من روائع لغة (لضاد) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 526 )           »          سيرة المحدث المربي فضيلة الشيخ الدكتور خلدون الأحدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذواقة العربية ... وهب رومية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من مائدة الصحابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1600 )           »          حكاية لا تصح مذكورة في ترجمة العلامة ابن باز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الخلاصة النافعة في التعريف بابن تيمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مفهوم الإنسانية الحقة، في ميزان الله والخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق الإعلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          العلم والتقنية؛ أية علاقة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق والتنصير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-07-2009, 11:44 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
Cool من روائع لغة (لضاد)

إن المنصفين يشهدون بقدرة لغتنا- لغة الضاد- على العطاء والنماء والتطور، وحسبُك أن تعلَم أن اللغة العربية كانت لغة الحضارة في القرون الوسطى، فاستوعبت كل ما فتحته الحضارات القديمة من فكْر وثقافة وغيرهما؛ وهي اللغة التي لبَّت دعوة الإسلام الذي شكَّل منعطفًا في تاريخ العرب والبشرية، فاجتازت العربية امتحانًا كان يجب عليها اجتيازه، فقد استطاعت- بقدرتها على التوليد والتطوُّر- أن تفيَ بكل متطلبات التعبير اللغوي والفقهي والاصطلاحي الذي احتاج إليه الإسلام بكل سعته وعظمته وحضارته، ودونك بعض الأمثلة:
مادة (خير):
الخَيْر: ضدّ الشَرّ، وجمعه خُيور، وهو خيرٌ منك وأخيَرُ، قال تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ (المزمل:20)؛ أي تجدوه خيرًا لكم من متاع الدنيا.
والخَيْر يُقابَل بالشرّ مرّة، قال تعالى: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ﴾ (يونس:11)، ويُقابَل بالضُّرّ مرّة، قال تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (الأنعام:17).
ويُقال: امرأة خَيْرَة وخَيِّرَةٌ، والجمع أخْيار وخِيارٌ، قال تعالى: ﴿وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ﴾ (التوبة:88)، جمع خَيْرَة؛ وهي الفاضلة من كلِّ شيء؛ أي خيِّرات الأخلاق، حِسان الخَلْق، قال تعالى: ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ (الرحمن:70).
والخَيْر: المال، قال تعالى: ﴿إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ﴾ (البقرة:180)، وقوله تعالى: ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 273)، أمّا في قوله تعالى: ﴿فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ (النور:33)، فقيل: عَنى به مالاً من جِهَتهم، أو إن علمتم أنّ عِتْقهم يعود عليكم وعليهم بنفع.
ويُقال: اختَرْتُكم رَجلاً، واختَرتُ منكم رجلاً (أي أنّ الفعل "اختار" يتعدّى بنفسه، كما يتعدّى بحرف الجرّ مِن)، قال تعالى: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا﴾ (الأعراف: 155). وقوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ (القصص:68)؛ أي: ويختار ما لهم فيه الخَير، وهو ما تعبَّدهم به، وليس لهم فيه الخِيَرَة، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ (الأحزاب: 36).
والخِيَار: طلب خَيْرِ الأَمرين، ففي الحديث الشريف: "البيِّعان بالخِيارِ ما لم يتفرَّقا" (متَّفق عليه).

