|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() عشاق المديح !!!
لا تفتأ نفس الداعية تسمو نحو المعالي ، تتطلع لواقعِ أفضل لهذه الأمة ولأبنائها ، أمام هذا السيل الهادر من الكيد والعدوان ، في مقابل حالة الهوان والعجز التي تسيطر على ولاة أمرها ، غير أن الداعية وهو يشق طريقه نحو النور ، ويصهر نفسه في بوتقة العمل الدعوي من أجل تحقيق نهضة لأمة ونجدتها لابد أن يقف مع نفسه بين الفينة والأخرى وقفة حساب ، يسترجع ما فات ، ويقيم ما أقدم عليه ، ويدرس خبايا نفسه ونزواتها ، ونتابع معكم الحديث عن سلسلة الأمراض التي قد يقع فيها الداعية ، فتفتك به وبمن حوله . ولا شك أن عشق الداعية للمديح من أخطر المهلكات ، وأشنعها ضرراً ، فيقدم الداعية على عمله وفي نيته البحث عن المكانة والسعي نحو الزعامة ، و يكرس جُل جهده من أجل أن يصل إلى موقع قيادي ما ، فيضع في حساباته محمدة الناس وثنائهم عليه ،ومدحهم له ، فنجده ينتفخ بحمد الناس له ، وينتفش بمديحهم ، ويغتر بعمله ، وتطرب أذنيه لسماع كلمات الإعجاب والإطراء . وهذا الفضيل بن عياض يضع ضابطاً للنفس فيقول ( إن من علامة المنافق أن يحب المدح بما ليس فيه ، ويكره الذم بما فيه ، ويبغض من يبصره بعيوبه ) . نعم … كثيرون هُم من تأنف نفوسهم عن تقبل النصيحة ، فإذا ما نصحت أحدهم في يوم من الأيام تجده لا يتورع عن الإشاحة بوجهه عنك إلى درجة قد تصل حد البغض والكراهية . وهناك نوع آخر من عشاق المديح وهو مبادرة الداعية لمدح نفسه وتزكيتها أمام الآخرين ويكفينا في هذا النوع قوله تعالى ( فلا تُزكوا أنفسكم ) . إن إخلاصنا في أعمالنا لوجه الله ، والتنصل من مهالك النفس ، وصدها عن هواها ، هو من أجدى الوسائل في الحفاظ على جهودنا ، وإنجازاتنا وحمايتها من التآكل أو الذوبان ، إن هتافنا الدائم ( الله غايتنا ) لا يتوقف عنده كونه مجرد هتاف أو شعار بل يتجاوز ذلك بكثير ليرقى إلى درجة المنهج والقانون الذي نعمل وفق سلطته . والدعوة لا تنتصر أبداً بالمنتفخين وأصحاب الشعارات ، وإنما يشتد عودها ، ويقوى ساعدها ، بالمخلصين الذين لا يهمهم مديح الآخرين لأعمالهم ، ولا يأبهون سواء علم الناس بجهودهم أم لا ؟ فلنحرص على إخلاص أعمالنا لوجه الله تعالى ولنختم بقول الثوري ( فإن لم تكن معجباً بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس ، ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ، ويروا لك به شرفاً ومنزلة في صدورهم ). بقلم / عبق القدس عبد الوهاب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |