|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هالة القحطاني، كاتبة سعودية قفص العصافير تلفتت يميناً وشمالاً بحثا عن أي موظف تتحدث معه، فلم تجد سوى أعين تبحلق نحوها باندهاش وبفضول سلبي مستفهمة عن سبب تواجدها في هذا المكان وفي تلك الساعة المزدحمة من النهار، لم يحاول أحد من الموظفين الاقتراب لكي يسألها إن كانت بحاجة إلى مساعده بل كانت الأعين تتابعها بصمت معهود، اقتربت من منصة أحد المكاتب التي كان يصطف فيها عدد من المراجعين، وسألت الموظف الذي كان هناك: "من فضلك أريد أن أقابل المدير". انتقلت إليها أعين جميع من كان في ذلك الطابور بهدوء، ولم يجبها الموظف الذي كان مشغولاً مع الذي أمامه، بل قال على الفور: "اذهبي إلى قسم السيدات يا حرمه"، عادت مرة أخرى تقول له: "لو سمحت أريد أن أقابل المدير لقد عدت لتوي من قسم السيدات، لقد قلن لي بأنهن لا يستطعن مساعدتي في هذا الأمر، الموضوع يحتاج لمدير القسم الرجالي لمساعدتي"، فقال لها: "إيش عندك". قالت: "يا أخي أرجوك، أريد أن أقابل المدير الموضوع متشابك وطويل"، فهز رأسه لأحد زملائه الذي غاب قليلا ثم عاد ليقول لها: "المدير مشغول الآن ولكن تستطيعي أن تعرضي مشكلتك للمسؤول، هذا مكتبه"، وأشار بيده نحو أحد المكاتب التي كانت مفتوحة وقتها. دخلت السيدة إلى المكتب وقالت: "السلام عليكم، هل أنت المسؤول"، هز رأسه بالإيجاب فقالت: "أنا داخلة على الله ثم عليك، أرجوك ساعدني". فأشار لها بيده لتجلس على الكرسي الذي أمامه على اليسار، وقال: "خير إن شاء الله". قالت: "أريد موافقة من عندكم على السفر بمفردي أو مصطحبة أطفالي"، وفتحت حقيبة يدها وأخرجت صور أولادها وبطاقة الأحوال، وقالت: "هذا ابني الكبير 18 سنة يدرس في القاهرة، وهذا 14 سنة، وهذا 10 سنوات، وهذه صورة ابنتي الوحيدة 7 سنوات، أريد أن أسافر إلى ولدي البكر الذي تعرض إلى حادث منذ يومين فجأة هناك، ولا يعقل أن يجعل النظام ولدي هذا - وأشارت على صورة ابنها ذي الـ14 سنة - هو ولي أمري بعد وفاة والدهم رحمه الله"، نظر إليها المسؤول باندهاش كبير وقال لها: "الأخت سعودية"، قالت: "نعم"، ومدت يدها ببطاقة الأحوال، فقال: "كأنك لا تعرفين القانون في هذه الأمور، أين والدك أو أحد إخوانك"، استطردت: "والدي يقيم في مدينة أخرى وهو يعاني من مرض الزهايمر، ولي أخ متوفى والآخر مقيم في الخارج منذ خمس عشرة سنة، وليس هناك بيننا وبين أعمام الأولاد أية صلة منذ وفاة أبيهم، فأنا موظفة - ومدت يدها بتعريف عن محل عملها - وأعيل أولادي منذ وفاة والدهم السنة الماضية، وهذا محل سكني"، وأخرجت صك ملكية لمنزل ووضعته أمام المسؤول، الذي احتار وخجل في نفس الوقت لأنه لن يستطيع أن يفعل لها شيئاً، وقال: "ياأختي أنا آسف، لا يوجد قانون يعطينا الحق في إخراج تصريح سفر لك دون ولي أمر، جربي المحكمة"، تجمعت الدموع في عينيها بعد أن سمعت رده ولكن حبستها في محجريها وقالت: "أرجوك لا وقت لدي أريد أن أرى ولدي الذي ينام في العناية المركزة، أنا على استعداد أن أدفع أي مبلغ إذا كانت الإجراءات طويلة ومعقدة، أرجوك"، هز المسؤول رأسه وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، ومد يده بكأس ماء كان أمامه على المكتب لها، رفعت يدها وقالت: "لا أريد ماء أريد ورقة لكي أسافر وأرى ابني الذي هو في أشد الحاجة لي، أنا مستعدة أن أذهب للمدير الأعلى مرتبة إذا كان الموضوع بيده لأقابله ولكن يوافق على منحي الموافقة، رد الرجل: "أستغفر الله العظيم"، وأخذ يهز رأسه حيرة وقال: "يا أختي لا أستطيع أن أفعل لك شيئا، أنا آسف الله يساعدك إن شاء الله"، وقفت وغادرت المكان مسرعة بعد أن خنقتها دموعها التي بللت الغطاء الذي كان على وجهها، وما إن صعدت إلى سيارتها حتى انفجرت تنتحب بصوت مكتوم ويديها على رأسها، لم تنم ليلتها تلك بل قضتها تدعو الله أن يلطف بابنها في الغربة. وفي اليوم التالي ذهبت إلى المحكمة، وبعد أن أخذت دورها دخلت على كاتب عدل وقالت له: "أريد وصاية على نفسي". رفع الرجل رأسه لها مستغرباً طلبها وقال: "من الذي سيوكلك على نفسك هل لك زوج أو والد"، قالت: "ولدي الكبير مريض في الخارج، أريد أن أذهب لأراه أنا وبقية أولادي القُصّر، أرجوكم، ساعدوني، لمن أذهب، من يخرج لي تصريحا كي أرى ولدي"، وانهارت المرأة باكية، قالت: "أريد وصايتي على نفسي أريد الورقة الآن أريد أن أرى ولدي يا ناس". في غياب