ابدأ صفحة جديدة من حياتك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بين النبع الصافي والمستنقع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 5172 )           »          قصة الذبيح الثاني: زمزم والفداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخنساء قبل الإسلام وبعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 496 )           »          بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير الحجاجي في نص الذهبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف تشحن أيفون 16 بسرعة؟.. خطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          واتساب يتيح تغيير لون ونمط سمة الدردشة.. إليك الطريقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-06-2020, 12:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,039
الدولة : Egypt
افتراضي ابدأ صفحة جديدة من حياتك

ابدأ صفحة جديدة من حياتك


د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي



الناجحون لا تعوقهم أحداثُ الماضي ولو كانت كبيرة، ولا تثنيهم العراقيل ولو كانت كثيرة، قم - أيها الإنسان - وابدأ صفحةً جديدة من حياتك؛ لتبدأ عالمك اليوم، وليس عالم الأمس الحزين، قم وابدأ حياتك من جديد، هَبْ أنك فشِلتَ في دراسة، أو وقعتَ في جريمة، أو أخفقت في مسابقة، أو كنت فريسةً لنافخ كير، لا عليك من كل ذلك؛ فالجوادُ السريع هو أكثرُ الخيول عرضةً للنكبات، والرجلُ الطموح أكثر الناس عرضة لحسد الحاسدين، والناجحون كلهم رصيد تجارب مخفقة في بداية مشوارهم الطويل.

قم، إياك أن يأسرَك الماضي بأحزانه، أو تعوقك نفسُك بأحداثه.

قم، فالذين كفروا بمنهج الله - تعالى - على وجه الأرض في زمنٍ من أعمارهم، كتب الله - تعالى - لهم مساحةً عريضة للعودة إليه، ومسح أوضار ذلك الإعراض، وتلك الخطيئة؛ {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]، والذين غفلوا وأخطؤوا فتح الله - تعالى - لهم بابَ العودة إليه؛ ((إن الله يبسُط يده بالليل؛ ليتوب مسيءُ النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل))، والمسرفون على أنفسهم تقبَّلهم الله - تعالى - مع عِظم إسرافهم، وحجم خطيئتهم؛ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، فهل بقي لك عذرٌ من أن تتقدم، وتكتب حياتك من جديد؟!

قم فاسمع للغزالي، فإنه يحدثك أنت، فيقول لك: لا تعلِّق نفسك على أمنية يلدها الغيب؛ فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير، الحاضر القريب الماثل بين يديك، ونفسك هذه التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك، هي وحدها الدعائم التي يتمخَّض عنها مستقبلك، فلا مكان لإبطاء أو انتظار.اهـ.

من قال لك: إن الإنسان بماضيه؟! من أقنعك بأن الناجحين صفحةٌ لا سواد فيها؟! هذا وأمثاله يأسرونك في قيود الماضي، ويكبِّلونك بأوهام لا تاريخ لها! ألم تصلك رحمة ربك، وحنان مولاك بالسماء حين قال في الحديث القدسي: ((يا ابن آدم، إنك ما دعوتَني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغتْ ذنوبُك عنان السماء ثم استغفرتَني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقرابها مغفرة))؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.

قم فانفض هذا الهم الجاثم على قلبك، قم فكبِّر من جديد، واصدح في العالمين، قم لا يعوقك مثبِّطٌ، أو يستولي عليك شيطان، قم فالقيود مهما كانت قوية لا تصمد أمام همم الأقوياء، والتاريخ مهما كان مظلمًا تضيئه شمسُ الرجال الشارقة، والرجال بتاريخ اليوم، وليس بذكريات الأمس، قم ومن وجدتَه أمامك يذكِّرك بماضيك، فاركله بقدم الواثق، وإذا أحسست به من خلفك يجرك إلى الوراء، فلا تلتفت إليه، فإنْ قَرُب منك أو طمع فيك، فمدَّ في خطوك؛ فهو أحق بالتخلُّف منك.

قم، فقد قتل رجلٌ مائة نفس، ثم لما حملتْ نفسه أماني الرحمة، وخطَتْ قدمُه نحوها بعظمة العزيمة، أوحى الله - تعالى - إلى الأرض الطيبة أن تتقارب؛ ليُكتبَ في عداد الفالحين، وربُّك يفرح لتوبة مذنب أشدَّ من فرح الفاقد لطعامه وشرابه على أرضٍ ضلَّتْ فيها دابتُه، فقال من شدة الفرح لما رآها: "اللهم أنت عبدي وأنا ربُّك!"، ورسولك - صلى الله عليه وسلم - قد قال في لمسة حنان ورحمة: ((لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون، فيغفر الله لهم))، فهل بقي لك عذرٌ في التعلُّق بأوهام الماضي؟! أو بقي لك عذر في العيش على آمال المستقبل الغائب المنتظر؟!

إضاءة:
((كلُّ ابن آدم خطَّاء))، هذا قَدَرُ الإنسان، وقَدَرُه الآخر: أن له الحرية المطلقة في التحرُّر من ربق الخطأ مهما كان كبيرًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.38 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]