رسول الله نور

[ابوالوليد المسلم]

رسول الله نور
أبو الجود محمد منذر سرميني

ربيعُكَ نورٌ أضاء الوجودْ

فسطَّرَ فيهِ وثيقَ عهودْ

لئنْ نحنُ صنَّا حقوقَ الجدودْ

ولم نتعدَّ أمان الحدودْ

لكنا بحقٍّ من الآمنينْ

ربيعكَ عزِّي وبَوحُ قصيدي

وزادُ فؤادي ليومٍ جديدِ

ونورُ طريقي لركنٍ فريدِ

وعيش أمانٍ وظلٍّ مديدِ

بدنيا وأُخرى مع الواثقينْ

ربيعكَ أهدى سموَّ اعتدالِ

وألقى علينا جمالَ امتثالِ

بك الكونُ باهى بخير مآلِ

وفاخرَ بعد جميلِ اتكالِ..

على اللهِ حيثُ التقى بالأمينْ

ربيعك نورٌ بدا واضحا

فكانَ لإصلاحِنا مانِحا

وحينَ احتوى الكلَّ، بل سَامَحا

علا صوتُه بالهدى صادِحا:

أتيتُ لإعلاءِ حقٍّ ودينْ

ربيعكَ للأرضِ كان كمَاءْ

أعادَ الحياةَ لها والنقاءْ

تسامَتْ بتوحيدِ ربِّ السماءْ

فنالَت بذلك فيض عطاءْ..

[ابوالوليد المسلم]

مِنَ اللهِ عبرَ مئاتِ السنينْ

ربيعكَ رغمَ افتقاد الأملْ

مِن المدعينَ، ورغمَ الكسلْ

سيبقى الموجهَ نحو العملْ

كمصدرِ نورٍ يزيلُ الوجلْ

لأنكَ أنت تقودُ السفينْ

ربيعك - يا نورُ - قلبي أنارْ

وأشعلَ فيه لهيباً ونارْ

فكان اعتزاماً بُعيد انصهارْ

بطهرِ اتباعك يا خيرَ جارْ

وخيرَ رسولٍ سقى المادحينْ

ربيعك ساقَ إلى الناس خيرا

فأرسى اعتدالاً يباعدُ جَورا

وأَقصى انزواءً يؤخرُ فجرا

فراح يجوبُ الفيافيَ جَهرا

يذرُّ نقاءَ سنَا الراحمينْ

ربيعكَ لما علتْ رايَتُهْ

بعَرضِ البلاد ازدهَتْ هامَتُهْ

تسامى بفتحٍ، وذِيْ ساحتُهْ

سلُوها لتُنبِيَ ما غايَتُهْ؟

تجيبُ: بعدلٍ أَتانا مُبينْ