مادة (توب):
التَّوْبُ: تَرْكُ الذنبِ على أجملِ الوجُوه، وهو أبلغ وجوه الاعتذار، قال سبحانه وتعالى: ﴿غافِرُ الذَّنْبِ وقابِلُ التَّوْبِ﴾ (غافر: 3).
التَّوْبةُ: الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ، وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلّم: "الندم توبة" (أخرجه أحمد، وابن ماجه عن عبد اللّه بن مسعود مرفوعًا)، والتَّوْبُ مثلُه، وقال الأَخفش: التَّوْبُ جمع تَوْبةٍ مثل عَزْمةٍ وعَزْمٍ.
وتابَ إِلى اللّهِ يَتُوبُ تَوْبًا وتَوْبةً ومَتابًا: أَنابَ ورَجَعَ عن المَعْصيةِ إِلى الطاعةِ، فهو تائِبٌ وتَوَّابٌ، والتَوَّاب: العبدُ الكثيرُ التوبَة، وذلك بتَركِهِ كلَّ وقتٍ بعضَ الذنوبِ على الترتيب، حتّى يصيرَ تاركًا لجميعه، وقد يُقال لله ذلك، لكثرة قَبُولِه تَوْبة العبادِ حالاً بعدَ حالْ.
وتابَ اللهُ على عَبْدِهِ: وَفَّقَهُ للتوبة، فالله تَوَّابٌ، والعبدُ: تائبٌ، ﴿إنّه كانَ تَوّابًا﴾ (النصر:3)، واستتابه: طَلَبَ منه التوبة.
والتوبةُ: الاعتراف، والنَّدَمُ، والإقلاعُ، والعزمُ على ألاّ يعود الإنسانُ إلى ما اقترفه، ومنه قولهم: "التَّوْبَةُ تُذْهِبُ الحَوْبَة".
التوبَةُ: في الشرعِ تركُ الذنبِ لِقُبْحِهِ، والنَّدَمُ على ما فَرَطَ منه، والعزيمةُ على تركِ المُعاوَدةِ، وتداركُ ما أمكنهُ أن يُتَدَاركَ من الأعمالِ بالإعادةِ، فمتى اجتمعت هذه الأربعُ، فقد كَمُلَت شرائطُ التوبة.
وتابَ إلى الله: تَذَكَّر ما يقتضي الإنابَة، نحو: ﴿وتُوبوا إلى اللهِ جميعًا أيّهَ المؤمنون لعلّكُمْ تُفْلِحون﴾ (النور: 31).
وتابَ اللهُ عليه: أيْ وَفَّقَهُ للتوبة، وقَبِلَ توبته: ﴿لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (التوبة: 117).
والتائبُ، يُقالُ لِباذِلِ التوبَةِ، ولِقَابِلِ التوبة. فالعبدُ تائبٌ إلى الله ؛ واللهُ تائبٌ على عبده.
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ومَنْ تابَ وعَمِلَ صالِحًا فإنَّهُ يتوبُ إلى اللهِ مَتَابًا﴾ (الفرقان:71)؛ أي، التوبة التامّة. وهو الجمعُ بين ترك القبيح، وتحرّي الجميل: ﴿عليهِ تَوَكّلتُ وإليهِ مَتاب﴾ (الرعد:30)، ﴿وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة: من الآية 128).

مادة (أذن):
من ذلك (المئذنة): المئذنة أصل اشتقاقها من الأُذن (عضو السمع)، وآذَنتك بالشيء: أعلمتك به، وسمِّي الإعلام بوقت الصلاة أذانًا، ومنه أُخذت المئذنة.

مادة (فقه):
ومن ذلك (الفقه): يقال فقهت الشيء إذا عرَفته، ثم خُصَّ به علم الشريعة من التحليل والتحريم، وقِس على هذا (السورة) و(الآية) و(السجود) و(الإحرام)، وهكذا دواليك من الألفاظ التي انتقلت وتطورت دلاليًّا من معناها الأصلي إلى معناها العُرفي الإسلامي، وفي عصرنا الحديث أيضًا تطورت كلمات كثيرة دلاليًّا.
وهذا يدل على مواكبة هذه اللغة لمسيرة التطور ووفائها بمتطلبات العصر، ومن ذلك:

التشاجر: انتقلت هذه الكلمة من معنى تشابك الأشجار إلى تشابك المتخاصمين.
الحَضارة: انتقلت هذه الكلمة من معنى الإقامة في الحضر إلى معنى الرُّقِي والتقدم.
الاقتباس: انتقَلت هذه الكلمة من أخذ القبَس إلى الاستفادة والتوظيف والانتفاع.
الجِناية: انتقلت هذه الكلمة من أخذ الثمر وجنْي القِطاف إلى معنى ارتكاب الجُرم.
الدابَّة: انتقلت من معنى كل ما يدبُّ على الأرض إلى معنى ما يُركب عليه.
أيقال- بعد هذا- إن لغتنا لغةٌ عقيم، لا
تساير ركب الحضارة ومتطلبات العصر‍‍؟!!
__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.61 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]