كبائر يقع فيها الصالحون !!! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 قواعد وحيل مهمة لحفظ لحوم العيد لوقت أطول بأفضل حالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 زيوت عطرية طبيعية تعطر بيتك بأمان وتقضي على الروائح الكريهة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بعيدا عن عيادات التجميل.. 6 أكلات هتدي جسمك الكولاجين لبشرة مشدودة ونضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          املأ أوقات فراغهم.. أنشطة مفيدة للأطفال فى الصيف بديلة للتابلت والموبايل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          4 خطوات بسيطة وعملية تساعدك ترجع للشغل بعد إجازة العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل السجق البلدي في البيت.. طعمه في العيد ألذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          5 وصفات طبيعية للعناية بالبشرة بالقهوة.. تقلل الانتفاخات وتقاوم الشيخوخة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          5 أفكار لوجبات نباتية للضيوف اللي ما بياكلوش لحمة في عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هجرية (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المقاصد الربانية للعشر المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2008, 10:06 PM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي كبائر يقع فيها الصالحون !!!

لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



فإن بعض الصالحين -هدانا الله وإياهم - يترفع عن كثير من الكبائر



كالزنا وشرب الخمر والربا وغيرها من الموبقات المهلكات

ولكنه يقع في مهلكات أخر ومنها :


الغيبة والبهتان :



وهي كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال :

(( أتدرون مالغيبة قالوا :الله ورسوله أعلم قال : ذكرك أخاك بما يكره .......))

والبهتان هو : الإفتراء على الناس والكذب عليهم .

كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ...إن كان فيه ماتقول فقد إغتبته وإن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته )) رواه مسلم .



فتجد أحدهم لو وجد درهماً حراماً لتركه وهو يفري في أعراض المسلمين ويقع فيهم

قال تعالى (( ... ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ))




ومن أكثر وأشد الغيبة إثماً : غيبة علماء السنة والقدح فيهم بأنهم علماء السلطة وتهوين علمهم عند العامة بأنهم لايعرفون الواقع وأنهم مداهنون وغير ذلك من الكذب والبهتان -والعياذ بالله - وهذا جمع بين الغيبة والكذب والفجور .



ومن البهتان الواضح نسبة الأقوال للعلماء وبتر الكلام ليوافق كلام العالم مايريد !!!!!



وهذا من الخيانة وهي من خصال المنافقين والمبتدعة أهل الأهواء .

حكم الغيبـــــــــــــــــة

الغيبــــــــــــــــة محرمة بإجماع المسلمين


وقد تظاهر على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة .


( الفتح 10/473)

ماينبغي لمن سمع غيبة أخيه المسلم :


يجب على من سمع غيبة مسلم أمور منها :

1) رد هذه الغيبة .

2) زجر قائلهــــــــــــــــــــا .

3) إن لم ينزجر باليد أو باللسان فارق هذا المجلس .

4) إن كانت الغيبة لشيخه أو من له عليه حق كان الإعتناء بهذا أكثر .

( الأذكار للنووي رحمه الله ص294)

وقد ثبت الإنكار للغيبة في أحاديث كثيرة منها

حديث عتبان في البخاري ومسلم عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن مالك بن الخشن فقال رجل :

(( إنه منافق لايحب الله ورسوله ))

فقال صلى الله عليه وسلم :

(( لاتقل ذلك ألاتراه قال لاإله إلا الله يريد بذلك وجه الله .....الحديث ))

( البخاري 1/110 ومسلم 1/455)

وفي حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

(( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ))

( أخرجه احمد 6/450والترمذي 4/327 وقال الترمذي هذا حديث حسن .

وقال الشيخ الألباني : أنه حديث صحيح ( صحيح الجامع 5/295)


وفي حديث كعب بن مالك في الصحيحين عندما قال رجل عن مالك ( حبسه برداه ....)

قال معاذ بن جبل :

(( بئس ماقلت والله يارسول الله ماعلمنا عليه إلا خيراً ))

فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم .

( البخاري 5/130 ومسلم 4/2122)
الأسباب الباعثة على الغيبة :


1) محاولة الإنتصار للنفس والسعي في شفي الغيظ فيغتاب ويبهت .

2) الحقد على الآخرين والبغض لهم فيذكر مساوئ من يبغض وهذا من صفات ناقصي الإيمان .

3) إرادة رفعة النفس وخفض غيره كأن يقول :

فلان جاهل أو فهمه ضعيف أو سقيم أو عبارته ركيكة

تدرجاً الى لفت أنظار الناس الى فضل نفسه وإظهار شرفه بسلامته من تلك النقائص التي ذكرها فيمن اغتابه


وهذا من الإعجاب بالنفس وهذا من المهلكات والعياذ بالله .

