|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إذا تصدقت بعشرة فربما يأتي بدلها مئة ولكن من لا ينطق عن الهوى يقول : " ما نقصت صدقة من مال " ، وربما هذه العشرة يأتي بدلها مئة ، كما قال تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) [ سبأ : 39 ] . أي يجعل لكم خلفاً عنه عاجلاً " . [ شرح رياض الصالحين 6/66 ] آمن بمبدأ الوفرة يقول نورمن فنست بيل : " من أجل أن تحصل على الأشياء الجيدة في الحياة فلابد أن تعطي أولاً " . وكلامه هذا يوافق القرآن الكريم في قوله تعالى :( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وفي كتابه " القوة اللامحدودة " حدد أنتوني روبنز خمس نقاط للنجــاح والغنى كانت الخامسة : أعط أكثر مما تتوقع أن تأخذه ، قال : وهذه النقطة قد تكون الأكثر أهمية في كل النقاط الأخرى ، لأنها حقاً تضمن السعادة الحقيقية . وقد اقترح في كتابه الآخر " أيقظ العملاق داخلك " : نسبة 10% عشرة بالمئة على الأقل مما تجمع يجب أن يذهب عطاءً وهو رأي الدكتور ستيفن كافي أيضاً وذكره في كتابه المتقن " قيادة تركيز المبادئ " . واعلم أخي أن صاحب عقلية الفقير لا يغنى أبداً ولو ورث مليون دينار ، ولو جمعها لفرط فيها ثم صار فقيراً مرة أخرى لأن عقلية الفقير : الأخذ ، لذا هو لا يصبح غنياً أبداً حتى يغير مبدأ الأخذ إلى العطاء ، وهذه سنة كونية مؤكدة غير قابلة للتغيير . لذا قال في الحديث الشريف : ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) رواه البخاري . يريد صلى الله عليه وسلم هذه الأمة هنا أن ينشئ عقلية عليا قوية . إذا كنت فقيراً فابدأ بالتفكير في عقلية الغني . وهنا ألمح إلى كتاب جيد اسمه " فكر تصبح غنياً " تحدث بالتفصيل عن هذه المسألة . تأثرت جداً مرة بقصة الإمام المجاهد عبدالله بن المبارك عندما تصدق لعابر طريق بمئة دينار فقيل له : دينار يناسبه ، فقال ما معناه : لكنه لا يناسبني . أي أنه يعطي بما يليق بمنزلته وليس بالضرورة ما يليق بمنزلة الذي أمامه . عجيبة هذه العقلية الفذة . ولا أعظم من الله عز وجل في العطاء ولله المثل الأعلى ، فالله سبحانه رغم نكراننا وإساءتنا وتخبطنا ومعاصينا : يعطينا . ابتلانا فلم نصبر وأعطانا فلم نشكر فلا هو بعدم صبرنا أدام البلاء ، ولا هو بعدم شكرنا رفع العطاء . تخلقوا بصفات الله ، فالله يحب من يتأسى بصفاته " . [ " كن إيجابياً " أشرطة صوتية للدكتور صلاح الراشد ] . إذا رغبت في الحصول على أي شيء فعليك أولاً أن تعطيه غيرك قال المليونير الأمريكي ( من أصل ياباني ) روبرت تي . كيوساكي في كتابه الذي أثار ضجة في عالم المال : " الأب الغني والأب الفقير " : لقد بذل أبي الثري الكثير من المال ، إذ بذل للمؤسسات الدينية ، وللجمعيات الخيرية ولمؤسسته . فلقد عرف أنه لكي يأتيك المال ، عليك أولاً أن تبذله . وبذل المال هو سر العائلات الأكثر ثراءً . وهذا هو السر وراء وجود منظمات كمؤسسة روكفلر وفورد . لطالما اتبع معظم الناس الطريقة الخاطئة التي تقول : " عندما يفيض معي بعض المال الزائد ، سأبذله للغير " ، لكن المشكلة تمثلت في عدم توافر مال فائض أبداً . وهكذا استمر هؤلاء في كدحهم ليتكسبوا بعض المال الزائد بدلاً من أن ينتبهوا إلى أهم قانون من قوانين جمع المال وهو قانون " ابذل لتأخذ في المقابل " بل آمنوا بدلاً من ذلك بقانون : خذ أولاً وحينها اعمل على بذله . لقد علمني أبي الثري درساً ً أبقيته ماثلاً طوال حياتي ، وهو ضرورة كون المرء باذلاً معطاءً ومشاركاً في الخير ، فقد آمن إيماناً عميقاً بمبدأ الخيرية المشتركة ، فكان دائماً يقول : " إذا رغبت في نيل أي شيء فعليك أولاً أن تبذله " . وعندما يقل ما في يديه من المال ، كان يعمد ببساطة لمنح بعضه للجهات الخيرية والدينية . فإن حق لي أن أطبع في ذهنك فكرة ما ، فهي هذه الفكرة : أينما تشعر " بافتقارك " لشيء ما أو " حاجتك " إليه فابذله وأعطه لغيرك أولاً بقدر ما تستطيع ، ولسوف يعود إليك أضعافاً مضاعفة . ينطبق هذا على المال وعلى الابتسامة وعلى المحبة وعلى الصداقة . وإنني لأعلم أن البذل والعطاء في هذه الحالة ( حالة الفقر ) هو آخر ما يريده المرء ساعتها ، لكنه ظل دوماً الشيء الأنفع معي . وإنني لأثق بمبدأ المقابل ، فأبذل مما أحب . فإن أردت المال ، فلسوف أبذل مالاً ، ولسوف يعود لي أضعافاً مضاعفة . ولئن أردت مبيعات ، فلأعينن غيري على أن يبيع شيئاً ما ولسوف تفتح لي مغاليق البيع . وإن أردت وساطةً لحاجة ، فسأعين أحدهم بما لدي من معارف وستأتي لي وساطتي فيما يشبه السحر . فخلال كل سنوات عمري ، وكلما كنت أستشعر حاجة أو عوزاً أو افتقاراً لعون ، كنت أخرج ببساطة وأتلمس بعمق ما أنا في حاجة إليه ، وأقرر أن أبذل منه ابتداءً ، وعندما أقدم العطاء كان دوماً يعود إلي بما وهبت . فكل ما يحتاج المرء لتذكره عندما يتعلق الأمر بالمال أو بالحب أو بالسعادة أو المبيعات والعقود ، هو البذل مما يحب أولاً ، وسوف يعود عليه ذلك بأضعاف أضعاف ما أعطى . بل وحتى مجرد تفكيري بما أحب وأبذله أو أعطيه لغيري ، كان يفتح لي أبواب خير جارف . وكلما أشعر أن الناس توقفت عن الابتسام في وجهي ، بادرت أنا بالتبسم في وجوههم وتحيتهم ، وكما السحر ، تنتثر الابتسامات في كل مكان حولي . فصحيح هو القول بأن العالم ما هو إلا مرآة لك . ولهذا أقول : " امنح مما تملك ، ولسوف يفيض عليك بما منحت " . ولقد وجدت أنه كلما أعطيت علماً لأولئك الراغبين في التعلم زاد ما أتعلمه . فإذا أردت العلم بالمال ، فقم ببذل هذا العلم إلى غيرك ، ولسوف يفيض عليك ذلك بسيل من الأفكار الجديدة والبصائر الأحكم . وصحيح أنه كانت هناك أوقات بذلت فيها ولم أتلق مردوداً ، أو اختلف ما تلقيته عما رغبت فيه ، ولكن بعد التمعن والاستشفاف ، أجد أني تلقيت ما فيه نفعي وإن لم أعرف ذلك من أول وهلة . إنه لمن الأيسر عليك أن تتخذ من فعل الخير عوناً لك في تحقيق أهدافك . وكل ما عليك هو أن تكون كريماً بما تحوزه يداك ، وسيكون الله كريماً معك . [ " الأب الغني والأب الفقير " ، روبرت تي كيوساكي ، ص 163 ، 213 ، 214 ] . كن فياضاً في عطائك الله سبحانه يمنح بلا توقف وبلا حدود ويقول وين دبليو داير : " إن الله سبحانه المسئول عن الخلق في حالة عطاء مستمر ، بل إنه لا يعرف حدوداً للعطاء . إنه يواصل تحويل الأرواح النقية عديمة الشكل إلى أشكال مادية بالغة التنوع . فضلاً عن أن الله سبحانه يمنح بلا حدود ، فهو لا يعرف النقص أو التقتير ( البخل ) . وهذا يعني أننا بصدد حقيقتين بالغتي الأهمية عند تناول الوفرة الفياضة ( الغنى والثراء ) الحقيقة الأولى : هي أن الله متواصل العطاء . والحقيقة الثانية : هي أنه يمنح بلا حدود " . [ المصدر السابق ص 199 ] . الله سبحانه كريم سخي دائم العطاء فكن أنت كريماً معطاءً ويقول : " إن سر الغنى والثراء يكمن في التفكير والتصرف على نحو يضاهي الكرم والجود والسخاء . إن الله هو الواهب لكل شيء والذي نبع منه كل شيء ، إنه دائم العطاء ؛ وقد اخترت أن أكون معطاءً أنا الآخر . كلما منحت وأعطيت زاد تدفق العطاء نحوي . إن الكريم المعطاء هو شخص ملهم بدرجة كبيرة . إنه يحيا في عالم الروح أكثر من الجسد . وبالتالي فهو ملهم ، وهو في نفس الوقت مصدر إلهام " . [ المصدر السابق ص 282 ] . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |