عبادات القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         روائع قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 154 )           »          ‏تأملات في آيتين عجيبتين في كتاب الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الكلمة الطيِّبة (لا إله إلا الله ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أسد بن الفرات بن سنان رحمة الله فاتح صقلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          صدق الله فصدقه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لماذا التأريخ بالهجرة لا بغيرها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الهجرة النبويّة فن التخطيط والإعداد وبراعة الأخذ بالأسباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          معاهدة محمد الثالث مع ملك فرنسا لويس الخامس عشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أمية بن أبي الصلت الداني (460-529هـ/1067-1134م) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فرق كبير بين الصالح والمصلح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2025, 06:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي عبادات القلوب

عبادات القلوب -1-



محمد كلاّوي



الحمد لله وكفى وسلاما على عباده الذين اصطفى و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده و الآل والصحب ومن والاه
العلماء يقسمون العبادة إلى أقسام :


الأول: عبادات قلبية .

الثاني: عبادات قولية .
الثالث: عبادات بدنية .

الرابع:عبادات مالية تؤدى بالمال .


العبادات القلبية: هي أعظم وأخطر العبادات فعمل القلب هو الاعتقاد مثل أن أقول: أعتقد بقلبي أن الله واحد لا شريك له , وأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى، وكذا الإيمان بأي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى.
ولا ينبغي أن نلتفت لقول بعض الجهلاء الذين يقولون: لا عبرة بموضوع التوحيد , لأنه يفرق المسلمين ، وأن التوحيد عبارة عن كلام نظري لا يترتب عليه عمل , وقد جهل هؤلاء أن مسائل التوحيد يترتب عليها أعظم العمل ، ألا وهو عمل القلب الذي هو أصل أعمال الجوارح كلها، والتوحيد هو تطهير للقلب من الشرك الذي هو نجس , كما قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)( التوبة:28 )
هل معنى ذلك أنك لو سلمت على نصراني أو يهودي فقد تنجست؟
لا؛ لأن المقصود هو (نجس) عقيدتهم وقلوبهم، فقلوبهم قد تنجست بأكبر نجاسة في الوجود وهي نجاسة الشرك. وبعض المسلمين ((هداهم الله)) يصفون الكفار بالنظافة والنظام، نعم قد تجد عند هذا الكافر شيئاً من النظافة، لكنه منجس بأشنع نجاسة وهي نجاسة الشرك في قلبه، فقد اسودّ قلبه من نجاسة الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى، وأعظم الزكاة للتطهير هي تزكية القلب ,( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) (الشمس:9-10) أي: طهر قلبه من درن الشرك والمعاصي ، فأخطر نجاسة هي نجاسة القلب بالشرك ، وأعظم الطهارة هي التوحيد ، وتطهير القلب من الاعتقادات الباطلة وإن محبة الله سبحانه وتعالى من أعظم عبادات القلب، كما قال تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا * يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّالِلَّهِ ) (البقرة:165).فالقلب الذي امتلأ بمحبة الله سبحانه وتعالى هو أطهر القلوب ، فلابد من تجريد القلب لله سبحانه وتعالى . قال رجل لأحد العلماء: هل يسجد القلب ؟ قال : نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه بعدها أبداً. القلب إذا سجد لله هذه السجدة فإنها تظل مع المؤمن حتى يموت ، وهي الخضوع لله سبحانه وتعالى والتزام أمره واجتناب مناهيه مدى الحياة .

فمن عبادات القلب :


1-المحبة لله 2-والبغض في الله 3-التوكل على الله 4-الخوف من الله 5-الرجاء من الله

ومن أعظم الأحاديث التي شملت تقريباً ثلث الدين حديث: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)(البخاري ومسلم) وهذه النية لا تؤدى إلا بالقلب، فالنية مكانها القلب ولا تؤدى باللسان إذاً: فاعتقاد القلب والأعمال التي يعملها القلب تدخل تحت مسمى العمل فالاعتقادات الصحيحة عمل مطلوب من الإنسان، ولا ينبغي أن يقال: إن هذه المسائل نظرية ، وإن الصواب الاهتمام بأعمال الجوارح فإن عمل القلب من أعظم الأعمال ، وأعمال الجوارح تابعة لعمل القلب
ولذلك فإن صغائر القلب أخطر من كبائر الجوارح : فالرياء كبيرة ، والعجب والغرور كل هذه المعاصي التي محلها القلب هي من الشرك ، وهي مما ينافي توحيد الألوهية أو توحيد العبادة والقصد لله سبحانه وتعالى |, فتحقيق عبودية القلب تعني كيفية تحقيق القلب لشهادة : أن لا إله إلا الله

فلا يحب إلا الله، ولا يخاف ولا يرجو ولا يتوكل إلا على الله سبحانه وتعالى، فإذا وقع في الرياء فقد وقع في الشرك، وإذا وقع في أي نوع من أنواع الإلحاد في الاعتقاد القلبي فقد وقع في الشرك، وإذا وقع في أي عمل قلبي ينافي التوحيد ، فخاف غير الله ، أو توكل على غير الله
فهذا لم يحقق توحيد الله بالعبادات القلبية.

أولاً : محبة الله

إن المحبة هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها نظرالعاملون، وإلى عِلمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبُّون، فهي قُوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون وهي الحياة التي مَن حُرمها فهو من جملة الأموات , إنها المحبة التي ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة وقد قضى الله يوم قدَّر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة، أن المرء مع من أحب، فيالها من نعمة على المحبين سابغة .
حكم محبة الله عزّ وجلَّ : إن محبة العبد لربه فريضة شرعية على كل أحد ، لا يتخلف عنها إلا مظلم القلب عمي البصيرة , قال تعالى :
(قُل إن كان ءابآؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين( (التوبة24) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) متفق عليه .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : يا رسول الله والله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي . فقال : (لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال : والله لأنت أحبّ إلي من نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر( متفق عليه .
محبة الله من علامات الإيمان : عن انس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان : ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحب الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يلقى فى النار) متفق عليه
بشرى وتحذير: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض . وإذا أبغض الله عبداً دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلاناً فأبغضوه ، قال : فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض (متفق عليه .
من هم أحباب الرحمن

المحسنون : ) وأحسنوا إن الله يحب المحسنين(
التوابون : (إن الله يحب التوابين)
المتطهرون : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
المتقون : ( بلى من أوفى بعهده وأتقى فإن الله يحب المتقين(
الصابرون : ) وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين(
المتوكلون : ) فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (
المقسطون : ) فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين(
المخلصون في الجهاد : )إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص( . أعداء الرحمن والعياذ بالله
الكافرون : ( فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين)
المعتدون : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (
المفسدون : ( ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين (
الظالمون : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله إن لا يحب الظالمين(
المختالون و المتكبرون : (إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً (
الخائنون : (فانبذ إليهم على سوآء إن الله لا يحب الخائنين(
المجاهرين بالسوءلا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم )
المسرفون : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)
الفرحون بالمعاصي : (إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين )
الأسباب الجالبة لمحبة الله سبحانه وتعالى :

1-قراءة القرآن بالتدبر - 2-اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ((آل عمران 31)
3-التقرب إلى الله بالنوافل كما في الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه) - 4-دوام ذكره سبحانه بالقلب واللسان – 5-إيثار محبته سبحانه على محاب النفس وهواها
6-مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة: قال تعالى: )وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ( )النحل:53(
7-الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه ودعائه واستغفاره (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له(
مجالسة المحبين الصالحين الصادقين : يقول صلى الله عليه وسلم (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبا ‏ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثا)

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك
اللهم ارزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك
اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب
وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-08-2025, 06:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عبادات القلوب

عبادات القلوب -2-



محمد كلاّوي

ثانياً الاخلاص

الاخلاص هو إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد , وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله عز وجل دون شيء آخر , وقيل: الاخلاص : ان تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى خوفا من سخط الله , كأنك تراه بحقيقة علمك بانه يراك حتى يذهب الرياء عن قلبك ثم تذكر منّة الله عليك اذ وفقك لهذا العمل حتى يذهب العجب من قلبك .

الاخلاص في القران

قال تعالى : (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (البينه5).
(انا انزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين * الا لله الدين الخالص ) (الزمر 2-3(
(قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين*لا شريك له وبذلك امرت ((الانعام 162(
(قل يا ايها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين ) (سورة الكافرون)
الاخلاص في السنة

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (انما الاعمال بالنيات , وانما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه) (البخاري ومسلم)
وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : اخلاص العمل لله , ومناصحة امور الولاة الامر , ولزوم جماعة المسلمين (
قال ابن القيم رحمه الله اي لا يبقى في قلبه غل مع هذه الثلاثة بل تنفي عنه غله , وتنقيه منه , وتخرجه عنه .
وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال :سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة , ويقاتل حمية , ويقاتل رياء اي ذلك في سبيل الله ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (
جاهد نفسك : يظن الكثير من الناس ان الاخلاص من الامور السهلة التي يستطيع كل احد .
تحقيقها دون ادنى مجاهدة , والواقع خلاف ذلك والاخلاص يحتاج الى مجاهدة قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل . قبل العمل : بان يقصد بعمله وجه الله تعالى ويصفيه عن ملاحظة المخلوقين .
أثناء العمل : تكون المجاهدة في الحفاظ على هذه النية الصادقة فان الانسان قد يكون مخلصا في ابتداء العمل فاذا دخل في العمل واستقر فيه جاءه الشيطان فوسوس له وزين له اطلاع الخلق على عمله وهنا تكون مجاهدة النفس على الاستمرار في العمل بنفس النية الاولى .
بعد العمل : تكون المجاهدة برؤية التقصير في العمل , وعدم استحسانه والعجب به واستحقاقه الثواب عليه .
قيل لسهل بن عبد الله : اي شيء اشد على النفس ؟ قال : الاخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقال ذو النون المصري : ثلاث من علامات الاخلاص : استواء المدح والذم من العامة , ونسيان رؤية الاعمال , ونسيان اقتضاء ثواب العمل في الاخرة .
وقال ابو يعقوب السوسي : متى شهدوا الاخلاص في اخلاصهم احتاج اخلاصهم الى اخلاص .
علاقة الاخلاص بالصدق

هناك تلازم بين الاخلاص والصدق قال ابن القيم رحمه الله " وقد تنوعت عباراتهم في الاخلاص والصدق , والقصد واحد "
فقيل الاخلاص : استواء اعمال العبد في الظاهر والباطن والرياء : ان يكون ظاهره خيراً من باطنه , والصدق في الاخلاص : ان يكون باطنه أعمر من ظاهره "
ثمرات الاخلاص :

الاخلاص سبب في جعل العمل مقبولا - يرفع الدرجات -نجاة من الشدائد والمحن - استجابة للدعاء - رضا الله عز وجل عن العبد .

الحصول على التقوى - الزهد في الدنيا والقناعة - دحر الشيطان والتغلب على وساوسه - التخلص من الرياء والشرك – انتصار المسلمين على اعدائهم لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما ينصر الله هذه الامة بضعيفها , بدعوتهم وصلاتهم واخلاصهم ) - النجاة من عذاب الاخرة وعذاب القبر - الهدى والتخلص من الضلال - محبة الله عز وجل ومحبة الخلق .- طمأنينة القلب والشعور بالسعادة والسكينة .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-08-2025, 06:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عبادات القلوب

عبادات القلوب -3-



محمد كلاّوي


ثالثاً ورابعاً: الخوف من الله عز و جل والرجاء

منزلة الخوف و حكمه :