الرجل من حياة المرأة كيف من المفترض أن تعيش مثل تلك السيدة ذات الظروف الخاصة التي ليس لها معيل إلا نفسها. في غياب رب الأسرة ومعيلها وانتقال الإعالة للأم فعليا لماذا تظل تحتاج إلى مذكر لكي يقوم بالسماح لها بفعل أبسط أمورها. هل مسموح للسيدة السعودية الاستمرار بالعيش إذا لم يكن لها مذكر يمثلها "كولي أمر" أم تهاجر إلى الخارج إذا استطاعت أصلا، وإذا كانت تحب بلادها وتريد العيش فيها، ماذا تفعل في غياب القانون الذي يسهل لها حياتها ويساعدها معززة مكرمة، في هذه الحالة ما لها سوى أن تعبر أحد الخطوط السريعة دون أن تنظر يمينا أو شمالا لكي تكسر قيودها. متى سيحطم القانون والمشرع والمجتمع قفص العصافير المسجونة داخله المطلقة والأرملة واليتيمة والتي تعدت الأربعين سنة والتي لا رجل لها بقانون منصف بحقها وبحق عيالها ومن تعيلهم من شيوخ ومسنين. أما آن الأوان أن يتم إصدار قانون طوارئ للأحوال المدنية والشخصية لفك الأزمات التي تمر فيها المواطنات وخاصة التي لا معيل لها أم من العادي أن تأخذ القضايا عشرات السنين تحت الدراسة لكي يتم تنفيذها، وحين تطبق يكون الزمن تغير واستجدت أمور جديدة بحاجة لإصدار وتعديل القانون القديم الذي استهلك ألفية كاملة تحت الدراسة. تلك المرأة التي ورم عيناها البكاء والأرق بسبب شللها التام عن إيجاد وسيله توصلها إلى ابنها المريض بالخارج بسبب غياب القوانين العامة لبعض شؤونها، هي نفسها التي أنجبت الوزير، والسفير. تلك هي نفس السيدة التي أنجبت أبناء في السلك الدبلوماسي والعسكري، هي نفسها التي أنجبت أعضاء مجلس الشورى الذين إلى الآن لم يولوها ذاك الاهتمام الملحوظ في جلسة يبحثون فيها عن مشاكلها وهمومها وليس لبحث المزيد من القيود التي يفرضها المجتمع وتبرر تحت غطاء الدين وأصول فقهية متناقضة عن الحقيقة بعيدة كل البعد عن إدراك العقل بعد أن تم التستر عليها لعقود من الزمن من باب سد الذرائع أيضا. أنا لست ممن يطالبون بتحرير المرأة لأن هذا الشعار لا يعجبني ونحن بريئون منه وتدخل تحته العديد من الشبهات، أنا ممن تطالب بإعدام العنصرية وضد التمييز في الحقوق وضد احترام أي طفل لمجرد أن وجهه يملؤه شارب، وضد تحقير وتصغير من شأن أي امرأة كانت لأنها من غير محرم، ضد أن تقف في آخر الطابور أو على الطرقات لأن دخولها ممنوع. ضد أن تلقى أي امرأة بالألفاظ في الأماكن العامة لمجرد أنها بمفردها أو حتى برفقة أطفالها، ضد أن تأخذ تلك المرأة بعد هذا العمر وتلك التربية الإذن من طفلها لكي تسافر أو حتى تقضي أي حاجة من حوائجها إلا بإذنه بصفته "ولي أمر". هذا قمة المهزلة ولا بد أن تتوقف على الفور، أتجعلون الأطفال أولياء أمور لسيدات فوق الأربعين هن في الأصل أمهاتهم وخالاتهم وعماتهم اللاتي ربينهم. هل بلغ الإجحاف والتحقير وعدم الثقة في إمكانات المرأة لهذه الدرجة، هل المهم أن يكون ذكرا فقط لكي نقول إننا طبقنا تعاليم الدين، حتى الدين بدأنا نلتف عليه بأطفال يحملون صكوك وكالة يهددون ويلعبون ويبتزون به من أرضعنهم. ما الضير في إعطائها الوصاية على نفسها وعلى من تعولهم، ما الضير في أن تتحمل رسميا "بالأوراق" كما تتحمل فعليا وماديا مسؤولية أسرتها. لنطلق سراحها ونعطيها حقها على نفسها لأنها نفس المرأة التي أنجبت أبناءك الذين ولدوا على يديها بجدارة، وعلمت البنات في المدارس وكانت مديرة مدرسة وجامعة ومديرة قسم واستشارية وطبيبة عيون وباحثه جينات وعالمة كيميائية وكاتبة وأديبة وشاعرة، أعطت مجتمعها بكل حب ما تعلمته، أبعد كل تلك الإنجازات مازالت غير جديرة بالثقة لكي تجعل رضيعها يحكم أمرها.
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() هناك الكثير من النساء في مثل حالة هذه المرأة لذلك يجب العمل على تطبيق مقولة لكل مقام مقال وانا اضم صوتي لصوتك في أنه يجب النظر لهموم المرأة وظروفها فهناك نساء يصعب أن تجد للرجل مكان في حياتهم حتى وإن كان الأمر ليس بإرادتهن ![]() الله يعين هذه الأم ويكحل عينها بشوف ولدها سالم معافى يارب جزاك الله خير أخي الكريم |
#3
|
||||
|
||||
![]() مشكووووووووووره أختي حمامة السلام
وأنا أحترم رأيك كثيراً
__________________
![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() هلا إخواني وأخواتي الأعضاء
وين ردودكم الروعه على الموضوع
__________________
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |