم العاقل أحوج ما يكون إلى منهج يسير عليه، يضبط عمله وسلوكه، ويضمن سلامته الروحية والجسدية والعقلية في الدنيا والآخرة، يبيّن له سر وجوده فوق هذه الأرض.
يحتاج الإنسان منهجاً يبيّن له الأسس التي تبعده عن الخطأ وتضمن له السلامة، {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}، فبالقرآن تحيا القلوب، وإذا صار القلب حيا، انتفع به سائر البدن ونجا من كل سوء، وإذا مات القلب تعذبت الجوارح بموته. أثر القرآن في حياة الإنسان
للقرآن أثر كبير في حياة الإنسان، ولكن لا ينتفع بأثره إلا بالتدبر والتأمل في آياته، ويتجلى أثر القرآن في حياة الإنسان فيما يلي: - يربي الإنسان على حسن الخلق، ويضبط سلوكه ويقوم أخلاقه، فيتعلم التقوى وحسن التوكل على الله، والصبر عند البلاء والشكر عند العطاء، مستحضراً مراقبة الله له، مخبتاً قانتاً محققاً لعبودية الله.
- يخاطب العقل ويغذيه بحقائق الإيمان من خلال التأمل في آيات الله ودوام قراءتها وتدبرها وفهمها.
- يشبع الروح ويغذيها؛ فالروح كالبدن تحتاج إلى طاقة إيمانية تنميها وتهذبها، ويبقى في قلب الإنسان وحشة وفراغ لا يملؤه إلا حب الله وذكره وعبوديته والأنس به، ومفتاح ذلك تدبر القرآن.
- يحثه على العمل؛ لأنه يعلم أن الله الذي أوجده على هذه الأرض لم يخلقه عبثاً ولهواً، إنما أوجده لغاية الاستخلاف وإعمار الأرض بذكر الله.
- يورثه انشراح النفس، وطمأنينتها، والشعور بالراحة، ويحدث العكس من ذلك إذا ابتعد عن القرآن، جاءه ضيق الصدر والوحشة والكآبة.
- يعطيه الثقة بالله التي تشحن الإنسان بطاقة إيجابية للبناء والعمل والسعي والصبر والنصر والتأييد.
- يكسبه الفصاحة وقوة اللغة وحسن البيان وجودة التعبير وقوة الذاكرة.
- الحياة الطيبة التي يعيشها قارئ القرآن، فهو أصبر عند المصاب، وأقدر على تحمل البلاء، وأكثر إدراكاً لنعم الله، وأقرب إلى الشكر، وأبعد عن المعصية؛ لأنه يشعر بمراقبة الله في كل أوقاته لإيمانه بآياته وتصديقه ويقينه.
اعداد: المحرر الشرعي