|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
تفسير سورة الماعون أ. د. كامل صبحي صلاح الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فإن سورة الماعون سورة مكية في قول عطاء وجابر وأحد قولي عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهم، وهي سبع آيات، وسُميت سورة الماعون بهذا الاسم؛ لذِكر لفظ الماعون في ختامها، ولم يقع هذا اللفظ للماعون في سورة غيرها. قال الله تبارك وتعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 1 - 7]. تفسير السورة: قال الله تبارك وتعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ [الماعون: 1]؛ أي: هل عرفت الذي يكذب بالجزاء يوم القيامة؟! أرأيتَ حال ذلك الذي يكذب بالبعث والجزاء؟ وأرأيت يا محمد الذي يكذب بثواب الله تبارك وتعالى وعقابه، فلا يطيعه في أمره ونهيه؟ يقول الله تعالى ذامًّا لمن ترك حقوقه وحقوق عبادة: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ [الماعون: 1]؛ أي: بالبعث والجزاء، فلا يؤمن بما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. قال عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، في تفسير قوله تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ [الماعون: 1]، قال: "الذي يكذب بحكم الله عز وجل". وورد عن ابن جريج: ﴿ يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ [الماعون: 1] قال: "بالحساب". وذكر أن ذلك في قراءة عبدالله: "أرأيت الذي يكذب الدين"؛ فالباء في قراءته صلة، دخولها في الكلام وخروجها واحد. وقوله تعالى: ﴿ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ [الماعون: 2]؛ أي: فذلك الذي يدفع اليتيم الذي مات أبوه وهو صغير عن حقه وحاجته بعنف وغلظة وشدة؛ لقساوة قلبه، وشدة ظلمه، ولكونه لا يرجو ثوابًا، ولا يخشى عقابًا. وهذا الدفع لليتيم يحتمل أن يكون عن إطعامه، والإحسان إليه، أو عن ماله وحقوقه، وهذا أشد، وهذه الجملة هي جواب (أرأيت)؛ لأن معناها: أخبرني، فكأنه سؤال وجواب، والمعنى: انظر الذي كذب بالدين، تجد فيه هذه الأخلاق القبيحة، والأعمال السيئة، وسبب ذلك؛ لأن الدين يحمل صاحبه على فعل الحسنات والطاعات والقربات، ويحمله على ترك السيئات والمعاصي والمنكرات؛ فمقصود الكلام ذم الكفار وأحوالهم. وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الماعون: 3]؛ أي: ولا يحث ويحض نفسه، ولا يحث ويحض غيره على إطعام الفقراء والمساكين، وسائر المحتاجين. وقوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]؛ أي: فعذابٌ شديد وهلاك للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون، فلا يقيمونها على وجهها، ولا يؤدونها في وقتها، ويؤخرونها عن أوقاتها المحددة شرعًا. وقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴾ [الماعون: 6]؛ أي: يراؤون بصلاتهم وأعمالهم الناسَ، والذين هم يتظاهرون بأعمال الخير؛ مراءاة للناس فلم يُخلصوا لله تبارك وتعالى في أعمالهم وتصرفاتهم، ولهذا وصف الله تبارك وتعالى هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة؛ لكونهم يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس، والعياذ بالله تبارك وتعالى. وقوله تعالى: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 7]؛ أي: لا يعطون من سألهم ماعونًا، كالإبرة والقِدر والمنجل، والإناء، والدلو، والفأس، وكسائر الأدوات المنزلية، ونحوها من الأشياء التي ينتفع بها وبعينها، والذي لا يضر إعطاؤها على وجه العارية، أو الهِبة، مما جرت العادة ببذلها والسماحة بها، فهؤلاء - لشدة حرصهم - يمنعون الماعون، فكيف بما هو أكثر منه من الأشياء التي لها قيمة واعتبار؟ من مقاصد السورة: • ذِكر بعض صفات الكافرين؛ كعدم الرفق باليتيم. • وذكر بعض صفات المنافقين؛ كتأخير الصلاة عن وقتها، ومراءاتهم في العبادة، وذم الفريقين والتشنيع عليهم، وفي ضمن ذلك التقبيح لأفعالهم والتحذير من صفاتهم. • وبيان أخلاق المكذِّبين بالدين والآخرة؛ تحذيرًا للمؤمنين، وتشنيعًا على الكافرين. • والحث على إكرام اليتيم، والمساكين، والتحضيض على ذلك. • ومراعاة الصلاة، والمحافظة عليها، وعلى الإخلاص فيها، وفي جميع الأعمال الصالحة. • والحث على فعل المعروف بين الناس، وبذل الأموال الخفيفة، كعارية الإناء والدلو والكتاب، ونحو ذلك؛ لأن الله تبارك وتعالى ذم من لم يفعل ذلك. هذا ما تم إيراده، نسأل الله العليَّ الأعلى أن يُعيننا على ذِكره وشكره وحسن عبادته، وأن ينفع بما كُتب، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين. المصادر والمراجع: 1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري. 2- الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي. 4- معالم التنزيل (تفسير البغوي)، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي. 5- فتح القدير، للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني. 6- تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير. 7- التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي. 8- التحرير والتنوير، للمفسر محمد الطاهر بن عاشور. 9- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي. 10- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الشيخ جابر بن موسى بن عبدالقادر المعروف بأبي بكر الجزائري. 11- المختصر في التفسير، مركز تفسير. 12- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |