|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أتعلمون من هي ؟؟!! حضن دافئ كنت بالأمس أنام فيه قلب حاني كنت بالأمس أعيش بين جنباته لم أعرف طعم الحياة ومرها وانا هناك أسرح وأمرح بداخله لم أعرف الغدر والحقد الذي رأيته وطعنت بخناجره مراااات ومراااات أنام في حضنها تارة وألعب في شعرها تارة أخرى أحكي لها عن مَدرستي ومُعلمتي ومع مَن تشاكست اليوم من صديقاتي أقرأ لها آية من كتاب الله تارة وأنشد لها نشيدا تارة أخرى أتعلمون من هي ؟؟!!!! أتعرفون عن من أتحدث ؟؟!!! لا وربي لم تعرفوا حضنٌ .. أتقطع شوقا لأنام فيه لحظة بحرٌ ..أبيع الدنيا ومن فيها لأذهب اليه ثانية أتعلمون عن من أتحدث ؟!!! لا وربي لم تعرفوا من صفحات تاريخ أمة مجيدة أهدي لكِ أخيتي ورقة .. وضعت بصمتها على طريق وجدران الزمن سأحكي لك قصة أم لي...هي أمي بالرضاعة سأحكي لكِ قصة بصمة .. على طريق مجد الأمة
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#2
|
||||
|
||||
![]() بنت الرسالة ابنة بارة لأمها .. حاملة لشرف نسبها .. بركان يتفجر في صدرها إن لم تكمل مشوارها أو انتقصت رسالتها قيد أُنملة .. يدفعها شرف انتسابها لها يوم تراودها نفسها الأمارة بالسوء بالفتور والخمول .. فيتجدد عزمها .. وتقوى حميتها لدينها .. كانت تردد داائما : الله ربي لست أعبد غيره ولستُ امعةً توجه كالغنم حتى لاقت ربها على ذلك .. وقد أوفت وبرت .. ونصحت وأدت الرسالة حقا وصدقا فكانت بحق وجدارة بنت الرسالة فمن هي يا ترى بنت الرسالة ؟؟!!!
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#3
|
||||
|
||||
![]() الاسم : د. خديجة عبد الماجد
المؤهل : دكتوراه في الإدارة التربوية والتخطيط. الحالة الإجتماعية: متزوجة ولها ثلاثة أبناء. الدرجات العلمية : 1. بكالوريوس علوم طبية ـ كلية الطب والعلوم الطبية ـ جامعة الملك عبد العزيز بجدة. عام 1401هـ 2. ماجستير تربية ( تخصص إدارة تربوية وتخطيط) ـ كلية التربية ـ جامعة أم القرى بمكة المكرمة. 1409هـ 3. دكتوراه تربية ( تخصص إدارة تربوية وتخطيط) ـ كلية التربية ـ كلية التربية للبنات بجدة.1420هـ الوظيفة التي كانت تشغلها: أستاذ مساعد في الإدارة والتخطيط التروي _ كلية التربية للبنات بجدة / الأقسام الأدبية_ قسم التربية وعلم النفس. أبرز المنجزات: - الإشراف على تطوير المعاهد الصحية بالمملكة من عام 1401هـ ـ 1403هـ. - شاركت في تأسيس إنشاء المؤسسات التعلمية التالية . 1. مدرسة البيان النموذجية للبنات . (( مدرستي التي عشتُ فيها أيام طفولتي ![]() 2. مدرسة دار الذكر الحكيم للبنات . 3. مركز الثقافة والعلوم التطبيقية . - شاركت في تأسيس الهيكل التنظيمي والوظيفي للقسم النسائي بهيئة الإغاثة العالمية بجدة . - شاركت في ندوة التعليم العالي الأهلي بجامعة الملك سعود. - عضو متعاون غير متفرغ في القسم النسائي بمندوبية الشؤون الصحية بالغربية. - عضو متعاون في لجنة التطوير بجمعية القرآن الكريم . - عضو متعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد. - عضو متعاون مع أصحاب مواقع عديدة على الإنترنت. - مُأَسسة موقع ( الشبكة النسائية العالمية ) على الإنترنت - شاركت في المؤتمر (حقوق الإنسان في السلم والحرب) بورقة عمل عنوانها ( الوقاية من العنف ضد المرأة في السلم والحرب) - قدمت ورقة عمل بعنوان ( عوائق العمل الدعوي ) في حلقة النقاش التي أقامتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بعنوان * المرأة والعمل الدعوي الخيري بالمملكة * - ألقت عدة محاضرات في عدد من مدن المملكة منها مكة والمدينة والرياض إلى جانب جدة. ومن هذه المحاضرات : * محاضرة العولمة * * محاضرة المرأة في مواجهة العولمة * * محاضرة الاتجاهات التربوية الحديثة * * محاضرة ثقافة السلام * - شاركت في الندوة الإلكترونية بعنوان ( وثيقة حقوق الطفل) بمشاركة المشائخ / الشيخ الدكتور: عبد الكريم الغضية. والشيخ الدكتور: علي الزهراني. والشيخ الدكتور: يحيى اليحيا وقد نشرت الندوة في العديد من المواقع على الشبكة العنكبوتية
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#4
|
||||
|
||||
![]() قمتُ باجراء مقابلة مع إحدى أعز صديقات الدكتورة في العمل ، طرحتُ عليها بعض الأسئلة فكانت كالتالي : س- أستاذتي أخبريني كيف كانت معاملة الدكتورة لزميلاتها في كلية التربية للبنات بجدة ؟!! ج- كانت معاملة تقوم على أساس الحب ، سواء كانت زميلة تعرفها أو لا تعرفها ، كانت الابتسامة ترتسم على محياها دائما ، كانت داائما تحسس الزميلات أنها قريبة منهن جدا ، تبادرهن بالسؤال عن الحال والأحوال ان رأت أن احداهن متضايقة أو متوترة ، تجلس معها لفترات طويلة حتى تزيل ما بها من الهم والكرب ، ولا تتركها الا وقدانشرح صدرها وعادت الابتسامة الى شفتيها رغم كثرة انشغالاتها ، فقد كانت تقدم المساعدة للأخريات في احدى الأيام توفي احدى أبناء زميلاتها فما كان منها الا أنها استلمت عمل هذه الأخت رغم أنها تكره هذا النوع من الأعمال الادارية ، ولكنها فعلت تفريجا لكربة عن مسلم ... وغيرها من المواقف الكثير س- ترى ، كيف كانت معاملة الدكتورة لطالباتها في الكلية ؟!! ج- لم تكن تقسوا عليهن في الأسئلة ، بل كانت أسئلتها سهلة يسيرة بشهادة طالباتها فلم يكن همها التعقيد بقدر ما كانت حريصة على ايصال المعلومة وأداء الرسالة س- أخبريني أستاذتي .. كيف كانت معاملة الدكتورة للخادمات والعاملات في الكلية ؟!! ج- إن أجمل موقف أذكره منها هو معاملتها للخالة التي تقف أمام بوابة الكلية ، كانت تسلم عليها وتقبلها وتحضنها وتشد على يدها في السلام ، رغم أني أرى الكثيرات اليوم يشمئززن من حتى السلام عليها تكبرا وتعالي لا أكثر بتعاملها الرائع و وجهها المبتسم البشوش استمالت قلوب الجميع من مؤيديين و معارضين لا يذكرونها الآن الا بكل خير
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#5
|
||||
|
||||
![]() وبعد ذلك قمت باجراء حوار بسيط مع إحدى الطالبات العزيزات على قلب أمي - رحمها الله - فكانت المقابلة :
س- أستاذة سحر لقد كان لكِ علاقة قوية بأمي الغالية - رحمها الله - فهلاّ أخبرتنا عن بعض ما تعرفينه عنها ؟!! ج- تعلمت منها حب الله ورسوله ، علمتني أن منهجي هو ما قاله الله ورسوله ، تعلمت منها كيف أكون متفائلة ، كيف أكون نبراسا لأمل ساطع جديد ينير للأمة طريقها نحو مجد قد فُقد جَعلت همتي عالية ، وكانت تُعليها في كل يوم ، جعلت همي هم أمة ، أفراحها أفراحي ، وأحزانها أحزاني علمتني كيف أدافع عن أعراض المسلمات في كل بقعة من بقاع الأرض علمتني كل ما يجعلني أُرى الله من نفسي خيرا علمتني الحب والجهاد في سبيل احياء الهمم والرقي نحو القمم كانت تقول لي دائما : أي بنية .. إياك أن تُؤتي الاسلام من قِبلك بنيتي .. إن المؤمن متميز حتى في تحصيله لعلمه ، ونحن نواجه أعدائنا بعلمنا لا بجهلنا تعلمت منها أن الدنيا دار عمل كانت تقول لي دائما : يا بنيتي .. (( البَـشْكة اللمة الجَمْعة )) في الجنة ، الدنيا دار عمل ![]() ![]() ![]() ![]() س- اذكري لي أستاذتي موقفا حصل بينك وبينها مباشرة تعلمْت منه الطريقة السليمة لمعاملة الذين لم يهدِ الله قلوبهم للإسلام ؟!! ج- كنت معها ذات يوم أثناء اقامتها لثلاثة شهور في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز ، دخلت علينا احدى الممرضات الكافرات ، فعبستُ في وجهها حتى أنهت مهمتها وخرجت فعاتبتني الدكتورة خديجة - رحمها الله - وأمرتني أن لا أفعل ذلك مرة أخرى ، ثم أخذت وردة بيضاء من الورود التي قُدمت لها من الزائرات ، قامت بلفها وتزينها وامرتني أن آخذها وأهديها للمرضة ، وذكرت لي أنها فعلت ذلك حتى لا تعود هذه المرأة الى بلادها وفي نفسها شيء على المسلمات ، بل ربما تكون هذه الهدية وهذه الابتسامة سببا في أن يشرح الله صدرها للإسلام ![]() ![]() ![]() ![]() س- أخبريني أستاذتي .. لم اختارت أمي - رحمها الله - لقب (( بنت الرسالة )) ليكون معرفا لها في بحر الشبكة العنكبوتية ؟!! ج- لقد جال هذا السؤال في بالي ، فطرحته عليها ، فأخبرتني أنها اختارت الاسم حتى تتذكر كلما فتحت شبكة الانترنت ظان وراءها هدفا لا بد أن تحققه وتنجزه ، جعلت من اسمها دافعا لها حتى لا تتقاعس أبدا فكلما نَظرت الى اسمها تذكرت المهمة العظيمة الملقاة على عاتقها ، فتزداد همتها ، وتقوى عزيمتها
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#6
|
||||
|
||||
![]() وبعد ذلك أجريت حوارا بسيطا مع أبناءها - إخوتي ![]() درة ... هل حدث لكِ موقف أثر بكِ مع ماما ، وهل مازلتِ تحتفظين بذكرى عن ذلك اليوم ؟!! أذكر أنني ذات يوم ذهبت لماما أبكي وبشدة ، ومنذ أن رأيتها صرخت بأعلى صوتي وأنا أبكي ماماااا ... أنا أكره اللغة الانجليزية .. أكرهها ولا أطيقها أبدا .. لن أنجح بها أبدا .. لن أستطيع .. مادة معقدة .. أكرهها من أعمااق قلبي وارتميت في حضنها وأنا أجهش بالبكاء ابتسمت ماما في ذلك الوقت ، ضمتني لحضنها ، وأخذت تلعب في شعري حتى تهدأ من بكائي ثم همست لي بكلمات أسمع صوتها يرن في أذني الى الآن درة .. حبيبتي .. أنت تريدي أن تكوني أكبر داعية على وجه الكرة الأرضية صحيح ؟ أؤمأت برأسي أن نعم اذن ان أتاكِ شخص لا يفهم اللغة العربية أبدا ، كيف ستتحدثين معه وتوصلين له دين الاسلام ؟ ثم ابتسمت لي ابتسامة أحسست أن وجه أمي كالقمر في ظلمة الليل في ذلك الوقت ، وطبعت على خدي قبلة قويـــــــــــة ، أنا أحبك يا درة .. أبغاك تكوني بكرة أكبر داعية .. وأَخَذت ورقة بيضاء وكتبت فيها أنا أحبك جدددا يا درة وعلقَتْها بيدها على جدار غرفتي ما زلت أحتفظ بالورقة هذه ، ولا أنام الا وهي في حضني ![]() ![]() ![]() ذهبتُ وسألت أخي عبد الرحمن نفس السؤال عبد الرحمن .. هل تذكر موقف خاص حدث بينك وبين ماما مازلت تحتفظ بعِبَرِه حتى الآن ؟ فأجاب .. نعم .. في ذات يوم أحضرت الشهادة المدرسية ، وكل درجاتي عالية ما عدى وحدة من المواد نقصت فيها 6 درجات غضبت ماما غضبا شديدا وأخذت تحدثني عن أهمية العلم ، وأنه سلاحنا ضد أعدائنا ، وانها تبغاني أكون مفتي المملكة العربية السعودية كالشيخ بن باز - رحمه الله - فقد كان حيا في ذلك الوقت بعدها لم أفرط الى اليوم في درجة من درجاتي
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#7
|
||||
|
||||
![]() وحتى هنا تنتهي رحلة الابحار في بحر سيرة امرأة عظيمة دكتورة في الكلية داعية في الانترنت أم و زوجة في بيت بنت ترعى أمها الأرملة حيث توفي أبوها لم تقصر يوما في حق أحد ولم يشعر أي طرف بمغالاتها في أي مجال من المجالات هي مثلي ومثلك ليست ملكة ولا أميرة تملك خدما وحشما يعملون تحت امرتها لا بل امرأة فاقت كل تصور ، دخلت القلوب دون استئذان ، أحبها الصغير قبل الكبير سعت وبذلت كل غالي عليها لتربي جيلا ايمانيا قويا وها هم اليوم يبكون على فراقها ويترحمون عليها ليل نهار يا ترى كيف انتهت أمي هذه المرأة العظيمة ؟!!!
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#8
|
||||
|
||||
![]() كان ذلك بعد ولادة آخر أخواني عبد الرحمن الذي ولد بعملية قيصرية بعد أن أصبحت حياتها مهددة بالخطر ، فانخفض وزنها كثيرا ، وأدخلت العناية المركزة وكانت ولادة عسيرة ، واكتشف بعد اجراء تحليل الدم أنها تمتلك فيروس الكبد الوبائي c حيث أن هذا النوع من المرض لا علاج له الا ارادة الله
تم اعطاءها حقن مضادة للمرض ولكنها لم تجد نفعا في ذهاب المرض ولكن لم يحدث أي تطور سيء أبدا طوال الفترة التي تلت الولادة عشنا مع أمنا أجمل وأمتع الأوقات ، وكانت هي تمارس نشاطها في الدعوة وفي الكلية عادي ، وكبر عبد الرحمن الطفل الصغير وأصبح في الصف الخامس الابتدائي ، كبر وتربي في حضن أمي حتى جاء شهر شوال من عام 1424هـ أخبرتني أمي - رحمها الله - بأنها ستذهب الى الرياض 3 أيام ، لحضور مؤتمر حقوق الانسان في السلم والحرب ، فقد كانت ستشارك فيه بورقة عمل تحمل عنوان (( الوقاية من العنف ضد المرأة في السلم والحرب )) كم بكيت ورجوتها مراراً حتى آخر لحظة وأنا أودعها في المطار أن لا تذهب الى هذه الزيارة فأنا لا أحس بالراحة أبدا لزيارتها هذه ، ولكنها تبتسم لي وتقول : لن يصيبني الا ما كتب الله لي ، اطمئني يا حبيبتي لم تكن هذه الزيارة الأولى لأمي ، فقد كانت كثيرا ما تذهب لحضور مؤتمرات وتقديم محاضرة بسيطة في مهرجانات وغيرها ، كانت تذهب وتتركنا لنتابع دراستنا ان كان ذلك أيام دذاسة ، وان كانت عطلة ذهبنا معها الى حيث تذهب ولكن هذه الزيارة لم أكن مرتاحة لها ، فور أن أخبرتني أمي - رحمها الله - أنها ستذهب الى الرياض شعرت بدموعي تتساقط ، وقلبي يتقطع من الألم ، لم أكن في ذلك الوقت أعلم سبب ذلك .. أُعجب الحضور بما قالته أمي ، وأخذ كل منهم يطلب له نسخة من ورقة العمل هذه لبت أمي هذا الطلب ولم ترفض ، فقد أعدت نفسها