4) موافقة الجلساء والأصدقاء لكي يكسب رضاهم وهذا من ضعف الإيمان .

5) إظهار التعجب من اهل المعاصي .

مثل أن يقول : مارأيت أعجب من فلان كيف يخطئ وهو رجل عاقل أو كبير ...

وكان من حقه عدم التعيين .

6) السخرية والإستهزاء بالآخرين واحتقارهم .

7) الحسد فيجد الناس يثنون على من يحسده في مال أو جاه


فيحاول الحسود قليل العقل والدين أن يزيل هذه النعمة فلايجد سبيلاً إلا الغيبة والتقليل من شأنه .

وهذا من أقبح الناس عقلاً وأخبثهم نفساً .

8) أن ينسب إليه فعل قبيح فيتبرأ منه ويقول : ( فلان الذي فعله )

ليظهر بمظر البري من العيوب .

وغير ذلك نسأل الله السلامة والعافية .

انظر فتاوى ابن تيمية ( 28/236-238- 28/222)


( آفات اللسان للقحطاني )

علاج الغيبــــــــــــــــــة :


لهـــــــــــــــــــــــــــــا علاجان :

1) هو ان يعلم الإنسان أنه إذا وقع في الغيبة فهو متعرض لسخط الله ومقته كما دل على ذلك الحاديث الصحيحة .

ويعلم أن حسناته يؤخذ منها يوم القيامة لمن اغتابه بدلاً عما استباح من عرضــــــــــــــه .

فإذا تدبر المسلم مافي نفسه من العيوب والتقصير

ترك عيب الناس وعلم أن عجزهم عن تطهير انفسهم كعجزه هو عن تطهير نفسه من العيوب .

2) النظر في السبب الباعث على الغيبة وقطعه .

فإن علاج العلة بقطع سببها .

فإن كان السبب هو الغضب فعليه أن يقول :

إن امضيت غضبي عليه فأنا أخشى الله أن يمضي علي غضبه بسبب الغيبة فإن الله نهاني عنها فعصيته .

وإن كان السبب موافقة الآخرين وطلب رضاهم

فكيف ترضى لنفسك ان تسخط مولاك جل وعلا


من اجل إرضاء المخلوقين الذين لاينفعون ولايضرون !!!

وهكـــــــــــــــــــــــذا

فإذا نظر المسلم الى أسباب الغيبة وعلاجهــــــــــــا واستعمل هذا الدواء سلم أن شـــــــــاء الله من ضرر الغيبة وكان ممن اشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره .

وصان لسانه وأرضى ربه جل وعلا .

والله اعلم .

__________________




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-03-2008, 10:08 PM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي

ماتباح فيه الغيبـــــــــــــــة :

تباح لغرض شرعي ذكرها الإمام النووي وغيره وهي :

1) التظلم عند السلطان او القاضي .

2) الإستعانة على تغيير منكر ورد العاصي الى الصواب .

3) الإستفتاء .

4) تحذير المسلمين من الشر وذلك من وجوه :

أ)جرح المجروحين من الرواة وهذا جائز الإجماع .

ب) الإخبار بعيب عند المشاورة .

ج) إذا رأيت متفقهاً يتردد على مبتدع او فاسق فعليك النصيحة ببيان حال هذا المبتدع او الفاسق .

وغير ذلك .

5) أن يكون الإنسان مجاهراً ببدعته وفسقه فيحذر منه .

6) التعريف إذا كان معروفاً بهذا اللقب كالأعمش والأعرج ..ونحوها ويحرم ذكره بها تنقصاً .

( شرح النووي 16/142 والأذكار ص292 -الفتح 10/471 العقيدة الطحاوية ص43)


------------------------------------------------------------------------------------

طريق التوبة من الغيبة :


1) أن يتحلل من اغتاب ويطلب من العفو إذا أمن الفتنة أما إذا كان يسبب شحنا أو منكر آخر فإن المغتاب يذكره بالخير في المواضع التي اغتابه فيها .

2) يرد عنه الغيبة مااستطاع .

مع مراعاة شروط التوبة الأخرى .

والله اعلم .

( آفات اللسان 16-49)

صور الغيبة


قال الإمام ابن تيمية رحمه الله :
(( فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَغْتَابُ مُوَافَقَةً لِجُلَسَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَعَشَائِرِهِ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّ الْمُغْتَابَ بَرِيءٌ مِمَّا يَقُولُونَ أَوْ فِيهِ بَعْضُ مَا يَقُولُونَ ; لَكِنْ يَرَى أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ قَطَعَ الْمَجْلِسَ وَاسْتَثْقَلَهُ أَهْلُ الْمَجْلِسِ وَنَفَرُوا عَنْهُ فَيَرَى مُوَافَقَتَهُمْ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ وَطِيبِ الْمُصَاحَبَةِ وَقَدْ يَغْضَبُونَ فَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِمْ فَيَخُوضُ مَعَهُمْ .
وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ شَتَّى .