من أجلّ منازل العبودية و أنفعها وهي فرض على كل أحد . قال تعالى (فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ) ( و قال عز وجلّ ( و لمن خاف مقام ربه جنتان(

تعريف الخوف :

قيل : الخوف :توقع العقوبة على مجاري الأنفاس - الخوف :قوة العلم بمجاري الأحكام - الخوف :هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره - الخوف :غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه - الخوف :توقع
مكروه أو فوت محبوب - الخوف: حذر النفس من أمور ظاهرة نضرة الخوف : غمّ يلحق الإنسان مما يتوقعه من السوء - الخوف : توقع مكروه - ضده الأمن و يستعمل في الأمور الدنيوية و الأخروية . عند الصوفية:
ارتعاد القلب لما عمل من الذنب ، وقيل أن يترقب العقوبة و يتجنب عيوبه ، وقيل انزعاج السريرة لما عمل من الجريرة.
فوائد الخوف:

الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه .
إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها ، و طرد الدنيا عنها . - قال ذو النون : الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق .
أنواع الخوف من حيث الحُكم :

الخوف المحمود الصادق : هو ما حال بين صاحبه و بين محارم الله عز و جلّ ، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس و القنوط .
صدق الخوف : هو الورع عن الآثام ظاهراً و باطناً.قال شيخ الإسلام ابن تيمية:الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله .
الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات و ترك المحرمات .
الخوف المستحب : هو ما حمل على فعل المستحبات و ترك المكروهات .
الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب : لا بد للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة . طريقة الخوارج :عبادة الله بالخوف وحده فهم لا يجمعون إليه الحب و الرجاء و لهذا لا يجدون للعبادة لذة و إليها رغبة و هذا يورث اليأس و القنوط من رحمة الله ، وغايته إساءة الظن بالله و الكفر به سبحانه .
طريقة المرجئة : عبادة الله بالرجاء وحده الذين وقعوا في الغرور و الأماني الباطلة و ترك العمل الصالح ، و غايته الخروج من الملة . طريقة غلاة الصوفية :عبادة الله بالحب وحده الذين يقولون :نعبد الله لا خوفاً من ناره و لا طمعاً في جنته و إنما حباً لذاته و هذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها الأمن من مكر الله ، وغايته الزندقة و الخروج من الدين .
قال بعض السلف كلمة مشهورة :من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق .
- من عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي خارجي
- من عبده بالرجاء و حده فهو مرجىء .
- من عبده بالخوف و الحب و الرجاء فهو مؤمن موحد .
قال ابن القيم : القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر فالمحبة رأسه والخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران ومتى قطع الرأس مات الطائر و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر .

أيهما يُغلَّب الرجاء و الخوف ؟

قال ابن القيم : السلف استحبوا أن يقوي في الصحة جناح الخوف على الرجاء وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف.
وقال : ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف ، فإذا غلب الرجاء فسد .
وقال غيره : أكمل الأحوال اعتدال الرجاء و الخوف ، و غلبة الحب ، فالمحبة هي المركب و الرجاء حادٍ ، و الخوف سائق ، و الله الموصل بمنّه وكرمه .
أقسام الخوف :

خوف السر : و هو خوف التأله و التعبد و التقرب و هو الذي يزجر صاحبه عن معصية من يخافه خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقرأو قتل أو غضب أو سلب نعمة ونحو ذلك بقدرته و مشيئته فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا الله عز و جل و صرفه له يُعد من أجلّ العبادات و من أعظم واجبات القلب بل هو ركن من أركان العبادة ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحد , ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر
الخوف من وعيد الله : الذي توعد به العصاة و هذا من أعلى مراتب الإيمان و هو درجات و مقامات و أقسام كما مضى ذكره قبل قليل .
الخوف المحرم : و هو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس كحال من يفر من الزحف خوفاً من لقاء العدو فهذا خوف محرم و لكنه لا يصل إلى الشرك .

الخوف الطبيعي : كالخوف من سَبُع أو عدو أو هدم أو غرق و نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري فهذا لا يُذم و هو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل ( فخرج منها خائفاً يترقب ) و قوله ( فأوجس في نفسه خيفةً موسى ) و يدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر ؛ فهذا خوف طبيعي و يُحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة و الاستعداد و يُذم إذا رجع به إلى الانهزام و ترك الإقدام .
الخوف الوهمي : كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف جداً فهذا خوف مذموم و يدخل صاحبه في وصف الجبناء و قد تعوذ النبي صلى الله عليه و سلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، و لهذا كان الإيمان التام والتوكل الصحيح أعظم ما يدفع هذا النوع من الخوف و يملأ القلب شجاعةً ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله ، و كلما ضعف إيمانه زاد و قوي خوفه من غير الله ، و لهذا فإن خواص المؤمنين و أقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً و طمأنينة لقوة إيمانهم و لسلامة يقينهم و كمال توكلهم (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل . فانقلبوا بنعمةٍ من الله و فضل لم يمسسهم سوء)
من الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل:

إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية زيارة المرضى و المصابين و المقابر
تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته
تذكر الموت و ما فيه .
ملاحظة الله ومراقبته
تذكر الخاتمة .
تدبر آيات القرآن الكريم .
المحافظ على الفرائض و التزود من النوافل و ملازمة الذكر .
مجالسة الصالحين و الاستماع لنصائحهم .
باب الجمع بين الخوف والرجاء
اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفاً راجياً ، ويكون خوفه ورجاؤه سواء ، وفي حال المرض يمحض الرجاء .
قال الله تعالى : ( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (الأعراف: 99)
وقال تعالى : ( إِنَّهُ لا يَايْئسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )(يوسف: 87 ( .وقال تعالى : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) (آل عمران:106(
وقال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) (الأعراف: 167).
وقال تعالى : (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ*وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)(الانفطار:13،14)
وقال تعالى : فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ*فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ*وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) (القارعة6، 9(
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ، ما طمع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ، ما قنط من جنته أحد)) رواه مسلم)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة ، قالت : قدموني قدموني ، وإن كانت غير صالحة ، قالت يا ويلها ! أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمعه صعق) رواه البخاري )، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك))رواه البخاري).
وتأمل قوله تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) (المائدة98،99)
حيث إنه في مقام التهديد والوعيد قدم ذكر شدة العقاب (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وفي حالة تحدثه عن نفسه وبيان كمال صفاته قال : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ) )الحجر: 49،50)
فقدم ذكر المغفرة على ذكر العذاب لأنه يتحدث عن نفسه عز وجل وعن صفاته الكاملة ورحمته التي سبقت غضبه .
والأحاديث في هذا المعنى تدل على أنه يجب على الإنسان أن يجمع بين الخوف الرجاء ، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد) (ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ، ما قنط من جنته أحد)

فالواجب على الإنسان أن يكون طبيب نفسه في كونه يغلب الخوف أو الرجاء إن رأى نفسه تميل إلى الرجاء وإلى التهاون بالواجبات وإلى انتهاك المحرمات استناداً إلى مغفرة الله ورحمته ؛ فليعدل عن هذا الطريق وإن رأى أن عنده وسواساً ، وأن الله لا يقبل منه ؛ فليعدل عن هذا الطريق أيضاً .
الخاتمة

اللهم نسألك بفضلك وحلمك وكرمك ورحمتك أن تلهمنا الرشاد في الأمور كلها . لا تجعلنا من المستهترين بأحكامك وشرعك الذي أنزلت كالطامعين بما لا يستحقون إلا العذاب , ولا تجعلنا من القانطين من رحمتك إن غفلنا وابتعدنا عن طريقك , وخر لنا واختر لنا سَلَّمْنا أُمورنا اليك . وصلى الله على نبينا وحبيبنا وقائدنا و قدوتنا وسيدنا محمد وسلم تسليما كثيراً
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لمتابعة الجزء الأول من المقال هنا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.22 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]