جلسات الصلح والتحكيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5011 - عددالزوار : 2136994 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4592 - عددالزوار : 1415935 )           »          الامتحانات الدنيوية وأثرها في امتحان الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 8371 )           »          قراءة في كتاب:القصة الكاملة لخوارج عصرنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الاختـلاط فـي الجامعـات وصـراع الهويـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 44 - عددالزوار : 14621 )           »          حقــوق السجـنـاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 4862 )           »          كلمات نبوية لبناء الدولة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-09-2025, 03:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,810
الدولة : Egypt
افتراضي جلسات الصلح والتحكيم

جلسات الصلح والتحكيم



كتبه/ عبد العزيز خير الدين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالناظر في كثير من المجتمعات يجد خصومات فَرَّقَتْ بين الأحبة، وقطَّعَت الأرحام، تمخَّضَتْ فأنجبت نزاعات مستمرة تؤدي في النهاية إلى عداوة وتَعَدٍّ على الآخرين بالقول والفعل، فكم بسببها قاطع الأخ أخاه، وطلَّق الزوج زوجته، ولم يَأْمَنِ الجار لجاره، ولا الصديق لصديقه، بل امتدت وانتشرت العداوة كانتشار اللهيب في الحطب بين العائلات، والمناطق، والبلاد، لكن من رحمة الله بهذه الأمة أن هيَّأ وارتضى لها عبادة تَفُوق على كثير من العبادات، تُحَوِّل هذه الخصومات إلى مودة، وهذا النزاع إلى تآلف وترابط، ألا وهي الإصلاح بين الناس.
فقد جاء في سنن أبي داود من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ، وَالصِّيَامِ، وَالصَّدَقَةِ؟) قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: (إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ) (رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني).
وقد ظهر ذلك في مجتمعاتنا بما تُسمَّى: (جلسات الصلح والتحكيم)، والتي سَهَّلَتْ ويَسَّرَتْ على الناس حل خلافاتهم قبل أن تستفحل، وخَفَّفَتْ عنهم الأعباء المالية فلم يَلْجَئُوا إلى المحاكم مباشرة، حيث إن هذه الجلسات لا تتطلب رسومًا قضائية أو أتعاب محاماة كبيرة.
ومن هذه الجلسات ما يكون صلحًا بين متخاصمين، وإما أن تكون حقوقًا بينهما ومظالم يتم التحاكم والفصل فيها بحكم الإسلام. وقد أقرها وبيَّن فضلها وقيمتها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رغم شهوده لها قبل الإسلام حين قال: (لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ) (رواه ابن هشام في السيرة النبوية).
وحتى تكون هذه الجلسات العرفية مثمرة ونافعة، لا بد من نقاء، وصلاح، وقوة، وأمانة أعضاء اللجنة نفسها، ففاقد الشيء لا يُعْطِيه، وأن يذهب إلى الجلسة ليس في قلبه إلا نطق كلمة الحق، حتى تَنَالَ التوفيق من الله -عز وجل-؛ قال -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء: 35).
ولعظم وأهمية وقدر المصالحة بين الناس، أن الشريعة أجازت للمصلح أن يقول قولًا يسعى فيه للخير حتى لو كان فيه نوع من الكذب، كما جاء في صحيح البخاري من حديث أم كلثوم بنت عقبة -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا) (متفق عليه).
هنيئًا لمن شارك في هذا العمل الطيب بكسب الحسنات ورفع الدرجات، وساهم في إسعاد المجتمع وإدخال الفرحة في بيوتهم وأزال عنهم الحقد والحسد، وبث فيهم العفو والتسامح؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات: 10)، وهذا يُبَيِّن أهمية وقدر وضرورة هذه الجلسات لما فيها من أهمية كبرى في الإصلاح بين الناس، وهذا غالبًا يكون في الاختلاف بينهم أو الإعراض والتخاصم، وقطع الأرحام، فيتم التراضي بين الطرفين، وتقريب وجهات النظر. وإما أن تكون الجلسات لرد الحقوق إلى أهلها، أو التحاكم في قضايا مُهِمَّة كالتَعَدِّي على الآخرين أو القتل مثلًا، لكن لكل فكرة وأسلوب من أساليب هذه الجلسات سلبياته وإيجابياته، وسنتعرف على ذلك حتى نبتعد ونحذر ونجتنب السلبيات، ونحافظ ونُنَمِّي الإيجابيات، ونذكر أولًا بعض الإيجابيات والآثار الطيبة وهي كالآتي:
الإيجابيات:
تحقيق مبدأ "انصر أخاك" ظالمًا بحجبه ومنعه عن الظلم، أو مظلومًا برد حقه، كما جاء في صحيح البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا). قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: (تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ) (متفق عليه).
وإقامة العدل في الأرض، فتُنْشَر في مجتمعاتنا المحبة والترابط. قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء: 58).
والأجر العظيم من الله -عز وجل-، فهو بمثابة الصدقة، ولما لا وهو يَعْدِل بين الناس. فقد جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ) (متفق عليه).
السلبيات:
الحكم بالهوى، لا سيما إن كان تابعًا لأحد الطرفين، وهذه من السلبيات التي تُغْضِب الله -سبحانه وتعالى- وتُضَيِّع الحقوق، فلقد أمر الله داود -عليه السلام- أمرًا خاصًا له وفي الوقت نفسه عامًا لكل من يحكم بين الناس بعدم اتباع الهوى فيكون سببًا في الضلال والهلاك، قال -تعالى-: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص: 26).
الحكم بأحكام الجاهلية التي لا تُوافِق شرع الله -عز وجل-، وهذا لا شك مخالف لعقيدة المسلم الذي ارتضى شريعة الإسلام مُمَثَّلَة في كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- دستورًا ومنهجًا، قال تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة: 50).
وأخيرًا:
جلسات الصلح والتحكيم من أهم الأفكار التي يحتاجها المجتمع لمنع الفرقة والتنازع، إذا التزمت بالضوابط، والانقياد لحكم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ قال -تعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء: 65).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.54 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]