تَارَةً فِي قَالِبِ دِيَانَةٍ وَصَلَاحٍ فَيَقُولُ : لَيْسَ لِي عَادَةً أَنْ أَذْكُرَ أَحَدًا إلَّا بِخَيْرِ وَلَا أُحِبُّ الْغِيبَةَ وَلَا الْكَذِبَ ; وَإِنَّمَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحْوَالِهِ . وَيَقُولُ : وَاَللَّهِ إنَّهُ مِسْكِينٌ أَوْ رَجُلٌ جَيِّدٌ ; وَلَكِنْ فِيهِ كَيْت وَكَيْت .
وَرُبَّمَا يَقُولُ : دَعُونَا مِنْهُ اللَّهُ يَغْفِرُ لَنَا وَلَهُ ; وَإِنَّمَا قَصْدُهُ اسْتِنْقَاصُهُ وَهَضْمٌ لِجَانِبِهِ .


وَيُخْرِجُونَ الْغِيبَةَ فِي قَوَالِبَ صَلَاحٍ وَدِيَانَةٍ يُخَادِعُونَ اللَّهَ بِذَلِكَ كَمَا يُخَادِعُونَ مَخْلُوقًا ; وَقَدْ رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَلْوَانًا كَثِيرَةً مِنْ هَذَا وَأَشْبَاهِهِ .
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُ غَيْرَهُ رِيَاءً فَيَرْفَعُ نَفْسَهُ فَيَقُولُ : لَوْ دَعَوْت الْبَارِحَةَ فِي صَلَاتِي لِفُلَانِ ; لَمَا بَلَغَنِي عَنْهُ كَيْت وَكَيْت لِيَرْفَعَ نَفْسَهُ وَيَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يَعْتَقِدُهُ .


أَوْ يَقُولُ : فُلَانٌ بَلِيدُ الذِّهْنِ قَلِيلُ الْفَهْمِ ; وَقَصْدُهُ مَدْحُ نَفْسِهِ وَإِثْبَاتُ مَعْرِفَتِهِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ .

وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُهُ الْحَسَدُ عَلَى الْغِيبَةِ فَيَجْمَعُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَبِيحَيْنِ : الْغِيبَةِ وَالْحَسَدِ . وَإِذَا أَثْنَى عَلَى شَخْصٍ أَزَالَ ذَلِكَ عَنْهُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ تَنَقُّصِهِ فِي قَالِبِ دِينٍ وَصَلَاحٍ أَوْ فِي قَالِبِ حَسَدٍ وَفُجُورٍ وَقَدْحٍ لِيُسْقِطَ ذَلِكَ عَنْهُ .


وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ تمسخر وَلَعِبٍ لَيُضْحِكَ غَيْرَهُ بِاسْتِهْزَائِهِ وَمُحَاكَاتِهِ وَاسْتِصْغَارِ الْمُسْتَهْزَأِ بِهِ .
وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ التَّعَجُّبِ فَيَقُولُ تَعَجَّبْت مِنْ فُلَانٍ كَيْفَ لَا يَفْعَلُ كَيْت وَكَيْت وَمِنْ فُلَانٍ كَيْفَ وَقَعَ مِنْهُ كَيْت وَكَيْت وَكَيْفَ فَعَلَ كَيْت وَكَيْت فَيُخْرِجُ اسْمَهُ فِي مَعْرِضِ تَعَجُّبِهِ .


وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْرِجُ الِاغْتِمَامَ فَيَقُولُ مِسْكِينٌ فُلَانٌ غَمَّنِي مَا جَرَى لَهُ وَمَا تَمَّ لَهُ فَيَظُنُّ مَنْ يَسْمَعُهُ أَنَّهُ يَغْتَمُّ لَهُ وَيَتَأَسَّفُ وَقَلْبُهُ مُنْطَوٍ عَلَى التَّشَفِّي بِهِ وَلَوْ قَدَرَ لَزَادَ عَلَى مَا بِهِ وَرُبَّمَا يَذْكُرُهُ عِنْدَ أَعْدَائِهِ لِيَشْتَفُوا بِهِ .
وَهَذَا وَغَيْرُهُ مِنْ أَعْظَمِ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْمُخَادَعَاتِ لِلَّهِ وَلِخَلْقِهِ .


وَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِرُ الْغِيبَةَ فِي قَالِبِ غَضَبٍ وَإِنْكَارِ مُنْكَرٍ فَيُظْهِرُ فِي هَذَا الْبَابِ أَشْيَاءَ مِنْ زَخَارِفِ الْقَوْلِ وَقَصْدُهُ غَيْرُ مَا أَظْهَرَ

. وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ . ))
مجموع الفتاوى ( 28/237)

__________________
فقد روى
ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: (تعلموا قبل أن يرفع العلم، فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء)، وروى عنه أيضاً أنه قال: (كن عالماً أو متعلماً أو محباً أو متبعاً، ولا تكن الخامس فتهلك. قال: قلت للحسن : وما الخامس؟ قال: المبتدع).

__________


(1) أخرجه : البخاري 5/61 (3866) . (2) أخرجه : البخاري 8/125 (6475) ، ومسلم 1/49 (47) (74) .

(1) وعن أَبي موسى - رضي الله عنه - قَالَ : قُلْتُ : يَا رسولَ اللهِ أَيُّ المُسْلمِينَ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )) متفق عَلَيْهِ .

(2) وعن سهل بن سعد ، قَالَ : قَالَ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ )) متفق عَلَيْهِ .

(3) وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ )) متفق عَلَيْهِ .

ومعنى : (( يَتَبَيَّنُ )) يُفَكِّرُ أنَّها خَيْرٌ أم لا .

(4) وعنه ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله تَعَالَى مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجاتٍ ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلَمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تَعَالَى لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا في جَهَنَّمَ )) . رواه البخاري .

__________


(1) أخرجه : البخاري 1/10 (11) ، ومسلم 1/48 (42) (66) . (2) أخرجه : البخاري 8/125 (6474) ، ولم أجده في مسلم . (3) أخرجه : البخاري 8/125 (6477) ، ومسلم 8/223 (2988) (50) . (4) أخرجه : البخاري 8/125 (6478) .

(1) وعن أَبي عبد الرحمان بِلالِ بن الحارِثِ المُزَنِيِّ - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَومِ يَلْقَاهُ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ الله لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ )). رواه مالك في المُوَطَّأ ، والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

(2) وعن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قَالَ : قُلْتُ : يَا رسولَ الله حدِّثني بأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ قَالَ : (( قلْ : رَبِّيَ اللهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ )) قُلْتُ : يَا رسولَ اللهِ ، مَا أخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ فَأَخَذَ بِلِسانِ نَفْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : (( هَذَا )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

(3) وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تُكْثِرُوا الكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإنَّ كَثْرَةَ الكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى قَسْوَةٌ لِلقَلْبِ ! وإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللهِ القَلْبُ القَاسِي )) . رواه الترمذي .

(4) وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ وَقَاهُ اللهُ شَرَّ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ، وَشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الجَنَّةَ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

__________


(1) أخرجه : مالك في " الموطأ " (2818) برواية الليثي ، والترمذي (2319) . (2) أخرجه : ابن ماجه (3972) ، والترمذي (2410) . (3) أخرجه : الترمذي (2411) ، وهو حديث ضعيف . (4) أخرجه : الترمذي (2409) ، وقال : (( حديث حسن غريب )) .

(1) وعن عقبة بن عامرٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قُلْتُ : يَا رسولَ اللهِ مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

(2) وعن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( إِذَا أصْبَحَ ابْنُ آدَمَ ، فَإنَّ الأعْضَاءَ كُلَّهَا تَكْفُرُ اللِّسانَ ، تَقُولُ : اتَّقِ اللهَ فِينَا ، فَإنَّما نَحنُ بِكَ ؛ فَإنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا ، وإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا )) . رواه الترمذي .

معنى : (( تَكْفُرُ اللِّسَانَ )) : أيْ تَذِلُّ وَتَخْضَعُ لَهُ .


__________

(1) أخرجه : الترمذي (2406) . (2) أخرجه : الترمذي (2407) .

(1) وعن مُعَاذٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْني بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُني مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : (( لَقَدْ سَألتَ عَنْ عَظيمٍ ، وإنَّهُ لَيَسيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وتُؤتِي الزَّكَاةَ ، وتَصُومُ رَمَضَانَ ، وتَحُجُّ البَيْتَ )) ثُمَّ قَالَ : (( ألاَ أدُلُّكَ عَلَى أبْوابِ الخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَما يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ )) ثُمَّ تَلا : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ } حَتَّى بَلَغَ { يَعْمَلُونَ } [ النور : 16 ] ثُمَّ قَالَ : (( ألا أُخْبِرُكَ بِرَأسِ الأَمْرِ ، وَعَمُودِهِ ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ )) قُلْتُ : بَلَى يَا رسولَ اللهِ ، قَالَ : (( رَأسُ الأمْر الإسْلامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ الجِهادُ )) ثُمَّ قَالَ : (( ألاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ! )) قُلْتُ : بلَى يَا رَسولَ اللهِ ، فَأخَذَ بِلِسانِهِ وقال : (( كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا )) قُلْتُ : يَا رسولَ الله وإنَّا لَمُؤاخَذُونَ بما نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فقالَ : (( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ! وَهَلْ يَكُبُّ الناسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) ، وَقَدْ سبق شرحه في باب قبل هَذَا((2)) .


__________


(1) أخرجه : ابن ماجه (3973) ، والترمذي (2616) . (2) لم يرد فيما سبق من الكتاب .
__________________




رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-03-2008, 10:10 PM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي

(1) وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ )) قالوا : اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ ، قَالَ : (( ذِكْرُكَ أخَاكَ بِما يَكْرَهُ )) قِيلَ : أفَرَأيْتَ إنْ كَانَ في أخِي مَا أقُولُ ؟ قَالَ : (( إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ ، فقد اغْتَبْتَهُ ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ )) رواه مسلم . (2) وعن أَبي بَكْرة - رضي الله عنه - : أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ في خُطْبَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى في حَجَّةِ الوَدَاعِ : (( إنَّ دِماءكُمْ ، وَأمْوَالَكُمْ ، وأعْرَاضَكُمْ ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في شَهْرِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا، ألا هَلْ بَلَّغْتُ )) متفق عَلَيْهِ.

(3) وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : قُلْتُ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كذَا وكَذَا . قَالَ بعضُ الرواةِ : تَعْنِي قَصيرَةً ، فقالَ : (( لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ ! )) قالت : وَحَكَيْتُ لَهُ إنْسَاناً فَقَالَ : (( مَا أُحِبُّ أنِّي حَكَيْتُ((4)) إنْساناً وإنَّ لِي كَذَا وَكَذَا )) . رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) ومعنى : (( مَزَجَتْهُ )) خَالَطَتْهُ مُخَالَطَةً يَتَغَيَّرُ بِهَا طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ لِشِدَّةِ نَتْنِها وَقُبْحِهَا . وهذا الحَديثُ مِنْ أبلَغِ الزَّواجِرِ عَنِ الغِيبَةِ ، قَالَ الله تَعَالَى : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } ((5))


__________


(1) أخرجه : مسلم 8/21 (2589) (70) . (2) أخرجه : البخاري 1/37 (105) ، ومسلم 5/108 (1679) (30) . (3) أخرجه : أبو داود (4875) ، والترمذي (2502) . (4) أي : فعلت مثل فعله . النهاية 1/421 . (5) النجم : 3-4 .

(1) وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لَمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقَومٍ لَهُمْ أظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ : مَنْ هؤُلاءِ يَا جِبرِيلُ ؟ قَالَ : هؤُلاءِ الَّذِينَ يَأكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ ، وَيَقَعُونَ في أعْرَاضِهِمْ ! )) . رواه أَبُو داود .

(2) وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ : دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ )) . رواه مسلم .

باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبةً مُحرَّمةً بِرَدِّها والإنكارِ عَلَى قائلها فإنْ عجز أَوْ لَمْ يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه

قَالَ الله تَعَالَى : { وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ } [ القصص : 55 ] ، وقال تَعَالَى : { والَّذينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } [ المؤمنون : 3 ] ، وقال تَعَالَى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [ الإسراء : 36 ] ، وقال تَعَالَى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنا فَأعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَومِ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 68 ] . (3)- وعن أَبي الدرداء - رضي الله عنه - ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أخيهِ ، رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَومَ القيَامَةِ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .


__________


(1) أخرجه : أبو داود (4878) و(4879) . (2) أخرجه : مسلم 8/10 (2564) (32) .

(3) - أخرجه : الترمذي (1931) .

(1) وعن عِتبَانَ بنِ مَالكٍ - رضي الله عنه - ، في حديثه الطويل المشهور الَّذِي تقدَّمَ في بابِ الرَّجاء قَالَ : قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فَقَالَ : (( أيْنَ مالِكُ بنُ الدُّخْشُمِ ؟ )) فَقَالَ رَجُلٌ : ذَلِكَ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللهَ ولا رَسُولهُ ، فَقَالَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - : (( لاَ تَقُلْ ذَلِكَ ألاَ تَراهُ قَدْ قَالَ : لا إلهَ إِلاَّ اللهُ يُريدُ بِذَلكَ وَجْهَ اللهِ ! وإنَّ الله قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إلهَ إِلاَّ اللهُ يَبْتَغي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ )) . متفق عَلَيْهِ .

(( وَعِتْبان )) بكسر العين عَلَى المشهور وحُكِيَ ضَمُّها وبعدها تاءٌ مثناة مِن فوق ثُمَّ باءٌ موحدة . و(( الدُّخْشُم )) بضم الدال وإسكان الخاء وضم الشين المعجمتين .

(2) وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - في حديثه الطويل في قصةِ تَوْبَتِهِ وَقَدْ سبق في باب التَّوبةِ. قَالَ : قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ جالِسٌ في القَومِ بِتَبُوكَ : (( مَا فَعَلَ كَعبُ بن مالكٍ ؟ )) فَقَالَ رَجلٌ مِنْ بَنِي سَلمَةَ: يَا رسولَ الله ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ والنَّظَرُ في عِطْفَيْهِ . فَقَالَ لَهُ مُعاذُ بنُ جبلٍ - رضي الله عنه - : بِئْسَ مَا قُلْتَ ، والله يَا رسولَ الله مَا علمنا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْراً ، فَسَكَتَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - . متفقٌ عَلَيْهِ . (( عِطْفَاهُ )) : جَانِبَاهُ ، وهو إشارةٌ إلى إعجابِهِ بنفسِهِ .

باب مَا يباح من الغيبة

اعْلَمْ أنَّ الغِيبَةَ تُبَاحُ لِغَرَضٍ صَحيحٍ شَرْعِيٍّ لا يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهِ إِلاَّ بِهَا ، وَهُوَ سِتَّةُ أسْبَابٍ

__________

(1) انظر الحديث (417) . (2) انظر الحديث (21) .

الأَوَّلُ : التَّظَلُّمُ ، فَيَجُوزُ لِلمَظْلُومِ أنْ يَتَظَلَّمَ إِلَى السُّلْطَانِ والقَاضِي وغَيرِهِما مِمَّنْ لَهُ وِلاَيَةٌ ، أَوْ قُدْرَةٌ عَلَى إنْصَافِهِ مِنْ ظَالِمِهِ ، فيقول : ظَلَمَنِي فُلاَنٌ بكذا .



الثَّاني : الاسْتِعانَةُ عَلَى تَغْيِيرِ المُنْكَرِ ، وَرَدِّ العَاصِي إِلَى الصَّوابِ ، فيقولُ لِمَنْ يَرْجُو قُدْرَتهُ عَلَى إزالَةِ المُنْكَرِ : فُلانٌ يَعْمَلُ كَذا ، فازْجُرْهُ عَنْهُ ونحو ذَلِكَ ويكونُ مَقْصُودُهُ التَّوَصُّلُ إِلَى إزالَةِ المُنْكَرِ ، فَإنْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ كَانَ حَرَاماً .

الثَّالِثُ : الاسْتِفْتَاءُ ، فيقُولُ لِلمُفْتِي : ظَلَمَنِي أَبي أَوْ أخي ، أَوْ زوجي ، أَوْ فُلانٌ بكَذَا فَهَلْ لَهُ ذَلِكَ ؟ وَمَا طَريقي في الخلاصِ مِنْهُ ، وتَحْصيلِ حَقِّي ، وَدَفْعِ الظُّلْمِ ؟ وَنَحْو ذَلِكَ ، فهذا جَائِزٌ لِلْحَاجَةِ ، ولكِنَّ الأحْوطَ والأفضَلَ أنْ يقول : مَا تقولُ في رَجُلٍ أَوْ شَخْصٍ ، أَوْ زَوْجٍ ، كَانَ مِنْ أمْرِهِ كذا ؟ فَإنَّهُ يَحْصُلُ بِهِ الغَرَضُ مِنْ غَيرِ تَعْيينٍ ، وَمَعَ ذَلِكَ ، فالتَّعْيينُ جَائِزٌ كَمَا سَنَذْكُرُهُ في حَدِيثِ((1)) هِنْدٍ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .



الرَّابعُ : تَحْذِيرُ المُسْلِمينَ مِنَ الشَّرِّ وَنَصِيحَتُهُمْ ، وذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ

مِنْهَا جَرْحُ المَجْرُوحينَ مِنَ الرُّواةِ والشُّهُودِ وذلكَ جَائِزٌ بإجْمَاعِ المُسْلِمينَ ، بَلْ وَاجِبٌ للْحَاجَةِ .

ومنها : المُشَاوَرَةُ في مُصاهَرَةِ إنْسانٍ أو مُشاركتِهِ ، أَوْ إيداعِهِ ، أَوْ مُعامَلَتِهِ ، أَوْ غيرِ ذَلِكَ ، أَوْ مُجَاوَرَتِهِ ، ويجبُ عَلَى المُشَاوَرِ أنْ لا يُخْفِيَ حَالَهُ ، بَلْ يَذْكُرُ المَسَاوِئَ الَّتي فِيهِ بِنِيَّةِ النَّصيحَةِ .


__________


(1) انظر الحديث (1535) .

ومنها : إِذَا رأى مُتَفَقِّهاً يَتَرَدَّدُ إِلَى مُبْتَدِعٍ ، أَوْ فَاسِقٍ يَأَخُذُ عَنْهُ العِلْمَ ، وخَافَ أنْ يَتَضَرَّرَ المُتَفَقِّهُ بِذَلِكَ ، فَعَلَيْهِ نَصِيحَتُهُ بِبَيانِ حَالِهِ ،

بِشَرْطِ أنْ يَقْصِدَ النَّصِيحَةَ ، وَهَذا مِمَّا يُغلَطُ فِيهِ .

وَقَدْ يَحمِلُ المُتَكَلِّمَ بِذلِكَ الحَسَدُ ،

وَيُلَبِّسُ الشَّيطانُ عَلَيْهِ ذَلِكَ ،

ويُخَيْلُ إِلَيْهِ أنَّهُ نَصِيحَةٌ فَليُتَفَطَّنْ لِذلِكَ.

وَمِنها : أنْ يكونَ لَهُ وِلايَةٌ لا يقومُ بِهَا عَلَى وَجْهِها : إمَّا بِأنْ لا يكونَ صَالِحاً لَهَا ، وإما بِأنْ يكونَ فَاسِقاً ، أَوْ مُغَفَّلاً ، وَنَحوَ ذَلِكَ فَيَجِبُ ذِكْرُ ذَلِكَ لِمَنْ لَهُ عَلَيْهِ ولايةٌ عامَّةٌ لِيُزيلَهُ ، وَيُوَلِّيَ مَنْ يُصْلحُ ، أَوْ يَعْلَمَ ذَلِكَ مِنْهُ لِيُعَامِلَهُ بِمُقْتَضَى حالِهِ ، وَلاَ يَغْتَرَّ بِهِ ، وأنْ يَسْعَى في أنْ يَحُثَّهُ عَلَى الاسْتِقَامَةِ أَوْ يَسْتَبْدِلَ بِهِ .

الخامِسُ : أنْ يَكُونَ مُجَاهِراً بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ كالمُجَاهِرِ بِشُرْبِ الخَمْرِ ، ومُصَادَرَةِ النَّاسِ ، وأَخْذِ المَكْسِ((1)) ، وجِبَايَةِ الأمْوَالِ ظُلْماً ، وَتَوَلِّي الأمُورِ الباطِلَةِ ، فَيَجُوزُ ذِكْرُهُ بِمَا يُجَاهِرُ بِهِ ، وَيَحْرُمُ ذِكْرُهُ بِغَيْرِهِ مِنَ العُيُوبِ ، إِلاَّ أنْ يكونَ لِجَوازِهِ سَبَبٌ آخَرُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ .

__________


(1) المكس : الضريبة التي يأخذها الماكس . النهاية 4/349 .

السَّادِسُ : التعرِيفُ ، فإذا كَانَ الإنْسانُ مَعْرُوفاً بِلَقَبٍ ، كالأعْمَشِ ، والأعرَجِ ، والأَصَمِّ ، والأعْمى ، والأحْوَلِ ، وغَيْرِهِمْ جاز تَعْرِيفُهُمْ بذلِكَ ، وَيَحْرُمُ إطْلاقُهُ عَلَى جِهَةِ التَّنْقِيصِ ، ولو أمكَنَ تَعْريفُهُ بِغَيرِ ذَلِكَ كَانَ أوْلَى ، فهذه ستَّةُ أسبابٍ ذَكَرَهَا العُلَمَاءُ وأكثَرُها مُجْمَعٌ عَلَيْهِ ، وَدَلائِلُهَا مِنَ الأحادِيثِ الصَّحيحَةِ مشهورَةٌ .


فمن ذَلِكَ : (1) عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها : أنَّ رجلاً اسْتَأذَنَ عَلَى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : (( ائْذَنُوا لَهُ ، بِئسَ أخُو العَشِيرَةِ ؟ )) . متفق عَلَيْهِ .

احتَجَّ بِهِ البخاري في جوازِ غيبَة أهلِ الفسادِ وأهلِ الرِّيبِ .


(2) وعنها ، قالت : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَا أظُنُّ فُلاناً وفُلاناً يَعْرِفانِ مِنْ دِينِنَا شَيْئاً )) . رواه البخاري . قَالَ : قَالَ اللَّيْثُ بن سعدٍ أحَدُ رُواة هَذَا الحديثِ : هذانِ الرجلانِ كانا من المنافِقِينَ . (3) وعن فاطمة بنتِ قيسٍ رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : أتيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقلتُ : إنَّ أَبَا الجَهْم وَمُعَاوِيَةَ خَطَبَانِي ؟ فَقَالَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( أمَّا مُعَاوِيَةُ ، فَصُعْلُوكٌ((4)) لاَ مَالَ لَهُ ، وأمَّا أَبُو الجَهْمِ ، فَلاَ يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ )) متفق عَلَيْهِ .

__________


(1) أخرجه : البخاري 8/20 (6054) ، ومسلم 8/21 (2591) (73) . (2) أخرجه : البخاري 8/23 (6067) و8/24 (6068) . (3) أخرجه : مسلم 4/195 (1480) (36) و4/198 (1480) (47) . ولم أقف على تخريج البخاري لهذا الحديث . (4) الصعلوك : الفقير الذي لا مال له . لسان العرب ( صعل ) .

وفي رواية لمسلم : (( وَأمَّا أَبُو الجَهْمِ فَضَرَّابٌ لِلنِّساءِ )) وَهُوَ تفسير لرواية : (( لا يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ )) وقيل : معناه : كثيرُ الأسفارِ .

(1) وعن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قَالَ : خرجنا مَعَ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ أصَابَ النَّاسَ فِيهِ شِدَّةٌ ، فَقَالَ عبدُ اللهِ بن أُبَيّ : لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى يَنْفَضُّوا ، وقال : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ، فَأَتَيْتُ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأخْبَرْتُهُ بذلِكَ ، فَأرْسَلَ إِلَى عبدِ الله بن أُبَيِّ ، فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ : مَا فَعلَ ، فقالوا : كَذَبَ زيدٌ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَوَقَعَ في نَفْسِي مِمَّا قَالُوهُ شِدَّةٌ حَتَّى أنْزلَ اللهُ تَعَالَى تَصْدِيقِي : { إِذَا جَاءكَ المُنَافِقُونَ } ثُمَّ دعاهُمُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لِيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ فَلَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ . متفق عَلَيْهِ .

(2) وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : قالت هِنْدُ امْرَأةُ أَبي سفْيَانَ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَلَيْسَ يُعْطِينِي مَا يَكْفيني وولَدِي إِلاَّ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ، وَهُوَ لا يَعْلَمُ ؟ قَالَ : (( خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلدَكِ بِالمَعْرُوفِ )) . متفق عَلَيْهِ .

( رياض الصالحين للنووي رحمه الله )

المصدر
__________________




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-03-2008, 10:52 PM
الصورة الرمزية نور الاسلام
نور الاسلام نور الاسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
مكان الإقامة: في سفينة وسط البحر ولم اجد لحد لان المرسى
الجنس :
المشاركات: 265
الدولة : Iraq
افتراضي

جزاك الله خيرا
جعله الله في ميزان حسناتك
__________________


خذ مني ربيع العمر وأعطني عراقاً لأُقبل أقدامه المتعباتْ,,
لأُقبل يداه الحانيات,,لأسجد على ترابه وأصلي في العتباتْ,
أعطني عراقاً جنةً أو يباب,,خذ مني ما تريد وأرجعني طفلاً
لأرضع حنيناً من صدر الفراتْ,,أرجعني فتىً أسقي من دمي
أزهار بلادي الذابلات..
أرجعني كهلاً لأموت هناك لأدفن هناك,,
فتحت ترابكَ ياوطني يحيا كل من ماتْ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-03-2008, 11:58 PM
الصورة الرمزية مونية_074
مونية_074 مونية_074 غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 926
الدولة : Morocco
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

صدقت أختاه
فالإنسان ههما حاول تجنب الكبائر فإن الشيطان له بالمرصاد
و زد على ذلك أننا نعتبر بعض الكبائر صغائر
و هذا من تزيين الشيطان لأعمالنا
عصمنا الله و إياك من كيده
و جعل هذا الموضوع في ميزان أعمالك يا رب
و دمت بحمى الرحمن..
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-03-2008, 05:28 AM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزانا الله وإياكم

اشكر مروركم واسأل الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
__________________




رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.34 كيلو بايت... تم توفير 4.01 كيلو بايت...بمعدل (4.16%)]