قبل ذهابها بمجموعة نسخ لمن يطلب أن يأخذ نسخة ، وقد ساعدتها في ذلك ![]() وفور انتهائها اتصلت بي واخبرتني انها غدا الساعة 9 مساءا تكون في البيت ، كنا نطير من الفرح فأمنا نور بيتنا ستعود جهزنا البيت زينة ، وبالونات ، وتورتة ، وكل منا يجهز نفسه ويكتب عبارة لماما لنهديها لها فور دخولها و و و وها هو جرس الباب يدق .. الكل عند الباب يخفق قلبه من الفرح فعروس بيتنا أتت ![]() كل منا قدم ما قدم ، كلٌ عبر عن فرحته بطريقته ، ولكني رأيت وجه أمي غير الوجه الذي أعرفه ، أحسست أنها تخفي شيئا ، ولكني أخذت أطمئن نفسي ، ربما هي مرهقة من طول السفر ، ربما ساعة نوم وتعود كما كانت ربما .... ربما .... أخذت اخوتي ... وتركنا لها الغرفة لتنام ، ثم نرجع لها لتحكي لنا ما حصل لها من أول ثانية تركناها فيها وحتى أول ثانية رأتنا فيها بعد عودتها ، تحكي لنا ما حصل معها من الألف الى الياء كل موقف وكل خطوة خطتها تحكيها لنا ، كما هي عادتنا ![]() وعندما استيقظت ، - وكنت أحس أنها لم تذق طعم النوم - أتت لتجلس معنا تحكي لنا مجريات رحلتها ولكن وجه أمي متعب !!! ما السبب ؟!!!! ماذا بها ؟؟!!! أَتراها حزينة ؟!!! أم هي متعبة ؟؟!!! بدأت أعراض الوهن والمرض تظهر عليها ، أصبحت متعبة ، قدماها لا تحملاها فتضطر الى الجلوس والنوم أغلب الأوقات بدأ الكبد منذ ذلك الوقت يمتلئ بالفايروس ، لذلك كنت أقرأ الوهن والتعب في وجهها منذ لحظة مجيئها نقلناها الى مستشفى جامعة الملك عبد العزيز ، لم يعرفوا سبب لألمها ، مكثت أمي شهران لا يستقر طعام في جوفها ، ولا تأخد من الأدوية الا مسكنات للألم فقط أصبح لونها أصفر ، ووجهها شاحب ، اختفت البسمة لا تظهر الا ساعة واحدة من كل يوم بعد العصر أقضيها مع أمي أحاول أن أطفأ شوقي الى حضنها وصوتها ، وغير ذلك هي نائمة لا تدري من حولها ، أنا بجوارها لا أتركها لحظة ولكن وجودي كعدمه ![]() كنت حينها في الصف الأول الثانوي عُدت يوما من المدرسة ، كعادتي ، أعود من المدرسة يوميا ، أجهز الغداء ، أتناوله مع اخوتي ، نذهب الى المشفى لنبقى مع أمي ، لمدة شهرين كاملين وحالنا هكذا ولكن في ذلك اليوم عدت فوجدت جدتي في المنزل ، نادت علي وهمست في أذني أن ارتدي أنت واخوتك أحس الثياب .. فهناك مفاجأة جميلة بعد دقائق ستفرحون بها .. اليوم سيكون مميزا جدا استغربت .. فكرت ![]() لا يوجد أمر مميز حدث وفرحنا به منذ شهرين - فترة بقاء أمي في المشفى - ولم تمضي ثواني حتى وجدتُ كل الأجوبة عن الأسئلة التي كانت تجول ببالي فقد رأيت كرسيا متحركا يدخل المنزل ، عليه أمي الحبيبة كدت أطير من الفرح ، فأمي أخرجوها من المشفى ، أمي طابت ، لم تعد تتألم ، أحسست أني أمتلك العالم كله بين يدي ، لم أكن أعلم حينها أنهم أخرجوها لأنهم يئسوا من حالتها ولا علاج لها في البيت او المشفى كله سواء ، ولكنها فضلت أن تكون بيننا في البيت ، لذلك أخرجوها
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#9
|
||||
|
||||
![]() بعد ستة أسابع هناء و سعادة .. أتى الموت يطرق الباب
بدأت صحة أمي تزداد سوءا وتزداد تدهور شيئا فشيئا تم نقلها الى مستشفى الملك فيصل التخصصي - هذه المستشفى لا يدخلها الا من كانت حالتهم صعبة جددا - هذا ما سمعته من صديقاتي في المدرسة خِفت كثيرا ، فقد دخلتها أمي تم دراسة حالتها ، فتبين أن لديها سرطان الكبد ، والذي تحول من فيروس كبد الى سرطان تم ارسال الرسائل الرسمية الطبية الى لندن لعلاج السرطان هناك والقيام بعملية خطيرة وهي عملية زرع كبد وهي عملية خطيرة جدا ، اذ ان لم ينجح الجسم في تقبل العضو الجديد المزروع فيه ، فسيموت كم بكيت عندما عَملتُ بخبر العملية .. وبكيت أكثر عندما أصبح كبدها تالف تماما ولم يعد يصلح للعمل بتاتا ولكن حبيبتي رفضت رفضا شديدا أن يتم نقلها الى هناك .. وفضلت الموت هنا في بلادها ولكننا أخبرناها بأن الموضوع لن يطول ، ولن نجعلها تبقى مدة طويلة في بلاد الغربة ، ولن نتركها وحيدة ولن ولن ولن ولن وقع والدي على موافقة نقل أمي بالطائرة الطبية يوم الخميس صباحا الى لندن ولكن الموت كان أسرع .. أتى فحقق للحبيبة رغبتها في يوم الأربعاء الذي سبق موعد سفر أمي الى لندن ، ذهبتُ أنا واخوتي كعادتنا الى المدرسة ، فلم تكن أمي توافق على غيابنا لنبقى بجانبها كنتُ في حصة القرآن الكريم ، وكانت احدى الطالبات تقرأ آواخر سورة آل عمران (( يا أيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )) أخذت الآية ترن في أذني (( يا أيها الذين ءامنوا اصبروا ... يا أيها الذين ءامنوا اصبروا .... )) أسمعها تتكرر في أذني أخذتُ أبكي .. أبكي بحرقة .. لا أعلم سبب بكائي .. ولكن دموعي تنهمر لا أعلم لما قامت معلماتي وصديقاتي والاداريات وكل من عرفني - جزاهن الله خير الجزاء - بالسؤال عن سبب بكائي وتهدئتي علمتُ فيما بعد أن أخي وأختي وابنة خالتي التي هي بمثابة أختي قد بكوا وفي نفس موعد بكائي مالسبب لا أحد منا يعلم ومر الوقت وانتهت الحصص ، وحان موعد عودتي الى المنزل عندما عُدت تناولت وجبة الغداء مع أبي وأختي وأخي وخالتي التي بقيت معنا في أيام أمي الأخيرة ، وعندما انتهينا قام كل منا يستعد لنذهب الى المشفى لزيارة أمي كما هي عادتنا منذ ثلاثة أشهر ذهب أبي وقمنا نحن نستعد للذهاب ، ولكن ما لبث أن عاد ، ومنعنا من الذهاب لأسباب صحية حسبما قالوا لنا ولكن لم يمضي وقت حتى جمعنا أبي أنا واخوتي وأخبرنا بـرحيل أمي ![]() لا أعرف كيف أصف تلك اللحظة أخبرنا أبي ، بكوا اخوتي ، ارتموا في حضني ، وانا لم أستطع التعبير ، لم تنزل مني دمعة واحدة ، لم أصدق ، كل شيء وقتها بدى لي غير حقيقي ، كل شيء كان بالنسبة لي كحلم أو كابوس مزعج ليس أكثر لم أصدق أنني لن أرتمي في حضن أمي بعد هذه اللحظة عادت أمي ولكنها الآن محمولة على الأكتاف ، أتوا بجثمانها في البيت لنغسلها ونكفنها ، رأيتُ جسدها على النعش ، أخذت دموعي تتقاطر ، هرعتُ اليها أناديها أمي .. أمي رأيتُ وجها ملائكيا وجهٌ أبيض كالبدر ، وابتسامة هادئة تزينه جفت دموعي ، بقيت طوال الوقت بجانب جسدها أرش الورد عليها تارة ، وأقبلها تارة أخرى كُنت أنا من تهدأ المعزيات ولسن هن من يهدأنني أأبكي على أمي وقد عرفتُ مكانها ؟!! أأبكي على أمي وقد رأيت ابتسامتها ؟!! لا والله لم يحدث بل جفت دموعي وأخذت أحكي لأخوتي تعالوا شوفوا ماما فرحانة .. قاعدة تضحك .. تعرفوا ليش .. لأنها رايحة الجنة .. رايحة المكان الي هي تحبه .. توقفت دموعنا أنا واخوتي ، وأنزل الله ثلجا على صدرنا ولكن ما أن أتوا وحملوها من بيننا الا ودموع الوداع أخذت تعمل .. توفيت أمي مبطونة ، والمبطون باذن الله شهيد ، وقد رأينا من علامات الشهادة ما اطمأنت اليه نفسنا والحمدلله رحمك الله يا أمي الحبيبة .. رحمك الله كما ربيتني صغيرة أسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة تتنعمين فيه وأشكرك من كل قلبي على التربية التي ربيتني اياها أعدك يا أمي .. أعدك .. لن أفرط في تربيتك لي أبدا .. وسأقتفي أثرك في تربية أبنائي باذن الله
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
#10
|
||||
|
||||
![]() كانت هذه نهاية قصة كفاح إمرأة عظيمة سكنت أعماق فؤادي رحم الله د. خديجة رحم الله د. بنت الرسالة الداعية عبر الانترنت رحم الله الزوجة خديجة رحم الله أمي الحنون رحمها الله .. وأسكنها أعالي جناته .. بكى على فراقها القريب والبعيد من عرفها على أرض الواقع أو في بحر الانترنت ففي الواقع : امتلأ بيتنا بالمعزيات امتلاءاً عجيبا لم يشهده منزلنا قط هذا قبل أن تحضر الملكة الى بيتها قبل أن يحضروا امي من المشفى الى البيت لنغسها فور مجيئها .. أدخلنا العروس سراً .. غسلناها وشرّعناها وبعدها أخرجناها ليراها من أراد يحف العروس ورد المدينة الوردي ، والفل والريحان والياسمين ابتسامة هادئة تعلو محياها كانت ليلة .. لا تساويها ليلة بعض طالبات ماما الذين كانوا في مناطق غير جدة تركوا ديارهم فور سماعهم الخبر وأتوا ليودعوها رغم تأخر الوقت فقد أحضروا أمي الى البيت قرابة العاشرة مساءاً أي زوج يوافق أن يسافر من مدينة الى أخرى سفر مفاجئ وفي منتصف الليل ؟؟!!! ولكن في تلك اللحظة فعل الجميع المستحيل عند اقتراب موعد صلاة الفجر .. أتى الرجال ليحملوها أتوا .. ليزفوا العروس ويقدموها لخالقها كنت أتمنى ألا يذهب عبد الرحمن ذو العشر سنوات مع الرجال لدفن أمي فطفل صغير مثله يعلق كل شيء بذاكرته عند عودته أخذته لحضني وحكيت معه عبودي شو عملت لما رحت ؟!! شو شفت هناك ؟!! احكيلي .. أنا ما كنت موجودة هناك معاكم فأجاب وبراءة الطفولة تسبق كلماته حطوا ماما في حفرة .. وشفتهم يرموا عليها التراب .. جلست أرمي التراب معهم بس هم ليش عملوا هيك ؟؟!!! ضممته لحضني ، فلم أجد جوابا شافيا أرد به على براءة الطفولة هذه سوى الدموع وبعدها أخبرته : ماما تريد الذهاب الى الله .. ومن يريد الذهاب الى الله هكذا يفعلون معه فقال ودموعه على خده .. أنا أبغا أروح مع ماما عند الله مسحتُ دموعه وأخبرته أننا جميعا سنذهب الى الله ولكن واحد واحد ![]() اكتفيت بابتسامة .. وقام الصغير ليلعب بالكرة وكل أيام العزاء الثلاثة أبي والمعزين له في جهة .. وأخي هو وفريقه من أطفال المعزين يلعبون الكرة ![]() أما في بحر الانترنت فور أن علم طالبات ماما خبر وفاتها نشروه في كل مكان يعرفون أن أمي ترداده .. وطلبوا لها الدعاء بالثبات عند السؤال من الجميع رحمك الله يا حبيبة فؤادي علمتنا الكثير في حياتك ، وعلمتنا في مماتك ، وعلمتنا بعد مماتك فرحمةُ الله عليك يا أمي الغالية ![]() ![]()
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |